afp : (FILES) -- A handout picture released by the United Nations Mission in Sudan (UNMIS) on March 27, 2009 shows an internally displaced woman of the Murle tribe carrying her
منبر الجزيرة

الجوعى في العالم العربي

تتناول الحلقة ما جاء عن منظمة الأغذية العالمية من أن العالم جائع بصورة لم يسبق لها مثيل، وأن الجوعى تجاوزوا المليار, منهم أربعون مليونا في الشرق الأوسط. فمن يشبع جوعى العالم العربي؟

– أسباب الجوع في العلاقة بين الدول الغنية والفقيرة
– تأثير السياسات الخارجية ودور الحكومات الداخلية

– سبل الحل في ضوء توفر الثروات الطبيعية

– نسبية الفقر وتأثير انتشار الفساد

عبد القادر عياض
عبد القادر عياض

عبد القادر عياض: أهلا بكم. لم يكن فقراء العالم في حاجة إلى الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية هذه الأزمة التي أثرت على الغني وجعلته أقل ثراء، أثرت أيضا وأخذت الفقراء إلى مستويات أدنى وصلت حد الجوع. للفقر أسماء وأنواع عدة، على المستوى الفردي فقر مطلق، فقر مدقع، فقر مزري. على مستوى الأمم المتحدة له سلم ومستويات، دول فقيرة وأخرى تحت خط الفقر. وفي داخل كل دولة هناك تصنيف، الطبقة الكادحة، المهمشون، تراجع الطبقة الوسطى، وكل دولة تجتهد في تنميق المسميات. أعداد الجائعين في العالم في ازدياد تزيدها تفاقما الأزمات العالمية والفساد، لكن لماذا رغم كل التطور التقني والإنتاج العالمي الهائل من المواد الغذائية وكل الاتفاقيات الدولية ومع ذلك ما زال عالمنا يزدحم بالجوعى؟ بعض المختصين يرجع السبب إلى عدة عوامل منها الحروب والفساد وسوء توزيع الثروات والبطالة وانعدام الإرادة والمبادرة، على كل ومهما كانت الأسباب المحصلة الحالية مليار جائع في العالم. السؤال هل أصبح الجوع معضلة لا حل لها أم أن هناك خللا يستدعي إصلاحا؟ ومن يصلح؟ من يتحمل المسؤولية؟ المنظمات الدولية الدول الغنية أم حكومات الدول الفقيرة؟ وماذا عن دور المنظمات المدنية والأفراد؟ أسئلة كثيرة سنناقشها معكم في حلقتنا اليوم من منبر الجزيرة ونذكركم أننا نتلقى آراءكم عبر الرقم المبين على الشاشة +(974) 4888873 وعبر البريد الإلكتروني minbar@aljazeera.net وكذلك على صفحة منبر الجزيرة على الـtwitter  من خلال العنوان المبين على الشاشةwww.twitter.com\minbaraljazeera

أهلا بكم.

أسباب الجوع في العلاقة بين الدول الغنية والفقيرة


عبد القادر عياض: أهلا بكم مجددا. إذاً نستقبل مكالماتكم وكذلك رسائلكم عبر البريد الإلكتروني على عنوان البرنامج حول موضوعنا لهذا اليوم والذي يتناول مسألة الجوع وتفاقمها في العالم. في انتظار مكالماتكم سنبدأ بقراءة بعض ما وصلنا عبر البريد الإلكتروني للبرنامج من بعض المساهمات طبعا من قبلكم، نبدؤها برياض مظهر متوكل من مصر يقول رياض "للأسف إن الهدر في الأراضي الزراعية في بلدان الشرق الأوسط أصبح كبيرا خصوصا في العقود الأربعة الأخيرة على الرغم من جهود الإصلاح التي قامت بها بعض الدول كالسعودية والإمارات العربية وعلى استحياء في مصر فهناك هدر بالزحف العمراني الكثيف كما في مصر نتج عنه تقلص المساحة المزروعة ولشديد الأسف -كما يقول السيد رياض- لا زال مستمرا وبنسب متزايدة، وهناك هدر سياسي كما هو حادث في السودان فالمساحات القابلة للزراعة فيه تكفي لإطعام الشرق الأوسط والشرق الأدنى". هناك العديد من المشاركات عبر البريد ولكن نبدأ باستقبال مكالماتكم وهكذا دواليك بين المكالمات وبين البريد الإلكتروني، معنا السيد برهان من بريطانيا.


برهان كركوكي/ بريطانيا: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أخي عبد القادر لا شك أنت ربما سمعت وكثيرا من المشاهدين سمعوا تصريحات السيد أوباما، يعني السيد أوباما أقر بأن سبب الأزمة المالية الآن والذي له تأثير مباشر على الفقراء والجوعى قال بوش عندما ذهب إلى حرب العراق هو يعني السبب الرئيسي للأزمة المالية، ولا يخفى عليك كثير من الغربيين الذين يشنون هجوما يعني شنيعا على الإسلام ويسمونه بالإرهاب وعندما تقرأ تاريخ الإسلام المشرف مثلا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عندما كان يرى الطفل يبكي كان يبكي يقول لعله يبكي من ظلم عمر، وعندما صار هناك قحط وجوع فكان بطنه.. فأصبح شاحبا، وبطنه يصوت فكان يقول لنفسه "صوتي أو لا تصوتي فإنك لن تتذوقي اللحم حتى يشبع أطفال المسلمين". وأنا كمواطن عراقي عندما أعطيك مثال العراق، ربما سمعت أيضا في العراق الآن هناك يعني العراق أكبر دولة غنية بالبترول المسؤولون العراقيون الذين.. بوش الذي يقول حررنا 25 مليون عراقي وجلب لنا الحرية والديمقراطية، رأينا المسؤولين العراقيين يسرقون المليارات ويستثمرونها في الدول الغربية ورأينا..


عبد القادر عياض (مقاطعا): إذاً برأيك سيد برهان فإن سبب الجوع هو الفساد السياسي؟


برهان كركوكي: لا شك الفساد السياسي، مثلا رأينا حتى أيتام دار الحنان خمسون طفلا يتيما قد ربطوهم وهم جياع لم يعطوهم الطعام، هل هذا الإنسان هل في صدره قلب أم قطعة حجر؟ فالعراق الآن هناك خمسة ملايين يتيم وهم..


