المشاء

فن الفجري.. بلسم غنائي لشقاء حرفة الغوص

زار “المشاء” في هذه الحلقة مدينة الدوحة للحديث عن “فن الفجري” (غناء البحارة) الذي يعد وسيلة لنسيان مرارة شقاء حرفة الغوص، واستضاف الفنان المتخصص بالتراث فيصل التميمي لشرح هذا الفن.

زار "المشاء" في هذه الحلقة مدينة الدوحة للحديث عن "فن الفجري" (غناء البحارة) الذي يعد وسيلة لنسيان مرارة شقاء حرفة الغوص، واستضاف الفنان المتخصص بالتراث فيصل التميمي للتفصيل في أنواع هذا الفن وتقاليده.

فقد شبه التميمي الفرقة الموسيقية التي تؤدي فن الفجري بالسفينة، إذ تتقاسم معها في الهيكل والأدوار ولكن بمسميات مختلفة، "فالنوخذة" (قائد السفينة) يقوم بنفس دور عازف الطبل، لأن كل منهما يعطي إشارة الانطلاقة للفريق.

وأوضح التميمي أن فن الجيري يحاكي سيناريو كاملا لرحلة الغوص في البحر، معتبرا إياه فنا بحريا يعزف على البر. ويُعتبر "البحري" أول مرحلة في هذا الغناء، ويستهل دائما بمقطع "أول بدينا وباسم الله سمينا"، وهي انطلاقة تحرر الغواصين من كل الرواسب النفسية، وتبعث في نفوسهم مشاعر التحرر والانطلاق في رحلتهم الشاقة.

أما المرحلة الثانية فيطلق عليها "العدساني"، وبدايته تكون بموال حزين يؤديه شخص يطلق عليه الجرحان، لأنه مجروح ويجرح في الآن ذاته. ويعد "الحدادي" المرحلة الثالثة في السيناريو الغنائي، وسمي بذلك لأن إيقاعه شبيه بصوت طرق الحديد، وكذا لأن المؤدي لهذا النوع يسمى بالحدّاء.

ثم تأتي بعده مرحلة "المخولفي" التي تخالف في الإيقاع بين الطبلة والغرشة (آلة موسيقة خاصة بهذا الفن)، وفي الأخير يختم بـ"الحساوي" الذي يعطي نهاية فيها فرح وبريق أمل.

كما أن سير عمل السفينة ترافقه أهازيج مرتبطة بمسارها وعملها، بداية برفع الشراع على إيقاع معين والتجذيف على نغمات موحدة بين البحارة، بقيادة "النهّام" الذي وصفه التميمي بأنه القلب النابض والموجه، لكونه يعطي طاقة إيجابية للبحارة ويغير من حالتهم النفسية.