
الأقليات في العالم العربي
– وضع الأقليات في العالم العربي
– الأحداث الدولية وتأثيرها على الأقليات
– الأقليات والاستقواء بالخارج
ليلى الشايب: مشاهدينا أهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامجكم منبر الجزيرة، أضاف تنوع الأقليات في العالم العربي أبعاداً حضارية وثقافية عكست حالة من التفاعل الإيجابي بين أطياف المجتمع كما ساهمت هذه الأقليات بدورها الوطني وإنجازاتها المختلفة في تعميق روح التسامح والتعايش المشترك لكن هذا كله لم يمنع في بعض الأحيان ظهور توجهات عرقية وطائفية مطالبة بالاستقلال أو بتعبير آخر بالانفصال لانتزاع ما تراه حقوقاً ضائعة وهويات مسلوبة، فما هو واقع حال الأقليات في العالم العربي؟ وهل شكلت التطورات العالمية منعطفاً في علاقة أبناء المجتمع العربي بأصولهم المتنوعة؟ وماذا يتعين على الحكومات والزعامات الدينية والسياسية فعله منعاً للانقسامات الداخلية؟ وما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه الأقليات في علاقة العرب بالغرب وفي تعميق حوار الأديان؟ وكيف يمكن للإثنيات المختلفة التعايش بسلام في إطار الوطن الواحد؟ هذه التساؤلات وغيرها نطرحها الليلة للنقاش معكم وللمشاركة يرجى الاتصال كالعادة على الهاتف رقم 9744888873 أو على الفاكس رقم 9744865260 أو على الموقع الإلكتروني للجزيرة على الإنترنت www.aljazeera.net، يبدأ معنا في هذه الحلقة جلال فرحي من السعودية، جلال مساء الخير، يا جلال تسمعني؟ طيب صلاح صادق من الأردن، صلاح.
صلاح صادق- الأردن: السلام عليكم.
ليلى الشايب: وعليكم السلام.
صلاح صادق: الحقيقة هذه الأقليات أو الطائفيات لم يكن لها وجود يذكر في ظل الرعاية الصحيحة من قِبل دولة تحمل نظاماً صحيحاً ولكن أثرها أخذ يتفاعل ويتفاقم خطرها بعد سقوط الخلافة الإسلامية بشكل خاص وتجزئة الأمة إلى دويلات عميلة وهزيلة متصارعة فيما بينها تخدم الغرب خدمة لم يكن يحلم بها سابقاً، لولا هذا الغياب لهذه الدولة التي كانت ترعى جميع هذه الفئات ولا تؤثر في كيانها بأي شكل من الأشكال ولكن الآن المصيبة كبيرة بسبب سيطرة الاستعمار وعلى رأسه أميركا وبريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول الاستعمارية التي احتضنت هذه الفئات وهذه الأقليات وهذه الطائفيات بحيث تثير النزاعات فيما بينها وبين الدول التي تريد أن تخضعها إلى سيطرتها أو انتزاعها من سيطرة دولة أخرى استعمارية كما يحصل الآن في السودان وفي العراق وفي فلسطين وفي لبنان وفي كل بلد إسلامي ولذلك هذه هي المشكلة الأساسية، هي مشكلة الرعاية، فإذا وجدت الدولة التي تحمل النظام الصحيح على الأساس الصحيح من عند الله سبحانه وتعالى فإنه لن يكون هناك مشكلة، فالأكراد الآن انظري ماذا يفعلون في العراق؟ كيف تستغلهم اليهودية والصهيونية وأميركا وغيرها من دول الاستعمار؟ والجنوب يحاولوا أيضاً استغلال الطائفية فيه بين شيعة وسنّة وفي غير أجزاء العراق، كذلك وفي فلسطين الآن حتى الأحزاب أصبحت تستغل.. هذه الأحزاب التي هي في معظمها صنيعة الاستعمار تستغل من أجل تكريس السيطرة الاستعمارية والتنافس الاستعماري، فعندما يحصل..
ليلى الشايب [مقاطعةً]: طيب لكن لماذا، إذا استخدمت تعبيرك أنت، لماذا يتم التلاعب بالأكراد مثلاً أو يقبل الأكراد أنفسهم أن يتم التلاعب بهم وهم من بين ربّما الأقليات القليلة جداً في العالم العربي التي تحصلت أو حصلت على حقوق لم تحصل عليها غيرها من الأقليات.. يعني حكم ذاتي منذ تقريباً الثمانينات.. ثمانينات القرن الماضي لم يحصل عليه الأكراد لا في سوريا ولا في إيران ولا في غيرهم؟
" الاستعمار هو الذي يلعب بهذه الفئات عن طريق عملاء رخيصين يشتريهم ليكونوا سنداً له في العبث بمقومات هذه الأمة وبمقدراتها، فهؤلاء جميعهم عملاء سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي " |
صلاح صادق [متابعاً]: أخت ليلى أنت تعلمين كما قلت بأن الاستعمار هو الذي يلعب بهذه الفئات عن طريق عملاء رخيصين يشتريهم لكي يكونوا سنداً له في العبث بمقومات هذه الأمة وبمقدراتها، فهؤلاء جميعهم عملاء سواء على المستوى الإقليمي أو على المستوى الدولي.. أي الدول هذه، فرموزه كلها عميلة فكيف.. فماذا تنتظرين إذاً من هذه الأمة التي يتعاورها حكام عملاء سواء بأقلياتهم أو دولهم؟ ولذلك على الأمة إذا أرادت أن ترجع إلى تماسكها وقوتها فعلاً وعلى طرد الاستعمار بجميع رموزه وعملائه هي أن تعمل لعودة الإسلام والخلافة الراشدة مرة أخرى إلى هذه الأمة..
