التعذيب بالوكالة.. الصفقة السرية اللبنانية الدانماركية

اسم البرنامج: برامج متفرقة

عنوان الحلقة: التعذيب بالوكالة.. الصفقة السرية اللبنانية الدانماركية

مقدم الحلقة: عثمان آي فرح

ضيوف الحلقة:

-   جاكوب ميشينغاما/المدير التنفيذي لمنظمة "جوستيتيا"

-   نبيل الحلبي/مدير المؤسسة اللبنانية للديمقراطية وحقوق الإنسان

-   يونس عودة/كاتب وباحث سياسي لبناني

تاريخ الحلقة: 26/6/2015

المحاور:

-   ترغيب وترهيب لتجنيد مخبرين

-   تعاون دانمركي مع المخابرات اللبنانية

-   سجن رومية الأسوأ سمعة في لبنان

-   جرذ وقطة في كيس النوم

-   غياب الشفافية في عمل المخابرات

-   بقعة معتمة في التاريخ الإنساني

-   الصفقة السرية الدانماركية اللبنانية

-   دور المنظمات الحقوقية

عثمان آي فرح: السلام عليكم وأهلا بكم إلى هذا البرنامج الخاص، في السادس والعشرين من يونيو اليوم العالمي لمناهضة التعذيب ودعم ضحاياه تؤكد تقارير حقوقية أن ممارسات التعذيب في دول عربية تفوق ما كان يجري في العصور الوسطى وتشير إلى أن ثلاثة عشر دولة عربية ساعدت الاستخبارات المركزية الأميركية في تعذيب معتقلين ومارست انتهاكات لحقوق الإنسان وليس الأمر قاصرا على التعاون مع الاستخبارات المركزية الأميركية بل شمل أجهزة استخبارات غربية عدة أيضا ومنها المخابرات الدانماركية وقد رصد فريق التحقيقات في قناة الجزيرة في فيلم وثائقي شهادات لضحايا تعذيب تكشف اعتقال أجهزة أمنية لبنانية لمواطنين لبنانيين وعرب يحملون الجنسية الدانماركية وتعذيبهم خلال زيارتهم للبنان لصالح مخابرات الدانمارك، وذلك بعدما رفضوا العمل معها مخبرين في أوساط المسلمين في الدانمارك، نناقش الأبعاد القانونية والسياسية لهذه القضية بعد متابعة هذا الفيلم الوثائقي الذي أعده فريق التحقيقات في قناة الجزيرة وعنوانه "التعذيب بالوكالة.. الصفقة السريّة الدانماركية اللبنانية" نتابع.

[بداية الفيلم الوثائقي]

حسن جبار/إمام متطوع: هم يعرفون أن في بلادنا أحقر قيمة هي للإنسان.

علي إبراهيم/سائق أجرة: نريد أن يساعدوا هم الذين وصّوا فيك الجرذان والقطة في كيس النوم مع الرجل المكبّل والمقيّد.

زياد بارود/وزير الداخلية اللبناني (2008- 2011): إذا حصل تجاوزات بهذيك الفترة أكيد لم تكن على مستوى القرار السياسي.

محمد علي إبراهيم/والد علي: هتعاملوا بشر فاتوا بشر بس رح يطلعوا وحوش.

حسن جبار: لكن من الذي سيظهر هذه الحقيقة.

ترغيب وترهيب لتجنيد مخبرين

تعليق صوتي: الدانمارك بلد ليبرالي في طليعة الدول المدافعة عن حقوق الإنسان والمناهضة للتعذيب لكن لهذا البلد وجوه أخرى معظمنا لا يعرفها منها العلاقات العسكرية والاستخباراتية السريّة مع الولايات المتحدة واعتماد القوة الناعمة فيما يُسمّى الحرب على الإرهاب، في عام 2005 بدأت الضغوط تشتد على المخابرات الدانماركية بعد المظاهرات المندّدة بالرسوم المسيئة للرسول- صلَّ الله عليه وسلّم- والدعوات لمقاطعة البضائع الدانماركية، انتقلت المخابرات الدانماركية إلى الهجوم فظهرت إعلانات مثل هذا تحاول تجنيد مخبرين ومنهم ناطقين بالعربية لكنها لم تفلح، فلجأ ضباط من المخابرات الدانماركية وفقا لمصادر الجزيرة إلى الترغيب والترهيب لتجنيد مخبرين وجواسيس من الجالية المسلمة بالدانمارك، تحدثت الجزيرة إلى ثلاثة أشخاص حاولت المخابرات الدانماركية تجنيدهم وكلهم من حملة الجواز الدانماركي، اثنان منهم يقولان إنهما وُعدا بمكافأة مالية مُجزية وهويتين جديدتين ولمّا رفضا تحولت حياتهما إلى جحيم، علي إبراهيم أبٌ لستة أطفال من أصل لبناني يقيم حاليا في كوبنهاغن حيث يعمل سائق سيارة أجرة لذوي الاحتياجات الخاصة يقول علي في عام 2006 اقترب منه شخصان في محطة القطارات هذه بكوبنهاغن قالا إنهما من المخابرات الدانماركية أخذ علي إلى مركز للشرطة فاستجوب ثم تلقى عرضا.

علي إبراهيم: بعد الثلاثة ساعات من التحقيق عندما علموا كل شي قال لي واحد منهم قال لي نريدك أن تعمل معنا فقال لي وندفع لك مقابل وتكون سعيدا معنا أظن كان ذلك بسبب أخ لي أسمه صدام كان يعيش في لبنان وكان عنده كان عنده نشاط إسلامي قال لي نحن نريد أن نبعث إلى لبنان يونيفيل قلت له وإذا قلت لك لا أريد أن أعمل لا أريد هذا رفضت العرض، فقال لي إذا رفضت العرض فسنجبرك على أن تأتي عندنا وتمضي كل أسبوع قلت له عندها أنا أخرج من البلد، فقال لي إلى أين تريد أن تذهب عندنا أصدقاء في كل بلاد العالم تريد أن تذهب إلى لبنان عندنا أصدقاء في لبنان.

