عام أسود للصحفيين بالعالم العربي
هم الصحفيون والإعلاميون أبناء مهنة البحث عن المتاعب، كما اصطلح دائما على تعريفها، يسارعون بمحض إرادتهم إلى مناطق التوتر والحروب، يدلون بدلوهم في قضايا سياسية شائكة بالخبر تارة وبالتحليل تارة أخرى.
وبطبيعة الحال، لمهنة نقل الخبر وتحليله ثمن باهظ يصل في أحيان كثيرة إلى فقد الحياة نفسها.
عام 2014 لم يكن استثناء، ومن أبرز إحصائياته أن نصف الصحفيين الذين لقوا حتفهم فيه قتلوا في منطقة الشرق الأوسط وحدها.
حلقة الأحد (28/12/2014) من برنامج "الواقع العربي" سلطت الضوء على واقع الصحفيين بالعالم العربي خلال سنة 2014، وناقشت سبل مواجهة الانتهاكات المتفاقمة بحق الصحفيين بالمنطقة.
وشارك في الحلقة من بيروت أستاذ القانون الدولي أنطوان صفير، ومن واشنطن شريف منصور منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين ومقرها نيويورك.
تطور القوانين
وقال صفير إن القوانين الدولية في تطور مستمر للتأكيد على أن العمل الصحفي عمل مقدس.
ولفت إلى أن الموضوع يتعلق بمبدأ عام وهو أن الدولة التي تحترم حرية التعبير والحريات الأساسية يجب عليها أن تحترم حرية الإعلام والعمل الصحفي، مضيفا أن الدول مدعوة لتطبيق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
أما في ما يتعلق بحالات الحروب والنزاعات، فقد بين صفير أن القوانين الدولية ذات الصلة تطورت، مشيرا إلى أن هناك احتراما مضاعفا في هذه الحالات للعمل الإنساني والعمل الصحفي.
وشدد أستاذ القانون الدولي على الحاجة إلى زيادة الضغوط على المنظمات الدولية من أجل دفع الحكومات إلى احترام حرية الإعلام وعمل الصحفيين.
عام أسود
من جانبه، ذكر منصور أن الأسباب التي جعلت من 2014 عاما أسود -في مجال الانتهاكات المسجلة بحق الصحفيين- تعود إلى استمرار مناطق النزاع المسلح بمنطقة الشرق الأوسط، وإلى تزايد استهداف الصحفيين الأجانب في نزاعات سوريا والعراق وأوكرانيا وأفغانستان، بالإضافة إلى سياسة الإفلات من العقاب المستمرة في العراق خصوصا.
وأضاف أن منطقة الشرق الأوسط عانت طويلا من الديكتاتورية وحكم الفرد ما يجعل الصحفيين في مواجهة مباشرة مع الأنظمة.
وأوضح منصور أنه في هذا العام دخل على الخط طرف آخر يستهدف الصحفيين، في إشارة إلى المجموعات التي توصف بالإرهابية على غرار تنظيم الدولة الإسلامية.
وبين منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بلجنة حماية الصحفيين -في ختام مداخلته- أن البرنامج يعمل مع منظمات أخرى من أجل الضغط لاستحداث قوانين أكثر فاعلية لحماية الصحفيين على المستوى الدولي.