عبد القادر عياض (مقاطعا): طيب كنا قد طرحنا سؤالا في بداية البرنامج سيد برهان وقلنا لماذا رغم كل وجود التقنية العلمية الهائلة ووسائل الإنتاج الضخمة في العالم ما زال هناك جياع وأناس يموتون من الجوع ومن سوء التغذية في العالم، برأيك لماذا؟ في العلاقة بين الدول الغنية والدول الفقيرة.


برهان كركوكي: أنا أعطيك دليلا قويا من القرآن، الله عز وجل يقول {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى..} يعني جميع الدول {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ..}[الأعراف:96]  لكن أيضا يعني أهل القرى.. تنظر إلى مثلا تنظر شرقا وغربا هناك ظلم وهناك جهل، فالناس يعني أنا أعطيتك مثال العراقي وانظر الآن الدول الغربية كيف يمصّون دماء الشعوب الفقيرة ويقصفونها بالصواريخ وبكل أنواع الأسلحة الخطيرة، مثلا العراق، كل من يقول نحن..


عبد القادر عياض (مقاطعا): أشكرك السيد برهان من بريطانيا. معنا أيضا السيد حاتم العنزي من السعودية، سيد حاتم.


حاتم العنزي/ السعودية: السلام عليكم. أخي عبد القادر، الله سبحانه وتعالى قال في حكيم كتابه {..نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا..}[الزخرف:32] هذا دليل على المستوى الشخصي بين الأفراد الفقر يتراوح من فرد إلى آخر، لكن لما تكون النتيجة هي سوء تخطيط وتنظيم الحكومات بالذات الحكومات العربية والخليجية بالذات، لما يكون الفقر نتيجة أن الدولة ما خططت صح على سبيل المثال عندنا في السعودية الكل يظن أن السعوديين كلهم أغنياء وكلهم يملكون منازل ويملكون.. عندنا آخر إحصائية 22% من السكان تحت خط الفقر، فما بالك إذا كان هذا في السعودية أغنى دول العالم على الإطلاق؟ النتيجة حتمية أي تنفيذ ما يسبقه تخطيط صحيح تكون النتيجة بهذا الشكل، لكن لما نروح إلى أفريقيا مثلا النزاعات وده.. يبقى المشكلة أن الفقر نتيجة الجهل، فإذا اجتمع الاثنان فتلك مصيبة صراحة، الفقر نتيجة طبيعية للجهل..


عبد القادر عياض (مقاطعا): إذاً برأيك سيد حاتم هناك سوء تسيير وهناك عدم وجود مبادرات فردية هي السبب لهذه الأزمة أو لهذا الجوع المتفاقم في العالم؟


حاتم العنزي: بالتأكيد، بالتأكيد لما يكون الله سبحانه وتعالى خلق العباد وخلق الرزق كافيا للجميع حتى تقوم الساعة ولكن لما يكون هناك في نظم رأسمالية تزيد الفقير فقرا وتزيد الغني غنى..


عبد القادر عياض (مقاطعا): إذاً النظام الاقتصادي أيضا له دور كبير في تحديد هذه المسألة واتساع نسبة على حساب نسبة أخرى، أشكرك سيد حاتم من السعودية. أيضا نواصل قراءة بعض البريد الذي وصلنا من ابن يعقوب محمد من الجزائر هذه المرة يقول "ويل لأمة تلبس مما لا تنسج وتأكل مما لا تزرع، ومن المعروف عندنا أن الذي لا يملك قوت يومه لا يملك قراره ولا يملك حاضره ولا غده ولا مستقبله، ورغم أن الدول العربية تملك من الموارد الطبيعية والأراضي الصالحة للزراعة ما لا يملكه غيرها إلا أن شبح الجوع يهددها بحيث أن ربع سكان العالم العربي يعيشون تحت خط الفقر وأن الأنظمة العربية علمت شعوبها الكسل وعودتهم التسول وبذلك أمنت ثروات الجوع بعد أن ضمنت لهم صدقات الدول المانحة وتبرعاتهم، النفط مقابل الغذاء والتطبيع مقابل الغذاء والقدس مقابل الغذاء وإجهاض المقاومة مقابل الغذاء وحذف آيات قرآنية من المناهج التعليمية مقابل الغذاء"، هذه كانت رسالة السيد ابن يعقوب محمد من الجزائر. معنا أيضا من تونس هذه المرة السيد وجدي أمين.


وجدي أمين/ تونس: السلام عليكم أخي عبد القادر. هناك مثل متعارف عليه ولكنني لا أتفق مع من يقوله وهو "إن الفقر لا يظلم أحدا" حقيقة إن الفقر في بعض الأحيان أو كثير منها هو يظلم، مثلا بالنسبة للدول الغربية التي أتخمت حقيقة بالشبع التي كثير من مواطنيها يلقون في سلة المهملات بعدة مواد غذائية في حين.. وتتعفن هذه المواد الغذائية لذلك يلقون بها في سلة المهملات، في حين أن مثلا في الصومال أو في إثيوبيا أو في السودان هنالك عدة مجاعات. الظروف المناخية أيضا لا ينبغي أن نتجاهلها في هذا الصدد..


عبد القادر عياض (مقاطعا): ولكن حتى في هذه الدول، فقط لأتناقش معك سيد وجدي، حتى في هذه الدول وغيرها مما ذكرت مما تصف بأنها دول فقيرة أو تحت خط الفقر هناك أيضا فساد هناك أناس يبذرون وهناك أناس جياع أليس كذلك؟


وجدي أمين: نعم.


عبد القادر عياض: إذاً المسألة ليست فقط بين دول غنية ودول فقيرة ولكن حتى داخل الدولة الواحدة.


وجدي أمين: صحيح، كلامك منطقي إلى حد بعيد ولكن كما أكدت لك أخ عبد القادر الظروف المناخية تلعب دورا مهما وكذلك الإرادة الإنسانية..


عبد القادر عياض: الظروف المناخية!


وجدي أمين: مثلا الجفاف الذي يضرب القارة الأفريقية فترات طويلة يجعل من المنتوج الزراعي هو هزيل جدا أو يكاد يكون منعدما وهذا بالتالي يساهم في انبعاث المجاعات، الدول الغربية التي استعملت طاقات شابة في سبعينيات القرن الماضي وفي ثمانينيات القرن الماضي خاصة من المغرب العربي وغيره هي الآن لا تريد أن تساعد هذه الدول وأكثر من هذا فهي تغلق حدودها في وجه شعوب هذه البلدان وبالتالي فإنها عوضا أن تساهم في الحد من مشكلة الفقر في أفريقيا أو في الدول العربية فإنها تلتزم الحياة ولا تكتفي إلا بنفسها فحسب وبالتالي يعني ربع سكان العالم يا أخي عبد القادر..