حسن جبار: هم يعرفون أن في بلادنا أحقر قيمة هي للإنسان.

تعليق صوتي: أما حسن جبار وهو عراقي وسجين حرب سابق فقد احتجزه الأميركيون على الحدود العراقية السعودية لمدة سنتين حاليا يقضي حسن معظم وقته إماما متطوعا في كوبنهاغن.

حسن جبار: بما أني من مرتادي المساجد فحُققّ معي أكثر من مرة في الدانمارك سواء كان حين زيارة بعض المسؤولين المهمين ككلينتون مرة جاء وزاروني إلى البيت مرة زار الملك حسين، لكن هم لم يجدوا شيئا ملموسا ضدّنا، استخدام أساليب لا يقرّها القانون المحلي لهذه البلاد سواء أكانت الدانمارك أو السويد أو غيرها بالاتفاق مع مخابرات البلاد العربية في اصطياد أناس يعتقدونهم بأنهم خطيرين على أمنهم القومي.

تعليق صوتي: يعمل الدانماركيون بشكل وثيق مع نظرائهم الأميركيين.

أبو عبد الله: عندي نشاط اجتماعي إسلامي فينا نقول كمثل الريد كروس.

تعليق صوتي: فضّل أبو عبد الله وهو من أصل فلسطيني عدم الكشف عن هويته وهناك الكثير مثله إلا أنه قرّر مع ذلك أن يحكي قصة معاناته وكم كلّفه غاليا أن يكون مسلما نشطا وسط جاليته.

أبو عبد الله/متطوع بجمعية خيرية: تم استدعائي من قبل  المخابرات الدانماركية حول نشاطي فبيّنت أنا وكنت صريحا إنه هذا نشاط إنساني زييّ زي أي إنسان مواطن وعلى هذا الأساس يعني بدأت الأسئلة والمضايقات.

تعليق صوتي: بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان في عام 2006 أرسلت الأمم المتحدة قوات إلى هذا البلد وتحت ضغط الولايات المتحدة أرسلت الدانمارك مئة وخمسين جنديا في عام 2009 غير أن الهجمات التي شنتها المجموعات المسلحة ضد القوات الدولية دفعت الدانمارك سنة 2011 إلى سحب جنودها، لبنان بدوره شنّ حربه على ما يسمى الإرهاب ففي 2007 بدأ الجيش اللبناني هجوما ضد تنظيم فتح الإسلام بمخيم نهر البارد، كان لهذه الأحداث تأثير دراماتيكي على حياة هؤلاء الرجال الثلاثة.

علي إبراهيم: فلم أخذ الأمر بهذه الدقة التي قالها لي ما ظننت أنه يصل إلى لبنان بهذه التفاصيل عندما كان صادقا معي وقال لي عندنا أصدقاء في لبنان.

تعليق صوتي: لمّا كان علي في كوبنهاغن رفض العمل لفائدة المخابرات الدانماركية وهو على يقين أن هذا القرار هو السبب في دخوله السجن بلبنان وقد حدث هذا عندما كان يزور عائلته في طرابلس.

علي إبراهيم: في لبنان عندما وصلت إلى لبنان كان الأمر طبيعي جدا أول يوم وثاني يوم وثالث يوم رابع يوم وأنا مع عائلتي مع زوجتي وأولادي الصغار توقفت سيارة أمامي ونزل منها أربعة مسلحين ووضعوا البنادق باتجاهي وقالوا لي وقالوا لي عليك أن تصعد معنا قلت إلى أين؟ قال الآن تصعد معنا وهددوني فصعدت معهم وبقيت الزوجة والأولاد في الشارع كانوا يريدون أن يبدؤوا التحقيق معي قلت قبل أن أتكلم أي كلمة أريد أن أتكلم مع السفير الدانماركي فبدئوا يضحكون، ضحك استهزاء، وبعدها قالوا لي فعلا إنك غبي فقلت لماذا؟ قال هذا التوصيات المخابرات الدانماركية لنا باعتقالك وبالتحقيق معك تريد أن تريد أن يساعدوك هم الذين وصّوا فيك، حتى سنة 2006 أنا هذا بيان من لبنان صدر من الدوائر الرسمية اللبنانية يُفيد أنني لم ارتكب أي جرم في لبنان وفي الدانمارك سِجّل نظيف دون أي مشاكل ودون أي مخالفات قانونية.

تعليق صوتي: في البداية استجوب علي لمدة أسبوع ثم أُخلي سبيله لكنه كان يُعتقل من حين لآخر من طرف أجهزة أمنية لبنانية مختلفة تتناحر فيما بينها وكان في كل مرة يُفرج عنه يحاول مغادرة البلد باستعمال جواز سفره الدانماركي ولكن دون جدوى.

هاشم أيوب/محامي: لدى اندلاع المعارك في نهر البارد تم توقيف عدد كبير من الشباب الذين يظهر عليهم مظاهر الالتزام في منطقة الشمال عموما وفي طرابلس بشكل خاص يعني عدد كبير من الموقوفين كانوا يعتبرون كعائلات يعني يكون في شخص متورط بأعمال أمنية فيتم اعتقال عدد من العائلة يعني قد يكون يعني شرّج لأخيه كرت هاتف بهدف خدمة قريبهم وليس بهدف إجرامي دون معرفة أبعاد هذه الأعمال يعني.

تعليق صوتي: اعتقد علي أن متاعبه ربما كانت بسبب أخيه الذي قتلته القوات الأمنية في مواجهة مع مسلحين في طرابلس.

هاشم أيوب: يعني حتى الحكم اللي أنحكم فيه علي هو حكم يعني فوق يعني فوق المواد اللي كان مُدّعى فيها عُدّلت الاتهام أثناء الحكم ترافعنا عنه بمواد أخرى بُرّئ منها إنما أُعيد وأُحيل إلى ملف قانون الإرهاب هذا أمر أصلا قانونيا لا يصح.

تعاون دانمركي مع المخابرات اللبنانية

تعليق صوتي: وطيلة ثلاث سنوات ظل علي يُنقل من سجن إلى آخر وفي كل مرة يزيد الرعب أكثر.

