
أحمد عبد الملك.. الراوي العليم
زار "المشاء" في حلقة (2019/6/13) مدينة الدوحة القطرية لرصد تاريخ الكتابة في قطر خصوصا كتابة الرواية وتاريخها، وعرج على سيرة الدكتور أحمد عبد الملك وتاريخه في تناقل الكتابة من أواخر القرن الماضي وصولا إلى الحاضر.
يُعرف الدكتور أحمد عبد الملك بأنه ابن المشهد الثقافي القطري من خلال التنوعات الكتابية التي يمتلكها، فقد كتب القصة والرواية والمسرحية، والنصوص والنثر الفني، ويرى الدكتور في نفسه أنه يميل للتخصص، ويرجع التنوع في كتاباته إلى المراحل التي مر بها خلال حياته العلمية.
وتحدث عبد الملك عن رواياته وقال إن جوهر كتابته في القضية التي يؤمن بها ليبرزها في قالب فني من خلال المساعدات السردية لجذب القارئ، وهو ما يخلق الروح في النص والرواية.
كما يعتبر الرواية مجالا رحبا لإيصال الرسائل للمجتمع، ويضيف أن كثيرين في قطر دخلوا مؤخرا في مجال الرواية، التي قال إنها أفضل طريقة لتعبير الإنسان عن ذاته بصورة غير مباشرة.
أما عن رواية "فازع.. شهيد الإصلاح في الخليج" فيعتبرها عبد الملك رواية استشرافية لإحدى ممالك الخليج بعد أربعين عاما من صدور الرواية، وأضاف أنه بعد عام فقط من صدور الرواية حصلت تغيرات في المنطقة، مؤكدا أنه أحد دعاة الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وعن أحداث الرواية قال إنه اقتبس اندلاعها من اندلاع الثورة الفرنسية في السجن، حيث تتحد القوى الليبرالية مع الدينية وتنضم لها العمالة الآسيوية في البلاد، ليسيطر بعدها الجيش ويعلن مجلسا انتقاليا يحدد موعد الانتخابات وتتحول إلى بلد ديمقراطي.
أما رواية "غصن أعوج" فتسلط الضوء على العنصرية وكيفية التمايز بين الدماء، وفيما يتعلق بالمرأة فقد كتب عدة روايات، منها "امرأة الفصول السريعة" و"القنبلة" و"شو"، وأظهر من خلال هذه الروايات المرأة القطرية متصالحة مع ذاتها.
مسيرته مع الكتابة
ضحى عبد الملك بوظيفته من أجل التفرغ للكتابة في بداية سبعينيات القرن الماضي، وكان أول عمل له كتابة مسلسل للإذاعة، وانتقل بعد ذلك إلى الكتابة بمجلة العروبة.
وبعد بسنوات قليلة صدرت مجلة العرب وانتقل لكتابة عمود فيها واستمر لفترة طويلة قبل أن تتوقف وتأتي بعدها صحف الشرق والراية والوطن وكتب بهذه الصحف قبل أن يستقر به المقام في الشرق، وتدرج حتى وصل لرئاسة تحريرها عام 1999.
وعند بلوغه سن الـ 55 في عام 2005 دخل عالم الرواية وابتعد عن القصص القصيرة وقد صدرت له ثماني روايات حتى الآن، ودخل عبد الملك السلك الأكاديمي في عام 1983 مدرسا في جامعة قطر.
وعن تاريخ الرواية في قطر، قال إن أول من بدأ بكتابة الرواية فيها كانت المرأة من خلال ما كتبته الأختان دلال وشعاع الخليفة في عام 1993، تلا ذلك إصدار لهما في عام 1994، وبعدها حدث ركود حتى صدرت أول رواية لعبد الملك عام 2005، ليفتح بها عصرا جديدا للرواية في قطر.