عبد القادر عياض (مقاطعا): طيب، الأخ ابن يعقوب محمد من الجزائر الذي قال بأن هناك بعض الدول تساعد أو تدفع بشعوبها إلى الكسل وبالتالي تكون النهاية أو النتيجة هذه الحالة من الفقر وبالتالي الجوع، أتوافقه على هذا الرأي؟


وجدي أمين: أخي عبد القادر، بالنسبة للدول العربية مثلا هم طبقوا عدة مناهج اقتصادية، كانت مثلا الاشتراكية التي تنادي كون وسائل الانتاج كلها تكون مشتركة بين الجميع وتوزيع الثروة توزيعا عادلا، بعد ذلك في أواخر الثمانينيات وبداية التسعينيات جاء المنهج الليبرالي والخصخصة وما إلى ذلك وانفتاح الاقتصاد ولكن من عيوب المنهج الرأسمالي ما نشاهد اليوم من أزمة مالية خانقة، حين تتركز الثروة في يد فئة معينة الذي يمثلون الربع، والثلاثة أرباع الباقون ينيخ عليهم الفقر بكلكله فإن ذلك حقيقة سوف يجعل هذا العالم جحيما لا يطاق وبالتالي فإن هذه الثروة ينبغي أن تقاس على مدى هذه الشعوب وتوزع توزيعا عادلا، والسلام عليكم.


عبد القادر عياض: أشكرك على هذه المشاركة السيد وجدي كنت معنا من تونس. أيضا نواصل قراءة ما وصلنا من بريد، هناك رسالة لم يذكر صاحبها اسمه يقول "ما دام هناك توزيع جائر للثروة فحتما سيكون هناك جوع وإن كان الجوع نسبيا فما يعتبر في بلد جوعا قد يعتبر نوعا من أنواع الترف الغذائي، وليس من حل لهذه الآفة إلا بتوجيه جزء من الأموال التي تستخدم في تكديس السلاح إلى أفواه الفقراء والعمل بجد للتنمية الشاملة المستدامة، وكما قيل لا تطعم الجائع سمكا بل علمه كيف يصطاد وهذا يكفي بل اترك له الحرية ليصطاد". نواصل استقبال مكالماتكم، معنا الآن صالح أمين من فلسطين.


صالح أمين/ فلسطين: السلام عليكم. أستاذ عبد القادر بهذا البرنامج أحب أول شيء أنه أذكر بموضوع له علاقة بموضوعنا اللي هو ذكرى هدم الخلافة الإسلامية في  28 من رجب، في هذه الأيام تمر علينا من..


عبد القادر عياض (مقاطعا): لا علاقة لهذا الموضوع بذاك سيد صالح، أشكرك على..


صالح أمين: لا، لا، سأبين لك، سأبين لك..


عبد القادر عياض (متابعا): عفوا، عفوا سيد صالح فقط..


صالح أمين: لا، لا، سأذكر مداخلتي.

تأثير السياسات الخارجية ودور الحكومات الداخلية


عبد القادر عياض: سأدع لك المجال لتتكلم ولكن فقط استمع إليّ إن كان لك مشاركة في موضوعنا المتعلق بالجوع واتساع الهوة بين الفقراء والأغنياء فتفضل، إن كان موضوعا آخر ربما في المستقبل إن خصصنا موضوعا لهذا الشأن فأهلا وسهلا بك، تفضل.


صالح أمين: نعم، نعم. أستاذ عبد القادر هذا الأمر بالنسبة لقضية الفقر وقضية.. المتواجد في العالم أكثر من مليار جائع حول العالم هو نتيجة النظام الرأسمالي الجشع، النظام الرأسمالي يعمل على كثرة الإنتاج وزيادة الإنتاج والعلم والعلوم المتطورة تبرهن على ذلك ومع ذلك الفقر يزداد لأن النظام الرأسمالي ليس لديه أداة توزيع للمنتوجات على الإنسان وإنما فقط هو زيادة الإنتاج وهذه النظرة النسبية في النظام الرأسمالي ما يسمونه بالنظرة النسبية فلذلك هو يعمل على زيادة الإنتاج دون التوزيع على.. هذه من ناحية. من ناحية أخرى الجشع اللي متواجد عند أصحاب المبدأ الرأسمالي من مفكرين رأسماليين من رجال الأعمال من السياسيين من القادة هي أيضا ثانية. الثالثة أن بلاد العالم الثالث كلها بلاد المسلمين البلاد العربية أفريقيا آسيا كلها دول ما زالت هي تحت الاستعمار الغربي وتحت الاستعمار لهذه الدول من أميركا وأوروبا فلذلك حتى ممنوع عليها أن تزرع ما تأكل ممنوع عليها أن تزرع لتكفي لتسد حاجتها من القمح من الحبوب من هذه الأمور، هذه أمور كلها مسطر ومدون عند هذه الدول فلذلك نتيجة طبيعية من الحكام الموجودين المسلطين على رقاب المسلمين من هؤلاء، ولكن الحل الوحيد هو عندما بدأت قلت لك هذه لها علاقة بهذه..


عبد القادر عياض (مقاطعا): أشكرك، أشكرك سيد صالح أمين على هذه المشاركة، سيد صالح أمين من فلسطين كانت نقاط مهمة التي ذكرتها. معنا أيضا أمير أحمد من مصر هذه المرة.


أمير أحمد/ مصر: من دوافع الفقر على مستوى العالم أنا بأعتبرها الحروب أولا.


عبد القادر عياض: الحروب؟


أمير أحمد: الحروب طبعا، يعني قبل الحروب كان المصريون بيذهبوا لليبيا يشتغلوا في السعودية يشتغلوا في الدول العربية كانوا بيعودوا بفلوس وبعائد مادي للدولة وهكذا  في جميع الدول العربية، أصبحت الحروب دلوقت ما فيش حتى الدول اللي فيها البترول زي العراق يعني ظهر البترول تحته والمواطن العراقي لم يجد حتى قوت يومه تحت الاحتلال، بالنسبة للفقر يؤدي إلى الجوع وبالنسبة للمرض يؤدي إلى الموت والاثنان لا مؤاخذة أخطر شيء في العالم بأتصور..


