عمر كرامي / رئيس وزراء لبنان
برامج متفرقة

من لبنان… عمر كرامي

يستضيف البرنامج رئيس الوزراء اللبناني السابق عمر كرامي ليتحدث عن المبادرة المطروحة من قبله وفرصة التوافق اللبناني في ظل هذه التوترات بين الحكومة والمعارضة.

– مبادرة كرامي وفرص التوافق اللبناني
– الصراع اللبناني بين السياسة والطائفية
– موقف المؤسسة العسكرية من الصراع
– التدخل الخارجي ومستقبل الصراع


غسان بن جدو: مشاهدينا المحترمين سلام الله عليكم، أمس كنا في الأرز مع صوت السلطة الأكثرية النيابية والدكتور سمير جعجع رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية، اليوم من لبنان ينتقل إلى عاصمة الشمال طرابلس ومع صوت المعارضة مع دولة الرئيس عمر كرامي، مرحباً دولة الرئيس.

عمر كرامي – رئيس الوزراء اللبناني السابق: أهلا وسهلا.

مبادرة كرامي وفرص التوافق اللبناني

غسان بن جدو: دولة الرئيس هناك الآن جدل أو لغط حول حقيقة مبادرتكم، أنتم في اللقاء الوطني أطلقتم مبادرة توجهتم بها عبر أحد أعضائكم دكتور فتحي يكن إلى رئيس الحكومة وحصل لغط، أنتم اتهمتم الحكومة بأنها هي التي عطلت أو لم توافق والحكومة قالت إنكم أنتم الذين تراجعتم وحتى الدكتور أحمد فتفت قال إن ما حصل كان همروجة، طيب حقيقة مبادرتكم ما هي؟

عمر كرامي: يا أخي أساس المشكل يعني أنه نحن نحاول أن نشارك في الحكم هذا الأساس، المشاركة هي نحن بنظرنا ما نقول به أنه الثلث المشارك أو الثلث الضامن، نحن تناما لنا بأنه من خلال المحادثات التي جرت مع بعض الموفدين العرب ما بدي أسمي مين وكل مَن عم يحاول حل هذه الأزمة عم يحسوا بأنه الرئيس فؤاد السنيورة عم يسأل بما معناه إنه هل أنا مستهدف أم أنا عائد إلى الحكم، فنحن يعني مبادرتنا اللي أنا أطلقتها قبل المبادرة الأخيرة يعني بجوهرها هي ذاتها لأنه بعضنا بقصة الثلث الضامن والمشارك، فأرسلنا هذه المبادرة لنؤكد إنه نحن ما نقوله صحيح بأنه نحن لا مانع لدينا أن يكون الرئيس فؤاد السنيورة هو رئيس الحكومة المقبلة هذا كان هدف المبادرة، هلا لما جاء الدكتور فتحي يكن إمبارح على الاجتماع شرح لنا ما عرضوه عليه، يعني أنا مبادرتي لمّا تكلم معي على الهاتف الرئيس السنيورة وأرسلتها له خطياً على التليفون جاوبني إنه يا أخي هذه ما بتمشي لأنه المعارضة بهذا الطرح أخذت كل شيء أنا بأرجع على طرحي القديم، يعني في اثنان وزراء لا لهم حق يصوتوا لا لهم حق يستقيلوا، فقلت له يا دولة الرئيس هذه ليست دستورية قال عادي ثلاثة أرباع بلاد العالم يطبقوها ليل ونهار، ما في مانع عدلوا الدستور وطبقوها بس بوجود الدستور ليست دستورية، العرض اللي أتعرض على الدكتور فتحي يكن كمان ليس دستوري لأنه في المادة بالدستور اللي بتعدد الحالات اللي هي تُعتبر حالات أساسية والتي يجب والتي يعني عندما تُطرح في مجلس الوزراء يتم التوافق عليها إذا لم يتم التوافق بدها ثلثين الأصوات، فهو عم يقول إنه نحن نتعهد إنه كل هذه القضايا الأساسية اللي مذكورة تمر بالتوافق إذا ما في توافق ما بتمر، يعني كمان هذا طرح غير دستوري فلذلك يعني نحن شعرنا بأنه في مناورة بهذا الموضوع وخاصة إنه في سوابق يعني هلا الحلف الرباعي اللي حصل واتفقوا على أمور كثيرة كلها ما طُبقت، طيب هلا نتطلع في حكومة بترجع ما بتطبق نرجع محل ما كنا.