علي إبراهيم: كانت هناك علامات على جسمي على جسمي وآلام ولم في هذه الفترة لم يسمحوا لي أن أقابل أحدا لأنه كان وضعا سيئا جدا، بعد شهر كامل أتت القنصل الدانماركي دخل رجل ووضع كرسي وقال لي: اجلس، فجلست على الكرسي رجل يبدو عليه أنه رجل رياضي متمكن وقف ورائي وكنت أظنه أنه رجل من رجال الأمن وبعدها دخلت القنصل الدانماركي وكانت امرأة كانت المقابلة حوالي عشرة دقائق فقط وبعدها غادرت، وبعدها علمت عندما نادت الرجل الذي كان يقف ورائي نادته فعندما علمت أنه معها وكانت تخاف لأنهم هم الذين ورّطوني وقالوا لي تستطيع أن تسافر عندها علمت أنهم عملوا مع المخابرات اللبنانية على إيقافي.

تعليق صوتي: أبو عبد الله قام برحلة مرعبة مماثلة عام 2010 عندما توجه برفقة زوجته إلى لبنان لزيارة عائلتها وحين همّ بالعودة إلى كوبنهاغن اعتقلته المصالح السرية في المطار وسيق إلى مركز اعتقال في وزارة الدفاع اللبنانية حيث مكث لمدة واحد وعشرين يوما يُستنطق ويُعذّب على أيدي ضباط لبنانين كما يقول أُفرج عنه فحاول العودة إلى الدانمارك من جديد لكنه مُنع من مغادرة لبنان تماما مثلما حدث لعلي قبله.

أبو عبد الله: قال أنا أريد أن أساعدك قلت له من أنت قال أنا رجل من المخابرات الدانماركية قلت له وعلى أي أساس تريد أن تساعدني؟ قال أنت تحضر إلى بيروت إلى المكان الفلاني، قلت له لأ أفضل لقاء نلتقي في السفارة الدانماركية، قال لي أنا ليس لي شغل مع السفارة الدانماركية نحن من المخابرات الدانماركية هذا فرع خاص وأنت الآن لن تخرج من لبنان إلا إذا إحنا ساعدناك.

تعليق صوتي: تلّقى مكالمة هاتفية حدث بعدها منعطف آخر في قضيته طلب مساعدة السفارة الدانماركية فنصحته بتوكيل محامي.

أبو عبد الله: بعد ما حصلت على المحكمة إنه أنا ما عليّ شيء إنه رجعوا استدعوني وزارة الدفاع قالوا لي نريدك أن تحضر في لقاء مهم قرّرت أن أذهب إلى وزارة الدفاع فتفاجأت بالشخص موجود في وزارة الدفاع مع يعني المخابرات الدانماركية والمخابرات اللبنانية فعندها اكتشفت الحقيقة سبب اعتقالي هو من المخابرات الدانماركية حتى أتعامل معهم الذي لا يستطيعوا أن يأخذوه في الدانمارك مثلا أو يحققوا معي فرأوا أنسب وسيلة يعني بطريقة قذرة إنه يستعملوا أسلوب بلادنا اللي هو التعذيب والإهانة والضغط وكذا فاستعملوا هذا الأسلوب فاعتقلتني الحكومة اللبنانية.

تعليق صوتي: تطلّب منه الأمر سنة كاملة للحصول على ترخيص لمغادرة لبنان والعودة إلى الدانمارك، أما حسن فقد غادر متوجها إلى بيروت بغرض زيارة عائلة زوجته تعقّبته المخابرات اللبنانية ثم اعتقلته فيما يعتقد هو أن المخابرات الدانماركية كانت وراء اعتقاله.

حسن جبار: فقلت له يعني أنا لاحظت أن هنالك ورقة الأسئلة ورقة الأسماء ليست باللغة العربية قال يا زلمة هذه الورقة إجتنا من المخابرات الدانماركية نسألك أنت أو نسأل غيرك المطلوبين بقضية أو أخرى نحقق ذلك فأنا سكتت.

سجن رومية الأسوأ سمعة في لبنان

تعليق صوتي: هذا هو رومية أكبر سجن في لبنان والأسوأ سمعة هنا في 2014 وثّق تقرير للأمم المتحدة التعذيب الممنهج في هذا السجن والسجون اللبنانية الأخرى رفضت الحكومة التقرير، بالنسبة لحسن وأبو عبد الله فإن أهوال الاعتقال في لبنان حقيقة مؤكدة وهما شاهدان عليها، هذه أقرب نقطة من السجن تسمح السلطات بالوصول إليها هنا قضى ثلاث سنوات وها هو يتحدث عبر سكايب مع زميله السابق في الزنزانة في جناح (ب) سيء السمعة الشهير باسم جناح الرعب.

فايز محمد عبدان: أنا فايز محمد عبدان سجين بلبنان في سجن رومية حكم عليّ خمسة عشر عاما، سجن رومية مبنى ب الغرفة هذه اللي أنت كنت قاعد فيها 333 بتعرف تعذيب وما تعذيب وضرب عرفت عليّ كيف.

زميل سابق لفايز عبدان بالزنزانة: نعم.

فايز محمد عبدان: لك شو كيف عذبونا لك بتعرف أنت ما بتعرف كيف يعذبوا فوق.

زميل سابق لفايز عبدان بالزنزانة: أنا بعرف بس نتفة صغيرة نعم.

فايز محمد عبدان: علقونا عرفت عليّ كيف وضربونا وكسرونا عرفت عليّ كيف ومضّونا على أوراق بيض وقت اللي طلبت منهم إنه اقرأ الأوراق اللي أنا مضيت بدي أمضي عليها.

زميل سابق لفايز عبدان بالزنزانة: نعم.

فايز محمد عبدان: قاموا، قاموا ضربوني بالزايد عرفت عليّ كيف وقال شو مفكر حالك أنت بألمانيا يا أخو الكذا والكذا.

تعليق صوتي: فايز لبناني لكنه مواطن ألماني كذلك كان سائق سيارة أجرة في طرابلس يقضي حاليا عقوبة بالسجن مدة خمسة عشر عاما بتهمة نقله شخصا مشتبها في انتمائه لتنظيم فتح الإسلام وحيازة أسلحة، تحدث إلينا رغم علمه بالمخاطر.

