الواقع العربي

انتهاكات مليشيات "الحشد الشعبي" بالعراق وموقف الحكومة

تناولت الحلقة الاعتداءات التي يتعرض لها المدنيون في المناطق التي استعادها الجيش العراقي وقوات البشمركة من تنظيم الدولة الإسلامية.
كثيرة هي التقارير والأخبار التي تتحدث عن استعادة الجيش العراقي وقوات البشمركة مناطق في العراق كان تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر عليها.

في المقابل، هناك أيضا الكثير من التقارير التي تتحدث عن ممارسات تنظيم الدولة في مناطق كان يسيطر عليها أو لا يزال.

غير أن المسكوت عنه إخباريا وحقوقيا ودوليا بدرجة كبيرة هو ما تناقلته تقارير موثقة بشأن عمليات خطف وقتل وحرق منازل وترويع للمدنيين بأيدي مليشيات مسلحة، ومباركة حكومية في مناطق بات الجيش يسيطر عليها جنبا إلى جنب مع مجموعات مسلحة تابعة له.

حلقة الخميس (27/11/2014) من برنامج "الواقع العربي" ألقت الضوء على الاعتداءات التي يتعرض لها المدنيون في مناطق استعادها الجيش العراقي وقوات البشمركة من تنظيم الدولة.

خريطة السيطرة
على خارطة العراق تتوزع المناطق التي استردتها قوات الجيش العراقي ومليشيا الحشد الشعبي وقوات البشمركة من قبضة تنظيم الدولة.

 فقد استعيدت ناحيتا جلولاء والسعدية بمحافظة ديالى (شمال شرق البلاد) حيث تتوزع خارطة السكان بين الأكراد، والعرب الذين يغلب عليهم المكون السني، فيما يشكل الشيعة أقلية.

واستعادت قوات البشمركة مساء أمس الأربعاء السيطرة على موقعين إستراتيجيين جنوبي كركوك (شمالي العراق)، هما قاعدة تل الورد العسكرية وقرية مكتب خالد بعد معارك عنيفة مع تنظيم الدولة.

كما أعلن الجيش العراقي وقوات البشمركة استعادة السيطرة على سبع قرى في ناحية قره تبة في كركوك، وذلك إثر هجوم شنته على تنظيم الدولة في عدة قرى، منها صراف، وعيون، وصاري تبة.

وفي جنوب بغداد استردت قوات الجيش ومليشيا الحشد الشعبي قبل أكثر من شهر ناحية جرف الصخر ذات الأغلبية السنية وهي من المناطق التي شكا أهلها من عمليات حرق أعقبت جلاء تنظيم الدولة.

وفي مطلع سبتمبر/أيلول الماضي دخلت قوات من البشمركة وقوات عراقية مدعومة بقوات الحشد الشعبي بلدة سليمان بيك شمال شرق محافظة صلاح الدين، كما فك حصار تنظيم الدولة عن آمرلي المجاورة والتي أعلنت القوات العراقية فك حصار تنظيم الدولة عليها.

طائفية وانتقامية
وبشأن هذا الموضوع يقول الأمين العام للمؤتمر التأسيسي لإقليم صلاح الدين ناجح الميزان إن جرائم المليشيات كبيرة وتشكل عملا ممنهجا مستمرا، وتتم بنفس طائفي انتقامي.

وأضاف أن هناك قرى أبيدت بكاملها بعد أن هجرها معظم أهلها تاركين أراضيهم وأموالهم وبيوتهم، كما حدث في مناطق الضلوعية والإسحاقي وسامراء.

واعتبر الميزان أن خروج رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي من السلطة لم يغير شيئا، وكان بمثابة انتقال لمكان آخر، وما يحدث بالعراق الآن هو حصاد ما زرعه المالكي أثناء فترة حكمه، حسب قوله.

وأوضح أن المطلوب من رئيس الحكومة الحالية حيدر العبادي عبادي أن يكون على مستوى المسؤولية، وأن يواجه هذه المليشيات التي أصبحت تحل محل الجيش العراقي، وتطهير الأجهزة الأمنية والعسكرية من "أزلام المالكي"، حسب وصفه.

وقال الميزان إن المليشيات تسيطر على المناطق وتبقيها تحت سيطرتها، وتمول عملياتها من نهب وسرقة الأراضي والمنازل واختطاف السيدات والمساومة على إطلاق سراحهن مقابل فديات مالية كبيرة.

وحذر من أن وجود هذه المليشيات بممارساتها وانتهاكاتها بحق المدنيين سيجعل الناس تذهب إلى تنظيم الدولة وتؤيده.