غسان بن جدو: أنتم قدمتم ضمانة لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة بأنه سيعود أو سيبقى رئيس للحكومة، هل المعارضة كلها مُجمعة على هذا الأمر؟

عمر كرامي: إيه طبعاً.

غسان بن جدو: كلها؟

عمر كرامي: كلها.

غسان بن جدو: بما فيها حزب الله والتيار الوطني الحر؟

عمر كرامي: كله طبعاً يعني نحن ما بنشتغل إلا بالتوافق والتنسيق، كل الأمور اللي تُطرح بيكون فيها تشاور.

غسان بن جدو: يعني هذا الكلام كان يوم أمس، بمعنى آخر إن المعارضة حتى يوم أمس كانت مجمعة أو متفقة على عودة الرئيس فؤاد السنيورة كرئيس للحكومة، بعدما حصل الآن أنتم تقولون هم تراجعوا عطلوا وهم يقولون أنتم همروجة إلى آخره هل تعتقد دولة الرئيس بأن الأمور أصبحت أكثر صعوبة في التوافق بين المعارضة وبين الحكومة أو بين السلطة والأكثرية؟

عمر كرامي: يعني أنا بقول لك صراحة إنه نحن عم نشعر إنه كأنه القرار مش بأيديهم يعني منتظرين حد من بره يقول لهم أقبلوا أو ما تقبلوا وشاعرين بأنه هذا مرتبط بأنه في عد على الأصابع مين هيقول أخ بالأول، أنا إذا بدك رأيي يعني بالنتيجة أنا اللي شايف إنه الحل الوحيد وهذا الحل المنطقي إنه تتألف حكومة حيادية، يعني هلا لما يرأس حكومة مثل الرئيس سليم الحص كل العالم مُجمِع على إنه رجل آدمي وضميره حي ولا يهمه إلا مصلحة هذا البلد ويقول للأعور أعور بعينه ما فارق معه ويجيئوا وزراء معه يعني بنفس العقلية ونفس المنطق على السريع قانون انتخابي جديد انتخابات مبكرة مجلس جديد يعني اللي طلع إمبارح..

غسان بن جدو [مقاطعاً]: ثم انتخابات رئاسية.

عمر كرامي [متابعاً]: ببيان وانتخابات رئاسية طلع ببيان وطني نحو موافقين عليه 100%.

غسان بن جدو: عندما تقول دولة الرئيس..

عمر كرامي[مقاطعاً]: بس أنه..

غسان بن جدو: تفضل.

عمر كرامي: يعني هذا اليوم بكل بلاد العالم يعني بأهم الديمقراطيات في العالم يعني عندما يكون في انقسام وخلاف على أمور أساسية في البلاد كيف يحلوها يعني؟ يحلوها بإفتاء الشعب هذا منتهى الديمقراطية، الانتخابات نوع من هذا الاستفتاء الشعبي خاصة إذا كانت تجري على أساس قانون انتخابي عادل وتقتنع فيه كل الناس.

الصراع اللبناني بين السياسة والطائفية

غسان بن جدو: عندما تقول دولة الرئيس إنكم تشعروا أن القرار ليس في يد الحكومة أو رئيسها وإنما في الخارج، هل الخارج هو خارج عربي أم خارج دولي؟

عمر كرامي: والله بكل صراحة متداخل عربي ودولي.