عبد القادر عياض (مقاطعا): طيب أخي أمير نحن تساءلنا في بداية هذا البرنامج وذكرنا مجموعة أسباب قد يكون مآلها في النهاية هذه الحالة من الجوع وازدياد نسبة الجوعى في العالم وقلنا غياب الإرادة والمبادرة الفردية، هل تعتقد بأن غياب الإرادة والمبادرة الفردية يشكل جزءا مهما في اتساع هذه الهوة وازدياد هذه النسبة من الجوعى في العالم باعتقادك؟


أمير أحمد: لا، الإرادة موجودة وكل شيء، أنا باعتبرها سياسة، أنا بأتكلم على دولتي كمصر يعني مثلا لما تشيل يديها.. يعني عاوزة تشيل يديها من الدعم وتدي ماديا لكل مواطن، لما تشيل يديها من الدعم أنا كمواطن فقير أروح أشتري رغيف العيش بخمسة قروش، الغني مش حيشتريه بخمسة قروش، ده دعم مني أنا كفقير، لما يدهولي في يدي مش حأستنفع بشيء فإذاً الحكومة بتشيل يديها تدريجيا من المواطن الفقير وبتدي للمستثمر، المستثمر بيستغل المواطن، فإذاً الحكومة هي الأساس، مجلس الشعب هو الأساس، هو المصدر هو المشرع هو اللي بيصدر القوانين فإذا الحكومة شالت يديها من هذه اللعبة أنا كمواطن فقير حأجوع وأموت ومش ولا حد يحميني، أنا بأحتمي في ظل.. يعني منظمة الحكومة بتاعتي أنا هي المفروض تحميني، تحميني من التاجر تحميني من القهر اللي عايش فيه، يعني عندك في منطقة عندنا في المرجة في محافظة القاهرة يعني بقى في مستنقع مياه يعني صرف صحي يزيد عن متر ونصف..


عبد القادر عياض: لم أفهم ما قلته في آخر الكلام. على كل حال شكرا لك السيد أمير أحمد من مصر. معنا أيضا السيد محمود سليم من بلجيكا، أخ محمود.


محمود سليم/ بلجيكا: السلام عليكم. بالنسبة لموضوع الفقر والجوع في العالم يا سيدي العزيز، أنا أعتقد أن الجوع والفقر في العالم هو عبارة عن سياسة ممنهجة من الدول الغربية التي تسمي نفسها بالدول العظمى تستخدم سياسة جوّع تسد، إذا لم يكن هناك فقر في العالم، إذا لم يكن هناك جوع في العالم فلن تكون هناك دول عظمى..


عبد القادر عياض (مقاطعا): هو فقط أخي محمود لو ترفع صوتك قليلا حتى نسمعك بشكل جيد إن أمكن.


محمود سليم: أنا سوداني ولكن من بلجيكا أتحدث من بلجيكا هل تسمعني؟


عبد القادر عياض: نعم أهلا وسهلا، تفضل.


محمود سليم: أنا أقول إذا لم يكن هناك جوعى في العالم وإذا لم يكن هناك فقر في العالم فلن تكون هناك دول عظمى في العالم فبالتالي..


عبد القادر عياض (مقاطعا): ولكن أخي محمود يعني منذ الستينيات وحتى منذ الخمسينيات منظمات ما يسمى بدول الجنوب، عدم الانحياز، مجموعة الـ77 وكثيرا من المنظمات كانت قد نادت بمجموعة من الشعارات بضرورة الاكتفاء الذاتي وتعاون جنوب جنوب وضرورة التقليل من التبعية إلى دول الشمال ومع ذلك ما زال الإشكال يطرح إلى يومنا هذا إلى غاية 2009، برأيك لماذا؟


محمود سليم: لأنه للأسف الشديد صراع دول عدم الانحياز أو دول الجنوب الجنوب كما تقول يناطحون الدول العظمى ولكن للأسف الشديد حتى الآن يعني لا يستطيعون مضاهاة القوة العظمى من جهة الغرب، هم يحاولون ولكن المحاولات للأسف الشديد محاولات ضئيلة حتى الآن يعني في اعتقادي أنا الشخصي أعتقد أنها محاولات ضئيلة حتى الآن ولكن لا بأس، لا بأس بها لأنه لا بد من المقاومة ولا بد من الكفاح حتى أن يعني.. حتى أن تتحرر، تُحرر هذه الشعوب بالمعنى الأوضح لأنه في اعتقادي أنا العالم اليوم هو ليس عالما حرا، العالم اليوم هو في مرحلة شبه استعمار، نحن لسنا بأحرار والدليل على ذلك كل دولة الآن تحاول أن تستقل بذاتها أو أن تسخر مواردها وإمكانياتها تخلق لها المشاكل وتخلق لها النزاعات كما عندنا في السودان أو في دول أخرى كثيرة، تخلق هذه المشاكل حتى لا تستطيع هذه الدولة أن تقوم بالاكتفاء بالذات فهذه هي سياسة مبرمجة، والمنظمات الدولية بما تسمي نفسها منظمات دولية هي ليست سوى أيادي في أيدي جهات الدول العظمى حتى أنها تقوم بالضغط أو بالاستعمار الجديد على الدول النامية أو الدول..


عبد القادر عياض (مقاطعا): أشكرك أخي محمود سليم من بلجيكا. معنا أيضا معتز الشهراني من السعودية، أخ معتز.


معتز الشهراني/ السعودية: السلام عليكم. أحببت أن أشارككم في موضوع حلقة اليوم وأعتقد أن السبب الأول هو الحكومات، الحكومات لو نظرت، يعني لو كانت تريد أن تختلس أو أن كده يجب أن تفكر في الشعب، إذا قضت حاجة الشعب بإمكانها.. الشعب لن يرجع إلى الحكومة، في حال حققت مراد الشعب من مثلا السكن وتوفير الطعام في هذه الحالة لن يرجع الشعب إلى الحكومات، هذا من..


عبد القادر عياض (مقاطعا): ولكن عندما نقول الحكومات يعني ما الدليل؟ الحكومات تقول بأنها توفر برامج بأنها تعطي فرصا للجميع حتى يجتهدوا حتى يستفيدوا من القوانين..


