برامج متفرقة

بالصور والشهادات الحية.. فيلم "اليمن رغم الحرب" يوثق ويلات القتال ومحاولات بناء الوطن

قدّم فيلم “اليمن رغم الحرب” نظرة نادرة عن الحياة اليومية لليمنيين الذين يتحدون كل الظروف الصعبة في بلدهم الذي دمرته الحرب. كما رصد معاناة اليمنيين وقدرتهم على التعايش مع مخلفات الحرب.

وأظهر الفيلم صورا من صنعاء تعود إلى 2011 تعكس أحلام شباب الثورة كما عبروا عنها في شوارع العاصمة، لكن هذه الأحلام تحطمت بعد دخول الحوثيين وانقلابهم على الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.

ومع بدء القصف على الانقلابيين الحوثيين، تحوّلت البلاد إلى خراب والحدائق إلى أنقاض، وحمل الأطفال السلاح وتناسى الرجال الآلام والجراح.

وعن معاناة اليمنيين، تحدث المصور الفوتوغرافي عبدالرحمن الغابري -صاحب أكبر أرشيف مصور في اليمن- عن تجاربه ومشاعره إزاء الحرب، وقال إن الحرب تسببت في تدمير المكان الذي يحتفظ فيه بأرشيفه، مشددا على أن اليمنيين يناضلون من أجل حريتهم.

فيما نقلت الطالبة في معهد الموسيقى بصنعاء -أحلام- من خلال شغفها بالموسيقى صورة أخرى عن اليمن، مشيرة إلى أن الموسيقى تنقلها إلى عالم آخر خال من ضوضاء الحرب والقتال ويغمره الخيال والمشاعر الإيجابية. كما أظهر الفيلم فتيات ونساء محجبات يعزفن على مختلف الآلات الموسيقية ويتحدثن عن شغفهن بالموسيقى رغم نظرة المجتمع اليمني المحافظ.

ثم انتقلت كاميرا البرنامج إلى مدينة تعز، وسجلت انطباعات المدرس المتطوع عبدالخالق الشريحي الذي حوّل أحد المباني التي كانت تتعرض للقصف إلى مدرسة لتعليم 740 طالبا وطالبة لأنه يريد إنقاذهم من الضياع والحيلولة دون التحاقهم بالجبهة، في حرب لا ذنب لهم فيها.

ومن تعز إلى عدن، نقل الفيلم مشاهد الدمار في كل مكان، حيث تسعى الإمارات للسيطرة الكاملة على الطرق والميناء والمطار، وفي هذه المدينة تحدث رئيس تحرير لصحيفة عن المخاطر التي يواجهها كصحفي في بلد الحرب، حيث تعرض للاختطاف من قبل جماعة مسلحة، مشيرا إلى أن جزءا كبيرا من سكان المدينة غادروها، في حين يناضل آخرون من أجل البقاء على أمل أن تنتهي الحرب وتعود الحياة إلى طبيعتها.

وفي عدن أيضا، وثق البرنامج مشاهد تصوير أول فيلم سينمائي طويل يتم تصويره من خلال شباب يمنيين رغم كل الصعوبات وقلة التمويل، لكنهم نجحوا في إنتاج الفيلم الذي يروي قصة شاب وشابة كانا على وشك الزواج، لكن أحلامهما تحطمت بسبب الحرب. وعُرض الفيلم مؤخرا في قاعات السينما بعدن وفاز بجائزة في مهرجان أسوان السينمائي في فئة الفيلم الطويل.

واختتم الفيلم -"اليمن رغم الحرب"- بمشاهد خلابة لمرتفعات اليمن، حيث يعمل مزارعون يمنيون لإنتاج أشهر أنواع البن العربي المعروف باسم موكا، لصالح تاجر بريطاني من أصول يمنية غير تجارته وعاد إلى اليمن لأنه يريد كما قال تسويق البن في كل أنحاء العالم، ليعيد الناس اكتشافهم لهذا النوع المتميز من القهوة وتذوقها، وفي الوقت نفسه، ليساهم في توفير حياة كريمة للمزارعين اليمنيين.