منبر الجزيرة - الحرية الشخصية وسلطة الدولة - صورة عامة
منبر الجزيرة

بين الحرية الشخصية وسلطة الدولة

تتناول الحلقة تفاصيل الحياة التي تتعدد بتعدد الثقافات من الزواج، والحجاب، والنقاب، والاحتفال، والتي تندرج تحت بند الحريات الشخصية التي تحميها معظم الدساتير.

– حدود تدخل الدولة في الحريات الشخصية
– ماهية الحرية الشخصية بين مفاهيم الشرق والغرب

– موضوعات الحرية الشخصية وعلاقتها بالعادات والتقاليد

– حدود الحرية الفردية وعلاقتها بالديمقراطية

منى سلمان
منى سلمان

منى سلمان: طريقة الملبس، نوعية الطعام والشراب، قرار الزواج واختيار شريك الحياة، طرق الاحتفال، التدخين وعدم التدخين بل وحتى الاستماع إلى موسيقى بعينها، إنها تفاصيل الحياة التي تتعدد بتعدد الثقافات وأحيانا بتعدد الأفراد في داخل هذه الثقافة وتندرج تحت بند الحريات الشخصية التي تحميها معظم الدساتير، لكن في بعض الأحيان تتدخل الدولة لتفرض قوانين قد يرى فيها البعض تعارضا مع بعض هذه الحريات. في هذه الحلقة نسألكم هل تقبلون أن تتدخل الدولة في حرياتكم الشخصية؟ متى ولماذا وما هو مفهوم هذه الحريات من وجهة نظركم؟ كالعادة نستقبل آراءكم ومشاركاتكم بالنص والصوت والصورة عبر الوساط التالية:

هاتف: 4888873 (974 +)

Youtube.com/aljazeerachannel

minbar@aljazeera.net

facebook.com/minbaraljazeera

twitter.com/minbaraljazeera

إذاً مشاهدينا هل تعتبرون مثلا أن تدخل الدولة من أجل مثلا وضع حد أدنى لسن الزواج أو فرضها نوعية معينة من اللباس أو منع لباس آخر، هل تعتبرون هذا تدخلا في حرياتكم الشخصية؟ ومتى يحق للدولة أن تتدخل ومتى يكون عليها أن تبتعد حتى لا تمس هذه الحريات؟ البداية من مصر ومعي من هناك حسني بلاط.

إعلان

حدود تدخل الدولة في الحريات الشخصية


حسني بلاط/ مصر: السلام عليكم، يا أستاذة منى من حق الناس أن تلبس ما تشاء وأن تتزوج وقتما تشاء ولكن في إطار الدين الذي ينتمون إليه فمثلا بخصوص المنقبات نجد أن بعض الأنظمة تضيق عليهم الخناق بحجة واهية مثل أن وجهها ليس مكشوفا كي نتعرف عليها ونتأكد من شخصيتها مع أن الحل في منتهى البساطة وهو تخصيص عنصر نسائي في الدوائر الحكومية للتعرف عليهم وتفتيشهم إذا لزم الأمر إذا كان في أمر يقتضي التفتيش..


منى سلمان (مقاطعة): يعني أنت اخترت أن تتحدث عن مظهر واحد من هذه الحريات وهو اللباس واخترت تحديدا أحد هذه المظاهر وهو النقاب، في هذه النقطة يعني هناك من يرى أن لديهم أسبابا سواء التي ذكرتها أو غيرها وهي ضرورة التعرف على وجه الشخص في الحياة العامة وأنه عنصر يتعارض مع حرية الآخرين، كيف ترد عليه؟


حسني بلاط: لا، دلوقت إحنا عندنا نموذج ممكن نستشهد به زي السعودية، السعودية تقريبا كلهم 100% منقبات أو 95% منقبات وما بتقابلهمش أي مشكلة لأنهم مهيئون المجتمع ومهيئون الدوائر الحكومية والنظام مهيئ نفسه لكده يعني الموضوع بسيط خالص أن ضمن الموظفين في أي دائرة حكومية يكون واحدة ست يعني سيدة متخصصة في يعني تكلف إذا اقتضى الأمر للتعرف على الشخصية يكلف من سيدة التعرف عليها يعني الموضوع بسيط..


منى سلمان (مقاطعة): يعني أنت تقول إن الأمر يستدعي تهييئا للمجتمع بشكل عام..

حسني بلاط (مقاطعا): بعد إذنك لو سمحت يا أستاذة منى في بس إضافة بسيطة أيضا يعني على سبيل المثال بنجد أن النخب حتى النخب ومن ضمنهم نساء في مثلا في أي مناظرة تلفزيونية أو في لقاء تلفزيوني على الفضائيات نجد أن حتى واحدة سيدة تقول لا النقاب ده مش فريضة النقاب ده حاجة زيادة..


منى سلمان (مقاطعة): على كل الأحوال نحن لا نناقش الأمر سواء كان فريضة أو غير فريضة في اللبس..

إعلان


حسني بلاط: ما هو مظهر من مظاهر الحرية الشخصية فنيجي طيب أنت ما أنت يعني نطلب من السيدة دي طيب ما أنتيش محجبة ولا منقبة، أنت بتقولي إن الإسلام بيطالب بالحجاب فقط طيب أنت بتقولي إنك مش منقبة ولا محجبة بتقولي إن ده تصرف شخصي ودي حرية شخصية طيب ليه ما ينطبقش الكلام ده على النقاب ونقول إن النقاب تصرف شخصي؟ طالما أن..


منى سلمان (مقاطعة): شكرا جزيلا لك حسني بلاط أشكرك شكرا جزيلا. إلى صلاح عبد الحي من الأردن.

صلاح عبد الحي/ الأردن: السلام عليكم. واضح من كلامك بأنك تتحدثين عن الدول الرأسمالية في عالمنا المعاصر التي تبنى حضارتها على المال وعلى الحريات وخاصة الحرية الشخصية المتعلقة في الملبس أو المأكل ونوعية ذلك..


منى سلمان (مقاطعة): إذا كنت تحب أن تتحدث عن ذلك تفضل، لا أعرف أين بالضبط وجدت أنني أريد أن أتحدث عن ذلك لكن تفضل يا سيدي.


صلاح عبد الحي: لأن هذه أحكام شرعية وهذه الأحكام الشرعية لا تتغير ولا تتبدل بتغير الأزمان فهذه الأحكام الدولة ترعى هذه الأحكام بحيث إذا خرج الناس عن مفاهيم هذه الأحكام الشرعية ومواصفاتها فإنها تتدخل للحفاظ على هذه الأحكام من زواج وطلاق وغير ذلك ومأكل وملبس إذا خرجوا عن الشرع ولكن واقعنا اليوم أن هذه الدول كلها ليست دولا إسلامية بل هي دول رأسمالية أو تسير في فلك الرأسمالية ولذلك أخذت تتدخل في هذه الحرية الشخصية وخاصة في الدول الأوروبية كفرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول وهذا السبب هو تخوفهم من الحضارة الإسلامية..


