الواقع العربي

حمّى تعديل المناهج في العالم العربي

سلطت الحلقة الضوء على ما يقال إنها موجة تعديلات في المناهج الدراسية ببعض البلدان العربية لأسباب متعددة يجمعها في رأي مراقبين الإملاء السياسي سواء من الحكومات أو من الخارج.

تتعرض المناهج الدراسية في العديد من البلدان العربية لتعديلات بين الحذف والإضافة، مما يثير ردود فعل غاضبة، خاصة عندما تشمل التعديلات ما يراه الغاضبون ثوابت، أو تكريسا لوجهة نظر سياسية راهنة لم تصبح بعد في ذمة التاريخ.

حلقة "الواقع العربي" يوم 30/9/2014 استضافت ضيفين من الأردن ومصر، وهما البلدان اللذان ارتفعت فيهما وتيرة الانتقادات، علما أن بلدانا عربية كالعراق شهدت في السابق تعديلات واسعة على المناهج في التاريخ والتربية الإسلامية عقب الاحتلال الأميركي.

ففي مصر ثارت التعليقات الغاضبة والساخرة. وإذ ترى وزارة التربية أن التعديلات تطوير شامل وفق الحاجات التربوية، يلاحظ مراقبون أن المواد التي أضيفت لمناهج الطلبة هي محل خلاف راهن مثل أحداث الثلاثين من يونيو/حزيران 2013 التي أعقبها الانقلاب العسكري أو وضع صور لقيادات حركة "تمرد".

وفي الأردن، حُذفت دروس عن فلسطين والقدس، وغاب عن المناهج واحد من أهم قادة الجيش الطيار فراس العجلوني، مما اعتبره منتقدون إذعانا لإملاءات أميركية وإسرائيلية.

حول ما يراه مستشار وزير التربية والتعليم المصري سابقا حمدي عبد الحليم تزويرا للتاريخ في المناهج، قال إن من يفعلون ذلك يستهدفون ترسيخ قدوات فاسدة ليس لهم ثقل ولا قيمة وطنية علمية وتاريخية، على حد قوله.

كتابة التاريخ
وأوضح أن كتابة التاريخ ينبغي ألا تكون في اللحظة الراهنة وبفرض وجهة نظر واحدة في قضايا تشهد خلافات سياسية.

وكشف عبد الحليم عن أن التعديلات لا تشمل التاريخ والدين فحسب، بل تمتد إن مادة تعنى بالقيم والأخلاق تخالف في بعض دروسها الموروثات الأخلاقية، مستشهدا بقصة أجنبية تدرس لطلبة المرحلة الابتدائية تحكي عن والدين تزوجا بحضور ابنتهما التي تبلغ ستة أعوام.

في الجانب الأردني، قال المدير السابق للمناهج بوزارة التربية والتعليم فواز جرادات إن عملية تطوير المناهج سقفها السماء وفي كل عام يجب مراجعتها وتقييمها.

وأضاف أن المناهج الأردنية معتدلة وأنه في عام 1999 جرى التعرف إلى ما تقدمه المدارس الإسرائيلية، وكانت مليئة بالكراهية والحقد تجاه العروبة وتجاه العالم كله، بينما المناهج الأردنية تتناول في المقابل كل الحضارات البشرية.

ونفى أن تكون وزارة التربية تعرضت لإملاءات إسرائيلية، قائلا إنها لو طلبت "منا تعديلات لطلبنا في المقابل" أن تعدل إسرائيل مناهجها.

كذلك نفى جرادات أن تكون إدارة المناهج حذفت من الكتب المدرسية أيا من الرموز الوطنية الأردنية، معتبرا أن البعض في الأردن يروج ذلك لأهداف سياسية.