
غزة بلا كهرباء.. أزمة متفاقمة
كثيرة هي أوجه المعاناة التي تسببها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ومنها أزمة الكهرباء القديمة بفعل الحصار والجديدة بفعل الحرب الأخيرة.
وكان من المخطط أن يقدم برنامج "غزة تنتصر" مساء 9/8/2014 من وسط محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة التي قصفها الجيش الإسرائيلي، لكن الأوضاع الأمنية لم تسمح بذلك.
وفي مستشفى الشفاء تحدث للبرنامج عدد من المسؤولين حول أثر فقدان التيار الرئيسي من المحطة المقصوفة، والوقوع "تحت رحمة المولدات الكهربائية المنهكة"، حسب وصف الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدوة.
نائب رئيس سلطة الطاقة فتحي الشيخ خليل دعا لإعادة العمل في محطة الكهرباء بالغاز الطبيعي على غرار محطة جنين، بما يضمن اللجوء إلى مد أنابيب دون أن تتحكم فيها المعابر |
كما زارت كاميرا البرنامج أحد البيوت في مخيم الشاطئ كنموذج للمعاناة المتفاقمة بسبب انقطاع الكهرباء المرتبطة بالحاجات اليومية للأسر، والأهم من ذلك حالات الخوف التي تدهم الأطفال مع حلول الليل واحتمالات القصف الماثلة في كل لحظة.
وتحدث المدير العام لمحطة توليد الكهرباء رفيق مليحة عن استهدافها عدة مرات، الأولى في 22 يوليو/تموز الماضي، وفي المرة الثالثة قصف الجيش الإسرائيلي خزانات الوقود، مما تسبب في حريق هائل عجزت عن إطفائه طواقم الدفاع المدني الفلسطيني فأتى على المحطة بالكامل.
وعن الفترة التي سيستغرقها إصلاح المحطة قال مليحة إنه في الظروف العادية لن تقل المدة اللازمة عن سنة، وأضاف أن القائمين على المحطة سيحاولون إيجاد بعض الحلول المؤقتة لتشغيل جزء منها، وأن هذا سيستغرق بضعة أسابيع وربما أشهر.
بدوره دعا نائب رئيس سلطة الطاقة فتحي الشيخ خليل لإعادة العمل في محطة الكهرباء بالغاز الطبيعي على غرار محطة جنين، بما يضمن اللجوء إلى مد أنابيب دون أن تتحكم فيها المعابر.
وأضاف خليل أن محطة الكهرباء كانت تمد القطاع بـ40% من احتياجاته مع ثماني ساعات عمل وثماني ساعات انقطاع، وفي الظرف الحالي تأمل البدء في إصلاح خطي إمداد يوفران الكهرباء لست ساعات يوميا.
الآبار والصرف الصحي
وعن انعكاس أزمة الكهرباء على الخدمات التي تقدمها بلدية غزة قال رئيس البلدية نزار حجازي إنه لا توجد إمكانية لتقديم خدمات المياه والصرف الصحي دون كهرباء، مبينا أنه منذ ضرب المحطة لا تتوفر الكهرباء الكافية لتشغيل الآبار التي يبلغ عددها سبعين بئرا، وكذلك بالنسبة لنحو عشر محطات للصرف الصحي.
ولفت حجازي إلى أن المياه التي كانت تضخ سابقا تقلصت بسبب العدوان على غزة إلى الثلث بسبب استهداف الجيش الإسرائيلي لعدد من آبار المياه خصوصا في شرق غزة.
أما المدير الفني للجنة القطرية لإعادة إعمار غزة أحمد أبو راس فتحدث عن العمل الإغاثي الذي تضطلع به اللجنة، وقال إن هناك مسارين تعمل اللجنة من خلالهما، الأول الإغاثي العاجل في ظل العدوان، والثاني ما بعد العدوان عبر تقديم أفكار وتقارير لوزارة الخارجية القطرية ليجري اعتمادها.
وكشف أبو راس عن طلب وجه لقطر من أجل توفير باخرة لتوليد مائة ميغاوات يوميا لمدة عام كامل ستكلف ستين مليون دولار مع الشبكات التي ستربطها بشركة التوزيع.