ليلى الشايب: نعم طيب قبل هذا يا صلاح لو سمحت..
صلاح صادق: نعم.
ليلى الشايب: بعض الدساتير العربية تتضمن نصوص صريحة تحفظ حقوق الأقليات.. لماذا لا يكفي هذا إلى حد الآن من خلال النماذج التي ذكرتها؟
صلاح صادق: كما قلت لك هناك أيادي استعمارية خبيثة هي التي تثير هذه الأقليات عن طريق هذه الرموز التي تشتريها بثمن بخس وأيضاً غياب الرعاية من هذه الدول.. الرعاية الصحيحة، فهناك تمييز أيضاً يحصل في قوانين هذه الدول للأقليات أو أقلية على حساب أقلية، فلذلك هذا يرجع إلى سوء النظام وإلى سوء الدول والحكام.. هؤلاء الذين يمسكون برقاب هذه الأمة، فلذلك القضية قضية أساسية ومصيرية هي كيف نجمع هذه الأمة مرة أخرى في ظل نظام الإسلام الصحيح الذي عاش فيه جميع الشعوب بفئاتها وعروقها في أمان وسلام واطمئنان كلهم كأنهم جسد واحد كما يقول الرسول عليه الصلاة والسلام المسلمون كالجسد الواحد وقد كانوا هكذا، فلذلك القضية قضية استعمار وعملاء للاستعمار منتشرون في كل مكان ويتزايدون ويشترون بأثمان بخس زهيدة، فهذه مثلاً في فلسطين..
ليلى الشايب: طيب هل العملاء دائماً من الأقليات؟
صلاح صادق: لو سمحت لي أخت ليلى في فلسطين حينما يؤتى.. نعم.
ليلى الشايب: هل بالضرورة أن يكون العملاء، بين قوسين، من الأقليات لكي يعني يبيعوا ضميرهم وربّما يخدموا مصالح ضد مصالح أوطانهم؟
صلاح صادق: لا أنا لم أقل فقط هم.. يعني من الأقليات وغير الأقليات، قلت لك بأن هؤلاء حكام العرب وحكام المسلمين والعالم الثالث كلهم عملاء كلهم على الإطلاق عملاء وليس فقط الأقليات أو حكام الأقليات، فمثلاً في فلسطين ماذا يجرى الآن؟ فحماس حينما أوتي بها إلى قطار التسوية والمساومة بطوعها.. بإرادتها وقد نصب لها الشرك وحذرت منه، فنحن ننصحها أيضاً في هذه اللحظة الحرجة التي أطبق الخناق عليها من جميع الجهات أن تقفز من نوافذ قطار التسوية والمساومة هذه قبل أن تغلق الأبواب والنوافذ ويفعل بها الأفاعيل، فعليها أن تنتصح وترجع إلى صف المقاومة مرة أخرى حتى تعود إلى فلسطين شرفها وعزتها بالمقاومة والجهاد في سبيل الله حتى يأتي اليوم الذي تحرر فيه فلسطين فعلاً بالجهاد في سبيل الله، حينما يكون للمسلمين دولة ترفع راية لا إله إلا الله محمد رسول الله حقيقية، فهذه هي القضية وهذه هي المشكلة الأساسية أخت ليلي.
ليلي الشايب: شكراً لك صلاح صادق من الأردن على هذه المداخلة، معنا جلال فرحي من السعودية الآن، جلال تفضل.
جلال فرحي- السعودية: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ليلي الشايب: وعليكم السلام.
جلال فرحي: تحية طيبة إلى كافة طاقم قناة الجزيرة.
ليلي الشايب: شكراً.
جلال فرحي: ونشد على أيديهم بحرارة من الجهود التي يبذلونها، فيما يتعلق بموضوع الحلقة عندي.. يعني أعتقد أن الأقليات مهما كانت خلفياتها الدينية أو السياسية قد تشكل في كثير من الأحيان عنصر ضغط على الحكومات ونأخذ على سبيل المثال كوني مغربي، الأقلية اليهودية التي تعيش في المغرب وهم بالطبع يهود مغاربة يعيشون بأمن وأمان منذ عصور قديمة وأغلبهم يعملون في التجارة ويمارسون حياتهم طبيعية.. يعني حياتهم بشكل عادي..