غسان بن جدو: هل طبيعة الصراع الآن في لبنان القائم الآن بكل صراحة نتحدث هل هي طبيعة صراع سياسية أم مذهبية؟ سؤالي يقوم على خلفية ليست نظرية، خلفية الآن أن هناك انشطار إذا صح التعبير هناك احتقان ما يسمى الآن بالاحتقان الشيعي السُني في البلد.

"
الصراع اللبناني هو صراع وطني وسياسي إلى صراع مذهبي
"

عمر كرامي: يعني أنا بأقول لك أكثر من هيك، أنا بأقول لك إنه وطني وسياسي ومع الأسف أخذوه إلى المنحى المذهبي مع الأسف، كنا نعترف بالحقائق وطننا أنه بالبداية يعني الانقسام كان على المقاومة وأنا برأيي كل اللي عم بيصير بالبلد بعده والهدف منه.. يعني من وقت اللي طلع القرار 1559 إلى الآن كل الأزمات اللي مرت في لبنان هدفها سلاح حزب المقاومة، سلاح المقاومة هذا الهدف ولا يزال إلى الآن يعني كل العملية اليوم حتى يجرّوا المقاومة إلى صراع داخل مسلح، حاولوا بـ 1559 لقوا إن ما في إمكانية لانتزاع سلاح المقاومة إلا بالحوار، شرّبوا بالحوار شوفت انعقد يعني مؤتمر حوار وشافوا إن ما في إمكانية عملوا الحرب.. الحرب عشان شو عشان أخذ السلاح، ما حدا خطر له يعني المقاومة فاجأت الجميع وتم الانتصار، هذا الانتصار كأن ارتكبت المقاومة جُرم وصار يعني حسن نصر الله هو المجرم وصارت الطائفة الشيعية هي اللي بدها تسيطر وتعمل الهلال الشيعي من إيران إلى لبنان ويعني نفذوا كل هذا الانتصار رفع رأس العرب والمسلمين وكل أحرار العالم، فلذلك يعني بالبداية الانقسام كان على سلاح المقاومة ونحن هذا بنعتبره قضية وطنية يعني تخص كل العرب وكل المسلمين، الخلاف سياسي فيه خلاف سياسي، الخلاف السياسي وين؟ الخلاف السياسي أنه يا أخي نحن بلد يعني له خصوصيته يعني بلد مؤلَّف من 18 في ثلاثة طوائف كبيرة يعني في مقدمة دستورنا واضح النص يعني.

غسان بن جدو: تقصد المسيحية المارونية والسنية والشيعية.

عمر كرامي: المارونية والسُنة والشيعة هؤلاء الطوائف الثلاثة الكبرى طيب يعني وفي طوائف ثانية يعني كمان..

غسان بن جدو [مقاطعاً]: لاشك طبعاً.

عمر كرامي [متابعاً]: أساسية بالبلد بس دول الثلاثة الكبار، يعني ليش يبدأ النص بمقدمة الدستور على مؤسسة العيش المشترك؟ لأن هذا بطبيعة نظامنا الديمقراطي، يعني إذا كان مع كل الطوائف وخاصة الأساسيين ممثلة في الحكم بيصير فيه خلل بالعيش المشترك فلمّا تنسحب طائفة بكاملها من الحكم لو بقت في أكثرية يعني من الوزراء في الحكومة ولكن صار في خلل في العيش المشترك، يعني أنا أوقات بيكون من خلال النقاش مع يعني مختلف الشرائح في المجتمع اللبناني يعني مثقفين وغير مثقفين بأطرح عليهم السؤال إنه الخطاب هلا إذا السُنة.. إذا كان وزراء السنة انسحبوا من الحكومة والحكومة كملت شو بيكون شعوركم؟ لا يا لطيف كيف دوغري بيكون ردة فعلم عفوية هذه تركيبة الشعب اللبناني، أنا عم بأقول لك هذا الكلام لأنه إمبارح كان في حلقة يعني على المصرية حول الموضوع اللبناني جايبين أربعين دكتور ومثقفين يعني، أنا الحقيقة مع الأسف ما لحقت إلا بآخرها آخر عشر دقائق يعني، يعني عم يحكوا يعني بطريقة يعني واضح التوجيه الرسمي بس في مغالطات كبيرة بالنسبة للدستور وبالنسبة لمفهوم الديمقراطية ولمفهوم الحرية يعني لما بتوصل إنه هذا التظاهر اللي عم بيصير أن هذا يعني عم تأخذ دولة ضمن دولة وهذا ما هو لصالح البلد ولا لصالح الديمقراطية ولا يعتبر ديمقراطية ولا حرية.