معتز الشهراني (مقاطعا): الدليل الشاشة اللي خلفك.


عبد القادر عياض (متابعا): من نظام السوق، وهناك أيضا قوانين سوق يعني تفرض نفسها.


معتز الشهراني: الدليل الشاشة التي خلفك، لو رأينا الشاشة خلفك انظر مليار -كما قلتم- مليار جائع في العالم، إذاً السبب الأول هو عدم توفير السكن والطعام وعدم توفير تعليم، أعتقد هذا الأمر يجب أن.. يعني أعتقد لو أن هذه المنظمات..


عبد القادر عياض (مقاطعا): طيب، أخي معتز هل تعتقد بأن الفقر والجوع هو قضاء وقدر عندما يصاب به الإنسان يجب أن يسلم له وأن يفني حياته وهو على هذه الحال أم بإمكان الأفراد أن يغيروا في حال ما أتيحت لهم الفرص وكانت لهم الإرادة والمبادرة؟


معتز الشهراني: صحيح، صحيح، هو لو أن الشعب كان عندهم الإرادة لذهبوا كما ذهب هؤلاء الأغنياء أو الناس المتعلمون ولكن لم يجد هؤلاء الفقراء والجوعى لم يجدوا الإرشاد والنصح من الحكومات، لو وجدوا هذا الأمر.. وبالنسبة للفقرة الأولى من سؤالك، الفقر وجد في القرآن والدليل على ذلك الزكاة كما تعلم.


عبد القادر عياض: أشكرك أخي معتز الشهراني من السعودية. قبل أن ننتقل إلى الفاصل فقط أقرأ هذه الرسالة من أيضا متصل بنا يقول بأن "للجوع في الشرق الأوسط أوجه عديدة وليس فقط ما ذكرته منظمة الأغذية العالمية كهيئة تعنى بالغذاء، فعلى سبيل المثال – يقول المرسل- هناك جوع للأمان وهو يشمل المناطق التي تفتقر للاستقرار والمعرضة دائما للحروب والاجتياح ومناطق التمرد والانقلابات وغيرها، وهناك الجوع للصراخ والاحتجاج على الأوضاع وهذا النوع يشمل المناطق التي يغلب عليها الحكم الدكتاتوري والمحاكم العسكرية، وهناك الجوع للتملك وتخزين الثروات واكتناز الأموال على أنقاض أي شيء وكل شيء وهي فئة لا يخلو منها مجتمع في بلدان بعينها أغفلت ذكرها منظمة الأغذية العالمية أو حصرها، يأكل أغلب مواطنوها أغذية قد تكون فاسدة وخضراوات مغشوشة أو مرشوشة بأسمدة ضارة كل هذا حتى لا يموتوا جوعا، نحن نحتاج إلى منظمات تعنى بكل هذه الأنواع وهذه المسميات من الجوع". ما زلنا في هذا البرنامج برنامج منبر الجزيرة نتلقى اتصالاتكم ورسائلكم وموضوعنا لهذا اليوم يتعلق بالجوع واتساع ظاهرة وأعداد الجوعى في العالم. فاصل قصير نواصل بعده هذا البرنامج وهذه الحلقة.

[فاصل إعلاني]

سبل الحل في ضوء توفر الثروات الطبيعية


عبد القادر عياض: أهلا بكم مجددا مشاهدينا الكرام إلى هذه الحلقة وهذا الجزء من هذه الحلقة من منبر الجزيرة والذي نخصصه لموضوع الفقر واتساع دائرة الجوعى في هذا العالم. قبل أن نواصل استقبال مكالماتكم وكذا رسائلكم لهذا البرنامج ولموضوع هذه الحلقة الآن نستعرض جملة من الأرقام، أرقام حديثة عن بعض نسب الفقر والجوع في العالم، نتابع.

[معلومات مكتوبة]

الفقر في أرقام:

_ أفقر من 40% من السكان حول العالم يحصلون على 5% من الدخل العالمي بينما يسيطر أغنى 20% على ثلاثة أرباع الدخل العالمي.

_ يموت حوالي ثلاثون ألف طفل يوميا بسبب الفقر ويموت أكثر من مليون سنويا بسبب نقص المياه والمرافق الصحية وأكثر من مليونين من أمراض يمكن التلقيح ضدها.

_ نصف سكان العالم تقريبا يعيشون اليوم في المدن وحوالي الثلث أي مليار نسمة يعيشون في أحزمة الفقر.

_ 1,6مليار نسمة أي نحو ربع الإنسانية بلا كهرباء.

_ أقل من 1% مما ينفقه العالم كل سنة على التسلح يكفي لإدخال كل أطفال العالم إلى المدارس.

_ مليار شخص في البلدان النامية لا يحصلون على كميات كافية من المياه.

_ يصرف الأوروبيون على البوظة والأميركيون على العطور ومأكولات الحيوانات المنزلية أربعين مليار دولار في السنة أي ما يكفي لسد النقص في الصحة الإنجابية للنساء والتعليم الأساسي والماء والنظافة والصحة العامة والغذاء للجميع حول العالم.

[نهاية المعلومات المكتوبة]

عبد القادر عياض: إذاً كانت هذه بعض الأرقام وبعض الإحصائيات. نواصل استقبال مكالماتكم وكذا رسائلكم على البرنامج. نتلقى اتصالا من السيد محمد سرور من السعودية، سيد محمد نسمع تعليقك ورأيك.


محمد سرور/ السعودية: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أخي عبد القادر أرى أن مشكلة الفقر الموجودة في العالم ككل -ليس فقط في العالم الإسلامي- أرى أن سببها الأساسي -وأكاد أجزم بهذا القول- إن السبب الأساسي في ذلك يرجع إلى جشع الإنسان، وكما ذكرتم في الأرقام التي ذكرتموها قبل قليل في التقرير أن هناك مصروفات للحيوانات في بعض الدول -من دون ذكر أسماء- وهذه المبالغ  الكبيرة التي تصرف هناك وأيضا أن 20% من سكان العالم يسيطرون على ثلاثة أرباع الدخل أو هكذا فأرى أن الجشع..


