برامج متفرقة

كيف أدى إعلام المقاومة الفلسطينية دوره أثناء العدوان؟

رغم الإمكانيات البسيطة وظروف الحصار، حقق إعلام المقاومة نجاحات لافتة بنقل الحدث وتصوير العمليات النوعية، بينما تفوق الإعلام الجديد بمسافات بعيدة عن نظيره الإسرائيلي.

لفتت وسائل الإعلام الفلسطينية أثناء العدوان الأخير على غزة الأنظار، وحقق ما يعرف بإعلام المقاومة بشقيه التقليدي والإعلام الجديد نجاحات كبيرة في نقل الحدث رغم الإمكانيات البسيطة والقصف الذي طال المقرات الإعلامية.

قدم مراسل الجزيرة وائل الدحدوح الجزء الأول من برنامج "غزة تنتصر" يوم 7/8/2014 بين أنقاض قناة الأقصى الفضائية التي دمرها القصف الإسرائيلي للتعرف على أداء الإعلام الفلسطيني والتطورات التي شهدها.

بينما ناقش الجزء الثاني -الذي قدمه مراسل الجزيرة إلياس كرام من القدس- أثر إعلام المقاومة على الداخل الإسرائيلي وخضوع وسائل الإعلام الإسرائيلية لمقص الرقيب العسكري في دولة تقول إنها الديمقراطية الوحيدة بالمنطقة.

فضائية الأقصى
مدير قناة الأقصى الفضائية محمد أبو ثريا قال إن أعلام المقاومة ولد راشدا منذ تسع سنوات لأنه يحمل قضية، مشيرا إلى أن فضائية الأقصى صنفت في الكونغرس الأميركي منظمة إرهابية، دليلا على قدرتها في التأثير على متابعيها سواء في الداخل الفلسطيني أو خارجه.

محمد أبو ثريا:
إعلام المقاومة
أصبحت لديه
مدرسة في إدارة الحروب الإعلامية،
وقصف أربعة مقرات لقناة الأقصى لم يمنع البث، مما شكل صدمة باعتراف العدو

 وبشأن التجارب التي تعلمها إعلام المقاومة من خلال الحروب السابقة قال إن وسائل الإعلام طورت خططا للإخلاء والإدارة والعمل، وأصبحت لديها مدرسة في إدارة الحروب الإعلامية، مبينا أن قصف أربعة مقرات لقناة الأقصى لم يمنع البث، "مما شكل صدمة باعتراف العدو".

من جانبه، قال مراسل قناة فلسطين اليوم في غزة يوسف أبو كويك إن الاحتلال لا يمكن أن يستهدف المؤسسات الإعلامية لولا معرفته بأنها ناجحة.

وشدد على أن الإعلامي الفلسطيني لم يكن محايدا حين يرى عشرين ألف طن من المتفجرات تسقط على غزة، مشيرا إلى أن توثيق المجازر كان يوزع على الفضائيات الفلسطينية والعربية دون أي هدف ربحي.

تجاوز الأخطاء
وبين أبو كويك أن إعلام المقاومة تجاوز الأخطاء التي كان يقع فيها سابقا، ومن ذلك عدم تكرار تصوير صواريخ المقاومة من أسطح الأبراج حتى لا تكشف مواقع الإطلاق.

بالتوازي مع الفضائيات والصحافة المكتوبة وقف الإعلام الجديد بقوة على مدار أربعة أسابيع من العدوان الإسرائيلي على غزة.

وقال عضو دائرة الإعلام الجديد في حركة حماس أدهم أبو سلمية إن الفارق في أداء الإعلام الفلسطيني الجديد على مواقع التواصل الاجتماعي سبق بمسافات بعيدة الإعلام الإسرائيلي.

وقدم أمثلة على ذلك من خلال هاشتاغ غزة تحت القصف الذي شهد ثمانية ملايين تغريدة، 20% من بينها من أميركا، وهاشتاغ آخر لمحاكمة مجرمي الحرب في إسرائيل، كانت حصة بريطانيا 30% من بين ثلاثة ملايين تغريدة.

وكشف أبو سلمية عن دور فردي قامت به فتاة في غزة عمرها 19 عاما وثقت بالصور المنطقة التي تسكن بها فوصلت لأكثر من عشرين مليون شخص.

من ناحية ثانية، كيف أثر إعلام في نفسية الإسرائيليين، ولماذا تدخل الرقيب العسكري ومنع بث العمليات النوعية التي نفذتها المقاومة، بينما كانت صور المجازر في الصحافة الإسرائيلية في حدودها الدنيا؟

اعتراف إسرائيلي
اعترف الكاتب الصحفي مئير كوهين بأن هناك تطورا في أداء حماس الإعلامي، لكنه رأى أن إسرائيل "ستأخذ العبر" وستعرف كيف ترد، حسب قوله.

ونفى أن يكون الإعلام الإسرائيل مارس تضليلا قائلا إن من حق إسرائيل أن تمنع بعض المعلومات في الحرب حتى لا يستفيد منها الجانب الآخر، وأرجع تأخر الإعلام عن نشر أعداد القتلى إلى "ما يشبه القانون" في إسرائيل بمنع نشر أخبارهم قبل إبلاغ ذويهم أولا.
 
ورد محرر الشؤون الإسرائيلية في جريدة القدس أمجد العمري بأن هناك أمثلة كثيرة على "كذب" الإعلام الإسرائيلي وانجراره وراء الرواية الرسمية، ومن ذلك ما ذكره بشأن بث وسائل الإعلام خبرا عن معالجة مستشفى سوروكا وحده 1200 مصاب بينهم سبعمائة جندي جرحوا في غزة، وقبل ذلك بأيام كانت وسائل الإعلام نفسها تقول إن المستشفيات عالجت ما بين 120 و130 جنديا جريحا. 

واعتبر العمري أن الإعلام الإسرائيلي يسير وفق تعليمات من الجهات الرسمية والأمنية، وأنه "مجند" من أجل التغطية على جرائم الاحتلال التي شدد على أنها جرائم تفوق الهولوكوست في الحرب العالمية الثانية.

إعلان
المصدر : الجزيرة