زيارة البشير للقاهرة ومستقبل العلاقات بين الجارتين
بدأ الرئيس السوداني عمر البشير زيارة للقاهرة تستغرق يومين يلتقي خلالها نظيره المصري الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويُتوقع أن تتصدر ملفات مثلث حلايب وشلاتين وسد النهضة الإثيوبي والتطورات في المنطقة, المحادثات بين الجانبين.
حلقة السبت (18/10/2014) من برنامج "الواقع العربي" ناقشت العلاقات المصرية السودانية في ضوء زيارة البشير إلى القاهرة.
أستاذ العلوم السياسية في جامعة بحري بالسودان حمد عمر حاوي استبعد إمكانية تأسيس تحالف إستراتيجي بين النظام المصري ونظيره السوداني بسبب الخلافات الأيدولوجية بينهما، مشيرا إلى إمكانية التنسيق بين الجانبين في بعض القضايا الأمنية البسيطة بالإضافة للملفات الاقتصادية.
وأكد حاوي أن ملف سد النهضة يمثل "قضية شائكة" في العلاقات بين الطرفين حيث إن السودان سيستفيد من السد بصورة كبيرة، لكنه يريد الحفاظ على علاقته بالجارة مصر التي تخشى على أمنها المائي بسبب هذا السد.
وقال إن الزيارة لا يمكن أن تضع نهاية لهذه المشكلة، مضيفا أن السودان يحتاج لعلاقات جيدة مع جميع الأطراف الإقليمية ولا يمكنه الاستغناء عن أي منها.
وتابع "المهم كيفية إدارة العلاقات مع جميع الأطراف بحالة من التوازن"، وذلك بعد تأكيد حاوي على أن السودان محسوب على الحلف التركي القطري المساند لثورات الربيع العربي وتيار الإسلام السياسي.
علاقة حتمية
من جهته أشار المحلل السياسي رجب الباسل إلى وجود معيار "الحتمية" في العلاقات الدولية بين البلدان، مؤكدا أن نهر النيل والارتباط الجغرافي جعل الدولتين لا يمكنهما التخلي عن بعضهما.
وقال الباسل إن ملف المياه بالنسبة لمصر هو الحياة وهذا سبب أهمية السودان للقاهرة، وبالمقابل السودان يهمه توطيد العلاقة مع مصر بصفتها البوابة الشمالية، بالإضافة إلى الثقل الإقليمي والدولي التي تتمتع به القاهرة.
وبشأن قضية حلايب وشلاتين، أوضح المحلل السياسي أنه يمكن مناقشتها في جلسة خاصة بين البشير والسيسي ولن تثار أمام الإعلام لأن "أي رئيس سيتكلم في هذا الملف سيخسر"، وشدد في الوقت ذاته على أن القضية القديمة يستغلها النظامان داخليا بصورة أكبر مما تشغلهما في واقع الأمر.