الواقع العربي

طبيعة قوات "فجر ليبيا" ومصير التشكيلات الثورية المسلحة

ألقت حلقة الأحد (9/11/2014) من برنامج “الواقع العربي” الضوء على تعريف قوات “فجر ليبيا”، وناقشت مصير التشكيلات الثورية المسلحة التي تكونت مع قيام الثورة الليبية.

شهدت ليبيا الكثير من التطورات السياسية والميدانية منذ الإطاحة بالعقيد الراحل معمر القذافي، وتصدرت ما تعرف بقوات "فجر ليبيا" العناوين في العام الحالي، وهو تحالف من تشكيلات مسلحة يقول المنتمون له إن وجوده كان ضروريا لحماية الثورة والتعامل مع مخاطر سياسية وأمنية تمر بها ليبيا.

ولتعريف المقصود بقوات "فجر ليبيا" دعا المحلل السياسي أنس الفيتوري إلى العودة بالذاكرة إلى عهد رئيس المكتب التنفيذي التابع للمجلس الوطني الانتقالي الليبي السابق محمود جبريل حينما قام تحالف القوى الوطنية بمحاولة إضعاف المؤتمر الوطني والنيل منه على الساحة السياسية، الأمر الذي أوصل المشهد إلى حالة من "الانسداد السياسي"، إضافة إلى انطلاق عملية "الكرامة" في الفترة التي شهدت العديد من الاغتيالات ببنغازي، ولم تستطع الحكومة السيطرة عليها أو معرفة الجناة، وبعد ذلك قامت كتائب من مدن مختلفة بتكوين ما عرف في ما بعد بـ"فجر ليبيا".

وعبر الفيتوري عن أمله بألا تعود البلاد إلى مربع المؤتمر الوطني، ودعا إلى إعادة النظر في فكرة المشروع السياسي الذي يدعو للقطيعة الكاملة مع الفرقاء الآخرين، وأكد وجود فرصة لبناء الدولة على فكر جديد ومشروع سياسي واضح يعارض المشاريع التي تفرض في المنطقة من قبل بعض "القوى الدولية"، وشدد على ضرورة أن تكون الدولة مدنية ديمقراطية، وتمثل شريكا سياسيا حقيقيا في المنطقة، وحذر من محاولة الدولة العسكرية العميقة في ليبيا وشركائها في المنطقة للترويج لفكرة وجود "الإرهاب" في البلاد.

اصطفاف وطني
من جانبه، تحدث علي بوزعكوك رئيس منتدى المواطنة للديمقراطية والتنمية وعضو مجلس النواب المنحل عن بنغازي عن وجود محاولة لـ"شيطنة" ثوار 17 فبراير/شباط والإسلام السياسي إضافة إلى مدينة مصراتة، الأمر الذي خلق حالة من الاحتقان الشديد في المشهد السياسي.

وقال إن عدم الاستقرار الذي شهدته طرابلس دفع قيادة الجيش الليبي إلى تحريك القوات لتنقذ العاصمة من شرور قوات الصواعق والقعقاع التي كانت تختطف الناس، وجعلت شارع المطار غير آمن بشكل كامل، الأمر الذي دفع القوات الثورية إلى تكوين "فجر ليبيا" للدفاع عن ثورة 17 فبراير/شباط ضد هذه القوى المعادية للثورة.

ورأى أن الحديث الذي يسود في وسائل الإعلام الغربية عن قيام الإسلاميين بحمل السلاح بعد خسارتهم الانتخابات هو حديث مفبرك، لأن قوات "فجر ليبيا" تضم كافة ألوان الطيف السياسي الليبي من علمانيين وليبراليين وإسلاميين، وأكد أن ما حدث هو اصطفاف وطني لحماية مكتسبات الشعب.

وأوضح بوزعكوك أن مجلس شورى الثوار في بنغازي يتكون من العديد من الفصائل والتشكيلات العسكرية التي أسهمت في هزيمة نظام القذافي، ومعظمها منضوية تحت لواء أركان الجيش الليبي، وأكد أن الأعوام الماضية شهدت صرف بلايين الدولارات في مشاريع وهمية، بينما تم استبعاد الثوار عن مراكز صنع القرار.