عالم الجزيرة

ربيع هونغ كونغ

سلطت حلقة (26/2/2015) من البرنامج الضوء على الاحتجاجات التي شهدتها هونغ كونغ العام الماضي للمطالبة بالحرية والديمقراطية، وكذلك رد فعل السلطات الصينية على هذا التحرك الذي قاده الطلبة.

في السادس والعشرين من سبتمبر/ أيلول 2014، اقتحم الطلبة منطقة مسيّجة أمام مقر حكومة هونغ كونغ، وطالبوا باستعادة ما يُعرَف بـ "ميدان سيفيك" وبانتخابات حقيقية وديمقراطية أكبر لهونغ كونغ.

ووضع الاحتجاجُ سكان هونغ كونغ، ورأس حربتهم الطلبة، في مواجهة مع خصم صعب هو الحكومة الصينية التي وعدت بأن انتخاب حاكم هونغ كونغ عام 2017 يمكن أن يتم من خلال الاقتراع العام.

غير أن المحتجين شككوا بنوع الاقتراع العام الذي سيحصلون عليه، وما إذا كان على الطريقةَ الصينية، ولذلك اقترحوا من خلال حركة "احتلوا وسط المدينة" عام 2013 عصيانا مدنيا لإحداث نوع من الضغط السياسي على حكومة بكين.

وسرت تلك الفكرة بين الناس سريان النار في الهشيم، وبحلول يونيو/حزيران من نفس العام، كانت الحركة تجتذب دعماً متنامياً.

وفي حلقة (26/2/2015) من برنامج "عالم الجزيرة" يقول مؤسس الحركة تشان كين-مان "نريد حماية حريتنا وكل الحقوق التي نتمتع بها.. نحن بحاجة للديمقراطية لحماية هذه الحقوق".

وبينما كانت بكين وحكومة هونغ كونغ تستعدان لعرض مقترحهما للتصويت، دعت "احتلوا وسط المدينة" إلى إجراء استفتاء غير رسمي على الكيفية التي ينبغي تسمية المرشحين بموجِبها للمنصب الأول بالمدينة.

ووعد الناشطون بالتراجع إن كان عدد المشاركين في استفتائهم أقل من مائة ألف شخص، لكن عدد المصوتين وصل إلى نحو ثمانمائة ألفٍ، وهو ما اعتبره أحد المحتجين رسالة واضحة إلى حكومتَي هونغ كونغ وبكين.

وفي خضم هذه الأوضاع، أكدت الحكومة المركزية في بيان رسمي بشأن سياسة "بلد واحد بنظامين" التي تحكم هونغ كونغ، أن لها الولايةَ الشاملةَ على المدينة التي لا تتمتع بحكم ذاتي كامل.

كما تعرض موقع حركة "احتلوا وسط المدينة" لهجمات إلكترونية لم يسبق لها مثيل في هونغ كونغ.

وقد دقت الحادثتان أجراس الخطر بالنسبة للحركة وللناشطين المطالبين بالحرية والديمقراطية بهونغ كونغ. 

ورغم ذلك، دعا الناشطون شعب هونغ كونغ إلى الخروج بالأول من يوليو/تموز والمشاركة بالمسيرة السنوية في ذكرى عودةِ هونغ كونغ للصين. وكان المنظمون يأملون بتسجيل رقم قياسي من حيث عدد المشاركين لتحقيق رغبتهم في الحصول على اقتراع عام حقيقي.

وخططت جماعة تدعى "سكولارزم" واتحاد الطلبة لاحتلال شارع تشاتر وسط المدينة، والمنطقة المحيطة بمكاتب الحكومة، لدفعها للاستجابة للناس الذين صوتوا للترشيحات المدنية. ورفعت شعارات خلال المسيرة من بينها "لا تقبلوا بديمقراطية زائفة.. لن تستطيعوا تغييرها لاحقاً".

ودخلت مدينة هونغ كونغ على إثر ذلك حالة صراع مع أزمة سياسية لم يسبق لها مثيل، خاصة مع تدخل الشرطة واستخدامها الهراوات وبخّاخات الفلفل لتفريق المحتجين، بالإضافة إلى أن الجماعات الموالية لبكين ومنها "الائتلاف من أجل السلم والديمقراطية" نظمت حملة توقيعات ضد حركة "احتلوا وسط المدينة".