عالم الجزيرة

صومال جديد وتحديات كثيرة

تتناول حلقة 4/1/2015 من البرنامج عملية إعادة بناء الصومال في ظل التحديات الأمنية التي يواجهها هذا البلد، وكذلك الصراعات السياسية خاصة بين الرئيس ورئيس وزرائه.

تبدو عملية إعادة بناء الصومال مهمة جسيمة بسبب المشاكل الكبيرة التي يواجهها هذا البلد على كافة الأصعدة، وخاصة أمنيا واقتصاديا. وقد جاءت الحكومة الجديدة لتعيد الأمل للصوماليين، لكن تحديات كثيرة تبقى أمامها.

في عام 2007 نُشرت قوات الاتحاد الأفريقي (أميسوم) في مقديشو للإطاحة بحكم حركة الشباب المجاهدين. وبعد قتال عنيف في عامي 2010 و2011، تراجعت الحركة إلى مناطق أخرى من الصومال. وقد أتاحت سيطرة قوات أميسوم على العاصمة الفرصة لتشكيل أول حكومةٍ صومالية معترف بها دوليا منذ عشرين عاما.

ظاهرياً، عادت مقديشو إلى وضعها الطبيعي، وقد لقيت الحكومة الجديدة حفاوة بالغة عند قدومها، وازدهر الإعمار على مدى السنتين الماضيتين، وعاد المهجّرون من الشتات وافتُتحت متاجر جديدة، لكن المباني العامةَ ما زالت تحت حماية أمنية مشددة.

ويقول وزير الإعلام الجديد في الحكومة مصطفى دوهولو لحلقة 4/1/2015 إن المشاكل يمكن أن تقع في أي وقت يذهب فيه الناس إلى المطعم أو المحال التجارية المحلية أو المساجد أو غيرها، لكن مع ذلك تريد الحكومة أن تجازف لتبين أن بإمكانها التصدي لحركة الشباب.  

وبسبب الوضع الأمني المتدهور، لا تزال معظم الشركات الغربية خائفة من القدوم إلى الصومال، لكن الشركات التركية تملأ هذا الفراغ، حيث تقوم بتحديث المطار، كما أنها فازت بعقد إدارة ميناء مقديشو.

ويكمن التحدي الآخر للحكومة في ضرورة وصولها إلى مناطق خارج العاصمة وإيجاد نظام اتحادي بوجود ولايات إقليمية في ظل حكومة مركزية.

وتعتبر ولاية غوبالاند على الحدود مع كينيا واحدة من المناطق التي تشهد وضعا أمنيا متدهورا، حيث كانت عاصمة الإقليم كيسمايو معقلاً رئيسياً لحركة الشباب حتى عبرت القوات الكينية الحدود عام 2012 وطردت المسلحين منها. غير أن الحركة ما زالت تسيطر على الطرق المؤدية إلى كيسمايو والخارجة منها، وأصحاب المصالح التجارية يخشون ارتياد هذه الطرق.

ويقول وزير الدولة لشؤون الرئاسة عبد الغني جامع إن غالبية الناس في غوبالاند هم تحت سن التاسعة والعشرين، أي ما يقرب من 70%. وأشار إلى أن معظم هؤلاء الشبان كانوا جزءاً من حركة الشباب، ومن خلال النقاش والتفاوض والإقناع عادوا واندمجوا في الحياة العادية للناس في غوبالاند.

في حين يؤكد عبد الله محمد محمود، الذي كان قائدا في حركة الشباب، أن على السلطات أن تكسب ثقة الناس بحيث تكون لديهم الثقة في أن يبلّغوا عن أولئك الذين يعملون ضد السلم وحتى يتمكنوا من التصدي لهم بثقة.

وتدفع حركة الشباب ما يبلغ مائتي دولار شهريا للشبان العاطلين عن العمل ليقاتلوا معها. 

مصالحة
ويتمثل التحدي الآخر الذي يواجه الحكومة الصومالية في كيفية تحقيق المصالحة التي عقد لها مؤتمر في إقليم جوبا. وقد أرسلت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية مراقبين التقوا باللاعبين الكبار لضمان مواصلة تقدم عملية المصالحة.

تجدر الإشارة إلى أن شائعات تتردد بشأن العلاقة المتوترة بين الرئيس ورئيس وزرائه. فالرجلان يمثلان قبيلتين كبيرتين، وكان كل منهما يختبر حدود قوة الآخر، بل كادا في بعض الأحيان يجران البلد إلى حافة أزمة دستورية.

ورغم جهود الحكومة الصومالية، هناك خطر من أن تحاول مصالح القبيلة في الأقاليم اختطاف القوة في النظام الاتحادي الفدرالي. فالحكومة المركزية تحيط بها حالة عدم الثقة، والاتهامات بتفشي الفساد في المؤسسات في مُقديشو لم تساعد في الخروج من المأزق.