منى سلمان (مقاطعة): طيب يا صلاح يعني أنت أولا وافقت وقلت إن الدولة من حقها بل قلت إن عليها أن تتدخل في الحريات الشخصية لتحمي ما ذكرته من أعراف وتقاليد ويعني أحكام شرعية كما وصفتها، إذا هذا من حق الدول إذا كانت إسلامية ألا يكون بالمقابل من حق الدول إذا لم تكن كذلك أن تتدخل لتحمي هي الأخرى أعرافها وتقاليدها وما إلى ذلك؟

إعلان

صلاح عبد الحي: نحن لا نستطيع فرض إرادتنا أو مفاهيمنا على هذه الدول ولكن هذه الدول من وجهة نظرها هي التي تقدس الحرية الشخصية لا يحق لها من حيث مبدئها أن تتدخل في هذه الأمور لأنها متعلقة بالحرية الشخصية..


منى سلمان (مقاطعة): يعني أنت هنا تتعامل من مبدئين، تريد أن تعطي الدولة في الدول الإسلامية هذا الحق وتريد وفقا لمبادئ الدول الأخرى أن تحرمها منه وأن تستغل الفكرة فكرة الحرية التي لديها حتى تقول إنها ليس من حقها أن تتدخل.


صلاح عبد الحي: هي ليس من حقها من حيث وجهة نظرها وحريتها هذه التي أعطتها للفرد الحرية الشخصية فهي تعطي للفرد الحرية يأكل ما يشاء يلبس ما يشاء يحتفل كما يشاء ولكنها الآن أصبحت تخرق جدار هذه الحرية الشخصية، لماذا؟ خوفا من طغيان أو من الإسلام القادم على الغرب وحضارته القادمة إن شاء الله.


منى سلمان: شكرا جزيلا لك صلاح عبد الحي. الحقيقة أن عددا كبيرا جدا من المشاركات تكاد تكون ركزت سواء التي وصلتنا عن طريق البريد الإلكتروني أو عبر المواقع التفاعلية تتحدث عن الحجاب والنقاب كمظهر في حين أنه ليس فقط هو المظهر الذي نركز عليه من مظاهر الحرية الشخصية، نريد أن نعرف منكم أكثر عن تجاربكم عن رؤيتكم للحرية الشخصية ومفهومها، لكنني أنقلكم أولا إلى جانب مما يدور على صفحاتنا التفاعلية وتحديدا على الفيس بوك.


شاكر السفياني: الحريات الشخصية لعبة فضفاضة بيد السلطة تحركها وقتما تشاء وفي وجه من تشاء!

عادل مهدي: لا أرى حلا لهذه المشكلة إلا بالرجوع إلى ما أنزله الله سبحانه وتعالى.

ماجد عون: إذا كان اللبس أو السلوك مخلا ويسبب ضررا على المجتمع من نواح ثقافية يحق للدولة اتخاذ إجراءاتها.

رامي عبد الله فكري: السؤال يجب أن يكون ما هي الدولة التي يحق لها التدخل في ملبس ومظهر وسلوك مواطنيها؟

إعلان

عبد السلام الزرقا: الحرية الشخصية عندما يتم التعدي عليها من سلطة الدولة فإن هذا يعتبر تعديا على الدستور.

عبد الفتاح سديري: لا يجب أن تمس هذه الحرية مبادئ المجتمع وثوابته ولا أن تسيئ إلى فرد أو مجموعة وهي معادلة صعبة.


منى سلمان: هل ترى أن الدولة من حقها أن تتدخل في تفاصيل حياتك الشخصية في مأكلك في مشربك في ملبسك في سن الزواج في طريقة اختيارك لشريك حياتك أو حتى في عاداتك اليومية؟ هذا ما أسأل عنه ياسر حزب الله الذي يحدثنا من السعودية.


ياسر حفظ الله/ السعودية: مساء الخير. أنا منذ اطلعت على الموضوع في الفيس بوك وأنا أفكر في هذا الموضوع، هذا الموضوع أعتقد أنه موضوع شائك ومعقد لأنه يختلف من مكان إلى مكان ومن زمان إلى زمان، حتى من دولة إسلامية إلى دولة إسلامية أخرى فعلى سبيل المثال يعني أنا أعطيك مثالا فقط على اللباس ومظاهر اللباس عندنا المحجبات، المحجبات مثلا في مصر والشام يختلفن عن المحجبات في بلاد الحرمين هنا عندنا فبعضهن يعني وبعضهن كثير مغتربات ويعشن هنا فبعض رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يفرضون عليهن أن يقوموا بتغطية الوجه، من المعروف أن المحجبات في مصر أوالشام لا تغطين وجوههن حسب ما يعتقدونه هم أو حسب مذهبهم..


منى سلمان (مقاطعة): يعني إذاً الأمر يتحدد وفق ثقافة أو توافق اجتماعي ما موجود في هذه البلد، لكن حتى في داخل هذه الثقافة هل تقبل أن يأتي أحدهم ويقول لك لماذا ترتدي ذلك أو لماذا لا ترتدي ذلك لماذا تأكل ذلك أو لا تأكل ذلك أو يتدخل في تفاصيل حياتك أنت شخصيا؟


ياسر حفظ الله: شخصيا يعني صعب جدا أن تحدد ما هي الحريات، إلى الآن نحن كمسلمين لم نتفق على الحرية الشخصية ولكن أنا أدعو إلى يعني التنوع والثراء، أيضا أريد أن أضيف نقطتين فقط، النقطة الثانية أيضا نحن الآن ندعو إلى انفتاح على العالم ونقوم باستقبال عدد كبير من الجنسيات في وطننا العربي فهل للدولة العربية والمسلمة الحق في فرض السلوك معين أو أسلوب معين من اللباس عليهم؟ يعني من ثمرات هذا الانفتاح أننا نستقبل عددا كبيرا من الجنسيات..

إعلان


منى سلمان (مقاطعة): سؤال مهم، ما هو رأيك أنت شخصيا فيه؟


ياسر حفظ الله: والله أيضا صعب، أنا أترك الإجابة فقط أنا فقط يعني أثير الأسئلة..


منى سلمان: أنت طرحت السؤال يا ياسر وأنا أشكرك عليه..

ياسر حفظ الله: نقطة ثالثة أختي أيضا يعني أنا أرفض أن الدولة تتدخل في فرض أسلوب معين من اللباس أو أسلوب معين في الأفراح لأن هذا يخنق الإبداع يعني ليس من المعقول أن الدولة تفرض يعني نمطا معينا واحدا، هذا يقتل، نحن نحب أن يكون الفولكلور الشعبي..