ليلي الشايب [مقاطعةً]: يعني مندمجون في المجتمع المغربي؟
جلال فرحي [متابعاً]: مندمجون في المجتمع، المهم أنه وبعد عملية التفجير التي حدثت في مدينة الدار البيضاء المعروفة والتي أدت إلى حالة من الخوف والذعر لجميع المغاربة بدون استثناء استغلت إسرائيل هذا الوضع وبحجة أنه القلق على اليهود المغاربة ورغم أن لا علاقة لليهود المغاربة بإسرائيل ومع ذلك تدخلت وفرضت ضغطاً على المغرب واستغلت الفرصة للضغط على المغرب لتحقيق مكاسب سياسية وبالطبع..
ليلي الشايب: من أين نوع جلال؟
جلال فرحي: مكاسب سياسية أنها.. هدفها أنها تضغط على اليهود المغاربة المتواجدين في المغرب ليعودوا إلى إسرائيل.
ليلي الشايب: فعلت ذلك حتى مع يهود فرنسا.
جلال فرحي: نعم في فرنسا وفي المغرب أيضاً بالرغم من أنه اليهود المغاربة هم قلة قليلة.. يعني لا يشكلون سوى 1% من السكان وهؤلاء اليهود.. يعني منخرطون في الحياة بشكل عادي فلا يمكن التفريق بينهم وبين المسلمين المغاربة العاديين وعامة يعيشون بأمن وأمان، حتى أن العاهل المغربي محمد السادس استقبلهم في القصر الملكي وطمأنهم بأنهم مواطنون عاديين ويعيشون بأمن وأمان في المغرب وهؤلاء اليهود أصلاً يعني لا صلة لهم بإسرائيل ومع ذلك استغلوا حتى يعني استغلوا هذا الوضع للضغط على المغرب، للضغط على الجالية اليهودية للعودة إلى إسرائيل والاستيطان لكسب مكاسب سياسية ويعني المدن المغربية في..
ليلي الشايب: طيب على ذكر هذه الجالية مثلا جلال..
جلال فرحي: نعم.
ليلي الشايب: ذكرت المغرب، بشكل عام في العالم العربي هناك أقليات وطوائف لها جذور راسخة أضافت عبر التاريخ أبعاد حضارية وثقافية، هل تلقى القبول كما ينبغي؟ مثلاً حدثتنا عن الأقلية اليهودية في المغرب، المغاربة.. عموم المغاربة الآخرون كيف ينظرون إلى هذه الجالية؟
جلال فرحي: هناك تعايش سلمي بين الديانات في المغرب بشكل عادي.. يعني لا يمكن التفريق بين المسلم واليهودي والمسيحي، هناك تعايش عادي حتى أنه بعض المسلمين يأكلون في مطاعم يهودية وهذا أمر عادي ومطاعم تسمى بمطاعم الكوشير وهي معروفة في المغرب، هناك أيضاً موضوع هام يمكن أن يندرج..
ليلي الشايب: يعني من وجهة نظرك جلال المشكل مثلاً في التعامل مع هذه الأقليات..
جلال فرحي: هو المشكل في التعامل نعم..
ليلي الشايب: مَن المسؤول عنه؟
جلال فرحي: هو طبعاً هناك حساسيات تحصل بين المسلمين واليهود ولكن تبقى محدودة، يعني أرى مثلاً أحد المغاربة المسلمين..
ليلي الشايب: لا.. عندما تقول إن إسرائيل ابتزت مثلاً الحكومة المغربية للحصول على تنازلات أو تحقيق مكاسب سياسية عندما حصلت تلك التفجيرات بداعي الخوف على الجالية اليهودية في المغرب ربّما استجابت الحكومة المغربية في ذلك الظرف بالذات، هنا مَن تلوم.. تلوم الحكومة على أنها خضعت لما أسميته ابتزاز..
جلال فرحي: هو ألوم..
ليلي الشايب: تلوم إسرائيل، تلوم مَن؟ يعني هذه جالية مندمجة..
جلال فرحي: ألوم إسرائيل..
ليلي الشايب: وتعيش مع المغاربة دون أن تشعر بأنها مختلفة عن بقية المغاربة بشيء؟
جلال فرحي: نعم ألوم إسرائيل وألوم الحكومة المغربية.. يعني الاثنين ملامين، لأنه بمجرد حصول تفجيرات سارعت حكومة شارون إلى دعوة اليهود المغاربة إلى مغادرة المغرب فوراً وكأن المغرب كحكومة هو الذي يستهدف الجالية اليهودية وهذا غير صحيح وطالبتهم بالتوجه إلى إسرائيل بأسرع ما يمكن وجاء ذلك على لسان رئيس.. ما يسمى برئيس الاتحاد العالمي لليهود المغاربة..
ليلي الشايب: وهل هناك مَن استجاب لهذه الدعوة؟
جلال فرحي: لم يكن هناك استجابة ولم يكن أي تأثير على اليهود المغاربة، حتى اليهود المغاربة أنفسهم تحدثوا وقالوا بأن مطالب إسرائيل بالعودة لا علاقة لها بالجالية اليهودية، بس.. لكن هناك رئيس الاتحاد العالمي لليهود المغاربة ويدعي سام بن فريد وجه رسائل إلى رؤساء الجالية اليهودية في المغرب وقال لهم بالحرف الواحد أن لا تتأخروا في ظل التهديد الذي يحلق فوق رؤوسكم وكأن الحكومة المغربية تهدد جالية وهذا غير صحيح وقال لهم احزموا حقائبكم وتعالوا سنقدم لكم المساعدات وستقدم لكم المؤسسات وكان عددهم كما يقول سام سبعمائة ألف يهودي..
