مستقبل إسرائيل كدولة مع تصاعد الهجرة خارجها
أثارت دعوة أطلقتها جماعة من الإسرائيليين المهاجرين إلى العاصمة الألمانية برلين، جدلا إسرائيليا بشأن الهجرة المعاكسة.
حلقة الاثنين (13/10/2014) من برنامج (الواقع العربي) ناقشت مستقبل دولة إسرائيل في ضوء مؤشرات الهجرة منها وإليها على خلفية هذا الجدل، وتناولت أيضا الآثار السلبية المحتملة لهذه الظاهرة على إسرائيل داخليا وخارجيا.
وعن أسباب هذا الجدل الذي أثارته هذه الدعوة للهجرة يقول ميرون رابابورت، المحرر في القناة الإسرائيلية الثانية، إن خصوصية هذه الدعوة أنها جاءت من برلين، وهو مكان ذو طابع خاص وله معنى يختلف عن معاني الأماكن الأخرى للإسرائيليين واليهود عموما.
ويرى رابابورت أن النظرة في إسرائيل للمهاجرين منها تغيرت منذ عهد رئيس الوزراء السابق إسحاق رابين الذي وصف المهاجرين بالطفيليات، وأشار إلى أن الهجرة إلى برلين بمثابة "استعارة لإمكانية أن يحيا اليهود خارج إسرائيل، باعتبار أن ألمانيا مارست القمع ضد اليهود في الماضي".
أسباب الهجرة
وبشان أسباب الهجرة يرى رابابورت أن ثمة من هاجر لأسباب اقتصادية، وهناك من غادروا إسرائيل لأنهم شعروا بالعزلة، فلا يمكنهم التمتع بحرية التعبير والحركة، مع وجود مظاهر للقمع والاضطهاد من الناحية الاجتماعية، أما في برلين فيحظون بهامش كبير من الحرية مقارنة بإسرائيل.
ونظرا لأن ما تعنيه الهجرة لإسرائيل أكبر بكثير مما تعنيه لأي دولة أخرى، فمن خلال الهجرة خرجت إلى الوجود، ومن خلالها تستمد بقاءها وقدرتها على الاستمرار، لذلك من الطبيعي أن تثير هذه الهجرة المعاكسة جدلا وقلقا في المجتمع الإسرائيلي.
في هذا السياق، يقول الباحث في الشؤون الإسرائيلية في مركز مدى الكرمل مطانس شحادة إن ظاهرة الهجرة المعاكسة ليست جديدة في إسرائيل، لكن الجديد أنها علنية ويمكن التعامل معها كهجرة جماعية لفئة الشباب داخل إسرائيل.
واعتبر شحادة أن الدعوة بهذا الشكل العلني للهجرة من إسرائيل تعكس تآكلا في القيم التي تجمع المجتمع الإسرائيلي، مؤكدا وجود انعكاسات سلبية على المجتمع الإسرائيلي، خاصة أن غالبية المهاجرين هم من الشباب خاصة من النخب، وهو ما يؤثر على الاقتصاد، والترابط بين الأجيال المسنة والأجيال الشابة، كذلك على الجانب الأمني والعسكري، وبالتالي تضرب المشروع الصهيوني في الصميم.