برامج متفرقة

الغزو من الداخل.. إلى أين يسير اليمن السعيد؟

استعرض الفيلم الوثائقي “الغزو من الداخل” أهم ملامح الاضطراب السياسي والأمني في اليمن وبحث أسباب انزلاق الأمور إلى هذا المستوى، وعلى ماذا يعتمد الحوثيون في التشبث بمواقفهم حتى اليوم.

في فيلم وثائقي أعدته الزميلة سلام هنداوي بعنوان "الغزو من الداخل"، استعرضت الجزيرة التطورات والتفاعلات السياسية على الساحة اليمنية منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء وحتى انطلاق عملية السهم الذهبي لتحرير عدن.
 
ورصد الفيلم أهم ملامح الاضطراب السياسي والأمني في اليمن وبحث أسباب انزلاق الأمور في اليمن إلى هذا المستوى، وعلى ماذا يعتمد الحوثيون في التشبث بمواقفهم حتى اليوم؟ ولماذا استعدوْا قطاعات كبيرة من المجتمع اليمني عليهم؟ وما هو مستقبلهم ومستقبل اليمن ككل بعد هذه التطورات؟ وكيف تركت أحداث الشهور الماضية تأثيرها على بلد يُصنف ضمن دول العالم الأكثر فقرا؟ وعلى الأوضاع الإنسانية لمواطنيه.
 
الوضع في عدن
فيما يتعلق بالأوضاع على الأرض، أوضح مدير مكتب الصحة بمحافظة عدن خضر ناصر لصور أن حصيلة العدوان على عدن بلغت 9900 مصاب إضافة إلى 1100 شهيد، جميعهم من المدنيين وبينهم أطفال ونساء. كما حصدت الوبائيات أكثر من 260 شخصا، بينهم طبيب وممرضتان.
 
وأوضح في فيلم "الغزو من الداخل" الذي بثته الجزيرة يوم الأحد 26/7/2015 أن المعارك تركت أثرا سلبيا على الوضع الصحي الذي كان مترديا قبل الحرب. كما أن الحصار الذي دام طوال الأشهر الأربعة الماضية، أفقر المدينة تماما من جميع المواد الطبية والأدوية.
 
وناشد المسؤول الصحي دول التحالف تعزيز موقف المقاومة ودعمها لتحرر ما تبقى من محافظات، إضافة إلى دعم القطاع الصحي، وطالب بمساعدة المحافظة على تنفيذ عمليات إخلاء سريع للجرحى وإيفاد أطباء لمعالجة بعض الحالات.
 
من المسؤول؟
من جهته حمل الكاتب والباحث السياسي عبد الوهاب الشرفي مسؤولية الدمار والخراب الذي عم اليمن إلى الأسلوب الاحتيالي الذي قامت به حكومة هادي إبان توليها الحكم، وأوضح أن الجميع شركاء في تحمل المسؤولية، ودعا إلى عدم تحميل المسؤولية لجماعة أنصار الله (الحوثيين) وحدها.
 
وأبدى الشرفي استغرابه من إعلان التحالف هدنة إنسانية بنفس الشروط السابقة التي أعلنت بها هدنة رمضان، موضحا أن الهدنة لا تسندها أي آلية واضحة لتنفيذها.
 
أما الكاتب والباحث السياسي اليمني محمد جميح فقد اختلف مع طرح الشرفي في تحميل المسؤولية للجميع، وقال إن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الحوثيين الذين انقلبوا انقلابا كاملا على جميع التوافقات السياسية، ودعا إلى عدم تمييع القضية بتحميل الجميع مسؤولية الخراب الذي حل بالبلاد.
 
فرص الحل
وأكد الشرفي أن مواقف أنصار الله مبنية على عدم صدق نوايا الأطراف الأخرى التي لا تريد توفير ضمانات قوية لإعادة صياغة مؤسسات الدولة، ونادى بتكوين دولة وطنية محايدة حتى لا يستمر الصراع.
 
وفي رؤيته حول مستقبل البلاد عبر جميح عن أسفه لأن الحوثيين يناقضون أنفسهم وينقضون عهودهم، واتهمهم بإحداث شرخ اجتماعي ونفسي، وأنهم نكؤوا جراحا قديمة وأثاروا حساسيات طائفية مذهبية قديمة، وأرادوا أن يمسكوا بكل اليمن خدمة لمشروعهم.
 
ولحل أزمة البلاد ناشد اليمنيين العمل على إسقاط الانقلاب أولا، والتفكير بعد ذلك في طريقة إدارة البلاد، ودعا للانتباه إلى أن الحوثيين لا يقبلون شركاء في مشروعهم العقائدي.