عالم الجزيرة

"شيمكنت".. الإرث المسموم في كزاخستان

تسلط حلقة (27/9/2015) من برنامج “عالم الجزيرة” الضوء على ظاهرة التلوث في شيمكنت (ثالث أكبر مدينة في كزاخستان)، خاصة ما سببه مصنع للرصاص من تسمم للأطفال.

شيمكنت (ثالث أكبر مدينة في كزاخستان) هي واحدة من أكثر المدن تلوثا على وجه الأرض، فقد عانت عقودا من الإساءة للبيئة عندما كانت جزءا من الاتحاد السوفياتي. حلقة (27/9/2015) من برنامج "عالم الجزيرة" سلطت الضوء على ضحايا التسمم بالرصاص في هذه المدينة.

جف مهندس كيميائي عاش وعمل في شيمكنت سنوات عديدة، يقول إن المدينة بها مُجمَّع صهر الرصاص، وكان واحدا من المصانع الرئيسية في الاتحاد السوفياتي من حيث توريد منتجات الرصاص، خاصة طلقات الرصاص، كما أن ثلاثة أرباع كمية الرصاص التي أطلقها الجيش الأحمر في الحرب العالمية الثانية كانت تصنع هناك.

ويعد مصنع الرصاص في شيمكنت مثالا مذهلا على النمو القوي للصناعة الاشتراكية، لكن ما من أحد كان يهتم كثيرا بوضع البيئة، والآثار التي يمكن أن تحدثها مثل هذه المصانع على حياة الناس.

فقد تعرض القاطنون في الضاحية حول المصنع للتسمم، ووفق دراسة قام بها فريق مهمات دولي معنيّ بصحة الأطفال البيئية فإن أكثر من مئة ألف طفل قد يكونون تعرضوا للتسمم.

يذكر أن التلوث الصادر من مصهر الرصاص استمر حتى عام 2008 عندما أغلق المصنع، لكن فجأة في عام 2010 تم إشعال أفران الصهر في المصهر من جديد.

الدكتورة كارولين تايلور -خبيرة في الرصاص ببريطانيا- تؤكد أن بعض مستويات الرصاص التي وجدت في شيمكنت عالية حقا، وتثير قلقا كبيرا على صحة هؤلاء الأطفال، وتوقعت ولادة نسبة أكبر من الأجنة قبل إتمام شهرهم التاسع، وقد يولدون ووزنهم أقل بقليل من الوزن الطبيعي المتوقع، وقد تستمر بعض الآثار على النمو، ليظل الطفل صغيرا.

قد يكون لذلك أيضا تأثير على درجة الذكاء والتحصيل العلمي، وقد يؤدي إلى تغييرات في السلوك كالنشاط المفرط.  

نوربيك هو أحد ضحايا التسمم بالرصاص، حيث إن جسمه صغير جدا بالنسبة لصبي في الـ11 من عمره، وتقول عمته التي تساعد في رعايته إنه لا ينمو ولا يريد اللعب لأن نوبة تعب تصيبه، ولا يحب الضوضاء ويفضل الصمت.

وقد اشتكت بعض العائلات من أن أبناءهم يعانون من عدة أعراض مثل النسيان والمشي المتأخر وصعوبات في التعلم.

ورغم أن أطفال وسكان شيمكنت لهم حقوق، ومن حقهم الحصول على تعويض من الشركات العالمية التي تستخدم مناطق مثل هذه المدينة الكزاخستانية مكبا للنفايات، فإن الشركات المسؤولة عن تدمير البيئة والإنسان لم تتحرك بهذا الاتجاه، وما زالت تستعمل هذه المدن مكبات للنفايات.