هل تغيرت حركة فتح الفلسطينية؟
من المقاومة المسلحة إلى التفاوض السلمي، ومن حركة تحرر وطني إلى حزب سلطة في ظل الاحتلال.. عنوان عريض قد يلخص تاريخ حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح). الحركة كانت نتاج فكرة جامعة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وانتهى بها الحال إلى حزب يعمل كوادره في صفوف السلطة الفلسطينية في رام الله.
والسؤال الذي يفرض نفسه: هل فتح الستينيات والسبعينيات والثمانينيات هي ذات الحركة التي غيرت الكثير من خطها السياسي بعد اتفاق أوسلو عام 1993؟
ووفقا لعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، الدكتور محمد اشتية، فإن فتح هي حركة متغيرة تبنت إستراتيجية الكفاح المسلح، ثم مسار مبادرة السلام، وصولا إلى ما قال إنها إستراتيجية تدويل القضية الفلسطينية.
ورأى أن الحركة لها علامات مسجلة، حيث إنها حافظت على الوحدة الوطنية وعلى استقرار القرار الوطني الفلسطيني، وإنها أبقت على القضية الفلسطينية في ظل الصراعات العربية.
ووصف اشتية في حديث لحلقة 11/12/2014 من برنامج "الواقع العربي" فتح بالحركة الواقعية التي استطاعت أن تتأقلم مع المتغيرات الداخلية والخارجية.
غير أن أستاذ الدراسات الدولية في جامعة بيرزيت الدكتور أحمد عزم لم يتفق مع اشتية في كون فتح استطاعت أن تتأقلم مع المتغيرات الفلسطينية والدولية، وقال إن الحركة مرت بتحولات من عام 1988 إلى عام 1993، فقد تبنت الكفاح المسلح خلال انطلاقتها، لكنها تبنت لاحقا التسوية السياسية مع الاحتلال، واعتبر أنه بعد اتفاق أوسلو حدث صعود وهبوط في أداء الحركة.
والثغرة التي يسجلها عزم في أداء فتح هي أنها لم تقم بالتجديد الفكري والتنظيمي، وبقيت على نفس الأدبيات منذ الستينيات، وقال إن هناك خللا ما داخل الحركة يمنع توليد الأفكار والبرامج. وأشار أيضا إلى مسألة التزاوج بين السلطة والحركة، وكيف أن هذه الأخيرة تحولت إلى حزب حاكم.
أما عضو اللجنة المركزية لفتح، فأكد ما وصفه بحدوث شبه تزاوج بين السلطة وفتح، وكشف أنه منذ عام 2007 وقع فصل بين الحركة والحكومة.
وبشأن استشهاد الوزير زياد أبو عين، وما إذا كان يشكل نقطة تحول جديدة في مسار فتح، قال اشتية إن اغتيال الرجل يشكل تغيرا إستراتيجيا في تعاطي الحركة مع الاحتلال، وأضاف "نريد تحويل السلطة إلى سلطة مقاومة، والدفع جار في هذا الاتجاه"، وأشار إلى أن الثقل السياسي للحركة انتقل من الشتات إلى داخل الأراضي الفلسطينية.
من جهته، أوضح أستاذ الدراسات الدولية في جامعة بيرزيت أن استشهاد أبو عين يجسد المقاومة الشعبية في الصمود والتصدي للمستوطنين، وخلص إلى أنه في حال لم يتم تصعيد المقاومة الشعبية المنسقة والتراجع عن العديد من الترتيبات والتفاهمات التي تمت في الماضي، فسيحدث شيء عكسي.
وكان الوزير أبو عين قد استشهد ظهر الأربعاء بعد تعرضه لاعتداء من جنود إسرائيليين في فعالية لزراعة أشجار بالأراضي المهددة بالاستيطان.