عين الجزيرة

واشنطن وبكين.. علاقات تاريخية تحيط بها الشكوك

سلط برنامج “عين الجزيرة” الضوء على العلاقات الصينية الأميركية التي توصف بالأهم في العالم على الصعيد الاقتصادي، لكن تحيط بها الشكوك والضغوط في ملفات عديدة منها تايوان وبحر جنوب الصين.

مع اقتراب تولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب زمام الإدارة رسميا يتفاعل الحديث عن علاقة واشنطن بالقوى الدولية.

مبدأ "صين واحدة" هو عنوان سياستها مثلا في التعامل مع الصين منذ عام 1979. ومنذ ذلك الحين لم يتصل أي رئيس أميركي برئيس تايواني، إلى أن فعل ترمب ذلك قبل أسابيع، وهو ما اعتبر تلميحا إلى تغير أميركي محتمل.

كان ذلك تحولا أثار غضب بكين وفتح باب التحليلات بشأن مستقبل العلاقة بين البلدين. فعقب اتصال ترمب برئيسة تايوان، حركت بكين حاملة طائرات نحو بحر جنوب الصين.

العلاقات الأهم
مدير مكتب الجزيرة في بكين عزت شحرور تحدث لبرنامج "عين الجزيرة" حلقة (2017/1/10) قائلا إن العلاقة مع واشنطن من وجهة نظر الصين هي الأهم بين كل العلاقات الدبلوماسية.

لكنه أوضح أن لهذه العلاقات محددات وثوابت تتذبذب وتتوازن، فهناك قضايا لا يمكن أن تقبل الصين وضعها على مائدة التفاوض من بينها تايوان والتبت وشينغيانغ وبحر جنوب الصين.

وواصل القول إنه منذ عام 1979 وبعد التطبيع الذي تبع الزيارة التاريخية للرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون، قامت العلاقات على أساس إقرار أميركي بمبدأ "صين واحدة".

وخلص إلى أن الولايات المتحدة التزمت بما اتفقت عليه مع الصين، رغم حدوث مد وجزر مثل توقيع صفقة سلاح لتايوان أو لقاءات برلمانيين أميركيين بقيادات تايوانية.

رئيسة تايوان ولدى زيارتها دولا في أميركا اللاتينية توقفت في الولايات المتحدة واستقبلها بعض المسؤولين. أما ترمب ففي تغريدة له قال إن مبدأ "صين واحدة" ربما لن يعود موجودا.

غير مسبوق
ويرى الزميل محمد العلمي في واشنطن أن ما قاله ترمب غير مسبوق في السياسة الأميركية، ويفتح المستقبل على احتمالات عديدة، لافتا إلى أن الرئيس المنتخب ذاته كان يقود اللوبي الصيني في الولايات المتحدة، إذ ارتبط وأفراد من عائلته بمصالح اقتصادية واسعة مع الصين.

وأشار إلى أن واشنطن وبعد سقوط الاتحاد السوفياتي طورت علاقات تجارية عميقة مع الصين، لكن دون أن يؤدي ذلك إلى حميمية في العلاقات كما هو شأن اليابان، بل بقيت العلاقات محاطة بالشك والتنافس والانتقادات المتواصلة لبكين منذ نيكسون حتى الآن.

أوراق الضغط بين البلدين تغيرت، ففي رأي عزت شحرور استطاعت الصين تجاوز أوراق الضغط الأميركية ذات الطابع المحلي مثل تايوان أو حقوق الإنسان إلى أن وصلت لتضغط هي على واشنطن في قضايا إقليمية مثل كوريا الشمالية واستخدام حق النقض (فيتو) في الأزمة السورية.

ما سماه محمد العلمي نقاط اللقاء والتنافر بين البلدين هو ما يثير الخشية لدى بعض المراقبين المحايدين. فهم لا يخشون حربا تجارية، لأنها ليست في مصلحة الطرفين، ولكن ما يخشى هو التصرفات غير المحسوبة سياسيا، حيث يميل ترمب إلى "رد الصاع صاعين" والصين بدورها لا تقبل الإهانة الأميركية.

روسيا أيضا
حول نظرة روسيا إلى العلاقات مع الصين وعلاقة بكين المتشابكة مع واشنطن، قال الزميل مدير مكتب الجزيرة في موسكو زاور شوج إن روسيا سعت لإنهاء سيطرة القطب الواحد بعد انتهاء الحرب الباردة ومنذ مجيء فلاديمير بوتين.

لكن في المقابل رأى أن الروس يدركون أن الاقتصاد في الصين يتقدم على السياسة، وحيث إنها الشريك التجاري الأول للولايات المتحدة فإن أي خلاف بينهما قد تستفيد منه روسيا لكنها في نهاية المطاف لن تكون بديلا للولايات المتحدة.

أما موقف إسلام آباد بين علاقات إستراتيجية مع واشنطن من جهة والصين من جهة أخرى، فهو أمر قد يبدو ملتبسا، وهنا يقول الزميل عبد الرحمن مطر من باكستان إن إسلام آباد تريد لنفسها أن تكون نقطة التقاء لتقاطع المصالح.

وأضاف أن باكستان بالنسبة للولايات المتحدة الحليف الإستراتيجي الأهم من خارج حلف الناتو، مقابل ذلك هي الحليف الإستراتيجي الأهم للصين في آسيا، لكن اللافت -كما يضيف- أن العلاقات الباكستانية الروسية متنامية على المستوى العسكري والاقتصادي.