فايز محمد عبدان: أطلب من السلطات الألمانية يأخذوني إلي ألمانيا كي أقضي بقية حكمي في ألمانيا.

حسن جبار: أحد ابتزازاتهم قالوا لي هذا الكرسي اللي أنت جالس عليه هذا قتلنا عليه إسماعيل الخطيب، قُتل بعد أن اُعتقل من قبل الأمن اللبناني ويتفاخرون بأنهم هم قتلوه تحت التعذيب، قالوا لو لم تكن تحمل الجواز الأوروبي لكنّا بالصيغة هذه سلخنا جلدك سلخ قلت له ولِم؟!

علي إبراهيم: كانوا يعصبوننا يعصبون يقيدون أيدينا من الوراء وكان يرفعوننا، يرفعوننا بشكل سيء جدا بقضيب حديد اثنين يد من هنا ويد من هنا يرفعوننا إلى فوق كانوا يضربوننا حتى ينزل الدم منا.

وديع الأسمر/ الأمين العام للمركز اللبناني لحقوق الإنسان: هذا هو الفروج كما ذكرت لك لديهم طريقتان فهم إما يضعونهم على هذا النحو أو أحيانا على الجانب الآخر.

تعليق صوتي: وديع الأسمر الأمين العام للمركز اللبناني لحقوق الإنسان يعمل على مساندة حالة علي مثلما يساند غيره من ضحايا التعذيب في السجون اللبنانية.

وديع الأسمر: في بدء الأمر عندما كنا نسمع بهذا التعاون لم نكن نربطه مباشرة بحالة تعذيب ولكن في واقع الأمر كانت المخابرات الدانماركية والهولندية والألمانية والفرنسية والإيطالية والأميركية حينما كانت ترسل لائحة بأسماء معينة وتقول إن بعضها مرتبط بالقاعدة على سبيل المثال فإنه إذا وصل أحدهم إلى لبنان أو مصر أو المغرب أو تونس كما كان في السابق أو سوريا فإن مخابراتنا تضع في اعتبارها بأن عليها أن تقوم بواجبها أي أنها ستعتقله وتعذبه.

جرذ وقطة في كيس النوم

علي إبراهيم: ومن أساليبهم كانوا أيضا يأتون بكيس النوم ويضعوا المتهم فيه ويضعوا جرذونا كبيرا في الكيس ويسكرّوا الكيس عليه ويضعوا معه قطة، الجرذون والقطة في كيس النوم مع الرجل المُكبّل والمُقيّد. بعد مدة سنة من إفراجي التقيت بشباب كثير وأخبروني كيف كانوا يُعذّبوا فكان كثير من الشباب قد عُذّبوا أكثر مني حتى وصل الأمر ببعض الشباب قد اُغتصبوا من قبل المحققين في لبنان عند شعبة المعلومات وفي وزارة الدفاع اللبنانية اُغتصب شباب ومعروفة هذه الشباب.

تعليق صوتي: لكن أساليب التعذيب هذه تأخذ منحى آخر في شهر رمضان.

علي إبراهيم: ويكون هذا المتهم أو هذه الشباب صائمة ويأتوا به عند المغرب عند الإفطار ويجتمعوا عليه بعض رجال الأمن ويفتحون فمه ويبولون في فمه وهذا حصل مع كثير من الشباب وأمر معروف وموثّق وأنا مسؤول عن كلامي.

تعليق صوتي: سألنا زياد بارود وزير الداخلية آنذاك فأنكر وجود أي أوامر بالتعذيب.

زياد بارود: كنت حريصا دائما على إنه إذا كان هناك من شكوى أيّا كانت هذه الشكوى ومهما كانت درجة مصداقيتها أن أحيلها فورا إلى التحقيق بس أقول لك إنه لم يكن يحصل شيء يمكن كون عم يبالغ بس أؤكد لك إنه لو علمت بشيء ولم أقم بتدبير من أي نوع كان نعم بكون ساعتها أنا يعني في حالة خليني أقول الشريك عما يحصل، إذا حصل تجاوزات بهذيك الفترة أنا أؤكد أنه أكيد لم تكن على مستوى القرار السياسي لم تكن على مستوى قرار القيادة الأمنية المعنية.

محمد علي إبراهيم: السلام عليكم نحنا إنظلمنا نحنا مظلومين العيلة مظلومين في لبنان لأنه ليك الدولة والحكام والسياسيين في وادي ونحنا في وادي آخر.

تعليق صوتي: يعيش والد علي في طرابلس وهي مدينة تعاني الفقر والتوتر الطائفي.

محمد علي إبراهيم: إذا طلع ولد من أولادي يعني حب إنه ينتمي للجهاديين بس مش كل أولادي بهذه الفكرة، علي ما تدخل بالعائلة أبدا وكان الوحيد اللي ينصح هو يا أبي مالنا ومال العالم.

تعليق صوتي: الأجهزة اللبنانية هنا تتهم عائلة علي كونها جزءا من مجموعات مسلحة تتآمر على الدولة اللبنانية تهم ينفيها والد علي.

محمد علي إبراهيم: هنا إذا بذنب الإنسان من طرف العيلة يقولوا كل العيلة هذه، قالوا إلهن هذه المعاملة اللي تعاملوها راح تعاملوا بشر كانوا فاتوا بشر بس رح يطلعوا وحوش ربيّتم حقد ما بين الشعب وبين الدولة ما بزيله ما حدا فيه يزيلوا أبدا، بالآخرة بشوفوا مين المجرم مين المجرم ومين الصادق.

تعليق صوتي: أوضح لنا علي أن ستة من إخوانه التسعة يعيشون حياة طبيعية واثنان منهم عملا في الجيش اللبناني.

علي إبراهيم: وفي نفس الوقت أريد أن أخبر بأن كان عندي أخوان من إخوتي هم جنود في الجيش اللبناني وهذا واحد منهم المعاون الشهيد الذي قُتل في حرب حزب الله وإسرائيل وكنت قد أخبرت القاضي بأني إذا سُجنت واعتُقلت بسبب أخ لي كان عنده نشاط إسلامي فعندي أخوين كانا يخدمان الدولة اللبنانية أكثر من خمسة وعشرين سنة.