ماهية الحرية الشخصية بين مفاهيم الشرق والغرب


منى سلمان (مقاطعة): أنت تفضل الثراء لكنك ترى أن المسألة غير محسومة يا ياسر وأنت طرحت سؤالا مهما، هل من حق الدول العربية والإسلامية على سبيل المثال أن تفرض تقاليدها وبالتالي يحق للدول الغربية أن تفرض تقاليدها على الذين يعيشون فيها؟ أسأل شيخ ولد محمد من موريتانيا.


شيخ ولد محمد/ موريتانيا: مساء الخير. سيدتي والله إن الغرب في الحقيقة بقينا لا نعرف إيش نسوي معه، الحرية جاءت من عنده، الغرب هو اللي قال عن الحرية حرية الملبس حرية المأكل حرية المشرب حرية الديانة، كيف هم يتدخلون في ديانتنا مثلا؟ نحن لا نتدخل لهم، حتى أن المسيحيين عندهم لباس في الكنيسة وحتى أن اليهود عندهم لباس. أنا أود تعطيني الوقت شوي لكي أقول لك عدة مقارنات وتقارني أنت أو يقارن المستمع، وخاصة المستمع الغربي ليس المستمع المسلم، أنا الحمد لله من بلاد ليست لها مشكلة في اللبس عندنا في موريتانيا المرأة كلها..


منى سلمان: لديكم زي ثقافي معين، نعم.

شيخ ولد محمد: لدينا ثقافي معين والحمد لله لا نعاني من هذه المشكلة لكن أقول لك بعد 11 سبتمبر كان أول رئيس إسلامي أول رئيس -إن صح التعبير- استقبله الرئيس الأميركي آنذاك -لا رده الله- بوش رئيسة أكبر دولة إسلامية هي رئيسة إندونيسيا وكانت تلبس كيلوت بالفرنسي أو..

إعلان


منى سلمان (مقاطعة): يعني عفوا معلش يا شيخ محمد دون الدخول في تفاصيل يعني قد يستسيغها البعض أو لا يستسيغها البعض، أنا أريد أن أسألك إلى أي مدى أن تقبل..


شيخ ولد محمد: هذا مدخل يعني هذا عادي هذا نفس الموضوع..


منى سلمان: يعني أنت شخصيا إلى أي مدى تقبل فكرة أن تتدخل الدولة في بلادك أو في بلد أخرى في تفاصيل حياتك اليومية؟

شيخ ولد محمد: زين السؤال وارد وجيد وطرحه طرح جيد لكن أنا أقول شيئا أنا أحب الحرية لكن حريتي أين؟ حريتي عندها حد كما أن حريتهم عندها حد، أنا حريتي عندها حدود إسلامية..


منى سلمان (مقاطعة): شكرا جزيلا لك يا شيخ ولد محمد أعتذر عن مقاطعتك فلدي مواطنك وهو ينتظر على الهاتف منذ فترة وهو من بريطانيا -عفوا- علي تصورت أنه من موريتانيا، علي البصام من بريطانيا، تفضل يا علي.

علي البصام/ بريطانيا: أهلا وسهلا. في مثل عراقي يقول "كل اللي يعجبك والبس اللي يعجب الناس"، فإحنا ببريطانيا لازم نلبس لباسا ما نتميز ونكون يعني نبين هسه مسلمين يعني هذا يعرضنا للتمييز العنصري ثم البرقع لأسباب أمنية أفضل يُزال، ممكن رجل يلبس البرقع ويسوي نفسه امرأة ويقوم بعملية ضد النظام.


منى سلمان: يعني أنت ترى أن من حق الدولة في بعض المرات أن تمنع لباسا معينا؟


علي البصام: طبعا نحن نحترم إرادة الدولة لأن الدولة مسيحية اللي عايشين بها مو دولة إسلامية..


منى سلمان (مقاطعة): هل من حق الدولة بالمقابل أن تفرض لباسا معينا؟

علي البصام: لما نرجع للشرق الأوسط نلبس الملابس العربية والعقل والغترة ونخلي نسواننا يلبسون الحجاب وهذه بس نحن في الغربة لازم نحترم إرادتهم.


منى سلمان: علي باعتبار أنك تعيش في الغربة هل تشعر أن الدولة الحديثة الدولة المدنية التي تعيش فيها تتدخل أقل من اللازم أو أكثر من اللازم في تفاصيل حياتك اليومية مثلا تحديد سن معين للزواج تحديد بعض أو تقييد على بعض الحريات الشخصية أو العكس؟

إعلان

علي البصام: بالعكس ماكو تقييد على الحريات الشخصية هنا بس لازم واحد يحترم نظامهم ويحترم ملكتهم ويعني ما دام محترما نظامهم وملكتهم أمورنا تمام، أما نفجر نفسنا ونقوم بعمليات وهذه والنسوان يرتدون البرقع..


منى سلمان (مقاطعة): يعني لا أظن أن التفجير يدخل في إطار الحريات الشخصية لكنني أشكرك علي البصام من بريطانيا وأنتقل إلى البريد الإلكتروني الذي وصلتنا عليه العديد من رسائلكم. محمد فاضل عبد الرحمن من موريتانيا يقول "إن المواطن العربي يستحق ما يعانيه من تسلط على حريته لاستكانته وخضوعه للحكام الطغاة وأولئك الذين نصبوا أنفسهم على الدين وكأنه لهم وحدهم، وفي بلادنا كل هذه الحريات الشخصية مسلوبة من المواطن البسيط"، تواتي خليفة من الجزائر يقول "للدولة واجبات وحقوق ومن واجباتها الحفاظ على أمن المواطن والسكينة العامة وما لا يتعارض مع الحريات، وحرية المواطن يجب ألا تتعدى إلى المساس بكرامة الآخرين والآداب العامة وإلا اعتبر خارجا على القانون"، محمد رمضان "قد نتفق على تحجيم الحريات إذا ما تعارضت مع قيم المجتمع لنتفادى الإباحية والفوضى ولكن أن تمنع الدولة الحجاب بدعوى أنه يحرض على التمييز العقائدي ثم تتغاضى عن تقاليع شاذة على مجتمعنا بدعوى الموضة والتطور فتلك هي الفوضى بعينها". لدينا عبد الحميد محمود من فلسطين.


عبد الحميد محمود/ فلسطين: السلام عليكم يا أخت منى. معروف أن أي دولة في الوجود هي عبارة عن كيان تنفيذي لمجموعة الأفكار والمفاهيم عند الناس اللي تحكمهم وبالتالي عندما تتدخل أو تطبق القانون هو الأصل أن يكون النظام من جنس المبدأ الذي يعتنقه الناس فلذلك الناس لا يجدون غضاضة في تدخل الدولة ولكن الذي حصل حسبما أرى أن في أوروبا هم بعد الثورة الفرنسية تبنوا المبدأ الرأسمالي..