ليلى الشايب: ماذا أضافت مثل هذه الجالية أو الأقلية للمجتمع المغربي جلال؟
جلال فرحي: الجالية اليهودية معروفة في المغرب بالتجارة.. تعمل في التجارة وهناك ما لا يقل عن 15% من الجالية اليهودية تمسك مناصب عليا في الدولة، حتى بعض مستشارين الملك محمد السادس هم يهود وهذا يعني أمر عادي..
ليلى الشايب: كيف تراها.. يعني إضافات نوعية إيجابية؟
جلال فرحي: هي إيجابية لأن هناك نوع.. يدخل في إطار نوع من الحوار بين الحضارات، لا يمكن.. يعني الديانات قد تتعايش في مجتمع واحد ولا يمكن الدخول في صراعات دينية ونحن نستفيد من اليهود واليهود يستفيدوا منا، هذا شيء عادي وهذا كان في مجتمع الرسول صلى الله عليه وسلم يعني شيء.. أمر عادي، أيضاً عندي يعني من جهة أخرى قد تكون الأقليات مبرر للجماعات الإرهابية للقيام بعمليات انتحارية وهو المبرر الذي بررت به الجماعات الإرهابية التي نفذت عملية الدار البيضاء، فهم، أي الجماعة الإرهابية، أقصد الجماعات الإرهابية الذين يطلقون على أنفسهم جماعة الصراط المستقيم أو جماعة السلفية الجهادية أو تنظيم الصاعقة برروا قيامهم بعملية الدار البيضاء بأنها تستهدف مصالح إسرائيلية وغربية وأميركية في المغرب وهذا غير صحيح، أيضاً لذلك الأقليات الموجودة في الأقليات قد تكون سبب في حدوث هجمات إرهابية من هذه الناحية.
ليلى الشايب: طيب شكراً جزيلاً لك جلال فرحي من السعودية على هذه المداخلة، معنا الآن جمال عبد المنعم من فلسطين، تفضل يا جمال.
جمال عبد المنعم:السلام عليكم.
ليلى الشايب: وعليكم السلام.
جمال عبد المنعم: مساء الخير أخت ليلى.
ليلى الشايب: ومساء النور.
جمال عبد المنعم: طبعاً فكرة الأقليات هي فكرة جديدة علينا كمسلمين ولعل.. يعني ما يعزز هذه الفكرة الآن هو التعزيز أو التأكيد على فكرة المواطنة، فنسمع منذ سنوات عن فكرة مثلاً الأردن أولاً، العراق أولاً، لبنان أولاً وهذا طبعاً ينسجم مع تعزيز فكرة المواطنة لأن الأقلية لا تعرف إلا بتحديد وإبراز هوية المواطنة على أساس الوطن أو الإقليم المعين، إذا عدنا إلى أصل هذه الأمة عندما كانت أمة واحدة من دون الناس الإسلام صهر الناس.. صهر ألوانهم ولغاتهم وأجناسهم، صهرهم في بوتقة الإسلام فأصبحوا إخواناً بالعقيدة الإسلامية وعلى ذكر الأكراد.. نتذكر عند ذكر الأكراد القائد صلاح الدين الأيوبي عندما جمع شمل المسلمين ووحدهم ودعا إلى النفير العام وانتصر بتوفيق الله على الصليبيين وحررها بعد أن لم يسجل التاريخ لأهل فلسطين كما يسجل الآن تنازلاً أو تسوية مع المحتلين الصليبيين في ذلك الوقت وحررها ليس بوصفه فلسطينياً ولو كان في ذلك الوقت ما يعرف بهذا المسمى الأقليات لقلنا أنه ليس من حق صلاح الدين أن.. يعني يأتي لفلسطين ليحررها لأنه ليس فلسطينياً وفق المواطنة المعروفة الآن والتي يسعى الغرب الكافر على تجسيدها وترسيخها في هذه الأمة، فبعد أن كنا أمة واحدة من دون الناس وكان أهل الذمة في ظل دولة الإسلام يعيشون وفق الرعاية الإسلامية.. حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول من آذى ذمياً فقد آذاني، فلم يكن يعرف هذا المسمى الأقليات وكان الناس يخضعون وينعمون بنعمة ورحمة تطبيق الإسلام في واقع الحياة، في هذا الوقت الذي تتعرض فيه الأمة الإسلامية إلى هجمة الغرب الكافر من خلال تجزئة المجزأ وتقسيم المقسم نسمع عن بدعة قضية الأقباط كأقلية في مصر، نسمع عن قضية العرب في الأهواز في إيران كأقلية وهكذا نسمع عن الأقلية الشيعية في أطراف المنطقة الشرقية من ما يعرف بالسعودية.. بالحجاز، كل هذه.. إبراز هذه النعرات وهذه المشاكل هم يصنعون أزمات ومشاكل وأنت سألت أخي صلاح صادق إن كانت الأقليات هم من.. العملاء هم من الأقليات، هو الحقيقة أنه ليست الأقليات هم العملاء ولكن الأقليات يحاول عملاء الغرب الكافر أن يستميلوا عطف هؤلاء الأقلية ويثيروا في أنفسهم أنهم مقهورون وأنهم مظلومون باتجاه تحفيزهم..