تعليق صوتي: يقول بارود إنه لم يتلق إطلاقا أي طلبات لاستنطاق مواطنين أوروبيين وإن كان أي طلب قد قدم فربما وصل إلى وزارة العدل، توجهنا إلى شارل رزق الذي كان وزيرا للعدل خلال أحداث نهر البارد، حسب وثائق ويكيليكس كان رزق يتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية للبحث عن ثغرة في القانون المحلي تُمكّن من تسليم المواطنين اللبنانيين إليها.

شارل رزق/وزير العدل اللبناني (2005- 2008): أول شيء مكافحة الإرهاب ليست من صلاحية وزارة العدل طبعا، طبعا في نيابة عامة إلى آخره بس هذا موضوع يتعلق أكثر شي بقوى الأمن حتى إلى حد ما بالقوات المسلحة بالجيش، أما وزارة العدل فلا يمكن للنيابة العامة أن تتحرك إلا بناء على معلومات تأتيها من الأجهزة الأمنية وطبعا أنا كنت يعني أثق كليا بالنيابة العامة فهذا يعني وأنا على كل حال بشكرك لهذا الحديث اللي قدرنا نعمله إحنا وإياك ونتمنى لك التوفيق ونرجو أن يكون لنا مناسبات أخرى حتى نقوم بهذه اللقاءات.

غياب الشفافية في عمل المخابرات

تعليق صوتي: بعد أن ألححنا على شارل رزق بالسؤال عن دوره أنهى المقابلة، سألت الجزيرة المخابرات الدانماركية هذه الأسئلة فرفضت إجراء مقابلة وبدلا من ذلك أرسلت البيان الآتي: "تتعاون المخابرات الدانماركية مع عدد كبير من السلطات عبر العالم بهدف حماية المصالح الدانماركية في الداخل والخارج لكن المخابرات لم ولن تساعد أو تحثّ على ممارسة التعذيب تحت أي ظرف من الظروف وليس لنا أي تعليقات أخرى"، بينيل سكيبر عضوة في البرلمان الدانماركي من الأصوات التي تنتقد غياب الشفافية في عمل المخابرات.

بينيل سكيبر عضو بالبرلمان الدانماركي: بخصوص علاقة الاستخبارات الدانماركية بنظيراتها في الشرق الأوسط أو في أماكن أخرى من العالم فنحن لا نعرف إلا القليل جدا عمّا يحدث والمفارقة أننا نعرف من المخبرين مثل إدوارد سنودن أكثر مما نعرف من رقابتنا الخاصة.

بقعة معتمة في التاريخ الإنساني

حسن جبار: أنا لو كنت اسمي ينس أو هنس ما اعتقد كان السفير بنفسه سيأتي ويزورني ويتطلع على، لكن بما أني مجرد اسمي حسن مكتسب للجنسية فأنا أعتبر مواطن درجة ثانية، لا شكّ أن المخابرات في هذه المسألة تتجاوز القانون لكن من الذي سيظهر هذه الحقيقة؟ من الذي سيُسلّط الضوء على هذه البقعة المعتمة في التاريخ الإنساني؟

بينيل سكيبر: ما نعرفه من موظفين سابقين ومن وكالات الاستخبارات هو أنه عندما تتحدث عن المعلومات في مجتمع وكالات الاستخبارات فإنك تقايض المعلومات نُعطي قليلا تُعطي قليلا يكون لك منفذ هنا يكون لنا منفذ هنا هكذا تجري الأمور.

تعليق صوتي: ربما يكون علي أكثر الرجال الثلاثة معاناة أُفرج عنه بكفالة فعاد إلى كوبنهاغن في 2010 لم توجّه له أي اتهامات في الدانمارك ما زال علي يتذكر  اليوم الذي وصل فيه إلى كوبنهاغن.

علي إبراهيم: نزلت من الطائرة وجدت على باب الخرطوم رجلان وقالوا لي نريد أن نتكلم معك نحن المخابرات الدانماركية إن كان بإرادتي لا أريد الحديث معكم فقال لي نحن نختلف عنهم قالوا نحن نحقق بطريقة أخرى هو كان يقصد الأمن اللبناني، قالوا لي ماذا ستفعل بالرسام الدانماركي بالرسام الذي عمل الرسوم عن الرسول صلَّ الله عليه وسلم؟ فقالوا يعني لا يعني افهم منك أنك لا تريد فعل شيء قلت له عندي عائلة وعندي مسؤولية وعندي أولاد يجب أن اهتم بهم وعندها تركني وقال لي نحن على موعد كل أسبوع.

[نص مكتوب]

بدأ علي يتلقى اتصالات هاتفية من رقم سري كان المتصل شخص سمى نفسه ريني، وقال إنه يعمل مع المخابرات الدانماركية، كتب علي رسالة إلى المخابرات الدانماركية فتوقفت الاتصالات. في 2015 حكمت عليه محكمة في لبنان بالإعدام غيابيا.

لم توجه أي اتهامات لحسن الذي استأنف عمله التطوعي في كوبنهاغن، بينما ما زال أبو عبد الله يعيش في رعب دائم.

