الواقع العربي

التحديات التي تواجه حركة حماس

تطرقت حلقة (14/12/2014) من برنامج “الواقع العربي” إلى التجربة السياسية والعسكرية لحركة حماس الفلسطينية، والتحديات التي تواجهها داخليا وجارجيا، وذلك تزامنا مع احتفال الحركة بذكرى تأسيسها الـ27.

من عالم المقاومة المسلحة إلى دهاليز السياسة، ومن المعارضة إلى السلطة، ومن مواجهة سياسية وحملة عسكرية إلى أخرى.. قد تلخص هذه الكلمات مسيرة حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التي تحتفل بذكرى تأسيسها الـ27. وحقيقة الأمر أن لحماس شعبية غير محدودة داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها، لكن أعداءها كثر داخليا وخارجيا، ولا يمكن حصرهم في إسرائيل، فهناك قوى عربية وغربية تصنف حماس جماعة إرهابية.    

ودفاعا عن خطى الحركة، أكد عضو المكتب السياسي فيها الدكتور محمود الزهار أن حماس لم تتخل عن خيار مقاومة الاحتلال عندما انخرطت في الحكم، وقال إن دخولها الانتخابات البلدية في 2005 والانتخابات التشريعية في 2006 "لم يكن عزوفا عن المقاومة لكنه دفاع عنها".

وأضاف لحلقة (14/12/2014) من برنامج "الواقع العربي" أنه عندما عزفت حماس عن الحكم تنازلت السلطة الفلسطينية عن 80% من الأراضي الفلسطينية، ونزعت أسلحة المقاومة وزجت بهم في السجون، وأشار إلى أنه ما بين عامي 1994 و2000 لم تكن هناك مقاومة.  

ودافع مسؤول حماس عن إنجازات حركته، وخاصة نجاحها -حسب تأكيد الزهار- في تحويل الشرطة والأمن الوقائي من مهمة حماية اتفاق أوسلو إلى مهمة حماية برنامج المقاومة، ووصف الحركة بأنها "شعلة مضيئة وشمعة نظيفة تضيء لكل من يرفض الاحتلال".

لا إخفاق
ورفض الزهار أن تكون حماس قد أخفقت في مهمتها، وأنها تسببت في الحصار المفروض على الشعب في قطاع غزة، وتساءل عن حال الضفة الغربية التي قال إن بها سلطة متعاونة مع العدو، وأكد في السياق أن الحصار الذي بدأ في 2006 سببه الإيديولوجية السياسية التي تتبعها الحركة ورفضها وجود إسرائيل.

وبشأن الواقع العربي الجديد وتغير التحالفات، أقر عضو المكتب السياسي لحماس بأن "البيئة السياسية والجغرافية المحيطة غير ملائمة لخيار المقاومة"، وأن المرحلة ضبابية، لكنه شدد على تمسك الحركة بثوابتها وبأنها ليست حركة "إرهابية".

وعلى خلاف موقف الزهار، رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر الدكتور مخيمر أبو سعدة أن مزاوجة حماس بين الحكم والمقاومة هو أحد إخفاقاتها، واتهمها بجلب الحصار والعزلة إلى غزة، واعتبر أن الأمور زادت سوءا في ظل المتغيرات السياسية في المنطقة وخاصة في مصر.

فبعد عزل الرئيس المصري محمد مرسي -يضيف أبو سعدة- بات النظام المصري يصنف الإخوان المسلمين جماعة "إرهابية ومحظورة"، وحماس "هي جزء من الإخوان"، وأشار إلى أن العلاقة بين حماس والنظام المصري باتت شبه مقطوعة.

وبحسب أستاذ العلوم السياسية، فإن حماس تواجه خيارات صعبة بحكم الحصار، وبحكم ما اعتبرها العزلة الدولية المفروضة على الحركة الفلسطينية، وكذلك المحيط العربي الذي قال إنه بات مقاطعا لها.

ورأى أن حماس عليها أن تقرر بشأن المضي في سبيل المصالحة الفلسطينية، في ظل الظروف المالية الصعبة التي تمر بها وعدم صرف رواتب الموظفين، رغم إقرار أبو سعدة بأن حماس قدمت أمور إيجابية في هذا الشأن والكرة الآن في ملعب السلطة الوطنية الفلسطينية.     

كما أقر أستاذ العلوم السياسية بدور حماس، وقال إنها تشكل حماية وحاضنة للمقاومة، وبأنها استطاعت أن تطور من قدراتها القتالية التي ظهرت في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة.