عالم الجزيرة

المبعدون: معركة الهجرة إلى أميركا

كيف عبث الإخفاق في إجراء إصلاح قانون الهجرة في أميركا بحياة نحو 12 مليون مهاجر ممن ليست لديهم أوراق ثبوتية؟ سؤال طرحته حلقة 17/8/2014 من برنامج “عالم الجزيرة”.

خوسيه مواطن مكسيكي أوقفته الشرطة بينما كان يقود دراجة هوائية في أريزونا وأبعدته إلى بلاده، وهو واحد من بين ألف يبعدون كل يوم من الولايات المتحدة، وواحد من بين أربعمائة ألف أبعدوا السنة الماضية.

ظن كثيرون أن ٢٠١٣ سيكون العام الذي سيقر فيه مجلس الشيوخ الأميركي إصلاحا شاملا للهجرة، ولكنه لم يكن كذلك، يأتي ذلك في الوقت الذي أشرف الرئيس باراك أوباما على نحو مليوني عملية إبعاد، متفوقا بذلك على أي رئيس في التاريخ. مع العلم أن أوباما فاز بفترة رئاسية ثانية بـ٧٠% من أصوات اللاتينيين، ووعد خلال خوضه حملته الانتخابية بإصلاح قوانين الهجرة.

توجهت "فولت لاينز" إلى "أورليانز" لكي تدرس تأثير عمليات الإبعاد على المهاجرين في المدينة.

في "نيو أورليانز" تطبق دوائر الهجرة وتطبيق القوانين برنامجا جديدا يدعى "كاري" اختصارا لمبادرة التخلص من المجرمين الغرباء. وتقول دوائر الهجرة وتطبيق القوانين إن مبادرة التخلص من المجرمين الغرباء مركزة على المهاجرين الذين يشكلون تهديدا جديا للمجتمع، وأكد أوباما في وقت سابق أنه تم إبعاد المجرمين بنسبة ٧٠%.

في مركز العمال من أجل العدالة العنصرية، تجمع المهاجرون الذين يكافحون الإبعاد لكي يتقاسموا حكاياتهم، ويقول أحدهم إنهم قاموا بتنظيف فنادق تثير الاشمئزاز، ويضيف "فلماذا هم غير منصفين تجاهنا؟". وتصرح امرأة أخرى قائلة "هم يريدون الآن طرحنا خارج البلاد كما لو كنا قمامة".       

يتعاون المركز مع حركة وطنية مناهضة للإبعاد تدعى "لا أحد آخر" للمساعدة على وضع خطة للرد على برنامج التخلص من المجرمين الغرباء.

نقلت الجماعة المهاجرة غضبها إلى الشوارع في بعض المدن، وبلغت المظاهرة أوجها بإعاقة المرور في ساعة الذروة في أحد تقاطعات "نيو أورليانز" الأكثر ازدحاما ثلاث ساعات. ويعتقد المتظاهرون أن أوباما قد فتح ما يسمونه شبكة صيد المهاجرين وهو الذي يستطيع إغلاقها.

في يونيو/حزيران ٢٠١٣ أقر مجلس الشيوخ الأميركي بدعم من الحزبين إعلانا له قوة القانون يهيئ الطريق إلى المواطنة، ولكن الجمهوريين في المجلس لم يواصلوا دعمهم له.

ويقول النائب الديمقراطي عن ولاية أريزونا إن تحديد عمليات الإبعاد إستراتيجية سياسية، بينما يؤكد عضو الكونغرس ديفد فالاذو أن واحدا من بين ثلاثة جمهوريين يدعمون إصلاحا شاملا للهجرة بما في ذلك مدخل للمواطنة للمهاجرين غير الموثقين.

ودون إصلاح لقوانين الهجرة في واشنطن العاصمة، سلكت ولايات أميركية بمفردها طرقا خاصة بها، ففي جورجيا أخضع المهاجرون غير المسجلين لنمط قانون أريزونا الذي يعطي للشرطة السلطة للتحقق من وضع المهاجر عند حواجز المرور.