برامج متفرقة

"المندس" المصري.. وثائق دامغة للثورة المضادة

تساءل الناشط المصري مهند جلال: إذا كان بين صفوف الثوار مندسون فلم لا يكون مندسون بين رجال الأمن والبلطجية؟ وفرت هذه المخاطرة التي خاض غمارها كنزا من الوثائق الدامغة.

اختار الناشط المصري مهند جلال طريقه الخاصة في الانخراط بالتحولات المتسارعة التي تلت ثورة 25 يناير. قرر أن يلعب دور "مندس" بين قوات الأمن والبلطجية ليكشف أسرارا هامة عمن تورطوا في استهداف الثورة.

الفيلم الذي عرضته الجزيرة مساء 8/6/2014 ضمن سلسلة "عالم الجزيرة" حمل اسم "المندس"، وبجهد فردي محفوف بالمخاطر قدم مهند وثيقة دامغة لمن عرفوا بمسميات البلطجية وحركة "آسفين يا ريس"، ولكنهم إعلاميا حظوا بمسميات مثل "أهالي المنطقة" و"المواطنون الشرفاء".

اصطف مهند منذ بداية الثورة ضمن الشباب المنخرطين في الحراك الشعبي وأيقونته ميدان التحرير.

وفي جملة من الأحداث المتوالية بدأت تتبلور لديه قناعة بأن له دورا يمكن أن يؤديه من خلال الاقتراب أقرب مسافة ممكنة من القوى المضادة للثورة.

ترسخ لدى مهند جلال إحساس بأن تضييق المسافة سيمكن من فضح الطرف الآخر، متسائلا: إذا كان ثمة مندسون وسط الشباب الثائر لم لا يؤدي الدور نفسه بين صفوف الأمن الذي يطلق النار والبلطجية؟
تضييق المسافة
ترسخ لدى مهند إحساس بأن تضييق المسافة سيمكن من فضح الطرف الآخر، متسائلا: إذا كان ثمة مندسون وسط الشباب الثائر لم لا يؤدي الدور نفسه بين صفوف الأمن الذي يطلق النار والبلطجية؟

 
تابع أحداث العباسية ومهاجمة السفارة الإسرائيلية وماسبيرو ومحمد محمود وأحداث مجلس الوزراء.

ولدى تعرضه للضرب في أحداث السفارة الإسرائيلية واستيلاء البلطجية على كاميراه التي فيها صيد ثمين من اللقطات بدأ يغير نهجه معتمدا على درايته الجيدة في تقنيات التصوير والكمبيوتر ومواقع التواصل الاجتماعي.

 
مشى في أحداث ماسبيرو في أكتوبر/تشرين الأول 2011 وسط البلطجية وادعى أنه يعمل في التلفزيون المصري، وكان يراهن على قدرته في الارتجال إذا ما فوجئ بأسئلة حول هويته.
 
كان مهند يؤدي دوره في منطقة بالغة الخطورة، ويقول إن الشك بهوية الشخص المندس بين بلطجية سيودي به وسيكون مصيره جثة "في صفيحة زبالة".

في أحداث محمد محمود في نوفمبر/تشرين الثاني 2011 حمل عصا كواحد من البلطجية وبينما يحكم قبضته كان مسجل صغير كالذي يستخدمه الصحفيون مخبأ بين العصا وقبضته.

ساعة الصفر
وفرت هذه المغامرة أن كشف ساعة الصفر التي كان يخطط لها ورفع التسجيل الصوتي في يوتيوب.

ولجأ مهند إلى برنامج بحث عن الصور على الإنترنت وفر له قاعدة بيانات مصورة أفادته في التحقق من صور بلطجية يعملون لحساب نظام حسني مبارك المخلوع، بينما كانت وسائل الإعلام تقدمهم بوصفهم أهالي منطقة ما اشتبكوا مع المتظاهرين.

ولأن مهند ناشط قد يصادف في مهمته أحدا ممن عرفوه سابقا اندس في مظاهرات فلول نظام مبارك بوصفه بائع غزل البنات أو كناسا للشوارع.

وكما كانت الحال على الأرض كان حساب فيسبوك باسم "نور" يسهل مرة أخرى الاندساس أثيريا في صفوف الفلول.

وبعد جهد حصل مهند على كاميرا خفية في شكل ساعة ومرة على شكل ميدالية أتاحت له مزيدا من البيانات، مبديا أسفه لأن المسؤولين في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي وقد قدم لهم كنزا من الوثائق لم يقدروا خطورة ما يجري وما يحاك لعودة حكم العسكر من جديد، على حد قوله.