عبد القادر عياض (مقاطعا): طيب، أخي محمد خلال هذا البرنامج سمعنا إلى الكثير من الآراء والأسباب، هناك من يقول الحكومات هناك من يقول الشمال والجنوب، الدول الغنية والدول الفقيرة، هناك من تكلم عن الفساد هناك من ذكر أسبابا شخصية كالتي تفضلت وذكرتها قبل قليل ومفهوم الجشع لدى الإنسان، ولكن برأيك لو فكرنا في حل ولو بسيط ولو على مستوى فردي برأيك ماذا تقترح؟


محمد سرور: والله أن يرجع كل إنسان إلى آدميته وأن يراعي.. وبالنسبة لنا في الدول الإسلامية أن يحب الإنسان لأخيه ما يحب لنفسه وهكذا تكون الاستثمارات منطقية ويمكن لكل إنسان أن.. أنت تعلم أخي لو دفعت الزكاة بالطريقة الصحيحة لجميع فقراء المسلمين في العالم الإسلامي لما احتاج أحد ولما وجد فقير والاعتماد ليس فقط على الزكاة بأن يعطوا مصاريف أو يعطوا هكذا إنما أن تقام مشاريع أو لجان تقوم بمشاريع بأموال الزكاة فقط يمكن للمسلمين على الأقل في الدول الإسلامية أن يسيطروا على الفقر الموجود وهو الأكبر نسبة عالميا.


عبد القادر عياض: أشكرك الأخ محمد سرور من السعودية. أيضا وصلتنا رسالة نصية عبر الهاتف من الأخ خالد من المغرب يقول بأنه يرى أن "المشكلة الرئيسية لكثرة الجياع هي غياب الديمقراطية الحقة بجانب ازدواجية المعايير في القوانين المعمول بها بغياب قانون المحاسبة أي من أين لك هذا؟ -كما يقول الأخ خالد من المغرب- إلى جانب الامتناع عن أداء فريضة الزكاة -كما ذكر الأخ محمد سرور قبل قليل من السعودية- وبخصوص العالم العربي يقول الأخ خالد هناك العديد من الأسباب المسببة للمجاعة مثل غياب الشفافية المالية والإدارية وعدم تكافؤ الفرص الاقتصادية بين أفراد المجتمع، والغريب -يقول- في وجود أربعين مليون جائع في الدول العربية في حين أن ثروات العالم العربي من حيث الموارد الطبيعية والإمكانات الفلاحية والبشرية الهامة التي لو تم استغلالها على الوجه اللازم فلن تجد أي جائع عربي واحد، وهناك سبب أيضا مهم للغاية -يقول الأخ خالد- ألا وهو الترف المبالغ فيه الذي تتميز به بعض المجتمعات العربية أيضا من العوامل الأساسية للمجاعة وانطلاقا من تعاليم ديننا -كما يقول الأخ خالد- الذي يحرمه ديننا الحنيف فهناك بلاد عربية مسلمة مثلا ترمي بـ 30% مما تعده من أطعمة في القمامة والرقم يعادل أربعة مليار دولار سنويا -طبعا هذه الأرقام طبعا نقلها الأخ خالد يعني نحن لا نتحمل ما جاء فيها- ويقول بأن المجتمع الأهلي ضروري في القيام بدوره لترشيد المجتمعات العربية وكذلك دور الحكومات"، شكرا لك الأخ خالد على هذه الرسالة. الآن إلى الأخ محمد العنزي من السعودية، أخ محمد.


محمد العنزي/ السعودية: تحية لك أستاذ عبد القادر. أستاذي الكريم أنا أرى أنه بالنسبة لموضوعكم عن الجوع في العالم سببه الرئيسي منذ ظهور الثورة الصناعية، الدول الكبرى هذه الدول بنت تقدمها على أنقاض هذه المجتمعات من خلال النهب الاستعماري وتكرس هذا الفقر وأنا أتفق هنا تماما مع ما جاء به الأخ سليم من بلجيكا الذي يقول لولا وجود هؤلاء الجياع لما كانت هناك دول كبرى، أنا 100% أتفق معه لأنها تحتكر حتى وسائل الإنتاج التي ذكرتها حضرتك أنهم بالرغم من هذه الضخامة بالقدرة الإنتاجية، انظر الآن في الأرقام التي وردت قبل قليل في برنامجكم أنه أربعين مليار دولار قيمة كماليات يصرفها الأوروبيون والأميركان يعني هذه زي ما تفضلتم بعد تقضي على نسبة كبير من الجوع في العالم، هؤلاء سببهم.. وبالإضافة إلى أنهم يعني بانين تقدمهم ونهضتهم على النهب من شعوب الجنوب أنهم يدعمون أنظمة فاسدة يعني مجموعة لصوص وهم عندما يتكلمون عن حقوق الإنسان والديمقراطية لا يقصدون من ذلك إلا ابتزاز لهم يعني لابتزازهم ونهب فوق ما هو صاير الآن يعني، وشكرا.


عبد القادر عياض: أشكرك الأخ محمد العنزي من السعودية. الآن إلى النيجر معنا سيدي علي الكوتي، الأخ سيدي علي.


سيدي علي الكوتي/ النيجر: السلام عليكم. والله يا سيد عبد القادر أنا أرى أن مشكل المجاعة هذا يتركز على الأنظمة العفنة، بعض الأنظمة يعني ما هي قادرة على تسيير إدارة الأمور بشكل يتيح لبعض السكان التوازن والتنمية فهذا يعني عائق مع أن بعض المناطق يكون فيها التصحر وفيها انتشار يعني الحروب هذا، يعني حتى هو شكل ظاهرة..


عبد القادر عياض (مقاطعا): فقط أريد أن أسألك سيدي علي، لماذا كلما يطرح موضوع المجاعة إلا وتأتينا مباشرة قارة أفريقيا بالدرجة الأولى، برأيك لماذا؟


سيدي علي الكوتي: والله هي قارة أفريقيا دائما يعني متردية أصلا متردية من جانب التنمية بناء على موضوعها الثقافي وبناء على عدم التوازن حتى يعني ما بين التنمية، نحن يعني بالأمس نشاهد قضية التنمية في ليبيا ومشروع التنمية لكن نحن نعلم أن التسيير في بعض دول أفريقيا لا يمكن له أن يحل مشكلة المجاعة، لأنها تتركز على التسيير، تسيير يعني بعض الأنظمة أو بعض الإدارات فاسد ودائما يرجع بالمواطن إلى الخلف بدل أن يخرج المواطن من قهقرة المجاعة والرزح تحت الفقر وهو يعني الأنظمة هذه دائما تحط المواطن في أقصى درجات الفقر، فنحن في النيجر على سبيل المثال دائما يعني كل نظام بعد نظام يكون يعني فيه عفونة فهذا مشكل ونحن خاصة في الصحراء يعني في الصحراء شمال النيجر يعني دائما ما في تنمية ولا في زراعة ولا في عناية ولا في ماء ولا في.. يعني جفاف عام، بالتالي يعني..