ليلى الشايب [مقاطعةً]: طيب مفهوم يا جمال، أنا بذلك السؤال أردت ألا نعمم بالقول إن مَن يسمون ويعتبرون عملاء ليسوا دائماً وبالضرورة من الأقليات.. ممكن أن يكونوا يعني أي شخص وأي.. يعني ليس مجرد الانتماء إلى أقلية تدّعي بأنها مقهورة ومظلومة ومسلوبة الحقوق يؤهل الشخص المنتمي إليها لأن يبيع بلاده وضميره وغير ذلك، على كل حال شكراً لك جمال عبد المنعم من فلسطين على هذه المداخلة، مشاهدينا نعود لنواصل النقاش في حلقة الليلة من منبر الجزيرة عن الأقليات في العالم العربي بعد موجز بأهم وآخر الأنباء العربية والعالمية، ابقوا معنا.
[موجز الأنباء]
الأحداث الدولية وتأثيرها على الأقليات
ليلى الشايب: مشاهدينا أهلاً بكم من جديد في هذه الحلقة من منبر الجزيرة نناقش فيها الأقليات في العالم العربي، معنا الآن من قطر أبو مصطفى، أبو مصطفى مساء الخير.
أبو مصطفى- قطر: مساء الخير أخت ليلى السلام عليكم.
ليلى الشايب: أهلاً وسهلاً بك، دعني أبادرك بهذا السؤال عن التطورات العالمية التي شهدها العالم مؤخراً مثل أحداث سبتمبر واحتلال العراق وغزو أفغانستان وغيرها، هل تعتقد أن هذه التطورات شكلت تحولاً في علاقة أبناء المجتمع الواحد بأصولهم المتنوعة؟
أبو مصطفى: أولاً بأحييك أولاً وأحيي قناة الجزيرة عامة..
ليلى الشايب [مقاطعةً]: شكراً.
أبو مصطفى [متابعاً]: بهذا اللقاء أو هذا البرنامج اللي فعلاً بيدي مساحة واسعة جداً للمواطن إنه يعبّر عن شعوره، أما بالنسبة لسؤالك فأول شيء بالنسبة للي حصل في أفغانستان وفي العراق وهذا ما حدث لم يشكل هذا كله ولكن هو أصلاً يعني بالنسبة للحاصل في العالم العربي بيكون بيد خفيه، ليه؟ لأن إحنا لو رجعنا للسيرة بتاع.. سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أن كان النبي صلى الله عليه وسلم واليهود يعيشون في وطن واحد، فإذا كانت الأقلية والأغلبية عملوا أول شيء من أجل الوطن ولم يجروا وراء هراء الغرب وهراء الفتن وهراء الأيدي الخفية التي تعمل في الوطن الواحد فلم يحدث أي شيء، نحن مثلاً على سبيل المثال.. يعني الأحداث اللي حدثت في مصر على سبيل المثال إحنا عندنا هناك ناس مسيحيين ونصارى يعيشون بجوارنا ولكن.. يعني أقول لك يمكن فيهم ناس.. يمكن الزيارات.. يعني تحسي إن هم ليسوا أقلية وليسوا من ديانة أخرى ولكن هذا يرجع إلى إيه؟ إلى أن بيكون فيه يد خفية وفتن تحدث في المجتمع الواحد، لو نظرنا كلنا من أجل مصلحة الوطن إيه اللي بيدخل البلدان أو يدخل مثلاً البلدان.. هي اليد الخفية، إحنا نسمع ونرى إن مثلاً.. كل نسمع بيقول لك إن يد خفية بتلعب في البلد الفولانية من أجل إحداث الفتنة، من أجل إحداث معارضة.
