المشاء

عز الدين المدني.. كواليس الحبكة

استعرضت حلقة المشاء مسيرة المسرحي التونسي عز الدين المدني. أنزل المدني التاريخ من المشجب، وأجلس الحكاية على المصطبة، فعج المسرح بالثوار والشطار من ديوان الزنج لثورة صاحب الحمار.

جمع الكاتب المسرحي التونسي عز الدين المدني باقته من بستان الإنسان. ربط الزهور بقنب من حلفاء تونس فأشعل نزاعا بين عناصر الباقة، هو النزاع الذي يولد منه المسرح.

يتصارع الأبطال في مسرح المدني على مصطبة لا تنتهي فيها من التكعيب والتدوير والتربيع ما يتناوب مع التنوير والتعمير والتخريب.

في مسرح الحمامات يتذكر المدني علاقته بهذا الفضاء أواخر ستينيات القرن الماضي وكيف كان الإبداع قضية مطروحة وخصوصا الإبداع المسرحي.

يقول المدني لمحاورته الكاتبة نافلة ذهب في حلقة "المشاء" التي بثت 19/2/2015 إن هذا المسرح استقطب رموزا مسرحية من المغرب العربي الكبير ومن المشرق العربي. أما هو فلا ينسى مسرح الحمامات ومسرحيات الزنج والحلاج التي قدمت في عرض يتيم بسبب الرقابة من إخراج المنصف السويسي.

العلاقة مع السلطة
قضية العلاقة مع السلطة قضية مركزية في كتابة المدني المسرحية، فقد كتب ثماني مسرحيات حول الثورة، وكانت "ثورة صاحب الحمار" أولى المسرحيات الكبيرة في مشوار المدني.

أجبرت الظروف السياسية عز الدين المدني على مغادرة تونس بسبب ما يقول إنها مواقف نقدية كان يصرح بها.

كان المغرب وجهته وهناك عرف فاس ومكناس ومراكش والجنوب الصحراوي والشمال، ويقول إنه ومعه الدكتور محمد بدري اكتشف مكان مدينة أصيلا التي يقام فيها الآن مهرجان أصيلا الشهير في المغرب.

قاده الترحال إلى مدينة سمرقند وبخارى وبلخ. في سمرقند يقول "تعلمت اللون الأزرق".

تقول الكاتبة نافلة ذهب التي عاينت عن قرب تجربة المدني، إنه خصص جُّل وقته للمسرح والإبداع، واختزل في مسرحياته مراحل تاريخية هامة بالنسبة إلى تونس والبلاد العربية.

أضافت ذهب أن مسرحيات المدني كانت عن الثورة وضد التسلط والاستبداد، فكانت مرآة لمشاعر راهنة غير أنها نابعة من التاريخ. كتب القصة وجدد في تقنياتها ملتزما بالحاضر ممتلئا بالحقب التاريخية الهامة وباحثاً في الحداثة لغة وأسلوباً وموضوعاً.