غسان بن جدو: معذرة دولة الرئيس أنا مضطر للتعريف فقط حضرتك رجل سُني يعني رئيس وزراء طبعاً في لبنان هو سُني بس الآن..

عمر كرامي [مقاطعاً]: وأفتخر بسنيتي.

غسان بن جدو: لا شك.

عمر كرامي: المسألة يعني حتى لو قاطعتك يعني..

غسان بن جدو: تفضل.

عمر كرامي: أنا من المنادين بأنه يجب أن يُطبق الطائف لأنه أنا بأقول إنه خراب لبنان يعني نحن من سنة الاستقلال من سنة 1943 إلى اليوم بدي أعترف لك صراحة يعني ونحن كنا مسؤولين وكلنا مررنا بالمسؤولية ما قدرنا نعمل دولة المؤسسات والقانون وأنا برأيي بسبب الطائفية، يعني كل واحد منّا بيشعر إن طائفته حاميته مش وطنه اللي حاميه وهذه كارثة لذلك لم إن عُمل الطائف إن وضع في بند يعني بتأليف الهيئة الوطنية العليا من أجل وضع الخطوات بالتدريج طبعاً للإلغاء هذه الطائفية ما حدا قدر يطبقها.

غسان بن جدو: الطائفية السياسية.

عمر كرامي: هنا العلة عندنا نحن.

غسان بن جدو: معذرة حضرتك سُني طبيعة الحال لأنك رئيس الوزراء وأنت الآن من أركان المعارضة ولكن ما تقومون به الآن من تحركات في الشارع واحتجاجات واعتصامات هدفها واضح إسقاط هذه الحكومة وتشكيل حكومة وحدة.. تسمونها بأنها حكومة وحدة وطنية تضمن لكم أنتم كمعارضة ما تسمونها بالثلث الضامن.

عمر كرامي: المشارك.

غسان بن جدو: أو ما يسموه بالمُعطِل لكن يعني أعلى مرجعية سُنية في البلد دار الإفتاء تقول بوضوح أنها تدعم الحكومة تدعم رئيسها ولا توافق مطلقا على إسقاطها في الشارع هذه ستكون سابقة في إسقاط رمز سني في البلد في الشارع.

عمر كرامي: يا سيدي هلا نحن عم نرجع عم نقول أنه نعيش في بلد حرية وديمقراطية وطبعاً يعني سماحة المفتي رجل دين ورجل يعني هو من الناحية الدينية الأعلى في الطائفة السُنية ونحن عم نحترم رأيه السياسي ولكن نحن لنا وجهة نظر في هذا الموضوع، يعني نحن عم نقول أنه رجال الدين لما بيأخذوا مواقف حادة مع طرف سياسي ويتحدثون كما يتحدث السياسيون ما بيعود يعني لهم هذه الهالة اللي يعني مواقعهم ومراكزهم وجدَت من أجل أن يكونوا الأب الصالح لكل الطائفة وألا يتعرضوا لما يتعرض له السياسيين، لذلك يعني نحن بنقول أنه ما هي أول مرة يعني أنا صارت معي القصة نفسها، يعني هذا اللي إحنا دائما نشعر أنه مَن هم اليوم في السلطة كانوا بالمعارضة وكل ما استعملوه عم نستعمله الآن يعني نحن ما تخطينا خطوة عن اللي استعملوه هم، طيب ليش وقتها التظاهر مشروع وليش أنه مين ما مؤيد مشروع وهلا أنه مين معارض ومين مَن استعمل نفس الوسائل ومثل ما شوفت يعني لما كنا نقول أنه هذه وسائل دستورية وقانونية وحضارية ضربة كف ما صار بالاعتصام.