[نهاية الفيلم]

الصفقة السرية الدانماركية اللبنانية

عثمان آي فرح: تابعنا إذن الفلم الوثائقي "التعذيب بالوكالة.. الصفقة السرية الدانماركية اللبنانية" الذي أعده فريق التحقيقات في قناة الجزيرة ورصد شهادات على قيام أجهزة أمنية لبنانية بتعذيب سجناء لصالح المخابرات الدانماركية، لمناقشة الأبعاد القانونية والسياسية لهذا الموضوع ينضم إلينا من بيروت كل من: المحامي نبيل الحلبي مدير المؤسسة اللبنانية للديمقراطية وحقوق الإنسان، ويونس عودة الكاتب والباحث السياسي، ومن كوبنهاغن جاكوب ميشينغاما المدير التنفيذي لمنظمة جوستيتيا، سيد ميشينغاما ابدأ منك الدانمارك ليست هذه هي صورة الدانمارك لدى المشاهد العربي التي يعرفها كدولة حديثة تدافع عن حقوق الإنسان هي دولة في يعني ضد التعذيب ما هذا الذي سمعناه؟ كيف يمكن أن نفسره؟

جاكوب ميشينغاما: هذه اتهامات خطيرة كما هو واضح ضد الدانمارك ولو كانت صحيحة فستكون فضيحة لأن التعذيب كما هو واضح أمر لا يمكن أن نحث عليه أو أن نرضى به ولكن اعتقد أن المزاعم رغم خطورتها لم تكن موثقة بما يكفي ولم أر حقا أي توثيق حقيقي يربط الاستخبارات الدانماركية بهؤلاء الأشخاص الذين يُزعم بأنهم عذبوا، واعتقد أنه هناك سياقا تم تركه في هذا الأمر على سبيل المثال أنا أفهم بأن كان هناك 200 شخص ارتبطوا بأنصار الإسلام تم اعتقالهم في لبنان في ذات الوقت وأشك بأن الاستخبارات الدانماركية قد شاركت أو عملت بشأن هذا الأمر هذا يظهر بأن هؤلاء الأشخاص ربما تم اعتقالهم كقمع عام من قبل لبنان ضد أنصار الإسلام، أيضا وزارة الخارجية الدانماركية قامت بدور نشط جدا حسب فهمي في مساعدة هؤلاء الأشخاص عندما سجنوا وأيضا عرضوا أن يقدموا لهم المساعدة وأن يقدموا شكوى ضد لبنان إذا ما تم تعذيبهم الآن أحد المشاكل في الدانمارك هي أن لدينا إشرافا محددا ومقيدا على الاستخبارات، إذن لا أعرف حقا إذا ما كانت الاستخبارات الدانماركية قد تورطت في هذا وليس لدينا حقا قوانين تسمح لنا أن نتوصل إلى ذلك، ولكن أقول أنني لا اعتقد بأنه تم توثيقه وتعضيده كما أنني تحدثت إلى صحفيين استقصائيين دانمركيين نظروا في هذا الأمر منذ أعوام وقرروا بأنهم لن يكتبوا عن هذه القصة لأنهم لم يتمكنوا من الحصول على أدلة كافية دامغة.

عثمان آي فرح: نعم تقول أدلة دامغة لكن يبدو أن هناك جهات عديدة ولك أن تحاول أن تتحدث إلى الجهات الرسمية لا تريد الحديث عن هذا الموضوع باعتباره أمرا سريا، وأخبرك أنه بعد عرض هذا الفيلم على قناة الجزيرة الإنجليزية اتصل بنا اتصل بالجزيرة عدد ممن قال أنهم مخبرون وعدد منهم ذكر اسم نفس ضابط الاستخبارات التي ذكره علي في الفيلم وهو رينيه، لماذا ليس هناك تفسير واضح تعليق جلي عن علاقة المخابرات أو أجهزة الأمن الدانماركية واللبنانية؟ لماذا لا تعلق الدانمارك على هذا الأمر بشكل واضح؟

جاكوب ميشينغاما: لا أدري حقا ما هو الفيلم الوثائقي الذي حصلت عليه الجزيرة، بعد بث هذا الفيلم الوثائقي ولكن أحث الجزيرة إذا ما لديهم مصادر جديدة وتوثيقات أخرى فأنني أحثهم على المتابعة بشأن هذا الأمر لأنه إذا ما كانت هذه المزاعم صحيحة فيجب أن تتاح للعلن لأنه كما قلت التعذيب لا يمكن التساهل معه أبدا بأي شكل من الأشكال، وإذا ما كانت السلطات الدانماركية تورطت في التعذيب حتى من خلال إسناده بالوكالة إلى أطراف أخرى فهذا غير مقبول، ولكن اعتقد أن الأمر لم يتم تعضيده بأدلة إلى الآن رغم هذا المشكلة من وجهة نظر الدانماركية هي أن لدينا وبشكل محدد ومقيد قدرات حتى لدى البرلمانيين في الدانمارك بأن يبقوا على إشراف كامل..

عثمان آي فرح: يعني تلك النقطة سنعود إليها سيد جاكوب اسمح لي معذرة على المقاطعة ولكن أريد ما هو متاح من وقت أشرك ضيفيّ الآخرين سيد نبيل الحلبي، أبو علي ربط بين عدم يعني إذعانه لطلب التعاون مع المخابرات أو الأجهزة الدانماركية وتعذيبه في لبنان، هل رصدتم أنتم أي حالات مماثلة؟

نبيل الحلبي: طبعا يعني بداية هذه الحقبة شاهدت يعني انتهاكات كثيرة لحقوق الإنسان في السجون اللبنانية في مختلف السجون اللبنانية وأنا كنت حينها عضو لهيئة رعاية السجناء رصدنا عمليات تنسيق بين استخبارات بعض الدول وبين الاستخبارات اللبنانية لتوكيل الاستخبارات اللبنانية لإجراء تحقيقات مع الموقوفين سواء كانوا من الجنسية اللبنانية أو من حملة الجنسيات المزدوجة أو من جنسيات عربية أخرى، طبعا تلك التحقيقات لم تخلُ كالعادة من أعمال تعذيب وحشية قامت بها يعني جهاز الاستخبارات التابع للجيش اللبناني وجهاز فرع المعلومات آنذاك يعني بطريقة معينة..

عثمان آي فرح: هل هناك حالات رصدتموها قد تكون ربما موثقة خاصة فيما يخص الدانمارك؟

نبيل الحلبي: لا بالنسبة لي ليس هناك أي عملية توثيق قمنا بها خاصة لهذه الحالة، قمنا بتوثيق حالات تقريبا مماثلة ولكن بالنسبة للحالة الدانماركية هذه لم نوثقها نحن على الأقل، لا أعلم إذا كان هناك عدد من الزملاء قام بتوثيق شيء من هذا..