منى سلمان (مقاطعة): طيب يعني يا عبد الحميد أنت جزمت أن الناس في الغالب لا تجد غضاضة في تدخل الدولة يعني إلى أي حد؟ يعني إلى أي حد أنت شخصيا ترى أنه ينبغي على سلوكك الخاص أن يكون مقيدا بالقوانين فيما يتعلق بحرياتك الخاصة؟ ما هي حرياتك الخاصة أساسا كيف تفهمها أنت شخصيا؟

إعلان

عبد الحميد محمود: حريتي الخاصة أنا كمسلم ما في عنا في الإسلام حرية شخصية ولكن عنا الحلال والحرام والأصل في المسلم التقيد بالحكم الشرعي كما جاء في الكتاب والسنة..


منى سلمان (مقاطعة): نعم لكن الحلال والحرام والتقيد بالحكم الشرعي هي يعني أنت الذي تقوم بذلك لا يجبرك أحد على القيام به.


عبد الحميد محمود: نعم لأنه أنا معتنق عقيدة الإسلام فإذا قبلت بعقيدة الإسلام أسلم بما جاءت به، الآن إذا كنت عايشا في أوروبا مثلا وكنت لا سمح الله معتنقا العقيدة الرأسمالية فإن واقع الدولة أنها تحافظ على الحريات هكذا هم عندهم وبالتالي قائمة على الحريات الأربعة ولكن الذي يحصل هو الأصل في الدولة عندما تتدخل في المحافظة على الحريات نجد أن الأوربيين أو الأميركان لا يجدون غضاضة لأن مبدأهم يقول هكذا فلذلك نجد انسجاما بين النظام وبين..


منى سلمان (مقاطعة): يعني أنت ترى أن هناك تعارضا في المبدأ، أنت وفقا لوجهة نظرك تقول إنه ليس لدينا هنا في العالم الإسلامي هذا المفهوم مفهوم الحريات الشخصية بينما هو مرسخ في الغرب وبالتالي من هنا يوجد التعارض.

عبد الحميد محمود: التعارض يا أخت منى يأتي من باب أن مش من المشكلة عند المسلمين أنهم يرفعون مئذنة أو أنهم يلبسون نقابا أو أنهم يعني هكذا، لأن المسلمين الذين ذهبوا إلى أوروبا والغرب هم ذهبوا نتيجة الاضطهاد والتضيق الذي يعانونه في بلادهم..


منى سلمان: ذهبوا بحثا عن الحرية.


عبد الحميد محمود: ولذلك هم ذهبوا إلى هناك من أجل أن يتنفسوا الحرية حرية الرأي حرية التفكير حرية يعني حرية ليس بمعنى الحرية المطلقة وإنما حتى يكون الإنسان عزيزا أو كريما حتى مش من باب الحرية المطلقة ولذلك نجد أنهم تفاجؤوا بعد جيل أو جيلين أو ثلاثة أن الدول هذه خالفت وغيرت ما كانت تعتقده من المبدأ الرأسمالي وأصبحت تتدخل في أشياء بسيطة مما يجعل المسلمين يعيشون في اضطهاد ولذلك هؤلاء الحكام الذين يعني يحكموننا قوم مربوطون مع..

إعلان


منى سلمان (مقاطعة): يعني أنت أثرت نقطة دعني أغلق عندها يعني أغلق معك فيها حتى يتسنى للآخرين المشاركة فيها، أشكرك يا عبد الحميد وأنتقل إلى علي من السعودية، علي استمعت إلى عبد الحميد وهو يقول إن المشكلة في التناقض بين مفهوم الحرية سواء هنا أو في الغرب، هل تجد بالفعل أن هناك مشكلة في مفهوم الحريات الشخصية في العالم الإسلامي؟


علي محمد/ السعودية: أولا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أولا يا أختي العزيزة أريد أن أوضح لك نقطة يعني فعلا كلام الأخ يعني كان كلامه سليما..


منى سلمان: أنت توافقه عليه، نعم.


علي محمد: لأنه عندنا نحن في العالم الإسلامي مفاهيم الحريات تختلف، نحن في العالم الإسلامي يحكمنا دين واحد دين الإسلام ولكن لما تذهبين للغرب في الغرب عندك مجموعة ديانات مجموعة ثقافات تختلف فأكيد أنه عندهم رح يكون مجال أكبر للحرية أو الحرية في منظورهم لكن أنا كمسلم الحرية في منظوري لها مجال معين إن الحرية في منظوري تكون ضمن نطاق الدين الإسلامي ما تتعدى الدين الإسلامي ولو تتعدى الدين الإسلامي..


منى سلمان (مقاطعة): طيب ماذا إذا كان هناك من لا يعتنقون نفس الدين ولا ينتمون لنفس الثقافة وموجودون على الأراضي العربية كيف ترى طريقة التعامل معهم؟

علي محمد: برضه المجتمع الشرقي برضه غير المسلمين من الإخوان الديانات الأخرى لديهم نفس العادات تقريبا الموجودة في العالم الإسلامي لأن الثقافة العربية متقاربة حتى إن اختلف الدين تكون الثقافة العربية متقاربة والثقافة الشرقية في العالم الإسلامي بصفة عامة حتى وإن لم يكن هنالك ديانات يرجع شخص عربي له ثقافة معينة تختلف من دولة لدولة فالحرية في العالم الإسلامي في منظوري أنا أنها تختلف تماما في العالم الغربي لأن الطبع عادة في العالم الإسلامي طبع معروف أنه فيه الغيرة فيه..

إعلان


منى سلمان (مقاطعة): شكرا لك يا علي، علي محمد لا يرى أن ثمة تعارض في هذه المشكلات نظرا للتقارب الثقافي. لكن في إطار نفس الثقافة قد يختار بعض الأفراد اختيارات مختلفة، هل يحق هنا للمجتمع أن يتدخل بموجب القانون ويفرض عليهم الانصياع للعرف العام أم تبقى مساحة خاصة جدا بالفرد لا يجوز للمجتمع أن يتجاوزها؟ هذا ما أسأل عنه بكري من السودان.. يبدو أننا فقدنا بكري حتى يعود إلينا من جديد أنقلكم إلى جانب من الحوار الذي يدور على صفحاتنا التفاعلية تحديدا على صفحتنا على الفيس بوك.


حمزة الزيدي: الدولة أو السلطة هي المسؤولة وتفهم طبيعة الشعب، أما إذا جاءت أميركا فهنا يطرح سؤالكم.

