الواقع العربي

قمع غير مسبوق لحرية الصحافة في مصر

سلطت حلقة الاثنين (3/11/2014) من برنامج “الواقع العربي” الضوء على واقع حرية الصحافة والعمل الإعلامي في مصر وأثره على تحديد معالم المرحلة.

تؤكد تقارير المنظمات المحلية والدولية المهتمة بواقع الحريات في مصر ومن بينها حرية العمل الإعلامي، أن أوضاع الصحافة والصحفيين في تدهور مستمر منذ انقلاب 3 يوليو/تموز 2013.

وكان آخر هذه التقارير صدر عن المرصد المصري للحقوق والحريات بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة إفلات مرتكبي الجرائم بحق الصحفيين من العقاب، ليسلط الضوء على العديد من الانتهاكات والتجاوزات بحق حرية الصحافة.

وسرد التقرير إحصاءات حول ما ارتكب بحق الصحفيين والإعلاميين بعد عصر الانقلاب، لتشمل: تسع حالات قتل لإعلاميين في الميدان، وإصابة 60 بجروح متنوعة، ومحاكمة ستة إعلاميين عسكريا، بالإضافة إلى بلوغ عدد المعتقلين 92 إعلاميا منهم 67 ما زالوا رهن الاعتقال، بينهم صحفيو شبكة الجزيرة.

وأشارت الإحصاءات إلى غلق 10 قنوات فضائية، وغلق ومداهمة 12 مكتبا لمؤسسات إعلامية، ومنع صحيفتين من الصدور، بالإضافة إلى 22 حالة منع من الكتابة، وفصل 30 صحفيا بصورة تعسفية.

كبير المستشارين في لجنة حماية الصحفيين فرانك سمايث أكد أن الصحفيين يواجهون ظروفا عصيبة في مصر، قائلا إن "الحكام العسكريين يسيطرون على الإعلام لمنع توجيه أي نقد إليهم".

ووصف سمايث أوضاع حرية الصحافة والإعلام بأنها تبعث على خيبة الأمل بعد الثورة التي شهدتها البلاد للإطاحة بنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، موضحا أن الصحافة تتعرض "لقمع غير مسبوق وعميق في نطاقه وتركيزه لحجب المعلومة الحقيقية عن الموطنين".

وأوضح أن السلطات "توجه تهما غير معقولة للصحفيين تستخدم في محاكم هزلية لقمع حرية الصحافة"، وذهب إلى القول بأن "السلطة العسكرية لا تطيق أي انتقادات لسياستها سواء من الداخل أو الخارج".

وتعليقا على تبرير الحكومة لإجراءتها ضد الإعلام بدعوى محاربتها للإرهاب، شدد سمايث على أن حرية الصحافة ركن أساسي لأي نظام ديمقراطي ناجح، وأضاف أن "الناس يجب أن تطلع على المعلومات بسهولة، ومحاولة النظام لحجبها ستكون نتائجه وخيمة".

خندق واحد
وفي هذا السياق، قال النقيب السابق للصحفيين المصريين ممدوح الولي إن نقابة الصحفيين ورؤساء التحرير يتمركزون في خندق واحد مع الانقلاب، وذلك ما تجلى في البيان الصادر عن اجتماعهم في أعقاب تفجيرات سيناء الأخيرة لدعم ما وصفوها بإجراءات الدولة في مواجهة العناصر الإرهابية.

وكان رؤساء تحرير عدد من الصحف المصرية -إلى جانب النقيب الحالي للصحفيين- قد ضمهم اجتماع عاجل بمقر حزب الوفد، تمخض عن بيان داعم للنظام الجديد، ورافض لأي مساس ولو من بعيد بسياساته ورموزه.

وأوضح الولي أن هذا الاجتماع جاء بعد يوم من اجتماع أصحاب الفضائيات الخاصة مع اتحاد الإذاعة والتلفزيون.

لكنه أشار إلى توقيع 500 صحفي على عريضة -مفتوحة للتوقيع الإلكتروني- تصف بيان رؤساء التحرير والنقيب بأنه لم يميز بين مواجهة الإرهاب والتأسيس لفاشية جديدة، واعتبروه خيانة لحق القارئ في المعرفة.

وأضاف النقيب السابق أن الجسم الصحفي بخير ويرفض صحافة الصوت الواحد، متوقعا زيادة أعداد الموقعين على العريضة خلال الأيام القادمة، قبل أن يعقدوا اجتماعا في النقابة يوم الأربعاء للإعلان عن خطوتهم القادمة.