غسان بن جدو: تقصد صارت معك عفواً قبل عامين أو عام 1991؟

عمر كرامي: اليوم اللي استشهد الرئيس رفيق الحريري تتذكر يعني ضلوا على مدى أربعة عشر خمسة عشر كل يوم موجودين بالساحات وبالخيام.

موقف المؤسسة العسكرية من الصراع

غسان بن جدو: هذه مناسبة دولة الرئيس للتاريخ حتى نسألك لأنه منذ ذاك أنت تحدثت أكثر من مرة ولكن دائما كنت متحفظا على ما حصل في الخلفيات ولكن الآن هذه مناسبة حتى أسألك هل تم التداول وقت ذاك في عهدك على الأقل في إمكانية أن يتم التدخل بالقوة بالعنف سواء من قوى الأمن الداخلي أو الجيش للجم التظاهرات الشعبية وقت ذاك؟

عمر كرامي: يا سيدي هلا الجيش وقوى الأمن الداخلي خاضعة للقرار السياسي ونحن طبعاً يعني كان قرارنا أنه تسمحوا لهم بالتظاهر بدليل أنه ما صار ضربة كف كمان، نحن هذا شيء بدمنا يعني نؤمن فيه أنه كل واحد بده يعبر عن حريته وأنا بأقول لك بكل صراحة يعني دائما هلا في التباس يعني هم ذاتهم اللي عم بيحكوا اليوم هلا لو بترجع للتسجيلات التليفزيونية كانوا عم بيقولوا انه حكومة عمر كرامي أُسقطت بالشارع وهذا مش صحيح ولا أُسقطت بمجلس النواب لأنه بمجلس النواب كان معنا 73 نائب هم الأكثرية، إنما أنا يعني اليوم لما استشهد الرئيس رفيق الحريري وهو يعني صديق وعزيز رغم أنه كان في معارضة وكان في خلافات سياسية على الأسلوب والنهج بس على صعيد الصداقة والتقدير يعني كل الناس بتعرف أديش كانت المحبة متبادلة، هلا طبعاً يعني كلنا تأثرنا وأنا شعرت تبعة الحكومة بمسؤولية معنوية والحادث اللي صار مش الأول من نوعه يعني الحكومة اللي قبلنا حكومة الرئيس الحريري ما صار فيا كمان محرض اغتيال الوزير مروان حمادة وهلا بعهد الحكومة كم اغتيال صار يعني أصل في مسؤولية معنوية يعني، في كثير من الناس الآن بيقولوا ليش ما استقلت يعني حجة علينا أنه ليه ما استقلتم فوراً، أنت بتعرف الزلزال اللي وقع لم استشهد الرئيس الحريري لمّا كان البلد يعني معرّض لخطر من وقتها يعني كنا نحن شايفين أنه محاولات لخلق فتنة سُنية شيعية لأنه مباشرة حطت القصة بحزب الله وبدأت تطلع مواكب على الدراجات النارية إلى الأحياء الشيعية يعني لافتعال مشكلة بالإضافة إلى الموضوع الاقتصادي وموضوع الليرة يعني، فنحن اضررننا نقعد أربعة عشر يوم ماسكين الجمر يعني حتى قطعنا البلد هذه المرحلة نزلنا على مجلس النواب..

غسان بن جدو [مقاطعاً]: وتأثرت بكلمة السيدة بهية الحريري وقدمت استقالتك..

عمر كرامي [متابعاً]: طبعا يعني ما معناتها لا سقطنا بالشارع ولا سقطنا بمجلس النواب.