إحسان يوسف: لا بد من منع هذه التصرفات التي تجعل من نصف المجتمع كائنا ثانويا يجب حجبه وراء البرقع.

مروان أشهب: يحق للدولة أن تتدخل في شؤون الفرد الشخصية من أجل المصلحة العامة فقط.

حسين العسقلاني: الحرية تتلاشى إذا تصادمت مع أمن المجتمع وسلامته أو مع تقاليده وقيمه وأخلاقه.

علي المراني: عندما استفادت الجاليات المسلمة في أوروبا من الحرية وانتشر الإسلام هناك ضاقت أوروبا بالحرية.

جمال عضيبات: المشكلة ليست بالنقاب أو الحجاب في الدول الغربية بقدر ما هو تحد للمسلمين وعداء للإسلام.


منى سلمان: إذاً مشاهدينا لا زال السؤال مطروحا، هل تجدون في بعض القوانين المعينة في العالم العربي أو خارجه تعديا على الحرية الشخصية؟ أين تقف حريتك لتبدأ حرية المجتمع؟ هذا هو السؤال الذي لا زلنا نطرحه عليكم وننتظر المزيد من مشاركاتكم بعد هذه الوقفة القصيرة.

[فاصل إعلاني]

موضوعات الحرية الشخصية وعلاقتها بالعادات والتقاليد


منى سلمان: إذاً مشاهدينا كما لاحظتم ما زال موضوع الملبس تحديد لباس المرأة هو الموضوع الذي يشغل أو يتبادر إلى ذهن معظم الناس عندما يتم الحديث عن الحريات الشخصية، هل تنحصر الحريات الشخصية فقط فيما يتعلق بحرية ارتداء ملابس بعينها أو قيام بعض الدول بمنع لباس بعينه أو فرض لباس آخر أم ترون أن مفهوم الحريات الشخصية يمكنه أن يتسع أكثر من ذلك؟ أسأل فرج حيدر من ليبيا.

إعلان


فرج حيدر/ ليبيا: السلام عليكم، مرحبتين يا أختي العزيزة. رأيي في هذا الموضوع يتمحور حول أن يقف تدخل الدولة عندما يخالف النظام العام والآداب بالنسبة للحريات الشخصية هو كذلك في دولنا العربية أو في الدول الأوروبية أو غيرها من العالم الآخر سواء مثلا في فرنسا لو مثلا يعني لو كانت رافضة تلبس الحجاب أو غيره لم يكن هذا الأمر يحدث معها لكن لو أنها واحدة مسلمة ولابسة الحجاب..


منى سلمان (مقاطعة): طيب يا فرج دعنا نخرج قليلا من هذا الموضوع الذي ربما كثيرون تحدثوا فيه، متى تشعر أنت شخصيا أن الدولة اعتدت على حريتك الخاصة؟ ما هو القانون الذي تتصور.. هل مثلا ترى أن حظر التدخين في الأماكن العامة يمثل تعديا على حريتك الخاصة أو أي مثال آخر يمكنك أن تراه كذلك؟


فرج حيدر: لا، لأن فيه مصلحة عامة ومصلحة الأفراد أحيانا في مثلا الأماكن العامة هذا يمكن يدخل فعلا في تدخل الدولة.


منى سلمان: نعم، هل ترى.. ما هي القوانين التي ترى إذا كنت ترى أن على الدولة أن توفق إذاً بين المصلحة العامة والحرية الشخصية، هل ترى أن هذه المسألة محسومة تماما في كل القضايا أم تستدعي بعض الجدل مرات؟

فرج حيدر: هي تحديدها صعب..


منى سلمان: انقطع الاتصال مع فرج حيدر من ليبيا، معي سامية طرابلسي من تونس، تفضلي يا سامية.

سامية طرابلسي/ تونس: مرحبا أخت منى، يعني أنا قبل كل شيء نريد نعرّف ما معنى الحرية ما هو مفهوم الحرية من وجهة نظرنا؟ يعني الحرية هي كيفية العيش مع الجماعة التي اخترنا أن نعيش بينها وعلى هذا المضمار عندما لاحظت يعني كيف تدخل الدولة أو في أي شيء تدخل الدولة، أول شيء هل نحن تربينا كأسر عربية هل تربينا على الحرية يعني مثلا هل يمكن لك أنت مثلا أن تتركي أبناءك يتصرفون كما يحلو لهم؟ هل تتركين للبنات مثلا حرية يعني ممارسة الأشياء التي يريدونها..

إعلان


منى سلمان (مقاطعة): هل ترين هنا أن علاقة الدولة بمواطنيها تشبه علاقة الأب بأبنائه؟


سامية طرابلسي: لا، أريد أن أصل بك إلى أمر مهم وهو أننا لم نجبل، ليست الحرية مفهوم الحرية أو الديمقراطية أو التعامل الحر ليس بجبلة فينا يعني نحن العرب هذه ما يكون فينا ليست شيمة موجودة فينا أصلا يعني أنت يعني هناك كما يقال تصور يعني ما دام في العائلة لا يوجد هناك حرية لا يوجد ديمقراطية في المجتمع كذلك هناك قمع في العائلة قمع في المجتمع قمع من طرف الدولة يعني أنا لا أستغرب القمع من طرف الدولة إذا كان هناك قمع داخل العائلة في حد ذاتها..


منى سلمان (مقاطعة): يعني المشكلة أن مفهوم الحرية ليس موجودا لدينا كأفراد، هل هذا ما تريدين أن تقوليه؟

سامية طرابلسي: لم نترب عليه.


منى سلمان: لم نترب عليه. شكرا جزيلا لك سامية طرابلسي من تونس ومعي هادي من السعودية.

هادي العبد الله/ السعودية: مساء الخير. بس الموضوع يعني جدا ممتاز، طبعا أنا أتمنى من الإخوان الذين يعني سافروا إلى الغرب يعني أن يتقيدوا بالنظام يعني مثلا أنا لو سافرت على الغرب لازم أنا أكون يعني بتقاليدهم وعاداتهم يعني، هم كمان..


منى سلمان (مقاطعة): حتى لو لم تناسبك أنت شخصيا يا هادي؟.. انقطع الاتصال مع هادي. لدينا الكثير من رسائلكم الإلكترونية التي وصلت إلينا من بينها رسالة رياض مظهر توكل من مصر، رياض يقول "يجب أن تتدخل الدولة إلا فيما يتنافى مع النظام والذوق العام والقيم العليا وفيما عدا ذلك فهو مباح لا يجوز لأحد أن يتدخل فيه"، الرسالة التالية من عبد الهادي وهبي من المغرب "في العالم العربي الذي يغيب فيه القانون في كثير من الحالات تتدخل سلطة الدولة في كل شيء ولا تمييز بين الحريات الشخصية والحريات العامة وهذا التداخل يشتد عمقا كلما تعلق الأمر بتهديد أصحاب الكراسي والمسؤولين داخل الدولة" من وجهة نظره، أما الفاروق فيقول "إن معنى السلطة أولا هو محافظة الدولة على حقوق الشعب عقيدة وأمنا ومعاشا بعكس إثارة قوانين مخلة بدينها وما هي إلا تسييس لعقيدة تكالب عليه الغرب وساعدتهم حكوماتنا بينما الشريعة واضحة والحلال بين والحرام بين"، يوسف موحميد على الهاتف من فرنسا، يوسف تفضل.

