برامج متفرقة

تضمنت اعتداءات جنسية وتعذيبا بالكهرباء.. المدارس الهندية بقعة سوداء بتاريخ كندا

أقرت الحكومة الكندية، وتحت تأثير من رئيس الحكومة جون ماكدونالد القانون الهندي عام 1876، وقد كان هذا التشريع يمثل مخططا يهدف إلى السيطرة على السكان الأصليين بالبلاد وطمس هويتهم وإخضاعهم لإدارة الحكومة.

وبعد فترة وجيزة من ذلك، أنشأت الحكومة "المدارس الداخلية" للتمكن من تمدينهم من خلال دمجهم بالثقافة الغربية وتنصيرهم، ومولت الحكومة الكندية المدارس الداخلية وكلفت كنائس عدة بإدارتها، على مدى أكثر من قرن.

وعرض الفيلم الوثائقي "مدارس الزمن المظلم" شهادات حية لأشخاص كانوا في هذه المدارس خلال فترة الطفولة، وعبروا عن مدى الظلم والعذاب، الذي تعرضوا له خلال هذه الفترة من حياتهم، حيث كان يتم استخدام كرسي كهربائي لعقابهم، كما كانوا يتعرضون للاعتداء الجنسي.

وكشف الوثائقي أنه تم فصل أكثر من 150 ألف طفل من السكان الأصليين عن أهاليهم بالقوة، وتم وضعهم في مراكز التعليم هذه، وقد أغلقت آخر مدرسة من هذا النوع عام 1996.

أما فيما يخص تغذية هؤلاء الأطفال، فقد أدت وجبة الشوفان الطرية التي أجبر الطلاب على أكلها كل يوم إلى إطلاق وصف "الحفرة" على المدرسة.

وفي 1922، فوّض الدكتور بيتر برايس لدراسة الأحوال الصحية في المدارس الداخلية في كندا، فاكتشف أن نسبة ما بين 14% و24% من التلاميذ توفوا، مع ارتفاع أكبر في هذا المعدل لدى الأطفال الصغار.

ويعتقد اليوم أن 6 آلاف طفل على الأقل لقوا حتفهم في المدارس الداخلية في كندا، وتشير بعض التقديرات إلى أن إجمالي الخسائر قد يبلغ 3 أضعاف هذا العدد.

ومع حلول 1980، بدأ السكان الأصليون بالحديث علنا عن تجاربهم، وما لقوه من ظلم وسوء معاملة، وأطلق الناجون دعوى قضائية ضد الحكومة.

في المقابل، أسست الحكومة الكندية لجنة الحقيقة والمصالحة عام 2008، وجالت اللجنة مختلف أرجاء البلاد لمدة 6 سنوات، واستمعت إلى شهادات ما يقرب 7 آلاف شاهد عيان كجزء من مهمتها لتوثيق هذا التاريخ من الاعتداءات والإساءات.

وفي 2015، أصدرت لجنة الحقيقة والمصالحة تقريرا موجزا تضمن 94 دعوة لاتخاذ إجراء فوري من أجل معالجة إرث المدارس الداخلية، ودفع عملية المصالحة الكندية.