عالم الجزيرة

الشرق والغرب في "وادي السيليكون" الأميركي

لولا الشركات الناشئة التي تأسست على أيدي آسيويين، لما كان هناك “ياهو” ولا “يوتيوب”.. حلقة “عالم الجزيرة” سلطت الضوء على نماذج ناجحة في “وادي السيليكون” عاصمة التكنولوجيا والابتكار بالعالم.

يستقطب "وادي السيليكون" في كاليفورنيا الأميركية أفضل العقول وأكثرها نبوغا من شتى بقاع الأرض، ينحدر ما يزيد عن 50% منهم من قارة آسيا، من الصين والهند وباكستان والفلبين.. ويعمل هؤلاء  في مجال التكنولوجيا المتقدمة في الولايات المتحدة الأميركية.

تبحث إيلا كالان في حلقة "عالم الجزيرة" عن الأسباب والدوافع التي جعلت نوابغ من جنوب وشرق آسيا تشد رحالها إلى "وادي السيليكون" بأعداد هائلة أكثر من أي جماعات أخرى في العالم، ولماذا لا تنجح آسيا في إنشاء "وادي السيليكون" الخاصة بها رغم أنها تملك العقول والابتكار الكافية؟

نساء آسيويات تألقن في عالم التكنولوجيا (الجزيرة)
نساء آسيويات تألقن في عالم التكنولوجيا (الجزيرة)

آرثي رامامورثي، صاحبة مشاريع، نشأت في جنوب الهند، ومنذ طفولتها راودتها أحلام النجاح، فكانت تعشق تفكيك اللعب والآلات الدقيقة في منزلها، وعندما كبرت التحقت بجامعة محلية وتعلمت البرمجة، ثم اختارتها شركة "مايكروسوفت" لتعمل معها حتى قبل أن تتخرج من الجامعة.

وهي في الثلاثين من عمرها، نجحت آرثي في أن تصنع عددا من المشروعات الوليدة في وادي السيليكون، وهي تعمل حاليا على مشروع أطلقت عليه اسم "لومويد"، وهو موقع لتأجير معدات التصوير الفوتوغرافي، ولكن بشكل فريد.

أما فيكتور وانغ الرئيس التنفيذي لشركة جيريجوي، فولد في تايوان ثم انتقل للعيش في كندا، لينتهي به المطاف في "معهد ماساشوستس للتكنولوجيا"، حيث يقوم بإجراء بحوث عن التفاعل الإنساني بالكمبيوتر لصالح برنامج "تيليروبوتيك" التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا).

ويعمل وانغ حاليا على مشروع يسمى "جيريجوي" وهو برنامج إلكتروني يعتني بالمرضى الذين يعانون من الخرف من خلال "قرين كارتوني إلكتروني" للمريض على شاشة الكمبيوتر اللوحي.

بدوره، هانز تونغ رجل أعمال وممول مشاريع، ولد في الصين والتحق بالدارسة الجامعية في الولايات المتحدة، ولكنه اشتهر بدعمه لمُصنِّعي الهواتف الذكية الصينية "شاومي" والتي تحقق مبيعات سنوية تتجاوز خمسة مليارات دولار أميركي.

كما ساهم في دخول "سكايب" إلى الصين، إضافةً إلى ذلك، فهو واحد من بين ستة رجال أعمال صينيين على قائمة "فوربس ميداس" هذا العام.

يعيش هانز في كل من الولايات المتحدة والصين مناصفةً، ليجمع بذلك بين القوة الهائلة للأسواق الآسيوية مع مركز الابتكار بوتيرته المتسارعة في وادي السيليكون.

عقول تجتمع في وادي السيليكون (الجزيرة)
عقول تجتمع في وادي السيليكون (الجزيرة)

قصة نجاح
ولويلي داي، وهي شريكة مؤسسة ورئيسة شركة مارفيل، حكاية أخرى مع النجاح في الولايات المتحدة، وتروي هذه السيدة -التي بقيت على قائمة فوربس لأقوى 100 شخصية نفوذا في العالم لثلاث سنوات متتالية- أنها حين جاءت إلى الولايات المتحدة قادمةً من شنغهاي وهي في الـ17 من عمرها، لم تكن تعرف كلمة واحدة باللغة الإنجليزية، ولكنها أصبحت بعد ذلك خبيرة في التكنولوجيا.

هذه السيدة، وهي أم لطفين أصبحت مليارديرة بعدما صنعت نفسها بنفسها، وشاركت في تأسيس شركة "مارفيل تكنولوجيز" التي باتت ضمن أكبر خمس شركات لإنتاج أشباه الموصلات في العالم.

وتقول ويلي إنها ما كانت لتحظى بنفس النجاح الذي حققته في الولايات المتحدة لو بقيت في الصين، "إنه عناق الشرق للغرب، إنه دون شك النزول إلى بؤرة الابتكار في وادي السيليكون، تلك هي حكايتي".

ويلي، آرثي، هانز، فيكتور هم نماذج آسيوية ناجحة في مجال التكنولوجيا، وهي تعكس مقولة -كما يقول الخبراء- أن الاندماج بين الشرق والغرب بات بشكل متزايد الطريق إلى إحداث ثورات هائلة في مجال التكنولوجيا المتطورة.