عالم الجزيرة

مقتل الرجل النبيل.. الحافلات البيضاء ج1

تسلط حلقة برنامج “عالم الجزيرة” الضوء على الكونت فولك برنادوت، ابن شقيق ملك السويد الذي اغتالته مجموعة صهيونية متطرفة عام 1948 بعد وصوله إلى القدس في مهمة وساطة.

في 17 سبتمبر/أيلول 1948 حضر الكونت فولك برنادوت، ابن شقيق ملك السويد إلى القدس كوسيط للأمم المتحدة في الحرب العربية الإسرائيلية الأولى في فلسطين، لكن قبل أن تبدأ مهمته تم اغتياله من طرف مجموعة صهيونية متطرفة، حيث تعرض موكبه لكمين أثناء مروره على الجانب الإسرائيلي من المدينة.

"مقتل الرجل النبيل" هو عنوان الحلقة الثانية من برنامج "عالم الجزيرة"، وهي تروي قصة خذلان التطرف لجهود السلام، وتغيير الاغتيال لمجرى التاريخ، وعواقبه التي ما زالت تشوه وجه الشرق الأوسط.

وبشأن اغتيال برنادوت، يؤكد المؤرخ الإسرائيلي بارزوهار أنه تبين وقتها أن الكونت "كان عدوا لإسرائيل وللأحلام الصهيونية"، لكن آفي شلايم من جامعة أسكفورد ينفي ذلك، ويقول "لم يكن برنادوت عدوا لليهود، ولا يوجد في سجله ما يؤكد أنه كان عدوا للسامية".

ولد برنادوت عام 1895، والده هو الأمير أوسكار بيرناندوت، ابن الملك أوسكار الثاني ملك النرويج والسويد، تمتع بملكة خاصة في اللغات فأتقن الإنجليزية والفرنسية والألمانية.

ذاع صيت برنادوت بعدما قام بمهمة الوساطة لألمانيا النازية، في واحدة من أكثر المهمات الإنسانية شجاعة خلال الحرب العالمية الثانية، نجح خلالها في تحرير ثلاثين ألف سجين من معسكرات الاعتقال، كان ثلثهم من اليهود.

عام 1937 أصبح برنادوت رئيسا للحركة الكشفية السويدية، ثم باتت القضايا الإنسانية محورا لحياته، وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية التي اندلعت في الأول من سبتمبر/أيلول 1939 عندما غزت الجيوش الألمانية بولندا، وفي صيف 1940 احتل النازيون النرويج والدانمارك.

في أكثوبر/تشرين الأول 1943، نظم الصليب الأحمر السويدي بقيادة برنادوت عملية تبادل للأسرى بين الحلفاء وألمانيا النازية في ميناء غوتنبورغ السويدي، وفي العام التالي وفي عملية مماثلة تم تبادل عشرة آلاف أسير.

نجح الكونت والصليب الأحمر في إرسال سبعين ألف طرد من الطعام والملابس للمعتقلين الإسكندنافيين في المعتقلات النازية، وفي فبراير/شباط 1945 وبعدما ساءت الأحوال في المعتقلات النازية تدخلت الحكومة السويدية، فتقرر إنقاذ كل المعتقلين بواسطة بعثة للصليب الأحمر السويدي وكان الكونت هو قائد المهمة.

نظم الكونت حملة لإنقاذ السجناء في مختلف المعتقلات النازية، وتم إخبار الحلفاء الذين كانوا يسيطرون وقتها على الأجواء الألمانية، فطلبوا منهم طلاء الحافلات التي خصصت لنقل المعتقلين بالطلاء الأبيض حتى لا يتم قصفها، وهو الاسم الذي أطلق لاحقا على الحملة.

وكللت العملية بإطلاق سراح 19 ألف شخص من السجون والمعتقلات، حسب ما أكد الكونت برنادوت نفسه.