"أحلام متحطمة".. وثائقي يكشف خفايا طائرة بوينغ 787
كشف الفيلم الوثائقي "أحلام متحطمة" من إنتاج الجزيرة عن أخطاء هندسية وفنية خطيرة شابت عملية صنع وتجميع طائرة بوينغ 787 المعروفة باسم "دريم لاينر".
وأظهر الفيلم أن الطائرة -التي أُعلن عنها في 8 يوليو/تموز 2007 في حفل مهيب- لم تكن سوى مجرد هيكل خارجي لم يكتمل بناؤه بعد، ثم تأخرت الشركة في تسليمها مرات عدة، ليصل الأمر نهاية المطاف إلى الإسراع في بناء الطائرة على حساب معايير الجودة والسلامة.
وفي عام 2009 فشل اختبار لبطارية تمت صناعتها خصيصا من أجل هذا الطراز من طائرات بوينغ، وفي ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه هبطت أول رحلة طيران قبل موعدها بسبب سوء الأحوال الجوية، وفق ما أعلن حينها.
ورغم ذلك لم تتوقف سلسلة الإخفاقات والكشف عن عيوب الطائرة بدءًا من خلل في تمدد عجلات الهبوط الرئيسية إلى الكشف عن علامات تجعد في بدن الطائرة المصنوع من البلاستيك المقوى بألياف الكربون، وصولا إلى كشف عيوب في صندوق التروس الخاص بالمحرك، إلى غيرها من المشكلات الكهربائية وتلك الخاصة بتسرب الوقود.
وفي 8 يناير/كانون الثاني 2013 تسببت بطارية الطائرة في حريق على متن إحدى الطائرات التابعة للخطوط الجوية اليابانية، ومع تكرار المشكلات قررت شركتا الطيران الرئيسيتان في اليابان وقف طائرات 787 عن الخدمة.
وعقب ذلك بأيام، وتحديدا يوم 17 يناير/كانون الثاني 2013 تم إيقاف جميع الطائرات من طراز 787 عن الخدمة على مستوى العالم، لتعود من جديد في أبريل/نيسان من العام نفسه، بعدما أصدرت إدارة الطيران الفدرالية الأميركية توجيهات بصلاحية الطائرة للطيران.
وتستمر مشكلات وإخفاقات الطائرة، حيث ظهرت مشكلة في جهاز استشعار بطارية الطائرة في اليابان بعد أسبوع واحد من عودتها للعمل، كما فشل محرك الطائرة في العمل، وصولا إلى اضطرار طائرة تابعة للخطوط الجوية المتحدة للهبوط اضطراريا بسبب مشاكل في المكابح.
واستعان الفيلم الوثائقي "أحلام متحطمة" بعدد من الخبراء في مجالات الملاحة الجوية والطيران وصناعة الطائرات وبطارياتها، فضلا عن عاملين سابقين وحاليين في شركة بوينغ كشفوا أنه تم التغاضي عن الكثير من العيوب والمشاكل الفنية التي تشكل خطورة على سلامة وأمن الطائرة.
ومن داخل مقر شركة بوينغ يكشف الفيلم ما يتردد بشكل متزايد على ألسنة المهندسين والفنيين بشأن الطائرة، وهي تعبيرات تؤكد عدم ثقتهم في معايير الجودة التي يتم اتباعها في بنائها، حيث أجاب أغلبهم ردا على سؤال "هل تركب في هذه الطائرة؟" بالنفي.
كما يكشف الفيلم عن لجوء بوينغ إلى تسريع عملية بناء الطائرات، للوفاء بالجدول الزمني المعلن، والتغاضي عن الكثير من محددات ومعايير الجودة، لدرجة أن مختصا ومهندسا سابقا بالشركة -طردته بوينغ- أعرب عن قلقه من حدوث فشل هيكلي في جسم الطائرة.
شاهد تغطية موسعة للجزيرة نت عن "الطائرة الحلم.. بوينغ 787"