ليلى الشايب: أيدي مَن؟
أبو مصطفى: نعم؟
ليلى الشايب: أيادي خفية.. أيادي مَن؟
أبو مصطفى: أيادي طبعاً هي معروفة، بنظام إن هم بيقولوا لك عايزين نغير مثلا نظام بلد معينة، يأتوا مثلاً هم بيتكلموا مثلاً على سبيل المثال.. هنأخذ مثال كون الأحداث الأخيرة اللي حدثت في مصر دي أحداث يرثى لها أولاً، ليه؟ لأن هي.. يعني مثلاً ده موجود فيه مسلمين وفيه مسيحيين فلماذا حدث ذلك وهم يعيشون منذ الأزل ومنذ زمن بعيد؟ لماذا يحدث الآن؟ إحنا يجب يا أستاذة ليلى إن إحنا نسمع كلمة واحدة اللي هي الوطن، نحن يجب أن نعيش من أجل أولاً المواطنة وبعدين الدين ده لوحده، ده حاجة تاني، ده رجل.. القرآن نزل قال {قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ (1) لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} وفي نهاية الآية السورة يقول {لَكُمْ دِينُكُمْ ولِيَ دِينِ} فالإنسان هنا لازم قبل كل شيء يطرح أو يجعل عملية الديانة جانباً وطالما إن هتأجج المشاعر وتوصل مثلاً.. طيب أنا ليه أفعل شيء يغضب المسلمين إن هو يغضب المسلمين وأنا مواطن جنب المسلم؟ ولماذا أنا أفعل شيء يغضب المسيحي وأنا مواطن جنب المسيحي؟ عندما يحدث شيء لي كمسلم بجوار المسيحي أو جار المسيحي مَن سيأتي لي؟ هو الذي يأتي لي أولاً، لا يتفرج علي، لا يأتي لي واحد من أميركا أو من بريطانيا أو من بلاد الغرب، الذين يؤججون المشاعر، لماذا نسمع.. إحنا نحقق ديمقراطيتنا نحققها بفكرنا وبعلمنا، إحنا تأخرنا ليه؟ لأن إحنا بنمشي وراء الحاجات زي الأقليات مثلاً نقول ده كذا وده كذا، المسلمون تقدموا عندما نظروا إلى الأمام، المسلمون تقدموا عندما نظروا إلى العلم ولو قرأت.. يعني وأنت تعلمي ذلك والدكتور فيصل القاسم كتب مقال في جريدة الشرق أنا قرأته كله.. يعني أنا يمكن فيه حاجات أنا وكثير من الأخوة المستمعين والمشاهدين كانوا.. إذا كان حد قرأها.. يعني تلقى علماء المسلمين هم قادة العالم، بإيه؟ بالعمل وهل مثلاً سمعنا ذلك أيام النبي صلى الله عليه وسلم إلا إذا كان حدث غدر من اليهود لنبي صلى الله عليه وسلم وهم يغدرون بنا الآن وهم يفعلون بنا الأفاعيل.
ليلي الشايب: طيب على ذكر القادة الدينيين أبو مصطفى ماذا يتعين برأيك على الزعامات السياسية والدينية فعله لتوفير الظروف الملائمة للتعايش السلمي بين أبناء الوطن الواحد ولو من عرقيات أو أقليات وأصول مختلفة؟
أبو مصطفى: أنا هأقول لسيادتك على حاجة، بالنسبة للزعامات السياسية هو فيه.. طبعاً فيه قوانين مسنونة أن مثلاً بالنسبة للزعامات السياسية دي هم سانين القوانين ولكن يجب أن هو مثلاً.. اللي هو القس في الكنيسة أو الشيخ في المسجد أن هو مثلاً بالنسبة له يعلم الدين الصح، النبي صلى الله عليه وسلم.. يعني إحنا المشكلة أن إحنا ناسيين حاجه إحنا.. هم بالنسبة للمسيحيين المفروض يعلموا أولادهم عدم مثلاً.. اللي هو الاقتراب من المسلم.. ما أقصدش الاقتراب.. يعني عدم المساس بديانة المسلم، كذلك المسلم يجب عليه.. النبي صلى الله عليه وسلم.. كانوا يهود ولما النبي صلى الله عليه وسلم فتح حصن الغساسنة صلى الله عليه وسلم طلبوا كتبهم، النبي صلى الله عليه وسلم لم يحرقها وأعطاها لهم، فإحنا يجب يا أخت ليلى.. أنت بتقولي الزعامات السياسية..
ليلى الشايب [مقاطعةً]: طيب أبو مصطفى لو كنت تعيش في مصر مثلاً شخصياً هل كنت مستعد للقيام بمبادرات فردية كمشاركة المواطنين المصريين الآخرين ربّما يكونون جيران لك من أبناء الأقليات تشاركهم مناسباتهم المختلفة الدينية أو غيرها؟
أبو مصطفى: أنا هأقول لك.. أنا بالنسبة.. كنا نشاركهم في المناسبات مثلاً إحنا عندهم أفراح كنا نروح الأفراح، عندهم مثلا مأتم نروح لهم في المآتم ونروح لهم وهم يجونا.
ليلى الشايب: طيب ما الذي تغير الآن في هذه العلاقة برأيك؟
أبو مصطفى: الذي تغير إحنا كل يوم بنسمع أن فيه معارضة خارجية داخلة على البلدان العربية، معارضة خارجية.. يعني أنتم مثلاً هل مثلاً أنتم بتخوفوا؟ ما هو القائد العربي أو اللي أنتم بتخوفوه ده هو أو الرئيس العربي ده اللي أنتم بتخوفوه بالغرب ما هو عربي وانظروا للأحداث اللي حصلت، أنتم مثلاً لما بتطالبوا.. إحنا بنطالب فيه مثلاً أحزاب سياسية بتطالب بالمعروف.. يعني تطالبوا بالمعروف أن أنتم تغيروا قانون معين.. قانون بيضر بالبلد ولازم يكون فيه أدلة وتكون أدلة فعلاً.. يعني أدلة واضحة إن هي تقنع المجتمع أن هذا القانون من أجل استتباب الأمن ومن أجل كذا ومن أجل كذا ولكن لا نخوف بعض بناس غرباء، ماذا يفعلون لنا؟ يعني إحنا بدال مثلاً.. إحنا بتبني بقالك كام سنة في البلد العربي وعايزه ترفعي البلد من الفقر ومن التأخر ومن ده كله يرجع هو تاني يقوم عليك الحرب ويضربك ويحصل ويأخذ بترولك ويأخذ حاجتك وأنت بترجعي تبدئي من ثاني وشكراً.