إعلان


يوسف موحميد/ فرنسا: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. هو يعني رأيي الخاص عن الحرية والحرية مفهوم الحرية هي لا تدخل لا دولة ولا حكومة ولا أي أحد في هذا العالم إلا يعني بالعربية يعني هي الديانة، أنا مسلم وأصدق ديانتي كمسلم يعني التقلد بالآخرين بدول الغرب أنا قدوتي هو الرسول صلى الله عليه وسلم، ألبس مثله وأعيش مثله..


منى سلمان (مقاطعة): نعم، هل من حق أحد أن يجبرك على ذلك أم أن هذا اختيار شخصي؟

يوسف موحميد: لا، هذا اختيار شخصي.


منى سلمان: إذاً لا يحق للدولة أن تتدخل لتفرض عليك أو لتمنعك؟

يوسف موحميد: لا يمكن لأحد أن يجبرني على أو مثلا أن يجبرني أن ألبس.. أنا أعيش في الغرب، الكل هنا يلبس مثل الغرب ويقولون في الإذاعات الغربية والأخبار يمنع الحجاب ويمنع ويمنع هذه ليست حرية، الحرية هي أن يحترموا الشخص يعني لو يحترمون اليوم مفهوم الحرية أن أعيش كما أريد، هذا مفهوم الحرية.


منى سلمان: يعني البعض من الذين تحدثوا من العالم العربي ربما اختلفوا معك قليلا، قالوا إن مساحة هذه الحرية قليلة جدا في العالم العربي والإسلامي بحكم الثقافة بحكم الديانة بحكم أن الدولة عليها أن تتدخل أحيانا للحد من هذه الحريات، هل توافقهم على ذلك؟ ما هي وجهة نظرك؟


يوسف موحميد: لا، لا أوافق، لماذا؟ لو أي مسلم اتجه إلى الدول الغربية يعيش هناك فاتبع لباسهم فكيف يمكن أن يكون مسلما وكيف يمكن أن يعطي صورة الإسلام، إنسان محترم ويلبس كما يريد؟


منى سلمان: شكرا جزيلا يا علي أشكرك جزيلا. في داخل الثقافة الواحدة قد يختار البعض مظهرا يعني نجد مثلا بعض الشباب يتخذون مظهرا مبالغا فيه يطلقون نوعيات من التسريحات أو الموضات التي قد يراها الآباء غريبة، هل ينبغي هنا للمجتمع أن يتدخل للحد من حرياتهم الشخصية أم أن ذلك اختيارهم الخاص الذي عليهم ألا يشاركهم فيه أحد أو ينازعهم إياه؟ معي ناصر الكعبي من قطر.

إعلان

ناصر الكعبي/ قطر: في البداية السلام عليكم وللإخوة المستمعين والمشاهدين. لاحظت بعض التعليقات من الإخوة اللي يتصلون أن واحدا يقول مثلا أن يعني أن إحنا كدول ممكن أن الدولة تتدخل في موضوع الحرية الشخصية مثلا مثل لو قلنا يلبس أو ما يلبس، نعم الدول العربية ما غيرت وبدلت في مبادئها زين مثل السعودية..


منى سلمان (مقاطعة): ناصر يعني أريد أن أسألك هنا هل الحرية يعني مرة أخرى يعني لماذا التركيز فقط على الملابس هل هي الحرية الشخصية الوحيدة التي تطالب بها أو التي تفتقدها أو التي تتساءل عنها؟


ناصر الكعبي: صحيح نعم لأن الغربيين في تأسيس دولهم اللي مثلا أي دولة بنقول من مائتي سنة ثلاثمئة سنة تأسست هم تشدقوا بموضوع اللي هو الديمقراطية، أخواننا العرب أهم العرب راحوا للدراسة هاجروا للرقة عاشوا في هالدول هم تشدقوا بعملية أن إحنا ديمقراطية وخذوا راحتكم وخذوا كذا، بعدما حصلوا على جنسياتهم وجاؤوا أبناء أبنائهم الآن هم الله سبحانه وتعالى كشفهم أن هي مش ديمقراطية، أنتم تعالوا بس عندنا وبعدين نحن رح نصفي أموركم مرة ثانية يعني لما يجيني واحدا مثلا يقول مثل بعض المتصلين يقولون بكل سهولة والله إحنا مش.. نروح، لا، إحنا ما رح نروح إن شاء الله لعندهم إذا هم رح يجبرونا نكشف على شعورنا يعني هذه أقل القليل يعني زين؟ لكن لما أنا أجي في السعودية ولا دول الخليج نعم يشرفنا إحنا كعرب أن ولاة أمورنا يعني يتدخلون في الشخصية كالتدخل اللي عندنا لأنهم..


منى سلمان (مقاطعة): يعني لماذا ترى أن من حق دولتك أن تفرض مظهرا معينا على الآخرين فيما لا يكون من حق دول اخرى أن تمنع مظهرا معينا قد يتعارض مع قيمها هي الأخرى؟


ناصر الكعبي: لا، الفرق أختي لو سمحت يعني الفرق الله يجزيك خيرا ما بين دولتي أن دولتي زين واضحة يعني من تأسست الدولة واضح..

إعلان


منى سلمان: لا تناقض نفسك.

ناصر الكعبي: عندها واحد اثنين ثلاثة، بينما الدول السابقة في التأسيس عفوا في تأسيسها قالت إحنا عندنا الديمقراطية إحنا عندنا الحرية تعالوا عندنا يا مسلمين يا عرب تعالوا وخذوا..


منى سلمان (مقاطعة): ومن ثم أنت ترى تناقضا بين المبدأ التي تعلنه هذه الدولة وتشريعاتها التي ترى أن بعضها يتعارض مع هذه الحرية، أشكرك يا ناصر وأنتقل إلى محمد حسنين من العراق.

محمد حسنين/ العراق: السلام عليكم. نرحب بمنبر الجزيرة منبر الفقراء.


منى سلمان: أهلا بك يا محمد تفضل.

