برامج متفرقة

الغوطة.. الهجوم المدّبر

كشف فيلم استقصائي لقناة الجزيرة عن أدلة جديدة على مجزرة الأسلحة الكيميائية في الغوطة بسوريا والتي خلفت مقتل 1400 شخص، وفق منظمات حقوقية.

أدلة جديدة على مجزرة الغوطة الكيميائية كشفتها قناة الجزيرة وبثتها في فيلم استقصائي يوم 23/8/2014، واعتمدت فيه على آراء خبراء ومختصين من الأمم المتحدة ومن منظمات حقوقية دولية.

وكان سكان زملكا بغوطة دمشق الشرقية استيقظوا يوم الـ21 من أغسطس/آب 2013 على وقع مجزرة رهيبة نفذتها قوات النظام الحاكم في سوريا بأسلحة كيميائية راح ضحيتها -وفق منظمات حقوقية- 1400 شخص.

فريق الجزيرة عثر على صاروخين بريف دمشق يشتبه في حملهما مواد كيميائية، وقد يحملان معلومات جديدة، وأرسل ذلك إلى الفريق الاستقصائي في غرفة الأخبار.  

واتبع فريق الجزيرة في تحليله للأدلة والبيانات التي حصل عيلها في ريف دمشق منهجية شبيهة بتلك المستخدمة في التقرير الأممي، والتي استندت إليها منظمة هيومن رايتس ووتش للوصول إلى النتائج.

وقام الفريق بدراسة الأحجام والزوايا وشظايا الصواريخ، فوجد أنها تحمل مواصفات شبيهة بصاروخ عيار 330 ومذكور في تقرير اللجنة الأممية.

وزار فريق الأمم المتحدة موقعين في ريف دمشق، الأول في المعضمية بالغوطة الشرقية يوم 26 أغسطس/آب  2013، وزملكا وعين ترما بالغوطة الغربية في الـ28 و29 من الشهر نفسه، وأشار الملحق الخامس في تقرير لجنة أممية إلى جهة إطلاق الصواريخ بشكل غير مباشر، ووجد الفريق الأممي صاروخين من نوع إم 14 القادر على حمل رؤوس كيميائية ويستطيع الوصول إلى مسافات تصل إلى عشرة كيلومترات.  

كما وجد الفريق الأممي أن موقعي سقوط الصاروخين يبعدان عن بعضهما بنحو 65 مترا، وأن الهجوم تم الساعة الثانية والخامسة صباحا، ما يعني أنه نفذ من قبَل خبراء درسوا كل الظروف المحيطة بالعملية وأن الأجواء كانت مثالية لإطلاق غاز السارين دون تشتيته.

وأوضح فريق الجزيرة أن المركز المرجح للإطلاق كان بالمحيط الشمالي الشرقي لجبل قاسيون، والذي توجد فيه قوات من الحرس الجمهوري وبعض الوحدات الخاصة، ويتراوح بُعد تلك المنطقة ما بين ستة وعشرة كيلومترات عن مكان سقوط الصاروخين. كما أن المنطقة المشتبه فيها بها مركز البحوث العلمية المشهور باحتوائها تجهيزات التصنيع الكيميائية وخبرائها.  

ويبعد المكان الجديد الذي حددته الجزيرة نحو ثمانية كيلومترات عن الموقع الذي أشار إليه تقرير الأمم المتحدة بشكل غير مباشر.

متزامن ومنسق
وفي حال صحة هذا التحليل الذي يتطلب فرقا دولية جنائية للتأكد منه، فإنه يعني أن الهجوم الكيميائي كان متزامنا ومنسقا بشكل مركزي بين أكثر من موقع عسكري.

وقال الخبير بالأسلحة الكيميائية مايكل إيليمان إن معلومات الجزيرة لم تكن معروفة من قبل، فموقع ثان لإطلاق الصواريخ يعني مشاركة قوات عسكرية أكبر بالهجوم وأكثر من فريق إشراف على إطلاق الصواريخ، ما يعني وجود تنسيق على مستوى عالٍ وأعلى من ذلك الذي تمتلكه المعارضة السورية.

من جهتها، أكدت الباحثة بمنظمة العفو الدولية سيلينا ناصر أن التحليل والاستنتاج الذي توصلت إليه قناة الجزيرة في هجوم الغوطة الكيميائي لو حقق به وكان صحيحا فمن الممكن أن يوسع دائرة الجهة المتورطة في الهجوم.

وفي نفس الاتجاه، ذهب بول شولت (أستاذ وباحث بجامعتي برمنغهام ولندن) بقوله إن ما توصلت إليه الجزيرة يؤكد دليلا قويا سابقا وهو أن الهجوم الكيميائي تم عن طريق قوات النظام السوري