ليلى الشايب: طيب شكراً جزيلاً لك أبو مصطفى من قطر على هذه المداخلة، معنا الآن من بلجيكا منهل أحمد، منهل مساء الخير.
منهل أحمد- بلجيكا: مساء الخير ست ليلى مساء الخير.
ليلى الشايب: أهلاً وسهلاً بك، مرحبا.
منهل أحمد: تحية لكم وللجزيرة الذهبية.
ليلى الشايب: شكراً.
منهل أحمد: بسم الله والحمد لله، لو سمحت لي أقول ما في قلبي أولاً؟
ليلى الشايب: قل ما في قلبك.
" الأمة العربية لديها طاقات لكنها لا تحسن استخدامها، والرجل الوحيد الذي أدرك هذه المعادلة وحاول استغلال طاقات شعبه هو صدام حسين الذي تشده الأغلال في سجون أميركا على أرضه التي ولد فيها " |
منهل أحمد: المشكلة التي تحدثينا عنها ست ليلى اليوم هي مشكلة عويصة جداً كما أنها مشكلة خارجية تتعلق بالأخطبوط السام الذي يتغلغل في كيان العالم كله وليس العالم العربي والإسلامي، الفساد والإفساد، كذلك فهي بالتأكيد مشكلة داخلية أيضاً تتعلق بالوعي العالم لدى الفرد العربي والإسلامي، هذا الفرد الذي ارتضى أن يسلم نفسه بأقل الأثمان للقوى الخارجية، الأمة الحمد لله تملك طاقات هائلة روحية ومادية.. يعني تكاد تطغى على ما لدى القوى العظمى من طاقات وإمكانيات، لكن مشكلة الأمة أنها لا تدرك ولا تحترم ولا تحسن استخدام هذه الطاقات، أريد.. يعني أن أؤكد لكي بكل ثقة أخت لو سمحتي لي أن الرجل الوحيد الذي أدرك هذه المعادلة وأراد وحاول استعمال هذه الطاقات لبناء لكيان هذه.. لكيان بلده أولاً هو هذا الرئيس الذي تشده الأغلال في سجون أميركا على أرضه التي ولد فيها وعشقها..
ليلى الشايب [مقاطعةً]: صدام حسين نعم.
منهل أحمد [متابعاً]: صدام حسين هو النموذج الذي حيكت ضده مؤامرات لم يعهد التاريخ مثيلاً لها وظلم واعتداء لم نقرأ مثله على صفحات التاريخ، على الأمة أن تفيق، ألا تنتظر من يشتري لها البرتقالة ويدفع ثمنها ويقشرها ويعصرها ثم يضع العصير في فمها وهي جالسة خاملة، أختي العزيزة الخيانة..
ليلى الشايب: نعم الخيانة أو الاستقواء بالخارج أو غيره..
منهل أحمد: بالخارج نعم..
ليلى الشايب: نعم.. هناك بعض الأمثلة التي ربّما يرى غيرك أنه لما لا تستقوي بالخارج أحيانا إذا لم تتفطن وتنتبه حكومة بلدها إلى وضعها المذري؟ مثلاً لم يكن أحد يعلم ما يجري في إقليم دارفور ولسكان هذا الإقليم حتى تدخلت أطراف خارجية وعندها أصبحت المساعدات تنهال عليهم والحديث عن إرجاعهم إلى بيوتهم.. يعني ومنحهم حقوقهم التي سلبوا إياها لسنوات عديدة.. هل ينطبق الحال على الجميع.. نظرية عدم الاستقواء بالخارج؟
منهل أحمد: هو أولاً لا ينطبق على الجميع بكل تأكيد ولكن حتى لو نظرنا إلى مشكلة دارفور لو تسمحي لي بأدب أقول لك المشكلة.. يعني تدخلت.. خلقتها قوى خارجية، القوى الخارجية خلقت هذه المشكلة بعد أن اكتشفت أن لها مصالح معينة في المنطقة، لماذا لم تفصح عن المشكلة من قبل؟ لم يكونوا هؤلاء ناس يعانون كل هذه السنين لو كان هناك.. يعني مشكلة حقيقية، لماذا بعد اكتشاف الثروات ووضع استراتيجيات للسيطرة على المنطقة؟ الآن أصبح أهل دارفور مظلومين ويجب مساعدتهم..
ليلى الشايب: طيب توافقت المصالح.. حتى لا نفتح ملف دارفور مرة أخرى..
منهل أحمد: نعم هي قضية كبيرة..