محمد حسنين: نتمنى أن يكون مفهوم الحرية عند العرب وعند الدول العربية يكون يعني بالصيغة اللي تحترم شعور الإنسان وحريته وتفكيره وتراعي الأديان والقوميات وكل الشعوب وكل هذه الأمور أما حرية الغرب، حرية الغرب هي خاصة بهم، أصلا هم يتحسسون من الإسلام يتحسسون من المسلمين ومن الثقافة الإسلامية ونراهم تارة يتحسسون من النقاب ومن مسائل الحجاب وما حجاب هم حتما عندهم يعني هذه تضايقهم هذه الأشياء يعني ما تنسجم ويا عقائدهم، أما العرب وإخوانا الحكام العرب فندعوهم نقول لهم متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا!

حدود الحرية الفردية وعلاقتها بالديمقراطية


منى سلمان: شكرا لك يا محمد حسنين من العراق. مشاهدينا هل تشعرون أنتم شخصيا أن هناك قوانين بعينها موجودة في دولكم أو تدخلات بعينها أو تفسيرات لقوانين تنتهك حرياتكم الشخصية؟ ما زلنا حتى اللحظة نبحث عن مفهوم مشترك للحريات الشخصية والفرق بينها وبين حرية المجتمع. أنقلكم إلى جانب من الجدل الذي لا يزال يدور على صفحتنا على الفيس بوك.


يوسف نوفل: في ظل التهاون فسوف تمر علينا أيام أصعب حيث سيتم تحديد لون وطول ونمرة الثياب التي نلبسها!

نزيه سنان: لا يحق لأي حكومة أن تتدخل في حريات مواطنيها إلا إذا كانت قد تسبب خللا في أمن الدولة.

إعلان

حمادة عبد الحافظ: الحريات الشخصية وسلطة الدولة لا بد أن تكون علاقة طردية، بزيادة الحريات تزهى الديمقراطيات.

عبد الغني المتري: أوروبا تدعي رعاية الحريات وتقديس الفرد في حين تمارس التمييز اللامبرر تجاه أبنائها المسلمين.

راندا دغمش: لا يجب أن تتعارض سلطة الدولة والحرية الشخصية لأن سلطة الدولة موجودة لتحمي حقوق المواطن.

كمال همام: تعلمت أنه تنتهي حريتي عندما تبدأ حرية الآخرين.


منى سلمان: إذاً هل تتعارض أحيانا سيطرة الدولة من خلال قوانينها مع مفهوم الحريات الخاصة؟ أسأل أحمد تطراوي من الجزائر.


أحمد تطراوي/ الجزائر: السلام عليكم وتحية إليك أختي منى وإلى قناة الجزيرة الموقرة. أولا بودي أختي منى أول ملاحظة وبدون مجاملة وبدون عاطفة أن الجزيرة قناة ديمقراطية، لماذا الجزيرة قناة ديمقراطية؟ لأنها تقبل تعدد الآراء وتقبل تعدد الأفكار والدليل على ذلك أختي منى أن الجزيرة فيها محجبات وغير محجبات وهذا يعني بأن الجزيرة صاحبة القرار الديمقراطي. أما فيما يخص أختي منى حرية الفرد في اللباس فهذه ثقافة والثقافة هي ذوق ولا تستطيع الدولة أن تحد من ذوق الفرد، لماذا؟ لأن الثقافة ذوق وأمة تخلو من الذوق تخلو من الثقافة. أما فيما يخص حرية الفكر فكذلك هذه ديمقراطية أختي منى، حرية الرأي ديمقراطية حرية اللباس ديمقراطية حرية..


منى سلمان (مقاطعة): ما هي الحريات الأخرى سيد أحمد التي تشعر أنك تدخل أحيانا في صراع فيها مع الدولة وأن الفرد يدخل فيها في صراع مع الدولة؟ هل ترى مثلا أن وضع قيود على بعض المظاهر الاحتفالية على الزواج على.. ما هي الأشياء التي تشعر أنك تدخل في صدام مع دولتك بخصوص حريتك الشخصية أو مع أي دولة بشكل عام فيها؟


أحمد تطراوي: والله أختي منى إذا كنت نتكلم بثقافة حالية و.. الحالي والجمال الحالي فإن الفرد المثقف هو حر في تصرفاته وفي أفكاره وبذلك لا تستطيع الدولة أن تتدخل في حريته الشخصية سواء كان في عرس أو في فرح أو غير ذلك، أختي منى متى يجوز للدولة أن تتدخل في حرية الفرد؟ عندما يمس النظام العام أو أمن الدولة أما الفكر المجال الإبداع الشعر الأدب فهذه كلها أمور ديمقراطية والدولة الديمقراطية تراعي هذا الجانب. وآخر ملاحظة أختي منى لو قارنا مقارنة بين الحضارة الغربية والحضارة الإسلامية، الحضارة الغربية تقوم على منطق الجمال والكم بينما حضارة الإسلام تقوم على منطق الأخلاق، وآخر ملاحظة أختي منى الفيلسوف والأديب المفكر هو الذي يمزج بين الأخلاق والجمال..

إعلان


منى سلمان: ألم تكن السابقة هي الأخيرة يا سيدي؟

أحمد تطراوي: نعم الملاحظة الأخيرة أختي منى قلت الأديب والمفكر العقلاني هو الذي يمزج بين الجمال والأخلاق.


منى سلمان: شكرا جزيلا أحمد تطراوي من الجزائر وأنتقل إلى الغانمي عبد الرحيم من بلجيكا، سيد الغانمي هل هناك اختلاف حول مفهوم الحرية الشخصية في حد ذاته؟ هل يختلف مفهوم الفرد الذي يعيش في الغرب للحرية الشخصية عن مفهوم الإنسان الذي يعيش هنا في العالم العربي؟


الغانمي عبد الرحيم/ بلجيكا: أولا أختي منى السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وهنيئا لك على برنامج منبر الجزيرة. وعن السؤال، إن الإنسان المسلم أو الإنسان العربي الذي يعيش في الغرب أولا هو سفير للبلد الذي هجر منه أو أتى منه فلهذا على المسلم أو على العربي أولا بناء العقل العربي وإيجاد نقاط اللقاء بين المجتمعات وبين الثقافات فمثلا مسألة البرقع التي هي اليوم مشكلة بالنسبة للعديد من السيدات المسلمات فالبرقع هو تقليد فالعالم الغربي لم يجبرنا على نزع الحجاب وحقيقة حتى أن في بعض الدول العربية أو الإسلامية البرقع ممنوع..


منى سلمان (مقاطعة): طيب يعني أنا لا أريد أن نفرد النقاش حول قضية اختلف البعض سواء كانت ممنوعة أو مشروعة فرضا أم فضلا وما إلى ذلك..