غسان بن جدو: على ذكر الجيش حذّرت سابقاً من إمكانية أن ينقسم الجيش ووقت ذاك كانت هناك حملة سياسية عنيفة عليك، اليوم بحسب ما هو متداول بأن قيادة الجيش.. قائد الجيش شخصيا العماد ميشيل سليمان حدّث أركان الحكومة أركان السلطة حتى ربما حتى الرئيس فؤاد السنيورة وقال له على السياسيين على المسؤولين أن يحاولوا أن يوجدوا حلاً سريعاً وإلا فإن ربما الجيش لديه بعض الإشكالات، هل تخشى بكل صراحة ووضوح هل تخشى من إمكانية أن تتعرض المؤسسة العسكرية والأمنية إلى هزة ما؟

"
الجيش اللبناني يتكون من طوائف عديدة ومهما كان منضبطا ومطيعا للأوامر لكن عندما يعامل الجيش بطريقة غير صحيحة وغير قانونية حتما سيؤدي إلى انقسامه
"

عمر كرامي: يعني هلا نحن بأرجع وبأقول لك أنه تركيبتنا الطائفية تركيبة حساسة جداً وهذا الجيش مؤلف من هذه الطوائف يعني مهما كان منضبط ومهما كان تكوينه العسكري ويطيع الأوامر ولكن عندما يُستعمل الجيش بطريقة غير صحيحة وغير قانونية وغير مشروعة وغير عادلة حتماً يعني التجارب السابقة تؤدي إلى الانقسام، إحنا بنقول غير قانونية وغير مشروعة وغير عادلة هلا طبعاً اليوم أنا يعني من منبركم بدي أوجه التحية إلى قائد الجيش وإلى كل ضابط وفرد في هذا الجيش لأنه التصرف اللي تصرفوه خلال هذه الفترة بالفعل التصرف الحكيم والواعي والحازم الذي منع وقوع الفتنة في البلد مع الأسف ونرجو من القوى العسكرية الباقية أن تتقيد بالجيش.

غسان بن جدو: تقصد مَن بالقوى العسكرية؟

عمر كرامي: يعني هم يعرفوا حالهم يعني الحقيقة خاصة فرع المعلومات.

غسان بن جدو: تقصد في قوى الأمن الداخلي؟

عمر كرامي: في قوي الأمن الداخلي.

غسان بن جدو: فقط..

عمر كرامي [مقاطعاً]: يعني بالفعل الجيش تصرّف تصرف حكيم وأنا أهنئهم عليه وهم اللي أنقذوا البلد من كل الفتن اللي كانت مرسومة لها.

التدخل الخارجي ومستقبل الصراع

غسان بن جدو: على كل حال هلا بشهادة مَن هم في الداخل وفي الخارج حتى في الداخل الجميع يعني سلطة ومعارضة في إشادتها بالجيش رغم أنه بدأت أرقام.. يعني حتى لأول مرة نسمع أرقام يعني الجيش حوالي خمسة وثلاثين أو ستة وثلاثين ألف عنصر عشرة ألاف مسيحي وعشرة ألاف شيعي وحوالي خمسة عشر ألف أو ستة عشر ألف سُني، دولة الرئيس ما هي نقطة قوة المعارضة؟ يعني دعني أقول لك إذا سمحت أنه السلطة والحكومة الآن عندما نحدثها تقول تظاهروا كما تشاؤون اعتصموا إلى ما تشاؤون ولكن في نهاية الأمر نحن باقون ولن نستسلم حتى الدكتور سليمان جعجع استخدم مصطلحاً سياسياً هاماً هي معركة حياة أو موت.

عمر كرامي: حياة أو موت لمَن؟ نحن بيهمنا..

غسان بن جدو [مقاطعاً]: للسلطة للأكثرية.

عمر كرامي: سيدي هلا خلصت شو هلا؟

غسان بن جدو: تفضل لا علِق على هذه النقطة.

