برامج متفرقة

حرب غزة.. حسابات الربح والخسارة

استعرضت حلقة الأربعاء 27/8/2014 من برنامج “غزة تنتصر” مع ضيوفها ادعاءات المسؤولين الإسرائيليين بأن تل أبيب خرجت “منتصرة” من عدوانها الأخير على غزة، وأنهم تمكنوا من تدمير الأنفاق.

بعد أكثر من خمسين يوما من القتال أوقفت آلة الحرب الإسرائيلية عدوانها على غزة، ووضعت الحرب أوزارها، لتنطلق كرنفالات الفرح في غزة والضفة الغربية احتفالا بعودة الهدوء، والنصر الذي حققته المقاومة في ميادين القتال وطاولات المفاوضات.

ومن الجانب الآخر، ادعى العديد من الساسة الإسرائيليين أنهم حققوا نصر كبيرا على المقاومة في قطاع غزة، بتدمير الأنفاق وتحجيم قدرة المقاومة على إطلاق الصواريخ على المستوطنات والمدن الإسرائيلية.

ناقشت حلقة الأربعاء 27/8/2014 من برنامج "غزة تنتصر" حسابات الربح والخسارة التي تعرضت لها المقاومة الفلسطينية، وقوات الاحتلال الإسرائيلي على حد سواء، إبان العدوان الإسرائيلي على غزة والذي استمر لأكثر من خمسين يوما.

ووصف عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عزت الرشق المؤتمر الذي عقده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع وزير دفاعه موشيه يعالون ورئيس الأركان بيني غينتس بـ"مؤتمر المهزومين" الذي عُقد لتبرير الفشل، مؤكدا أن ادعائهم الانتصار محاولة لتضليل الرأي العام والتلاعب بالكلمات.

وأوضح الرشق أن نتنياهو هو الذي بدأ الحرب ووضع لها أهدافا عليا تتمثل في القضاء على المقاومة وتوفير الأمن للمستوطنين، ولكنه وبمرور الوقت أصبح يغير هذه الأهداف كل يوم وفي الآخر ركز جهده على تدمير الأنفاق، وحاول أن يظهر لشعبه أنه نجح في تدمير الأنفاق الرئيسية التي غيرت اتجاه المعركة، حتى يحفظ ماء وجهه.

وبالحديث عن المبادرة المصرية بشكلها الأولي، أكد الرشق أن خلاصتها تمثل في "وقف إطلاق النار أولا، والذهاب للمفاوضات بدون تحديد وقت" ولهذا السبب رفضتها المقاومة الفلسطينية لعلمها التام بأن إسرائيل لا تستجيب إلا تحت الضغط.

وأشار الرشق إلى أن مكاسب الوفد الفلسطيني على طاولة المفاوضات تمثلت في وقف العدوان وإعادة الإعمار دون إعاقة من قبل إسرائيل، وفتح المعابر والإغاثة الإنسانية العاجلة للشعب الفلسطيني، إضافة إلى تثبيت قضية المطار والميناء على جدول أعمال المفاوضات القادمة.

وحول أجواء المفاوضات، كشف الرشق أن غرفة التفاوض شهدت معارك تفاوض شرسة، خاصة عندما تعلق الأمر بالأنفاق التي تبنى باتجاه الأراضي الإسرائيلية، وهو الامر الذي كان نتنياهو يسعى للحصول عليه "لأنه يبحث عن موافقتنا على هذا الأمر حتى يعود لشعبه ويقول لهم ها قد نجحت لكم في تحقيق تقدم تفاوضي"، غير أن المقاومة لم تقبل التعرض لهذه الأنفاق.

وأكد عضو المكتب السياسي لحماس رفض وفد التفاوض القاطع للمساس بسلاح المقاومة، موضحا أن موقفهم كان "من يلمس سلاح المقاومة سننزع روحه".

جرائم حرب
أما الخبير بالقانون الدولي سعد جبار، فرأى أن قضية غزة شهدت إجماعا دوليا غير مسبوق من معظم منظمات العالم الحقوقية، اتفقت على أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب في غزة  أكثر من أي وقت مضى.

وتوقع جبار أن تكون هناك محاكمات على مستوى المحاكم والمنابر الدولية المختلفة، ودعا إلى "التوثيق الرزين" للحقائق الدامغة على جرائم إسرائيل، التي استهدفت محطات الطاقة ومراكز العناية بالمعاقين، والمدارس والمؤسسات، ناصحا بأن يكون التحضير للملفات بشكل جدي، وأن تتعامل السلطة الفلسطينية مع القوانين الدولية.

ومن ناحيته، قال عضو الكنسيت الإسرائيلي جمال زحالقة إنه استمع لعشرات ومئات الخطابات لنتنياهو، ولكن هذا الخطاب -في إشارة للمؤتمر الصحفي- يبدو مختلفا، إذ أن لغته التي استخدمها وحركات جسده كانت توحي بأنه في وضع صعب جدا.

واستند  زحالقة لاستطلاعات للرأي العام الإسرائيلي، التي أكدت تدهور شعبية نتنياهو من 55% قبل خمسة أيام إلى 32% اليوم، وأضاف أن أكثر من 59% من الإسرائيليين يرون أن بلادهم خسرت هذه الحرب.

وأوضح أن الجو العام داخل إسرائيل يسوده الإحباط، لأنهم لم يحققوا أي نصر باعتبارهم "القوة العسكرية الخامسة في العالم". وكشف أن العديد من المحللين الإسرائيليين يرون أنهم خسروا الحرب، لأن آلتهم الحربية الضخمة عجزت عن مواجهة المقاومين المسلحين بأسلحة صنعوها بأنفسهم.

وحول خسائر إسرائيل الاقتصادية، قال مدير البحوث بمعهد أبحاث السياسات الاقتصادية سمير عبد الله إن على الحكومة دفع رواتب الاحتياط الذين استدعتهم، وتعويض الشركات التي يعملون بها. وأضاف أن إسرائيل خسرت سمعتها دوليا، وخرجت من هذه الحرب بصورة القاتل المتوحش الذي لا يتورع عن قتل الأطفال.

وأوضح عبد الله أن إسرائيل دولة "هشة" تعودت أن تعيش بمنتهى الرفاهية، وكانت دائما تنقل المعركة إلى خارج حدودها ولكنها فشلت في ذلك هذه المرة، وعلى العكس نجحت المقاومة في نقل الحرب إلى داخل إسرائيل وأحس الشعب بالخطر وعدم الأمن.

وأكد عبد الله أن أضرار قطاع غزة الاقتصادية فادحة جدا، إذ دمرت إسرائيل تسعة آلاف منزل بالكامل، ومثلها تضررت بشكل جسيم، وتضرر 35 ألف منزل بشكل جزئي، كما استهدف القصف شبكات المياه والكهرباء والطرق والصرف الصحي والمدارس والمساجد.

وأظهرت تقارير بثتها الحلقة -مأخوذة من مصادر إعلامية إسرائيلية مختلفة- الخوف والهلع والصدمة وعدم الأمان التي أحس بها الإسرائيليون جراء سقوط صواريخ المقاومة على المستوطنات، وتسابقهم نحو الملاجئ.