الواقع العربي

العلويون في سوريا.. ضحايا النظام أم أنصاره؟

استعرضت حلقة الجمعة 26/12/2014 من برنامج “الواقع العربي” موقف الطائفة العلوية من نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ودعمها نظام حكمه، ومشاركتها في قمع الثورة السورية.

يظن البعض أن الطائفة العلوية في مأمن مما تشهده سوريا منذ انطلاق الثورة، غير أن الأحداث والحقائق تثبت عكس ذلك، فقد دفعت الطائفة دماء عشرات الآلاف من أبنائها ثمنا لدعمها الحملة العسكرية التي يشنها نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وفي المقابل، تشير الحقائق أيضا إلى امتلاك العلويين مفاصل الدولة في سوريا، الأمر الذي يثير العديد من الأسئلة بشأن المستقبل، وإمكانية استمرار ما يوصف بـ"الرباط المقدس" بين نظام الأسد والطائفة العلوية.

غطاء وحماية
المحلل العسكري والإستراتيجي السوري عبد الناصر العايد أوضح لحلقة الجمعة 26/12/2014 من برنامج "الواقع العربي" أن العلويين يسيطرون على قطاعي الجيش والأمن بنسبة عالية، كما يهيمنون بصورة شبه مطلقة على مفاصل الدولة الاقتصادية.

وأوضح أن الصدام الذي حدث بين الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد وشقيقه رفعت الأسد جعل دائرة السيطرة على الحكم تضيق وتنحصر في الطائفة العلوية فقط، وزادت هذه الدائرة ضيقا في عهد الرئيس السوري بشار الأسد.

ونفى العايد أن تكون الأحكام على الطائفة العلوية بمساندة النظام صحيحة بالمطلق، ولكنه أوضح أن النظام نجح في توريط أبناء النظام في تدمير وقصف إخوانهم السوريين، الأمر الذي يمكن أن يشكّل شرخا اجتماعيا كبيرا على المدى الطويل بين أبناء الطائفة والشعب السوري.

وأكد أن الطائفة صارت هي التي تتمسك بالنظام وتدافع عنه، لأنه يمثل غطاء لحمايتها، ولن تتخلى عنه في المدى المنظور رغم وجود شريحة ضعيفة من الطائفة تحاول أن تغير الموقف، لكنها غير قادرة على فعل شيء.

محاكمة
ومن جهته أوضح الكاتب الصحفي والمعارض السوري حبيب صالح أن معظم أنظمة الحكم تبني حولها نسيجا ليحميها ويستفيد منها، كما في حالة النظام السوري، الذي "اجتث هؤلاء من أراضيهم وألحقهم بمليشياته وفرقه العسكرية".

وباستصحاب الأسباب التوثيقية والوطنية والتاريخية، أكد صالح أن الطائفة ليست لديها دار إفتاء توجهها، و"لكن النظام تسلل إليها وسيطر عليها عبر التجنيد والترغيب للعلويين"، ودعا إلى "إدانة المجرمين الذين شاركوا النظام جرائمه، وفعلوا أكثر مما فعله جميع الطغاة عبر التاريخ".

وتبرأ الكاتب الصحفي المعارض من انتمائه للطائفة العلوية، ونادى بإعدام كل من شارك في قتل الثوار وتخريب البلاد في الميادين العامة أو أن يتم تقديمهم للمحاكمة.