برامج متفرقة

مدونو غزة.. مجاهدون إلكترونيون

كشفت حلقة الخميس 14/8/2014 من برنامج “غزة تنتصر” الدرو الذي لعبه المدونين الفلسطينيين في وسائل التواصل الاجتماعي لفضح جرائم إسرائيل خلال عدوانها الأخير على غزة.

اشتعلت ساحات التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت في الفترة التي رافقت العدوان الإسرائيلي على غزة بصراع وحرب بين المدونين والناشطين الفلسطينيين الذين سعوا لكشف حقيقة ما يجري في غزة من تدمير وقتل، وبين الآلة الإعلامية الإسرائيلية الضخمة التي صورت الحرب على غزة بمنظار يرى الحقيقة من ناحيتها فقط.

وكشفت حلقة الخميس 14/8/2014 من برنامج "غزة تنتصر" أن المدونين الفلسطينيين خاطبوا شعوب العالم بمختلف لغاتها وكانوا سفراء للحقيقة، وواجهوا كذب إسرائيل وتضليلها ونقلوا الصورة بتفاصيلها.

وعن تجربتها، قالت فرح بكر -التي تعد أصغر المدونات عمرا- إن تجربتها مع الكتابة بدأت منذ حرب 2012 وكانت حينها تكتب باللغة العربية، ولكنها تحولت للكتابة باللغة الإنجليزية إبان العدوان الإسرائيلي الأخير وصارت تتابع الأخبار وتنزلها على مواقع التواصل أولا بأول.

ولم تتوقع فرح ذات الـ16 ربيعا أن تجد كل هذا العدد من المتابعين، ولكنها أحست بالسعادة حينما استطاعت أن توصل للعالم حقائق مهمة حول اعتداءات إسرائيل على الفلسطينيين.

ودللت فرح من واقع تجربتها العملية على قوة وفعالية التواصل الاجتماعي، وضربت مثلا بالليلة الثانية من العيد التي شهدت قصفا إسرائيليا عنيفا على غزة، ونشرت مشاهد القصف على تويتر وفي نفس اللحظة قام مدونون آخرون من مختلف انحاء العالم بإعادة نشر التغريدة التي نشرتها سبعة عشر ألف مرة.

مشاهد إنسانية
خالد صافي أحد المدونين المعروفين قال إن هذه الحرب جعلت العديد من المدونين يتجاوزون أخطاء وقعوا فيها في الحروب السابقة، وأضاف أن مواقع التواصل الاجتماعي شهدت نشاط أعداد كبيرة من المدونين قاموا بنشر كل معلومة، بدرجة كبيرة من الوعي الأمني والحرص على إظهار المعاناة الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية التي رافقت الحرب.

ورأى صافي أن التواصل الواسع على مستوى العالم والتفاعل الذي وجدته المدونات والرسائل يعد المحفز الكبير الذي جعل المدونين يتجاوزون كل الصعاب، إضافة إلى إحساساهم بأنهم يجاهدون إلكترونيا.

وأشار إلى أهمية استهداف الجمهور الإسرائيلي في الداخل، وأوضح أن العديد من المغردين والمدونين الفلسطينيين استخدموا اللغة العبرية لمخاطبة العدو بلغته وتوضيح الحقائق التي تحرص حكومته على إخفائها.

من ناحيتها قالت الطالبة الجامعية هدى نعيم إن الصور تعد نافذة صادقة تعكس الحقائق التي لا يستطيع أحد أن ينكرها، واستشهدت بالسيدة التي جاءت عقب قصف مسجد الزيتون تبحث عن ابنها الذي سمعت أنه استشهد، ولكنها وجدته حيا واحتضنته في مشهد إنساني مؤثر.

وأكدت نعيم أن المشاهد المؤثرة التي تراها في المستشفيات تجعلها تسترجع ذكريات شخصية مرت بها، تمتزج مع الخوف من أن يمر أحد الأقارب بنفس الظروف.

وعن بشاعة تصوير ونشر الأشلاء والجثث التي تعرضت لتشويه شديد قالت نعيم إنها تكون في صراع نفسي، فقد تؤدي هذه الصور الشنيعة إلى تنفير العالم من متابعة القضية الفلسطينية لأنها فوق احتمال البشر العادي، ومن ناحية أخرى تعتقد أن الصورة مهما كانت بشعة فهي توثيق لجريمة ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي.

وعزا مهندس كمبيوتر خالد الشرقاوي نجاح الفلسطينيين في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي إلى أنهم صاروا يحسون بما يهتم به الرأي العالمي الذي تؤثر فيه المشاهد الإنسانية أكثر من الصورة الخبرية التي تنقلها وسائل الإعلام التقليدية، فقاموا بالتركيز على الخبر والصورة التي تحمل تفاصيل إنسانية.

وأشار الشرقاوي إلى المساعدات التي يقوم به مدونون وأصدقاء من خارج فلسطين، وتتمثل في ترجمة التغريدات والرسائل إلى لغات أخرى، مؤكدا أن هذه الترجمة ساهمت في فتح أبواب للتواصل مع جمهور عريض جدا.

وأشاد الشرقاوي بالهاشتاج الذي نشرته قناة الجزيرة على شاشتها وأسماه أهم المبادرات التي ساعدت في توصيل القصص والمعاناة إلى العالم، وقال إن هذه المبادرة يمكن تطويرها بشكل أكبر.

وقال المدون ياسر عاشور إنه بدأ الكتابة والتدوين عبر الإنترنت منذ الحرب الأولى على غزة، وواصل هذا النشاط في الحربين الأخيرين وكان يكتب القصص الإنسانية للمرضى واللاجئين الذين يحضرون إلى مركز الشفاء الطبي.

غزة تنتصر بالمدونين
ورأى عاشور أن استضافة ضيوف من المسؤولين الإسرائيليين يعد نوعا من التطبيع، ولكنه أكد أنه قام أكثر من مرة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي بمقارعة المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي وهزمه بالحجة والدليل الدامغ عبر الصور والفيديو، مما جعله ينسحب ويهرب من الجدال.

وفي مقارنة لأرقام المدونات والهاشتاغات التي تتحدث عن الحرب على غزة، حقق الهاشتاغ الذي يتحدث عن تعرض إسرائيل للضرب 660 ألف تغريدة تقريبا، بينما حقق الهاشتاغ الذي يتحدث عن العدوان الإسرائيلي على غزة 7.5 ملايين تغريدة، ما يؤكد أن العالم يتضامن مع القضية الفلسطينية ويكذب الرواية الإسرائيلية -حسب مدونين.