الغانمي عبد الرحمن: لا، لا، هذه نقطة من العديد من نقاط الاختلاف الموجودة لكن حرية الفرد تنتهي لما تبدأ حرية الفرد الآخر، يجب أن تكون عندنا ثقافة احترام حريتنا وثقافة احترام حرية..


منى سلمان (مقاطعة): حرية الفرد تنتهي عندما تبدأ حرية الفرد الآخر، هذه النقطة. أشكرك الغانمي. الحقيقة أن الكثيرين عند التحدث عن مفهوم الحرية يرددون نفس الكلام لكن هل الفرق واضح إلى هذه الدرجة، هل نستطيع أن نحدد متى تنتهي حدود حريتنا؟ متى نتعدى على حريات الآخرين؟ أسأل محمد كاظم من العراق وأحاول أن أعرف منه هل يبدو هذا المفهوم واضحا بما يكفي، ما هي حرياتك الشخصية وأين عليها أن تتوقف؟

إعلان


محمد كاظم/ العراق: السلام عليكم. أخت منى تحية لك شكرا على هذا البرنامج الطيب. في البداية أولا يعني بالنسبة لتقاليدنا وعاداتنا وثقافاتنا وحرياتنا الإسلامية ما ممكن أن تتعارض مع الديمقراطية الغربية فضلا عن الديانات الإسلامية لكن الكلام يعني هناك مقولة تقول "الناس على دين ملوكهم"، أنا أتصور هذه المقولة غير صحيحة بل هم الملوك يفرضون ثقافتهم ودينهم على الناس يعني نشوف بعض الملوك مثلا بعض زوجات الملوك هي لا تلبس الحجاب وتريد أن تفرض لكن بصورة غير مباشرة على المسلمات أن تخلعن الحجاب، مثلا زوجة ملك الأردن..


منى سلمان (مقاطعة): دون الحديث عن أشخاص يعني نحن نتحدث الآن عن مفهوم الحرية الشخصية ونريد أن نعرف حريتك أنت الشخصية يعني وننتهك حريات الآخرين يا سيدي، أين تبدأ حريتك وأين تنتهي؟.. انقطع الاتصال من محمد كاظم من العراق. عبر بريدنا الإلكتروني لا زالت حتى الآن تصلنا رسائلكم الإلكترونية والتي تحمل العديد من المداخلات والآراء القيمة، من بين هذه الآراء ما وصلنا من أحمد صادق الذي يقول "لا فائدة من مناقشة الحرية الشخصية، نحن ببساطة شديدة إرهابيون" ويسألني يقول "هل تنكرين أن مجتمعاتنا الإسلامية وليست الحكومات تضطهد حرية الأقليات الدينية؟ نحتاج إلى الكثير من الصدق والمواجهة مع النفس، ما ذنب الحكومات؟ وما ذنب الغرب في التضييق على النقاب؟"، أما عامر فيصل فيقول "نعم يحق للدولة التدخل في لباس ومظهر وسلوك مواطنيها في حال ما تعارضت مع القانون الإلهي فقط"، أشرف عثمان من مصر يقول "الحكومات تشكل المجتمع بما يتلاءم مع توجهاتها، طالما فشلت الشعوب في تشكيل حكوماتها، التدخل الفج في الملبس والزواج وحتى الذرية هو استمرار لعقلية مستبدة تصر على الرجوع بنا إلى عقود النكسة"، إسحق ياسين من المغرب يقول "ليس لأي شخص الحق في ارتداء الملابس التي تسيء لمجتمعه خاصة في مجتمعاتنا الشرقية حيث يقوم الشباب والبنات بتقليد أعمى للغرب دون الأخذ في الاعتبار التقاليد والعادات الخاصة بمجتمعاتنا"، إبراهيم الأنصاري من السعودية يقول "الدعوة المبطنة لاحترام الحرية الشخصية هي همزة وصل بين الغزو الفكري والعولمة التي أصبحت للأسف دينا جديدا في عالمنا المعاصر ولا بد أن نجعل حدا فاصلا بين الحريات الشخصية وما يعتقده الإنسان وما يلتزم به"، مصطفى الزاوي من ليبيا يقول "نحن كمسلمين لا نخضع لأي قانون يتعارض مع الشريعة ولا يجوز الإقران -هو كتبها كذلك- بين النقاب والتدخين" يعني لا يرى أن الاثنين يندرجان تحت بند الحرية الشخصية بنفس القدر ويتساءل لماذا لا يوضع قانون في الدول الأوروبية يمنع التبرج مثلا؟ ويؤكد أن الحريات في أشياء دون أشياء أخرى من وجهة نظره. إذاً كما رأيتم حتى الآن الجانب الأكبر من آراء مشاهدينا يتعلق بموضوع الملبس، هناك بعض الدول تضع قوانين مثلا تحد من عدد الأطفال الذين يمكن للشخص أن ينجبهم ويرون أن ذلك يصب في مصلحة الدولة. هل ترون مثلا أن فرض عدد معين من الأبناء عليكم يتدخل في الحرية الشخصية؟ وأسأل هنا فهد الشلوي من السعودية.

إعلان


فهد الشلوي/ السعودية: بالنسبة للحرية من أين نتكلم، الحرية الشخصية هي حرية الإسلام الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم، لا حرية في أي كانت في الوجود هذه غير حرية الإسلام والقدوة اللي هو الرسول صلى الله عليه وسلم..


منى سلمان (مقاطعة): يعني نحن بدأنا بالتساؤل عن حدود الحرية وأنت ترى أنه لا وجود أساسا لمفهوم الحرية الشخصية.

فهد الشلوي: لا، يعني الحرية ويش هي؟ خليك معي، الحرية إيش قصدك تتكلمي على أي حرية؟ يعني يتدخل في خصوصيتي؟ الخصوصية هذه ما حد يقول لك يتدخل فيها بس كلنا من أجل الإسلام هم الغرب اللي إحنا بدل ما نضرب المثل فيهم نضرب المثل علينا إحنا، إحنا حضارة العالم الإسلامي قبل الحضارة الغربية بأكملها..


منى سلمان (مقاطعة): طيب فهد اسمح لي مضطرة أن أكتفي بهذا القدر من مداخلتك، يمكنك إذا لم تكن قد عبرت تماما عن وجهة نظرك أن تشارك أنت وكل الذين لم يتسن لهم إسماع أصواتهم عبر صفحاتنا التفاعلية التي لا يزال الجدل مستمرا عليها، أما دقائقنا على الهواء فقد انتهت الآن، أشكر كل الذين تواصلوا معنا وأثروا هذا الحوار، أنقل لكم تحيات زملائي من الفريق العامل في البرنامج، تحيات المخرج وائل الزعبي وبالطبع هذه تحياتي أنا منى سلمان، إلى اللقاء.

المصدر : الجزيرة