برامج متفرقة

جرحى غزة.. بين ضعف الإمكانات وإغلاق المعابر

تناولت حلقة الأربعاء 6/8/2014 من برنامج “غزة تنتصر” وضع القطاع الصحي بغزة، والجهود المبذولة لتوفير العلاج للجرحى بالداخل، وإرسال الحالات الحرجة للخارج.

توقف العدوان الإسرائيلي الذي استمر لأكثر من شهر على غزة، وخلف وراءه أعدادا كبيرة من الشهداء والجرحى، ودمارا وخسائر هائلة بالبنى التحتية والصحية والاقتصادية، ولكن غزة تنهض مرة أخرى وتبحث سبل معالجة جراح بعض أبنائها وفقا لمقدراتها الحالية، وتبعث بالذين يستعصي علاجهم بالداخل إلى مستشفيات بالخارج.

وفي تقرير من داخل مستشفى الشفاء بغزة -بث ضمن برنامج غزة تنتصر مساء الأربعاء 6/8/2014) أشارت  مرااسلة الجزيرة وجد وقفي لوجود ثماني حالات بقسم العناية المركزة في وضع حرج، وتحتاج للتحويل الفوري إلى مستشفى مجهز بشكل أفضل.
 
وأوضحت أن الحصار يعرقل تحويل هذه الحالات إلى مستشفيات خارج القطاع، حيث تم تحويل 320 مصابا فقط  إلى مستشفيات في الضفة الغربية والأردن ومصر، ويسمح يوميا بخروج من خمس إلى ثماني حالات فقط عبر معبر إيرز بشمال قطاع غزة إلى الضفة الغربية، وعشرين حالة إلى مصر.
 
وحسب المصادر الطبية فأن هناك نحو  850 حالة ما زالت تنتظر التحويل لمستشفيات حتى تتلقى العلاج اللازم.
 

نقص حاد
بدوره قال الدكتور صبحي سكيك من وزارة الصحة الفلسطينية -لبرنامج غزة تنتصر-  إنه بعد  العدوان الإسرائيلي على غزة الذي  خلف حوالي ألفي شهيد، إضافة إلى أكثر من عشرة آلاف جريح، بات هناك حاجة شديدة وماسة لأدوية في كل المجالات إضافة إلى الحاجة لتحديث الأجهزة الخاصة بأقسام الأطفال.

فيما أكد رئيس مجمع الشفاء الطبي نصر التتر أن غزة ما زالت تعيش آثار الدماء النازفة التي لم تنقطع منذ بداية العدوان الإسرائيلي، مشيرا إلى أن عدد الجرحى والشهداء ما زال يتزايد بسبب الانتشال من تحت الركام، مشددا على أن القطاع الطبي ما زال يحتاج للكثير حتى يقوم بواجبه.

وقال التتر إن الإجراءات جارية لنقل الجرحى ذوي الحالات الحرجة إلى مستشفيات في الخارج يمكن أن يتلقوا فيها العناية التي تناسب حالة كل جريح، منوها إلى أن أعداد الطواقم الطبية التي دخلت القطاع بعد هذه الحرب تعتبر قليلة جدا مقارنة بالحروب السابقة.

أما منسق شبكة المنظمات الأهلية في غزة أمجد الشوا فأكد أن الكارثة لم تبدأ فقط مع هذه الحرب، حيث إن العديد من أنواع الأدوية نفدت من غزة بسبب الحصار. وأوضح أن إحصائيات جرت عام  2012 كشفت أن نحو  57% من الفلسطينيين يعانون انعدام الأمن الغذائي، متوقعا ارتفاع هذه النسبة  بعد هذه الحرب قرابة 100%.

وتحدث الشوا عن استشهاد العديد من أفراد المنظمات الأهلية خلال تأديتهم واجبهم الإنساني، في ظل صمت وانحياز الأمم المتحدة للجانب الإسرائيلي.

وبشأن تنسيق دخول القوافل أوضح الشوا أن ترتيب هذه الأمور يتم على مستوى العالم من أجل استقبال المواد الإغاثية والطبية والإنسانية، ودعا إلى الحديث عن حق الشعب الفلسطيني في العيش بكرامة وإنسانية وليس الحديث عن فتح المعابر فقط، مؤكدا أن فتح المعابر يعتبر "حقا" للشعب الفلسطيني وليس منة من أحد.

جهود حكومية
وعن الجهود الحكومية لعلاج الحالات الحرجة بالخارج قال وكيل وزارة الخارجية في غزة غازي حمد إن الاتصالات ببعض الدول مثل مصر وتركيا أثمرت منذ وقت مبكر في استقبال هذه الدول عددا من الحالات، ولكن خروجها تعرض لعرقلة أحيانا على معبر رفح، وأكد أن الوزارة ستعمل على تذليل العقبات التي تسهل خروج الجرحى ووصولهم للمستشفيات المعنية.

وتحدث المسؤول الفلسطيني عن عمل الحكومة مع الجانب المصري على تذليل الكثير من العقبات، مثل استقبال مصر لجرحى ليس لديهم أية اثبتات شخضية، بعد أن فقدوا إثر تدمير منازلهم خلال العدوان، أو تسريع إجراءات بعض الحالات الحرجى التي لا تستطيع الانتظار.

وشدد غازي على  أن قطاع غزة من دون المعابر يعتبر سجنا كبيرا،  داعيا لتخليص القطاع من هذه المهانة اليومية، وفك الحصار.

وأوضح أن الوفد الفلسطيني المشارك في مفاوضات القاهرة ما زال ينتظر الرد على مطالبه التي قدمها، والتي أكد أن الوفد مصر على تنفيذ مطالبه بفتح المعابر والمياه ووقف العدوان وتوفير الضمانات التي تجبر إسرائيل على عدم تكرار عدوانها وتدمير القطاع وإغلاق المعابر.

وأبدى غازي أسفه على الموقف الدولي الذي وصفه بـ"المخجل"، مشيرا إلى أن إسرائيل قامت بقصف مدارس غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ولم يعاقبها أحد، وحمّل السلطة الفلسطينية المسؤولية عن فشل محاكمة إسرائيل في الحروب السابقة، وأكد على أهمية متابعة هذا الأمر ومحاكمتها على كل جرائمها التي ارتكبتها.

جرائم حرب
ومن حي الشجاعية تحدث حامد الشيخ خليل الذي فقد خلال العدوان نصف عائلته، كما أصيبت ابنته بشظية في عمودها الفقري تسببت لها بشلل كامل.

فيما تحدثت سوسن أحمد والدة الطفلة  إسراء التي تبلغ سبع سنوات واستشهد والدها بينما كان يضعها في حضنه ويقرأ لها القرآن، كما أدى القصف الإسرائيلي لمنزل العائلة لاستشهاد عم الطفلة الذي كان يجلس بجوار والدها، فيما تقطعت أعصاب قدمي الطلفة ويديها، وباتت عاجزة عن الجلوس أو الوقوف.