الجزيرة 25 عاما.. نهج فريد
وعرض الفيلم التنوع الذي تتمتع به الجزيرة وكيف استطاع الصحفيون القادمون من العديد من وسائل الإعلام حول العالم خلق بيئة إعلامية فريدة بعيدة عن الإعلام الرسمي ذي الاتجاه الواحد، فجاءت الجزيرة وغيرت الخبر الأول في النشرات بحسب أهميته وسمحت للرأي الآخر بإيصال صوته.
وعن اسم القناة وشعارها، أكد رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني أنه قدم مقترحا أن يكون اسم القناة ورمزها عربيا، وقد تحول اليوم إلى علامة عالمية، مؤكدا تعرّض الجزيرة للعديد من الضغوط بعد انطلاقتها بسبب سقف حريتها المرتفع من دول عربية وغربية.
ويروي المدير السابق لقناة الجزيرة الإخبارية محمد جاسم العلي عن قناعات بعض الصحفيين في صعوبة ظهور قناة عربية إخبارية حرة من دولة خليجية، بينما يؤكد رئيس التحرير السابق في قناة الجزيرة إبراهيم هلال أنهم عند إنتاج النشرات في البث التجريبي للقناة كانوا يرون أنهم أمام تحدٍّ يجب أن ينجح.
وقبل ظهور الجزيرة، كان المواطن العربي الواعي بأحواله يبحث عن الأخبار في المصادر الغربية، وحتى من إذاعة عدوه، وعند اتخاذ قرار إنشاء الجزيرة كان السؤال: هل ستكون من قطر أم فيها؟ وما الضوابط والمحددات للسياسة التحريرية؟ فكانت الإجابة دائما الأعراف المهنية التي تعرفونها.
وتحدث المذيع السابق في قناة الجزيرة الإخبارية جميل عازر عن اختيار "الشعار"، وقال إنه كان بين 3 شعارات، حتى استقر على الرأي والرأي الآخر الذي تقدّم به للإدارة، وتمت الموافقة عليه.
كما تحدث المذيعان جمال ريان وإلهام بدر عن النشرة الأولى في تاريخ قناة الجزيرة، ووصفا اللحظة بالمهمة، كما تحدث مقدمو البرامج الحوارية على الجزيرة عن أبرزا المحطات التي مروا بها، وسقف الحرية الذي منح لهم.
وعن الحرية التحريرية داخل الجزيرة، أكد رئيس التحرير السابق في القناة صلاح نجم أنه لا سقف لهم حينها، وكان الصحفيون فيها مدربين تدريبا مكنهم من إدارة المرحلة بكل سهولة.
واستعرض الفيلم البرامج التي انطلقت مع القناة بسماتها المختلفة، والتي فتحت فضاء للحرية في العالم العربي، كما تميزت بنقل الأحداث في الوطن العربي والعالم مباشرة ودون تدخل، كما نقلت أهم القضايا المحورية في العالم، مما تسبب في حرج لدى كبرى القنوات العالمية الغربية، ودفعها للنقل من الجزيرة.
وأكد الفيلم انحياز الجزيرة لقضايا الشعوب، ونقله الأحداث في كلٍّ من الأراضي المحتلة والعراق وأفغانستان، في حينها، قبل أن تتوسع لتشمل كل الدول التي شهدت أحداثا بأي حجم كان، مما أدى إلى إغلاق مكاتبها والتضييق على صحافييها.
كما وثق الاستهدافات التي تعرضت لها مكاتب الجزيرة حول العالم، وأدت إلى دفع بعض العاملين فيها حياتهم ثمنا لذلك، بينما دفع آخرون حريتهم من أجل نقل الصورة.
وبعد تقدم القناة في التغطيات، أطلق أول موقع عربي للإخبار على شبكة الإنترنت مطلع عام 2001، وبعد عامين أطلقت القناة موقعا باللغة الإنجليزية أتاح لها الوصول إلى شريحة أوسع حول العالم.