عين الجزيرة

ما خفايا عودة الأميركيين إلى أفغانستان؟

تناول برنامج “عين الجزيرة” المشهد الأفغاني مع وصول طليعة قوات أميركية شمال البلاد للمرة الأولى منذ سحبت واشنطن الجزء الأكبر من قواتها فيما باتت تعرف بأطول حرب بتاريخ الولايات المتحدة.

وصلت طليعة قوات أميركية إلى جنوب أفغانستان للمرة الأولى منذ سحبت واشنطن الجزء الأكبر من قواتها هناك في ديسمبر/كانون الأول 2014 فيما باتت تعرف بأطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة.

لم يعرف عديد القوات الأميركية في أفغانستان بدقة في أي مرحلة من مراحل التدخل هناك بداية من العام 2001، ولكن مصادر قالت إن أكبر عدد لتلك القوات وصل إلى مئة ألف.

لماذا تعود القوات الأميركية الآن إلى جنوب البلاد، حيث ولاية هلمند (أكثر من 58 ألف كيلو متر مربع) التي تشهد نفوذا واسعا لحركة طالبان؟

الولايات المتحدة تعود بخمسة آلاف جندي، وهنا يتساءل الزميل فادي منصور لبرنامج "عين الجزيرة" حلقة الثلاثاء (2017/5/9) عما يمكن أن يفعله بضعة آلاف من الجنود، بينما لم تستطع الولايات المتحدة بمئة ألف هزيمة طالبان.

إعادة التوازن
لكن يبدو أن هناك إستراتيجية تتبلور، ويقول منصور -وهو مراسل الجزيرة في واشنطن- إن تسريبات إعلامية تفيد بأن مجلس الأمن القومي الأميركي وضع اللمسات الأخيرة على هذه الإستراتيجية تجاه أفغانستان.

ووفقا لذات التسريبات، فإن أميركا معنية بتقديم الدعم لحكومة الرئيس الأفغاني أشرف غني ومساعدته للسيطرة على أراض تسيطر عليها حركة طالبان بهدف إعادة توازن القوى ودفع طالبان للتفاوض.

من كابل يقول الزميل ولي الله شاهين إن دور القوات الأميركية بهذا العدد القليل ليس استئصال طالبان وإنما منعها السيطرة على المزيد من المناطق، مثل ولاية هلمند التي على وشك السقوط بيدها.

ولفت إلى أن حركة طالبان وبعد الإعلان عن انتهاء العمليات الحربية للناتو عام 2014 بدأت تتوسع في البلاد وتسيطر بحسب تقديرات محلية على 50% من الأرض.

موسكو وطالبان
أما العامل الروسي في هذا المشهد فيقول شاهين إن روسيا لا تعتبر طالبان عدوا، لافتا إلى أن التقارير تتحدث عن دعم موسكو لطالبان التي ليس لديها ما يشغلها إلا الداخل الأفغاني لا الطموحات الخارجية.

وعليه -يضيف- أن تنظيم الدولة الإسلامية العابر للحدود هو ما تخشاه موسكو، علما أن التنظيم يضم عناصر من آسيا الوسطى التي كانت جزءا من الاتحاد السوفياتي وهي الفناء الخلفي لروسيا.

ويواصل القول إن استمرار الأزمة الأفغانية يستجلب القوات الأجنبية التي يجمع الشعب الأفغاني على أنها دائما جزءا من المشكلة لا الحل.

غير أن فشل الحسم العسكري في حروب أميركا والناتو ضد طالبان يشير إلى فشل سياسي أولا، كما يشير فادي منصور، مضيفا أن جزءا من ذلك مرده الحكومات المتعاقبة في كابل الموصوفة بالفساد والتي صرفت عليها أميركا 117 مليار دولار في مشاريع تنموية.