عثمان آي فرح: هل هناك ولكن حالات مماثلة- معذرة- حالات مماثلة بمعنى نحن نعلم كان هناك تقرير أميركي صدر الكونغرس اتهم أو ذكر أنه كانت هناك 13 دولة تمارس التعذيب بالوكالة نيابة عن السي آي إيه، هل لبنان هو واحدة من الدول التي تمارس التعذيب نيابة عن دول أخرى؟

نبيل الحلبي: أعتقد ذلك، لا أعلم ما مدى التنسيق بين الاستخبارات الأميركية والاستخبارات اللبنانية ولكن اعتقد أن هناك تنسيق بهذا الصدد ونحن نعلم فضيحة السجون السرية التي كانت تنتشر في أوروبا الشرقية وفي بعض الدول العربية نيابة عن الإدارة الأميركية حتى تبعد الإدارة الأميركية يعني تلك السجون والممارسات التي بداخلها من صلاحيات القضاء الأميركي وحتى لا تكون عرضة لدعاوى قضائية ضد الإدارة الأميركية بمنظمات حقوق الإنسان..

عثمان آي فرح: سيد يونس عودة في الفيلم استمعنا إلى وزير الداخلية السابق السيد زياد بارود ينفي اتهامات كهذه وزير الداخلية الحالي نهاد المشنوق ينفي هذا الكلام وزير العدل السابق شارل رزق لا علاقة لوزارة العدل، كلهم ينفون الاتهامات، كيف يمكن حماية السجناء في لبنان من تعذيب بهذا الشكل لصالح دول أخرى؟

يونس عودة: يعني اسمح لي بداية أن أوضح مسألتين وردتا في الفيلم: الأولى أن الجيش اللبناني لم يبادر إلى الهجوم على مخيم نهر البارد بل أن 24 جنديا قتلوا في أسرتهم وهم نائمون عندها بادر الجيش إلى الهجوم هذه نقطة يجب أن تذكر، المسألة الثانية لا يحق لمخابرات الجيش أن تدخل حرم المطار وتعتقل من داخل الحرم كما ورد في الفيلم هذه مهمة أجهزة أخرى في الدولة اللبنانية أجهزة أمنية أخرى، هذا من حيث يعني الشكل لكن له تأثير كبير على المضمون لأنه يشوه بعض الحقائق، أما على مستوى التعاون الاستخباراتي هو معروف أن لبنان يتعاون مع كثير من الأجهزة الأمنية الخارجية وخصوصا في مرحلة ما بعد 11 أيلول عندما وضعت الولايات المتحدة الكثير من القوانين التي تكبل الحريات ليس فقط على مستوى الشعب الأميركي بل على مستوى أنحاء العالم حتى سمحت لنفسها بأن تخطف من تشاء في أي بلد في العالم، طبعا هناك ربما نصائح أميركية في عمليات التعذيب..

عثمان آي فرح: ولكن اسمح لي يعني حتى لا نبتعد سيد عودة حتى لا نبتعد عن سؤالي كثيرا يعني هو الرجل على كل حال ذكر أنه اقتيد من المطار إلى سجن وزارة الدفاع وهو معروف أنه يتبع للمخابرات، ولكن أنا سؤالي كان من المعروف أن هناك تعاونا والسيد الحلبي ذكر هذا وهو من منظمة حقوقية سؤالي كيف يمكن حماية السجناء من أن لا يتكرر هذا الأمر ثم يأتي وزراء العدل أو الداخلية ويقولون نحن لا نعلم شيئا رغم وجود صور بثت؟

يونس عودة: يعني في المبدأ وفي التفصيل أي عمل تعذيب لأي سجين مهما كانت التهمة إليه هو عمل مدان ومرفوض ويجب أن يحاسب من يقوم به، على مستوى السلطات الرسمية ربما ما قاله الوزير بارود هو يعني يؤشر بشكل دقيق إلى المسألة ليس هناك قرار رسمي، لكن ربما هناك..، وهو لم ينفِ أن تكون قد حصلت تصرفات بهذا المعنى وقد صدرت في الآونة الأخيرة بعض الأشرطة تدل أن عمليات تعذيب تحصل، أما على مستوى كيفية حماية السجناء من التعذيب أنا اعتقد أن هناك عدة مؤسسات يزورون السجناء في أوقات محددة وربما أسبوعيا أو شهريا ويمكن للسجناء من خلال تلك المنظمات التي يعني تهتم بحقوق الإنسان وأيضا بالحقوق القانونية للسجناء وأيضا حتى الحقوق الدينية للسجناء يمكن من خلالها أن تقدم شكاوى ويحاسب المسؤولون كما يحصل في الحادثة الأخيرة التي بدأت عملية محاسبة الذين قاموا بتعذيب بعض السجناء يجب طبعا أن يرفع الصوت عاليا يجب عفوا..

عثمان آي فرح: طيب ولعل هذا البرنامج الذي نبثه يسهم في رفع الصوت عاليا، سأعود إليك ولكن أريد أيضا أن أوجه سؤالا مشابها للسيد جاكوب ميشينغاما، سيد ميشينغاما إذا لم تكن هناك رقابة للأجهزة التشريعية للبرلمان على جهاز الاستخبارات وأجهزة الأمن الدانماركية أو كانت الرقابة محدودة من يشتكون شكاوى كهذه يتعرضون لمواقف كهذه، إلى من يمكنهم أن يلجئوا؟

جاكوب ميشينغاما: في الحقيقة إذا ما كان لديك دليلا يمكن أن ترفع دعوى أمام المحاكم الدانماركية كما هو واضح ولكن يجب أن تكون قادرا على إثبات قضيتك بالأدلة وما يمكنك فعله أيضا هو محاولة حشد أعضاء البرلمان لذلك، ولكن عندما يكون هؤلاء الأعضاء من البرلمان يتم اطلاعهم وإيجازهم بسرية لا يكون عندهم الحق بأن يتحدثوا عما تم اطلاعهم به إذن فهذا يجعل أمر المراجعة البرلمانية نسبيا محدودة ومقيدة وغير كفؤة في الدانمارك، بالطبع هناك سبيل آخر وهو إِشراك الوسائل الإعلامية في الدانمارك لدينا إعلام حر لحسن الحظ يمكن أن يكتب قصصا حرة عن الحكومة وينتقد الاستخبارات والأجهزة الأمنية كما تم ذلك في عدد من الحالات، ولكن كما قلت أنا تحدثت على الأقل إلى 3 صحفيين استقصائيين محترمين في الدانمارك وبعضهم كان لديهم سبيل للوصول إلى هذه الملفات للأشخاص الذين تم سجنهم وتعذيبهم في لبنان كما يُزعم وكانوا غير قادرين على إيجاد ربط يتحدثون به عن هذه الظروف، إذن في هذه الحالات سيكون من الصعب رفع دعوى ضد الحكومة الدانماركية لأنك بحاجة إلى دليل قاطع دامغ في هذه الدعوى، ومن خلال معرفتي في هذه الحالة الأمر ليس كذلك وليس هناك أدلة دامغة.

