المشاء

وفاء البوعيسي.. حجر الزاوية.. في حِجر الراوية

رافقت كاميرا “المشاء” الكاتبة والمحامية الليبية وفاء البوعيسي التي رحلت من بنغازي إلى لاهاي. هي الآن ترنو لليبيا من بعيد، وتحكي عن الرواية والقانون، بوصفهما انتماءين للإنسان والأرض والحياة الحرة.

من بنغازي إلى لاهاي اضطرت الروائية والمحامية الليبية وفاء البوعيسي إلى الرحيل من بلادها الشاسعة نحو هولندا التي بدت لها وهي الصغيرة الحجم أوسع من بلادها.

هي الآن ترنو إلى ليبيا من بعيد، وتحكي لبرنامج "المشاء" الثقافي عن كتابتها الروائية وانخراطها في سلك القانون، بوصفهما انتماءين للإنسان والأرض والحياة الحرة.

وقالت البوعيسي في حلقة البرنامج التي بثت اليوم الخميس 3/9/2015 إن الغالبية الساحقة من شخصيات رواياتها حقيقية استمدتها من الاستماع المطول لملفات قضائية بوصفها محامية.

للجوع وجوه أخرى
فرواية "للجوع وجوه أخرى" كانت شخصيتها الرئيسية مقيمة في الإسكندرية، عالقة، غير قادرة على الرجوع إلى ليبيا، لأنها من أب ليبي وأم مصرية، ثم استثمرت الثقافتين المتداخلتين في مصر وليبيا واللتين تطل عليهما جيدا لتخرج هذه الرواية.

في هولندا كتبت روايات عن الذين هاجروا إليها من مشارب مختلفة وعانوا الفقر والتهميش والظلم واختاروا أن يكون مستقرهم هنا.

وكما هي حالهم، اضطرت وفاء البوعيسي إلى مغادرة ليبيا، وهي التي كتبت مقالات وروايات اصطدمت مع المؤسسة الاجتماعية والدينية والسياسية.

كتبت عن الثالوث المحرم في الدين والجنس والسياسة، وتقول إن رد فعل السياسي هو الأخطر والأسرع، حيث الاجتماعي قد يستغرق وقتا أطول من السياسي خصوصا حين تكون لديه قبضة أمنية محكمة.

غير أن النظام السياسي تغاضى عنها، وتحيل ذلك إلى أن سقوط بغداد أعاد للنظام شيئا من الرشد، فاضطر لتخفيف ملاحقة الكتاب والمعارضين وتخفيف جرعات التعذيب طمعا في تطبيع العلاقات مع الغرب.

فقهاء الدكتاتور
أما من أسمتهم "فقهاء الدكتاتور" فهم من أقدموا على إصدار فتوى تكفيرها، وتضيف أن ذلك متواصلا حتى الآن بسبب آرائها وحتى لا تكون نموذجا لنساء أخريات قد يفكرن بإزعاج المنظومة الثقافية وما أسمته بـ"ثقافة الحشود".

في رأي وفاء البوعيسي فإن ثمة مشروعين في ليبيا هما السياسي بلبوس دينية والثاني مدني وحداثي قائم على المواطنة ودولة المؤسسات، وإن الليبيين يستحقون "قبعة مدنية" لا عسكرية، وإن عمامة الشيخ يجب ألا تتورط في السياسة العامة.

تحدثت ضيفة البرنامج عن دستور اقترحته مكون من 190 مادة وستة أبواب وعرضته على منظمات دولية رأت أن فيه كل ما يؤهل لليبيا المستقبل، ومن مواده أن المرأة كاملة المواطنة وتمنح أبناءها الجنسية.

في آخر دقائق الحلقة تحدثت البوعيسي عن افتقادها بنغازي: الزوار والشاي وصوت الأذان وأبواق السيارات والغبار والتلوث وضجيج الجيران والصغار الذين يدقون الباب وعاشوراء. وتعزي نفسها بأن كل ما ذهب "كان ثمنا من أجل أن أقول ما أريد ومن أجل تحرير نفسي ومن أجل نساء وأطفال ليبيا".