عبد القادر عياض (مقاطعا): أشكرك أخي، أشكرك يا سيدي علي الكوتي من النيجر. معي الأخ غياث من الجزائر، الأخ غياث… طيب يبدو أنه قد فقدنا الاتصال بالسيد غياث. معي عثمان… ولا عثمان أيضا، فقدنا به الاتصال. معي أيضا جلال أبو جعفر من تركيا، أخي جلال.


جلال أبو جعفر/ تركيا: السلام عليكم. أخي الكريم إن مشكلة الفقر ونسبة المليار وعدد المليار إن السواد الأعظم منه هو من المسلمين وتحت أقدام هؤلاء المسلمين الكثير من الثروات التي يتكالب عليها الفكر الشيطاني الذي ترسخ في أشباه البشر آخر مائة عام، نقول لقد نسينا الشيطان وتحديه الأكبر لله رب العالمين في ضلال هذه الأمة وضلال البشر بشكل عام، عندما يتم غزو الإنسان بالفقر تتخبط النفس بشهواتها وغرائزها مع الروح فتدنو الروح إلى أسفل السافلين. أنا أشخص المرض في ثلاثة أشياء، البعد عن العامل الروحي، ثانيا الزعماء أو العملاء برتبة زعماء الذين سلطوا علينا بتكتيك معين ودراسة معينة كي يكونوا أمراء وملوك على رؤوسنا، ثالثا هو عجز الشعوب في تحدي هذا القهر وعدم حمل المعول الإبراهيمي وهدم هذه الأصنام، نحن في الجاهلية يا أخي الكريم وهناك حديث يقول "الإسلام جاء غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء".


عبد القادر عياض: طيب أخي جلال يعني التوصيفات عديدة والحالة واحدة هي حالة جوع مستديم بل وفي اتساع، برأيك الحل ما هو برأيك؟


جلال أبو جعفر: أخي الكريم إن كان للموت بد فعلينا ألا نموت في الفراش، إن حكم علينا أن نموت جياعا فعلينا أن نقف ونكون رجالا. أخي الكريم إن هذه الأمة تقبع تحت أقدامها أكثر الثروات في العالم لكن ما سلط علينا وجثم على صدورنا منذ سايكس بيكو هم الزعماء أو العملاء بكلمة..


عبد القادر عياض: أشكرك الأخ جلال أبو جعفر من تركيا. معي من السعودية سيف الدين قسم الله، سيد سيف الدين.


سيف الدين قسم الله/ السعودية: السلام عليكم. أستاذ عبد القادر أنا أتكلم عن الحلول إن شاء الله..


عبد القادر عياض: ممتاز.


سيف الدين قسم الله: بالنسبة للحلول نحن عندنا في السودان يا أخ عبد القادر أراضي زراعية شيء مو طبيعي يعني الحمد لله، بس ينقصنا شيء في السودان هو الاستثمار يعني الرأسمال ينقص السودان، فبحمد الله تعالى أنشئ سد في شمال السودان اللي هو سد مروي، فسد مروي يمكن آلاف، آلاف الآلاف من الأفدنة والأراضي التي تحتاج إلى استثمار من أخواننا وأشقائنا العرب..


عبد القادر عياض (مقاطعا): طيب أخي سيف الدين أنا أمامي هنا تجربة ناجحة بدليل الأرقام وهي التجربة الصينية، كان في الصين فقر وكان في الصين جياع فقط في السبعينيات الآن الأمم المتحدة تثني على دور الصين في مكافحة الفقر والجوع في العالم وليس في الصين فقط، ما الذي يمنع أن تكون هنا أكثر من صين في العالم وأكثر من صين في دولنا وأكثر من صين في قاراتنا؟


سيف الدين قسم الله: يا أستاذ عبد القادر، نحن في السودان، السودان طبعا باعتباره سلة غذاء العالم إن شاء الله، فنحن ينقصنا يعني ما ينقصنا شيء في السودان غير الرأسمال فلو وجد الرأسمال في السودان وخاصة في الزراعة فإننا إن شاء الله بعون الله تعالى سوف نقضي على المجاعة في الوطن العربي بإذن الله تعالى.

نسبية الفقر وتأثير انتشار الفساد


عبد القادر عياض: أشكرك أخي سيف الدين قسم الله من السعودية. إذاً أيضا نواصل قراءة رسائكم التي تصلنا تباعا إلى البرنامج. يقول مرسل الرسالة طبعا هو لم يذكر اسمه أيضا "حقيقة هناك أرقام مخيفة لتزايد عدد الجوعى في العالم ولا سيما في العالم العربي منها ما يكافح للوصول والظفر برغيف الخبز ومنها من يعيش حياة الترف والبذخ فهذا الفرق لا يعفي مسؤولية الدول لمواجهة هذا الإملاق الخطير وبهذا الصدد أدعو كل الدول الغنية الالتفاف لمساعدة الجوعى في العالم ككل فمن حقهم أن يعيشوا وعليكم على الأقل توفير الخبز والماء والرعاية الصحية وكذلك التعليم إن أمكن، والتاريخ يسجل علينا إنسانيتنا". أيضا معنا عبد العظيم فهمي المراغي من صعيد مصر يقول "من قال إن العالم العربي به جوعى؟ ألم يلاحظ هذا القائل القصور والشاليهات بساحل البحر الأبيض؟ ألم يلاحظ أن العرب يشيدون أضخم وأعلى الأبنية على مستوى العالم؟ ألم يسمع عن رجال أعمال عرب يتزوجون من فنانات ويصرفون عشرات الملايين على زوجاتهم وعلى زواجهم ومنهم من يصرف ملايينا ليتخلص من فنانة ومنهم من يهدي فنانة قصرا في باريس أو أميركا بعشرات الملايين؟ من قال إن العرب بهم جوعى؟". إذاً أيضا تصلنا رسائل أخرى، الأخ سامي علي يقول "أظن أن التغطية الإعلامية قد تلعب دورا بتسليط الضوء على الفقراء لتحريك المسؤولين وجلب المساعدات" ويشيد هنا بتغطية قناة الجزيرة. توت إسكندر يقول "للجوع أسباب والسبب الرئيسي فساد السلطة والصراع عليها، ولا يمكن للجوع أن يوجد إلا ومعه المرض والجهل وسبب لكل هذا الفقر وبالإرادة وحدها يتم التغلب على الفقر إذا توفرت الإرادة". معنا الأخ حسين محمد من السعودية، أخي حسين.


