الواقع العربي

الجيوش العربية.. الدفاع عن الحدود أم حماية النظم؟

طرحت حلقة 1/10/2014 من برنامج “الواقع العربي” تساؤلات عن دور الجيوش العربية وتحديدا في تونس ومصر وسوريا واليمن، بين الدفاع عن الحدود والشعوب وحماية نظم الحكم.

لا تخلو الدساتير العربية من نصوص تؤكد أن الجيوش ملك للشعوب ومهمتها حماية الحدود والحفاظ على أمن البلاد وسلامة أراضيها، لكن منذ أكثر من ستة عقود لعبت الجيوش العربية أدوارا مختلفة في الحياة السياسية، وشارك بعضها في انقلابات غيرت نظم الحكم، وتربع قادتها على رأس السلطة في أكثر من بلد لعقود حتى تفجرت ثورات الربيع العربي.

وقد تباينت مواقف قادة هذه الجيوش من هذه الثورات المطالبة بالحرية والديمقراطية.

وحسب أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة التونسية المولدي لحمر، هناك نقطة فاصلة بين الجيوش العربية، بين دول صنعت جيوشا وجيوش صنعت دولا. وفي الحالة التونسية فإن الدولة التي صنعتها نخب مدنية ونقابات وأحزاب هي التي صنعت الجيش وحددت له وظيفته المتمثلة في حماية الدولة وحدودها.

وبخلاف الجيش المصري الذي هو قوة ردعية وأيضا قوة اجتماعية وسياسية وحتى اقتصادية، لا يلعب الجيش التونسي -يواصل لحمر- أدوارا سياسية ولم يتدخل في ثورة 2010 و2011. وأضاف أن الجيش مؤسسة تخضع للدستور، وأن النخب السياسية قادرة على التوصل إلى توافقات في حال الأزمات، مما يمنع تدخل الجيش.

أما الخبير العسكري والإستراتيجي العميد المتقاعد محسن خصروف فيقول إنه على عكس تونس، فإن المجتمع المدني في اليمن ضعيف، وهناك قوة النزعة العسكرية التي تؤثر على المجتمع والتي شجعت القوى السياسية على أن تتمادى في اختراق المؤسسة العسكرية.

وأكد أن الولاءات تعددت داخل الجيش اليمني بعد ثورة 2011 وأنها شتت ولاءه، حتى إن الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي عجز عن السيطرة عليه، لكنه شدد على أن الجيش اليمني ليس ضعيفا، وأن ما حصل في المدة الأخيرة في العاصمة صنعاء كان عبارة عن "تسلم وتسليم باتفاقات محلية وإقليمية ودولية".

ويذكر أن الحوثيين سيطروا في 21 سبتمبر/أيلول الماضي على معظم المقار الرسمية في صنعاء من دون مواجهة تذكر مع الأجهزة الرسمية.

ودعا الخبير اليمني في حلقة 1/10/2014 من برنامج "الواقع العربي" إلى إعادة هيكلة الجيش في اليمن وإعادة بناء المؤسسة العسكرية على أسس دستورية وقانونية ووطنية.  

وكانت وحدات من الجيش اليمني دعمت الثورة على نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح فيما ساندته وحدات أخرى.

من جهته، ركز رئيس منتدى الحوار الإستراتيجي لدراسات الدفاع اللواء عادل سليمان على اختلاف ظروف وسياق تكوين الجيوش العربية، فالجيش المصري على سبيل المثال قديم يعتمد على التجنيد الإجباري، بينما التونسي هو بعيد عن المجال السياسي، واليمني يعتمد على القبائلية.

غير أن نقطة التوافق بين الجيوش العربية هي أنها أمينة حريصة على الوطن وعلى الحفاظ على كيانه طبقا للمفاهيم السائدة لديه. 

أما الجيش المصري فهو يعتقد أنه حامي الدولة والوطنية المصرية، وأنه يتدخل في حال شعوره بتهديد، واعتبر سليمان أن هذا الجيش لم يلعب دور الحكم مطلقا على مدى ستين عاما، وأن شريحة من المجتمع المصري لجأت إلى الجيش ليؤيدها لا ليحكم عندما اختلفت مع تيار سياسي.