المسعفون بغزة في دائرة الهدف
فلم يكن المسعفون استثناء من آلة الحرب الهمجية، الأمر الذي يشكل خرقا فاضحا لاتفاقية جنيف الرابعة الداعية إلى حماية عمل المسعفين أثناء الحرب واحترام دورهم الإنساني.
وبين الدمار والظلام بسبب انقطاع الكهرباء، كانت حلقة "غزة تنتصر" مساء 12/8/2014 تقدم جزءا من المشهد في خزاعة مع الجنود المجهولين الذين كانوا يقومون بواجبهم في وقت يداهمهم فيه الجيش الإسرائيلي بالقذائف والصواريخ طوال الوقت.
يشرح ضابط الإسعاف محمد الهسي عمليات المماطلة التي كانوا يواجهونها على مدخل خزاعة، كلما جرى تنسيق بين جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني واللجنة الدولية للصليب الأحمر والجيش الإسرائيلي للدخول وإنقاذ الجرحى وانتشال الجثث.
مشاهدات مؤلمة
وتحدث المسعف حسن العتال عن زميله محمد العبادلة الذي وقف عاجزا عن إنقاذه، ففي العاشرة مساء "حين توجها إلى منطقة القرارة" بعد التنسيق مع الجيش الإسرائيلي، طُلب منهما أن ينزلا من السيارة ليفاجآ بعد ذلك بإطلاق النار دون أن يكون في المنطقة أي اشتباك.
وبين ضابط الإسعاف سالم أبو الخير تفاصيل مشاهدته الطفل بدر في اللقطة الشهيرة التي كان يطلب فيها الماء بينما كانت أحشاؤه خارج بطنه، وقال إن أشد المواقف إيلاما عليه هي رؤية الأطفال الجرحى والشهداء، "أتخيل دائما ماذا يمكن لأي إنسان أن يفعل لو كان ابنه ينزف أمامه".
واستضافت الحلقة الحاجة حمدة أبو رجيلة، والدة الشابة غدير التي حاول المسعفون الوصول إليها وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة. وقد أظهرت الكاميرا في فيلم "خزاعة.. الكارثة والبطولة" كرسيها المتحرك، في حين كانت جثتها مقطعة إلى أشلاء كما ذكرت والدتها.
وسردت الأم لحظات الجحيم التي عاشتها وهي تنقل ابنتها ذات الـ18عاما من بيت إلى بيت، وهي تناشد الصليب الأحمر لثلاثة أيام دون أن يتمكن من الوصول إليها.