تفشي الفقر في العالم العربي.. الداء والدواء
ناقشت حلقة 5/4/2014 من برنامج "الواقع العربي" مشكلة الفقر بالعالم العربي في ضوء تقرير صادر عن البنك الدولي يشير إلى أن نصف سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا يعيشون على أربعة دولارات فقط في اليوم.
وفي هذا الشأن يرى الصحفي المتخصص في الشؤون الاقتصادية بصحيفة "العربي الجديد" مصطفى عبد السلام أن الفقر ليس قاصرا على بلد بعينه، وأنه يطال دولا تتمتع بفوائض مالية واحتياطي كبير من النقد الأجنبي على غرار السعودية والجزائر والعراق، حيث ترتفع معدلات الفقر وتتسم البنى التحتية بالهشاشة.
ويعتقد عبد السلام أن الفساد سبب تفشي الفقر في العالم العربي, لكنه يلفت إلى أن الإنفاق العسكري كذلك يسهم في تنامي معدلات الفقر في بعض الدول العربية التي تخصص جزءا كبيرا من ميزانيتها لشراء الأسلحة والمعدات العسكرية.
من جانب آخر أعرب عبد السلام عن اعتقاده بأن هناك بعض الحكومات العربية التي تتعمد إبقاء شعوبها فقيرة ومتخلفة حتى لا تنشغل بقضايا الحريات والديمقراطية.
المورد البشري
من جانبه يرى رئيس جمعية التنمية الاقتصادية في الأردن أمجد الفاهوم أن أسباب الفقر في العالم العربي عامة بسبب تفشي الفساد في أعلى مستويات الدولة وضعف التنمية.
وقال إن مداخيل الدول العربية تذهب إلى مجالات الأمن والدفاع على حساب التنمية الاقتصادية، مضيفا أن الفقر يعاني من متلازمة المال وضعف المورد البشري في العالم العربي.
وأوضح أن التعيينات الإدارية عادة ما تتم عبر الولاءات وليس بناء على الكفاءة، مؤكدا على ضرورة التخطيط السليم والحقيقي ثم بعد ذلك وضع الخطط التنفيذية لحل مشكلة الفقر.
ويعتبر الفاهوم أن ضعف المورد البشري هو السبب وراء تأخر أو عدم تنفيذ الخطط، مشيرا إلى وجود فجوة بين المورد المالي والبشري في أغلبية الدول العربية.
وقال إن تنفيذ الخطط الإستراتيجية يتطلب أناسا على قدر كبير من الكفاءة، لكن العكس هو ما يجري حسب رأيه.
وفي هذا السياق لفت الفاهوم إلى أن هناك حرصا شديدا من الدول الغربية على إفقار المنطقة وتجهيلها.