ماذا تكسب أميركا من توتير ترامب علاقتها بالحلفاء؟
بعد أن انتهى ترامب من تأجيج الخلافات مع الخصوم التقليديين لبلاده مثل الصين وروسيا، اتجه ليعكر الماء الصافي هذه المرة مع حلفاء أميركا التقليديين مثل ألمانيا وفرنسا، ليصل به الأمر في نهاية المطاف لتأزيم علاقات بلاده مع حليفتها التي تربطها بها مصالح على كل الصعد منذ أكثر من 150 عاما، إنها كندا.
لماذا يفعل ترامب ذلك؟ وهل هو فعلا يخدم مصالح واشنطن الاقتصادية؟ وهل هو رجل أعمال ناجح يجلب المصالح لبلاده أم أن الولايات المتحدة ستجد نفسها تكبدت خسائر فادحة في نهاية المطاف؟ هذه الأسئلة حاول برنامج "عين الجزيرة" الإجابة عنها.
مراسل الجزيرة في واشنطن فادي منصور أوضح أن الشارع الأميركي منقسم بشأن النزاعات التي يفتعلها ترامب، فالبعض يرى أن هذه السياسة أدت لخلق مزيد من الوظائف للأميركيين وخففت من حالة الركود الاقتصادي في البلاد.
في المقابل هناك من يخشى من الخسائر المستقبلية الاقتصادية التي ستتكبدها البلاد جراء سياسات ترامب العدائية مع الحلفاء، كما أنهم يتخوفون من أن تؤدي هذه السياسات لتقويض نظام التجارة العالمي، وقد يكون لها تداعيات سياسية وأمنية كبيرة جدا.
وفيما يتعلق بموقف كندا من سياسات ترامب، أشار عمر آل صالح مراسل الجزيرة في تورنتو إلى أن الكنديين صدموا من قرار ترامب فرض الضرائب على الواردات الكندية من الصلب والألمنيوم، وأنهم ردوا على ذلك بالمثل، لكن صدمتهم الكبرى كانت من تغريدة لترامب هاجم فيها رئيس وزراء كندا واصفا إياه بغير الصادق.
وقال آل صالح إن الكنديين منقسمين تجاه ردة الفعل التي يجب اتخاذها من قرارات ترامب، ومع تأكيد الكل أن كندا لن تتنازل عن حقوقها ومصالحها، فإن البعض يؤيد إعادة التفاوض مع واشنطن للتوصل إلى اتفاق تجاري آخر يراعي مصالح كندا وأميركا، ويبدد مخاوف ترامب من اتفاقية نافتا التي يزعم الأخير أنها جائرة وظالمة بالنسبة لبلاده.
وهناك قسم آخر من الكنديين يطالبون بالرد على ترامب بالمثل، وعدم تقديم أية تنازلات، رافضين المزاعم الأميركية بشأن اتفاقية نافتا.