
مُعيد البصر.. طبيب نيبالي يعالج بالمجان
150 ألف نيبالي يكافحون من أجل أن تعود إليهم نعمة البصر التي فقدها معظمهم بعمى السُّدّ، وهو إعتام العدسة الشفافة في العين، أو ما يطلق عليه أيضا الماء الأبيض، لكن طبيب العيون النيبالي ساندوك رويت أخذ على عاتقه مهمة مساعدتهم لكي يبصروا من جديد.
آنج لامو شيربا، جدة تبلغ من العمر سبعين عاما تعيش على سفوح جبال الهيمالايا في نيبال، مكفوفة البصر في كلتا العينين منذ أربع سنوات، كانت تحرث الحقول، وتقطع العشب وتقوم بالكثير من الأعمال، لكنها اليوم عاجزة، وزوجها هو الذي يقوم بكل شيء.
ولكن من حسن حظ آنج لامو أنها مصابة بنوع من العمى (السُّدّ) قابلٍ للشفاء على يد الطبيب رويت (59 عاما)، الذي يسميه السكان المحليون بـ"مُعيد البصر".
وساعد رويت -ذو الشهرة العالمية في جراحة السُّدّ- أكثر من مئة ألف شخص لأن يبصروا من جديد. ويصنع مركزه الواقع في كتماندو عدسات زهيدة الثمن تبلغ تكلفتها ثلاثة دولارات فقط، بينما تبلغ في الولايات المتحدة كلفة تصنيع العدسة الواحدة مئة دولار.
"معيد البصر" يجري أيضا عمليات جراحية مجانية في جميع أنحاء نيبال، وقد أقام فريقه أكثر من مئتي مخيم لعلاج العيون في المناطق النائية. كما ساعد في بناء مستشفيات في غانا وإثيوبيا والهند والصين.
ويستخدم الدكتور تقنية خالية من الغرز الجراحية -وبحسب ما يشرح لحلقة (7/6/2015) من برنامج "عالم الجزيرة"- فإن الجراحة التي يجريها على فاقدي البصر تستغرق أقل من سبع دقائق، وبعد أقل من 24 ساعة يبصر المريض من جديد، وهي التقنية التي تمارس اليوم على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم من قِبل الأطباء الذين يسافرون إلى نيبال لتلقي التدريب على يديه.
وقد خضعت الجدة آنج لامو للعملية الجراحية وعاد لها بصرها، وعبرت عن وضعها الجديد بالقول "أشعر كأني خرجت للتو من رحم أمي، وكل شيء واضح تماما. كل ما أريده هو أن أقوم بعملي وأتجول في الحقل".
وإندونيسيا -التي تدرب بعض أطبائها على يد الطبيب رويت- تصنف ضمن البلدان ذات المعدلات الأعلى في العالم في إصابات عمى السُّدّ، حيث يقدر الخبراء وجود حوالي مليونين أو ثلاثة ملايين شخص متضرر من هذا المرض.
ورغم أن السُّد يرتبط عادة بكبار السن، فإن احتمال إصابة الأطفال بالسُّد قائم منذ الولادة، فإما أن تكون الأم الحامل مصابة بسوء التغذية، أو أن الحمى سببت جدري الماء. ولكن السُّد عادة لا يتشكل تشكلا كاملا قبل أن يمر عليه 11 عاما إلى 17 عاما.
يذكر أن خطر الإصابة بالسُّد يزداد في المناطق الشاهقة الارتفاع مثل الهيمالايا، بسبب التعرض الطويل للأشعة فوق البنفسجية، وحين يجتمع ذلك مع سوء التغذية ونقص الرعاية الطبية الأساسية، فهو يجعل من السُّدِّ السبب الرئيسي لفقدان البصر.