دور المنظمات الحقوقية

عثمان آي فرح: سيد نبيل الحلبي ما هو دور المنظمات الحقوقية؟ وما هي المساحة التي يمكن أن تتحرك فيها لمنع تكرار التعذيب ولحماية من يكون يعني عرضة له؟

نبيل الحلبي: تماما يعني هناك إستراتيجية ممكن أن تقوم بها مؤسسات حقوق الإنسان في لبنان لعدم أو لمكافحة هذه الظاهرة المنهجية في لبنان بالرغم من نفي السلطات اللبنانية من أن ظاهرة التعذيب هي منهجية، أولا بداية تثقيف يعني الجمهور على حقوق الإنسان السجناء حتى الضباط والعناصر الأمنية يجب يعني إقامة دورات مكثفة لهم على موضوع قواعد حقوق الإنسان هذا من ناحية، الموضوع الآخر هو يعني حض الحكومة اللبنانية لمنع سياسة الإفلات من المحاسبة، نحن نعلم يعني كما وثقت مؤسستنا يعني عقب أحداث عبر عمليات تعذيب قامت بها الأجهزة العسكرية والأمنية بحق الموقوفين آنذاك وكان هناك ضحية سقط تحت التعذيب وهو نادر بيومي طبعا يعني أيضا شاهد آنذاك يعني جميع اللبنانيين فيديوهات مماثلة للتي ظهرت مؤخرا كيف أن ضابط في الجيش اللبناني يعطي الأوامر لعناصره ولعناصر مدنية أخرى بضرب أحد الموقوفين المكبل أرضا، طبعا يعني نحن راقبنا هذه الحالة ووعِدنا من قبل السلطات اللبنانية بمحاسبة هؤلاء، ولكن فوجئنا أن المحاسبة كانت شكلية ومسلكية ولم تكن محاسبة قضائية لا بل على  العكس يعني عندما راقبنا هذا الملف بالذات وجدنا أن يعني رؤساء هذا الضابط طلبوا له الترقية في بداية عام 2014 وإعطائه أقدمية عن سائر زملائه، هذه السياسة الحكومية هي سياسة التشجيع على ارتكاب التعذيب والتشجيع على الإفلات من المحاسبة، عندما تُقدم السلطات سواء كانت القضائية أو الحكومة على محاسبة هؤلاء سيرتدع الآخرون ولن يكونوا يعني مشجعين للاستمرار في هذه الجريمة، التعذيب هو جريمة وليس خطأ كما يصفه بعض الساسة اللبنانيون..

عثمان آي فرح: سيد يونس عودة يعني هذا لنتفق..

نبيل الحلبي: أهم شي عفوا بس هناك في نقطة أساسية الأمر الآخر هو القيام بمقاضاة السلطات التي قامت بالتعذيب هذا أمر مهم لأن عندما نقوم بالإدعاء الشخصي ضد المرتكبين نحرك رغما عنها النيابة العامة لتحريك الدعوى العامة ضد المرتكب وهذا لم يحصل حتى اللحظة يعني كانت هناك إخبارات ولكن كانت هذه الإخبارات توضع في الأدراج حتى بالنسبة للحادثة الأخيرة الخاصة بسجن رومية أنا منذ شهرين عقدت مؤتمر صحفي..

عثمان آي فرح: طيب لم يتبق لدينا الوقت الكثير اسمح لي سيد حلبي أريد أن يعني أسأل السيد يونس عودة، فلنتفق إذن التعذيب هو جريمة وليس خطئا وهناك اتهامات بغض الطرف عن المعذبين، فكيف يعني ما هي الإجراءات المطلوبة؟ ما هي الإصلاحات التشريعية أو غيرها؟ ما هي الإجراءات التي يتم يجب أن يتخذها القضاء وغيره؟ ما هو المطلوب سيد عودة؟

يونس عودة: نعم يعني يفترض أن تكون هناك إجراءات ويجب أن تكون هناك قوانين تمنع التعذيب بشكل واضح، طبعا في القانون اللبناني لا يسمح التعذيب إطلاقا لكن ربما هناك ضرورة بأن يكون تشريع جديد لمعاقبة كل من يقوم بعمليات التعذيب بغض النظر وأن يُربط هذا الأمر ربما بمحاسبة السلطة المباشرة التي تكون هي على رأس القوى التي تقوم بعمليات التحقيق والتعذيب وإلى آخره، وبالتالي يمكن من خلال ذلك بالتعاون طبعا مع بعض المنظمات التي لها الحق في دخول السجون من حين إلى آخر والتي هي القادرة على توثيق ونقل الصورة التي توجد داخل السجون وأيضا من الضرورة ألا يكون التعاون الاستخباراتي يدخل ضمنه عمليات التعذيب.

عثمان آي فرح: شكرا جزيلا نتمنى أن تتخذ كل الإجراءات المطلوبة لمنع تكرار هذا الأمر شكرا ليونس عودة الكاتب والباحث السياسي، وأيضا نشكر نبيل الحلبي مدير مؤسسة اللبنانية للديمقراطية وحقوق الإنسان، وكان معنا من كوبنهاغن جاكوب ميشينغاما المدير التنفيذي لمنظمة "جاستيتيا"، وشكرا لكم مشاهدينا إلى اللقاء.