عمر كرامي: يا أخي هلا اليوم يعني في عندنا نحن مرض الأرقام، يعني اليوم في عندنا أكثرية نيابية انبثق عنا أكثرية في حكومة بس هذه طاعة يعني منين جاءت؟ جاءت من انتخابات نيابية، انتخابات نيابية الكل مجمع أنه قانونا الانتخاب غير عادل الكل مجمع ووقع تحت ظروف معينة ظروف عاطفية وتحالُف بين المعارضة يعني الحلف الرباعي بين المعارضة والمولاة اليوم، هلا إذا بتأخذ يعني ما نقوله نحن بالمعارضة نرى نحن نقول بأنه هذه أكثرية وهمية لأنه نحن نعتبر إنه صحيح عنده الأكثرية في مجس النواب ولكن الأكثرية الشعبية مع العارضة بدليل إنه فيه عندك خلينا نأخذ طائفتان أساسيتين اللي هي طائف شيعية 90% مع المعارضة والطائفية المسيحية 70% مع الجنرال عون وما يأتي من بقية الطوائف، هذه أكثرية هلا بيقولوا لا نحن أرقامنا شيء وأرقامهم شيء، طيب هذه المظاهرة اللي حصلت أو هذا الاعتصام اللي حصل بالساحة أنت متابع أحداث لبنان من وقت ما استشهد الرئيس الحريري ما بدنا نروح لقبل إلى الآن، يعني بحياتك شوفت هيك مشهد في لبنان؟ طيب هذا بيجي هيك لوحده هكذا ما حدا بده ينزِّل حدا إلا الاندفاع العاطفي والإيمان بمبادئ معينة.

غسان بن جدو: مع ذلك يعني هل هذا يكفي كنقاط قوة؟ يعني الحكومة الآن أياً كانت التحفظات التي تذكرها وخاصة ما يتعلق بقانون الانتخابات ولكنها الحكومة المنبثقة عن البرلمان وهذه الحكومة تتمتع بأكثرية برلمانية هي حكومة حتى الآن شرعية ودستورية والأهم ربما مش النقاط الأهم ولكن النقاط المهمة أنها تتمتع بدعم خارجي عربي ودولي كبير جداً، أنتم المعارضة ما هي نقاط قوتكم؟

عمر كرامي: يا أستاذ غسان يعني نحن بنرجع نقول إنه لما بيصير انقسام للبلد وطني وسياسي ومذهبي بهذا الشكل على أمور أساسية ونحن بنعتبر إنه هذا التأييد الخارجي العربي وغير العربي، يعني نحن عم بنقول هذا يعني يشغل لنا بالنا زيادة يعني هذا تأييد مريب ومحبة يعني ما مرقت قصة على أحد فهذا شاغل لنا بالنا يعني بكل صراحة، فنحن بنقول إنه ما يحصل في كل بلاد العالم عندما يكون في انقسام من هذا النوع هو الاستفتاء من الشعب، طالما أن الكل عم بيقول لك إنه الانتخابات الأخيرة اللي جرت ما كانت معبّرة عن رأي الناس، هم بيقلوا معنا الأكثرية ونحن بنقول معنا الأكثرية خلي الانتخابات..

غسان بن جدو [مقاطعاً]: لكن هي القضية ليست هنا فقط القوميين يقولون بوضوح لا عودة للعهد السابق ولا عودة للوصايا السورية لا يمكن ما يحصل الآن إن المعارضة جزء من المحور السوري الإيراني.

"
نحن لا نريد الوصاية الأميركية أو الإيرانية أو السورية أو الإسرائيلية
"

عمر كرامي: نحن معهم 100% نحن ما بدنا الوصاية لا السورية ولا الإيرانية ولا الأميركية ولا الإسرائيلية، نحن بنحيا في.. يعني خذ أنا وثلاثة أرباع اللي معنا بالعارضة نحن اللي كنا يعني أكلنا الأكل الكبير من النظام السوري وكلكم بتعرفوا، هم اللي على مدى عشرين سنة اللي كانوا عم ينتفعوا وعم يأخذوا وعم يغرفوا من الخيرات السورية وهم اللي أساؤوا إلى سوريا في لبنان، يعني اليوم في ثلاثة أشهر في ظرف ثلاثة أشهر أصبحوا هم الاستقلاليين وصرنا نحن اللي كنا عم نقاوم وقت اللي كانت سوريا هون الشواذات السورية اللي اليوم المسؤولين السوريين يعترفون فيها هم اللي صاروا الاستقلاليين.