حسين محمد/ السعودية: السلام عليكم. أبدأ مشاركتي إن شاء الله بقول الله تعالى {..نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ..} وقوله تعالى {وَاللّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْرِّزْقِ..}[النحل:71] لا أحد ينكر أن الرزق بيد الله يعطيه من يشاء ويجعل البعض أغنياء والآخرين فقراء، لكن الفقر نسبي بمعنى هناك فقر في الأمور الكمالية وفقر في الأمور الضرورية وهناك فرق بين فقير السويد وفقير في دولة نامية، صح ولا لا؟ الكثير من فقراء دول العالم ناتج من خطأ هيكلي وتخطيطي بمعنى أن بعض الدول تنفق على مشاريع وبرامج ليس لها علاقة بتحسين مستوى المعيشة وتطوير التنمية وزيادة النمو وخلق الوظائف والفرص المهنية وتقديم الخدمات الاجتماعية التي تساعد على زيادة دخل الفرد والأسرة وتعالج احتياجاته الحياتية، إن أسوأ ما في ظاهرة الفقر أنه اعتبر بمثابة ظاهرة اجتماعية واقتصادية طبيعية ينبغي التعامل معها بواقعية ولم ينظر إلى الفقر بأنه أمر طارئ الذي ينبغي معالجته على مستوى الأفراد والجماعات والدول بل الكثير من الدول تشخصه بأمر واقع حتى لا تنبغي معالجته، وما أدل على ذلك إلا الثبات على معايير الفقر التي حددت مستوى خط الفقر بدولارين في اليوم للفرد وما دون ذلك يعتبر فقرا مدقعا، بالرغم من التضخم السنوي وارتفاع مستوى المعيشة وراتفاع أسعار السلع وتحول بعض السلع الكمالية إلى أساسية إلا أن المعايير لم تتغير مما رفع قاعدة الفقر في أغلب الدول وازداد الفقير فقرا.


عبد القادر عياض: أشكرك أخي حسين، أشكرك على هذه المشاركة المميزة الأخ حسين محمد من السعودية. معي أيضا من السعودية الأخ عبد العظيم صادق، أخ عبد العظيم..


عبد العظيم صادق/ السعودية: ألو..


عبد القادر عياض: تفضل أسمعك… وانقطع الاتصال بيننا وبين عبد العظيم صادق من السعودية، معنا من فلسطين حاتم الطائي، الأخ حاتم.


حاتم الطائي/ فلسطين: السلام عليكم. السيد عبد القادر أنا عتبان عليك بشيء بسيط.


عبد القادر عياض: تفضل.


حاتم الطائي: كان في مداخلة من الأخ صالح من فلسطين وكان يريد أن يبين لك السبب الحقيقي للموضوع اللي تتحدث فيه وما أعطيته المجال. أخي عبد القادر الرسول عليه الصلاة والسلام يقول "ما من أهل عرصة يبيتون وفيهم امرؤ جائع إلا برئت منهم ذمة الله". فالإسلام ودولة الخلافة هي التي كانت توزع الثروات على العالم وعلى المساكين..


عبد القادر عياض (مقاطعا): يعني فقط أخي حاتم الطائي أيضا لنفس الأسباب أنا مضطر بأن أقاطعك وأعتذر لأن هذا ليس موضوعنا، موضوعنا الآن آني وحالي في 2009، نتكلم عن مشكلة عويصة تقتحم العالم ونبحث عن حلول ولا نريد الدعاية لأي جهة ما أو تنظيم ما أو مسألة ما، هذا البرنامج ليس للدعاية لجهة ما، هذا البرنامج مفتوح هو منبر لكم ولكل مشاهدي الجزيرة ولكل متابعي الجزيرة حتى يقدموا آراءهم في موضوع بعينه يجب أن نلتزم به لأن كل تجاوز إنما هو تجاوز على بقية المتصلين، فأيضا أعتذر منك السيد حاتم الطائي من فلسطين. معي الأخ هيثم محمد من السعودية.


هيثم محمد/ السعودية: هلا أخ عبد القادر. طبعا هي نقطتي اللي أنا عايز أبديها أنت ذكرتها في الأول قلت إن الفقر في أفريقيا مهدد أفريقيا صح؟


عبد القادر عياض: أنا قلت كلما نتكلم عن المجاعة نتذكر أفريقيا بشكل مباشر.


هيثم محمد: نعم، نعم، فأفريقيا أشوف الشعب الأفريقي شعبي حتى الشعب العربي والأفريقي معا شعب.. فتوجد أراضي زراعية في أفريقيا كثيرة جدا صالحة للزراعة، أنا كسوداني نحن عندنا أراضي في السودان زراعية، أنا أهملت الأرض بتاعتي لأنه أنا ما عندي الموارد اللي أحرك بها الأرض، أرضي خصبة محتاجة لزراعة، وعدد من السودانيين وعدد من الدول العربية ناس جالسين..


عبد القادر عياض (مقاطعا): والنقطة الثانية أخ هيثم.


هيثم محمد: نعم.


عبد القادر عياض: قلت إنه عندك نقطتان، النقطة الثانية ما هي؟


هيثم محمد: عن الصين، الشعب الصيني شعب خدوم، هو عايز مصلحته فعلا لكن نحن مفروض نستغل الدول الأفريقية عامة..


عبد القادر عياض (مقاطعا): أشكرك الأخ هيثم أشكرك الأخ هيثم محمد من السعودية. نختم بما أرسله لنا الأخ رضا نبيه من مصر يقول "ما جاع جائع إلا بتخمة غني". بذا نكون قد وصلنا إلى ختام هذه الحلقة حلقة هذا اليوم مع تحيات معدة هذه الحلقة غادة راضي والمخرج سلام الأمير وسائر فريق العمل وتحياتي، السلام عليكم.