عالم الجزيرة

لاجئون.. ماليزيا لا تريدهم

سلطت حلقة “عالم الجزيرة” الضوء على معاناة اللاجئين في ماليزيا والذين يقدر عددهم بأكثر من 150 ألفا، حيث تقوم السلطات بمعاملتهم كمهاجرين غير نظاميين.

يعيش في ماليزيا أكثر من 150 ألفا من اللاجئين أو طالبي اللجوء القادمين من بلدان مثل الهند وسريلانكا وميانمار وحتى أفغانستان، إلا أن سلطات هذا البلد لا تعترف بهم لاجئين، وتقوم بحملات أمنية ضدهم لتوقيفهم في الشوارع واحتجازهم ومن ثم ترحيلهم.

حلقة (9/8/2015) من برنامج "عالم الجزيرة" زارت أحد مراكز الاحتجاز (وعددها 12) في العاصمة كوالامبور التي يوضع فيها اللاجئون بعد اعتقالهم، واستخدم الصحفي ستيف تشاو كاميرا خفية من أجل الوقوف على حجم معاناة هؤلاء اللاجئين الذين تطلق عليهم السلطات الماليزية عبارة "المهاجرين غير النظاميين"، لأنها لم توقع قط على اتفاقية الأمم المتحدة للاعتراف باللاجئين.

معاناة
كاي، لاجئة من ميانمار قضت أكثر من شهر في الحجز بعيدة عن ابنتها الصغيرة، حيث اعتقلتها الشرطة الماليزية في المستشفى بعد ساعات قليلة من ولادتها ابنتها لأنها لم تكن تحمل أوراقا ثبوتية قانونية.

تروي كاي أنها ألقيت في زنزانة وأجبرت على النوم فوق أرضية إسمنتية، رغم أنها كانت تعاني من آلام الوضع، وتقول إن المرحاض كان لأيام مصدرا وحيدا لمياه الشرب. ومن حسن حظ هذه السيدة أن زوجها تمكن من إخراجها بعد أن أقنع الأمم المتحدة بالتدخل لصالحها.

إعلان

ولا يسمح القانون الماليزي لأمثال كاي من اللاجئين بالعمل، ولا لأطفالهم بالذهاب إلى المدرسة، وحتى بطاقات التعريف الخاصة باللاجئين والتي تصدرها الأمم المتحدة لا تمنع الشرطة من مضايقتهم ومطالبتهم بالرشى.

وتشير التقديرات غير النهائية إلى وجود 150 ألف لاجئ في ماليزيا، لأن الدخول إليها سهل، ويمكنهم الاختلاط في قوة عاملة مستترة من العمال الأجانب، رغم أن بعضهم يتقاضى أقل من دولار واحد في اليوم عن وظائف غالبا ما يرفض الماليزيون أنفسهم القيام بها.

معاملة سيئة
ويتعرض المعتقلون في مراكز الاحتجاز لمعاملة سيئة، منها الضرب وتكبيل أيديهم وإعطاؤهم القليل من الطعام والماء. وتقول امرأة صينية تمكنت حلقة "عالم الجزيرة" من ملاقاتها إنها محتجزة منذ أربعة أشهر في غرفة واحدة تضم نحو مئة شخص.

النسوة هناك يشعرن بأنهن يعاملن كمجرمات، بينما الجريمة الوحيدة التي ارتكبنها كانت محاولتهن الابتعاد عن وضع خطير إلى مكان آمن لهن ولأسرهن.

وحتى الأطفال لم يسلموا من الاحتجاز في تلك المراكز، مما يشكل انتهاكا للقوانين الدولية.

وتقول المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إنها على علم بعدد من القصص حول الظروف القاسية والصعبة داخل معتقلات المهاجرين ومرافق الشرطة، وتشير إلى حدوث عدة وفيات في أحد مراكز الاعتقال خلال الأشهر التسعة إلى السنة الأخيرة في ماليزيا.

من جهتها، تعترف السلطات الماليزية بحدوث مشاكل في المراكز، وتعد بالتحقيق في جميع مزاعم سوء المعاملة، وفي احتجاز أطفال داخل المعتقلات.

المصدر : الجزيرة