غسان بن جدو: لم تجيبني من فضلك دولة الرئيس نقاط قوتكم يعني هل نقطة قوتكم الرئيسية هي الاستمرار في الشارع أم ماذا هل لديكم نقاط قوة فعلاً تحقق لكم هدفكم؟

عمر كرامي: يا سيدي نحن مستمرين في الشارع، يعني هلا أنا بأقول لك بصراحة يعني لا هم قادرين يتراجعوا ولا نحن قادرين نتراجع لذلك بده يكون في الحل الوسط، الحل الوسط هو اللي صدر إمبارح عن اجتماع المطارنة المعارضين وهذا هو جوهر المبادرة اللي نحن عم تقدم فيها، يعني نحن عم بنقول إنه هذا البلد لا يُحكم بأكثرية أو أقلية هذا البلد لا يحكم إلا بالتوافق هذا اللي نحن متفاهمين عليه.

غسان بن جدو: يعني أنتم تؤيدون إعلان الكنيسة..

عمر كرامي: تماماً هذا شرعاً.

غسان بن جدو: تشكيل حكومة من المستقلين فيما بعد ذلك الانتخابات.

عمر كرامي: جوهر مطالبنا موجودة فيها.

غسان بن جدو: أنتم تؤيدونها؟

عمر كرامي: نعم نحن نؤيدها حتماً، نحن بدنا حكومة حيادية إذا ما تألفت حكومة المشاركة، بدنا قانون انتخاب عادل وعلى السريع وبدنا انتخابات مبكرة واللي بيطلع معه الأكثرية بيكون هو اللي معه حق ويتحمل المسؤولية والناس بالانتخابات تتحمل مسؤوليته لأنه كل واحد اليوم برامجه واضحة وصريحة.

غسان بن جدو: لكن أنت كركن في المعارضة سؤال أخير دولة الرئيس من فضلك هل أنتم مصممون على تحرككم وبعدم التراجع لتحقيق أهدافكم وما هي الخطوات التي ستنتهجونها في هذا السبيل؟

عمر كرامي: سيدي يعني نحن دائماً بنقول إنه هدفنا وغايتنا مش الحكم هدفنا وغايتنا إنقاذ هذا البلد، نحن عم بنقول إنه هذه الحكومة لها هلا سنة وأربعة أشهر أو سنة وخمسة شهر لم تحقق شيئاً يعني بالرغم من كل الهمروجات اللي عم تطلع على لسان الحكّام، البلد يعني بالفعل اليوم أخذتنا المسائل الأمنية ومسألة إنه الناس بالشارع وهذا بالفعل آخذ انتباه كل الناس وكل المسؤولين ولكن الموضوع الاقتصادي أخطر من الموضوع الأمني فكل العلاج يعني إلى الآن وكل ما نسمعه وهذا سمعناه من عشرين سنة إلى اليوم وين صرنا؟ عم نرجع نعيد السيناريو ذاته.

غسان بن جدو: ستساعدون بتحركاتكم؟

عمر كرامي: حتماً.

غسان بن جدو: لا تراجع؟

عمر كرامي: ما حدا بيقدر يتراجع يعني اللي يتراجع ينتهي.

غسان بن جدو: شكراً لك دولة الرئيس عمر كرامي رئيس اللقاء الوطني المعارض شكراً لك على هذا اللقاء، شكراً لكم مشاهدينا الكرام على حسن المتابعة ألقاكم قريباً في برنامج من لبنان مع تقديري لكم من طرابلس الشمال في أمان الله.