برامج متفرقة

انتقادات عباس لحماس وفرص المصالحة الفلسطينية

ناقشت حلقة السبت 30/8/2014 من برنامج “غزة تنتصر” تأثير انتقادات الرئيس الفلسطيني محمود عباس لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) على فرص تحقيق المصالحة الفلسطينية.

وجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس انتقادات لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، واتهمها بالمسؤولية عن سقوط ألفي شهيد، وإطالة أمد الحرب مع إسرائيل دون داع، إضافة إلى اتهامه الحركة بتشكيل حكومة ظل في غزة.

تأثير هذه الانتقادات على فرص تحقيق المصالحة الفلسطينية عقب تجديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نداءه الموجه لعباس بالاختيار بين السلام مع إسرائيل أو الاصطفاف مع حماس، كان أبرز محاور حلقة السبت 30/8/2014 من برنامج "غزة تنتصر".

وبشأن مغزى نداء نتنياهو، قال المحلل السياسي الإسرائيلي إيلي نيسان إن هناك جزءا مشاركا في الحكومة الفلسطينية لا يعترف بإسرائيل، وأضاف أن رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل صرح بأن هذه الحرب هي واحدة ضمن سلسلة طويلة تهدف إلى القضاء على إسرائيل.

ورأى إيلي أن الوضع الاقتصادي المتردي بعد قيام الحكومة المصرية بإغلاق المعابر وردم الأنفاق هو الذي دفع حركة حماس نحو هذه المصالحة، وأوضح أن هناك أحزابا مشاركة في الحكومة الإسرائيلية توصي بالتحاور مع الحكومة الفلسطينية رغم أنها تضم وزراء من حركة حماس، وأكد أن اختبار المواقف الكبيرة للساسة الإسرائيليين سيكون بعد عودة الكنسيت إلى الانعقاد في دورته السنوية في أكتوبر/تشرين أول القادم.

وأكد إيلي أن إسرائيل ليست ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ولكنها ضد حماس التي تريد إبادة الشعب الإسرائيلي، موضحا نية إسرائيل إقامة حشد دولي لصالح الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

ومن ناحيته، وصف الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي مطالبة نتنياهو حماس بالاعتراف بإسرائيل بـ"الوقحة"، مؤكدا أن "إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي ليست لديها حدود ثابتة"، واتهمها بالعمل على أن يبقى الفلسطينيون مشتتين ومفرقين، موضحا أن الواقع يقول إن نتنياهو لا يريد أن يتفاوض مع أي فلسطيني.

وأوضح أن نتنياهو فشل في إعادة احتلال غزة، وقام بسحب الجيش الإسرائيلي من غزة لأنه خشى على جنوده من الاختطاف والقتل، وقال إن إسرائيل تريد أن تهزم المقاومة بتدمير المصالحة الوطنية، ونصح الفلسطينيين بأن يكون ردهم باستكمال خطوات الوفاق الوطني وتفويت الفرصة على نتنياهو حتى لا ينجح في العبث بالساحة الفلسطينية.

الوحدة الوطنية
ودعا البرغوثي إلى إفشال المؤامرات بتعميق الوحدة الوطنية، موضحا أن إسرائيل تشعر الآن بخطر شديد لأن الشعب الفلسطيني بكل طوائفه أدرك أن الرهان على مرتكزات اتفاق أوسلو فشل، ولم يعد أمامه إلا حل وحيد يتمثل في الصمود الوطني.

ورأى أن الكثير من التصريحات غير مناسبة في هذا الوضع، ويجب إيقافها والاستعداد للمعركة الكبرى ضد إسرائيل حول المطار والميناء، ودعا إلى تبني إستراتيجية وطنية جديدة تضم جميع القوى، ويكون بيدها قرار الحرب والسلام والقرار السياسي والتفاوضي والاقتصادي.

وحذر البرغوثي من أن الوضع الفلسطيني لا يحتمل أن ينفرد أي حزب أو جماعة بقيادة الساحة في هذه الظروف، مؤكدا أن الانتفاضة الثالثة بدأت تتشكل وتتصاعد في الضفة الغربية.

ومن ناحيته، نبّه الكاتب الصحفي ياسر الزعاترة الجميع إلى تذكر مواقف عباس في "التآمر" والاصطدام بوعي الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أنه يتحدث اليوم عن حكومة الظل في غزة، بدلا من تمجيد الانتصار البطولي والإبداع الرائع الذي حققه الشعب الفلسطيني في حرب غزة، مشيرا إلى أن هذا الحديث لا يليق بزعيم حركة تحررية.

وقال الزعاترة إن جميع المراقبين يعلمون أن ما يجري الآن هو محاولة لضم قطاع غزة إلى الضفة الغربية على مستوى الترتيبات الأمنية، وأضاف أن هذا لا يمكن أن يكون مقبولا.

وحول السيناريو المتوقع، قال الزعاترة إن نتنياهو وعباس والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يريدون أن يقايضوا سلاح المقاومة بعملية إعادة إعمار غزة، ونصح الشعب الفلسطيني بأن يجمع على خيار المقاومة، مؤكدا أن ذلك هو السبيل الوحيد الذي يجبر إسرائيل على تقديم التنازلات.