برامج متفرقة

قرية أم النصر بغزة.. بشارة الصمود

استعرضت حلقة الأربعاء 3/9/2014 من برنامج “غزة تنتصر” أوضاع سكان قرية أم النصر التي تحاذي الشريط الحدودي وكانت أول قرية توغلت فيها القوات البرية الإسرائيلية إبان حرب غزة الأخيرة.

بألحان شجية من "ربابة" المغني الشعبي سيد عبد الحكيم بدأت حلقة الأربعاء 3/9/2014 من برنامج "غزة تنتصر" والتي بثت مباشرة من قرية أم النصر التي تقع أقصى شمال غزة وتحاذي الشريط الحدودي وتعرف بـ"القرية البدوية"، وتعرضت للاجتياح الإسرائيلي إبان العدوان الأخير على غزة.

وتكبدت القرية -التي تبلغ مساحتها 800 دونم ويسكنها حوالي 5000 نسمة أغلبهم من البدو- الكثير من الأضرار في المباني، وقدمت العديد من الشهداء والجرحى عندما قصفتها قوات الاحتلال بالصواريخ والدبابات، وتقع القرية تحت التهديد الإسرائيلي المستمر لموقعها القريب جدا من الحدود مع إسرائيل.

ووصف رئيس بلدية قرية أم النصر زياد أبو فرية كيف حاولت إسرائيل في بداية الحرب تهديد السكان ليخرجوا من القرية، وقال إن العدو الإسرائيلي وزع على سكان القرية مناشير مرارا وتكرارا يحثهم على النزوح من بيوتهم، وبعث لهم برسائل صوتية بعد ذلك ليخرجوا ولكنهم رفضوا.

وأضاف أبو فرية أن إسرائيل دكت منزلين على أهلهما في ليلة 17/7 مستخدمة صاروخين، ثم انهالت القذائف بعد ذلك مباشرة على القرية، مما دفع السكان للاحتماء بالبيوت الإسمنتية التي تقع داخل القرية، ولكن رغم ذلك ظل سكان القرية صابرين وصامدين ومرابطين بإذن الله وقرروا عدم الخروج وهجر منازلهم.

إعلان

وناشد رئيس البلدية الإخوة في جميع أنحاء العالم تقديم الدعم إلى قطاع غزة وقرية أم النصر خاصة، مؤكدا أن حجم الدمار كبير والاحتياجات أكبر، وأشار إلى أن بعض المدارس ما زالت تستخدم ملاجئ لاستقبال وإيواء المتضررين ولن تفتح بشكل كامل، ودعا إلى إيجاد حلول سريعة لإيواء الذين فقدوا منازلهم.

وروى شاهد العيان فوزي الذي حوصر في القرية لحظات الاجتياح، وقال إن القرية تعرضت لوابل مباشر من قذائف المدفعية كانت تستهدف البيوت مباشرة، وأضاف أن عائلته ظلت بالمنزل لأنها كانت كبيرة وبها عدد من الأطفال والنساء الكبيرات في السن، وأوضح أن القصف اشتد وازداد عنفا وفي الساعة الثالثة فجرا تقدمت الدبابات وبدأت تضرب المنازل بالقذائف طيلة الليل.

من ناحيته، أكد محمود شتيوي -أخ لأحد الشهداء- أن أحدا لم يتدخل لإنقاذهم من القصف وخرجوا برفقة النساء والشيوخ، وأوضح أن أخاه كان أول جندي من المقاومة استشهد في الحرب البرية.

السماعنة: إسرائيل لن تجرؤ على خوض حرب جديدة ضد المقاومة(الجزيرة)
السماعنة: إسرائيل لن تجرؤ على خوض حرب جديدة ضد المقاومة(الجزيرة)

صبر وأمل
أما نصار السماعنة -صاحب منزل مدمر- فقال إنهم ذهبوا إلى المدرسة واستوعبتهم وكالة غوث اللاجئين (الأونروا)، وأضاف أنه عاد ليتفقد منزله عندما أعلنت الهدنة فوجده مدمرا تماما، وعبر عن كبير أمله في دعم "الأشقاء" من الدول العربية، ولكنه أكد على تمسك السكان بحبل الصبر وقيامهم بنصب خيمة على ركام المنزل المدمر.

وعبر السماعنة عن قلق الجميع على مستقبل أبنائهم وعلى المصير الذي ستؤول إليه الأمور، ودعا لعدم معاقبة المواطنين في القرية مقابل صمودهم في وجه الآلة العسكرية الإسرائيلية، وتوقع من الإخوة في رام الله والعرب الدعم، وناشد مصر أن تفتح المعبر حتى تخف معاناة الشعب.

وتوقع السماعنة أن تلتزم إسرائيل بالسلام، مؤكدا أنها لن تجرؤ على خوض حرب ضد الرجال الذين جربتهم وعرفت صلابتهم وقوة بأسهم وصمودهم المشرف، وأوضح أن أبرز ما يميز سكان القرية يتمثل في تضامن أهلها وتكافلهم الاجتماعي الذي جعل أهل القرية يقتسمون كل شيء، ويعيشون الحياة البدوية ببساطتها، ويتلهفون بعضهم على بعض، ويقف الجار مع جاره.

وأكد الشيخ عطية الصياح -إمام أحد المساجد المدمرة- أن قدر الشعب الفلسطيني أن يعيش في هذه الأرض المباركة، وأوضح أن اليهود يدمرون المساجد ولا يبالون ويقتلون حتى الأطفال.

وعن دور رجال القرية في المساعدة قال سلمي أبو معمر -مسؤول فعاليات قرية أم النصر- إنهم شكلوا لجنة طوارئ لإدارة المشكلة، وتم الاتصال بالعديد من المؤسسات الدولية، مشيرا إلى حاجة سكان القرية إلى المساعدات التي تعزز صمودهم وتعوضهم عن أغنامهم ومواشيهم ومصادر رزقهم التي فقدوها إبان الحرب.

وفيما يتعلق بمشكلة الصرف الصحي قال أبو معمر إن مشكلة هذا القطاع ما زالت قائمة، لأن خطوط الصرف الصحي قصفتها الصواريخ، إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي لمدة 50 يوما تقريبا، مما أدى إلى انفجار بعض أنابيب الصرف الصحي، وأضاف أن المشكلة ما زالت قائمة.

المصدر : الجزيرة