ليلى الشايب: أخذناها كمثال، إذا تطابقت مصالح أهل دارفور مع مصالح هذه القوى التي تتحدث عنها.. تبحث عن بترول وغيره في السودان نحن هنا نلوم الطرف الآخر.. الطرف.. نلوم الحكومة التي جعلت هذا الموضوع يختمر وينسى إلى حين تفجره بهذا الشكل وبطريقة نظر إليها الكثيرون على إنها طريقة شرعية لإنقاذ هؤلاء اللاجئين؟
منهل أحمد: أختي العزيزة لنقل على هذه الأمة أن تفيق وتعود إلى رشدها، كما ذكرت إنها تملك طاقات وإمكانيات هائلة، عليها أن تغير إذا أحست بأن الأنظمة التي ترزح تحتها.. التي ترزح هي تحت هذه الأنظمة ظالمة وغير كفء وغير عادلة، عليها أن تضع حد لهذه الأنظمة، عليها أن تتظاهر أن تخرج.. تقدم تضحيات، في كل الأحوال نحن نقدم تضحيات سواء بالحروب فلماذا لا نقدم أقل التضحيات بقلب الأنظمة الفاسدة.. تغيير هذه الأنظمة الفاسدة؟ هل أحد يمنعنا من التظاهر، من الخروج؟ ولكن الأمة ارتضت يا أختي العزيزة على نفسها هذا الرضوخ، ماذا فكرك في إنسان.. لو تسمحي لي في إنسان يحمل حفنة من تراب بلده ليرسلها إلى دولة معادية أخرى لتحليل هذا التراب.. يعني حرب بيولوجية؟ كيف هذا الإنسان.. يعني هذه الخيانة تأكل كيان الأمة وتدمر الأمر أكثر من تأثير القنابل العشرة أطنان.
ليلى الشايب: شكراً لك منهل أحمد من بلجيكا، معنا الآن جواد عبد المحسن، جواد مساء الخير.
جواد عبد المحسن- فلسطين: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ليلى الشايب: وعليكم السلام.
جواد عبد المحسن: الله يمسيكم بالخير.
ليلى الشايب: أهلاً وسهلاً، يا جواد النظم الديمقراطية وتحول المجتمعات من دينية إلى مدنية البعض يرى أن من شأن تعميق خيار الوحدة الوطنية وبناءها على أسس متينة، هل أنت مع هذا الرأي؟
جواد عبد المحسن: أنا لست مع هذا الرأي لأمرين اثنين، أننا نستورد من الغرب السلع وأصبحنا نستورد السلع والأفكار، واحدة.. وأما مداخلتي فهي أتمنى على الجزيرة في البداية أن تعمل برنامجاً أو ريبورتاجاً عن دير في فلسطين يسمى دير اللاطرون ودير اللاطرون هذا أقطعه الناصر صلاح الدين للأقباط عندما دخلوا في جيشه وحاربوا الصليبيين فارجوا وأتمنى على الجزيرة أن تعمل هذا الريبورتاج.. هذا أولاً، الثاني إن نشوء اصطلاح الأقليات نشأ بعد معاهدة برلين وسان إستيفانو بين الدولة العلية العثمانية، نشوء المسألة الأرمنية التي قام بها الأرمن والاضطرابات التي رافقتها حتى عقدوا مؤتمراً في باريس سنة 1902 وأريد أن أقرأ عليك سطراً واحداً في مقدمته، فهم يقولون والكتاب هو الدولة العلية العثمانية دولة مفترى عليها للأستاذ الدكتور عبد العزيز محمد الشناوي صفحة 1589 وهذا نصه يقول.. نحن الأقلية مقتنعون بأن الدول الكبرى تسير في سياساتها وفقاً لمصالحها، فقضية الأقليات أوجدتها الدول الاستعمارية، فعندما نتكلم مثلاً أن النظرة الاستعمارية عند الغرب حتى للذين يعيشون ضمن دائرة بلادهم تنظر إليهم هذه الدول على أنهم مواطنون ليسوا من الدرجات لا الأولى ولا الثانية، كالسود في القوانين الأميركية إلى اليوم أو ما حصل في فرنسا قبل وقت قليل وما يحصل في بريطانيا، فهم الذين يعاملون مَن يعيش في بلادهم داخل إطار أو اصطلاح الأقليات، فأنا مثلاً.. أنا أنحدر وأجدادي من أصل كردي وأعيش في فلسطين منذ سبعمائة عام ولا أنظر لنفسي على أنني من الأقلية مطلقاً، بل أنا مسلم وكل البلاد الإسلامية هي بلادي وكما قال الشاعر في السابق فجمعت المجد من أطرافه عزة الفرس وبأس العربي، فالقضية فيما يتعلق بالأقليات إنها ألعوبة أو اصطلاح قد استعملته الدول الكبرى أو الدول المستعمرة حتى تدخل عبره وخلاله ما تريد من مصالح، الخلفية التي كانت ورائك يا أخت ليلى..
ليلى الشايب [مقاطعةً]: طيب كيف برأيك جواد..
جواد عبد المحسن [متابعاً]: لم أسمع.
ليلى الشايب: كيف برأيك يمكن قطع الطريق على هذه المخططات إن شئت؟
جواد عبد المحسن: سبقني أخواي من قبل فيما يتعلق بقطعها فنحن لا نريد أن نعالج الأعراض وإنما نعالج الداء، الأعراض هي التي نراه ما يحصل في مصر وما يحصل في العراق وما يحصل في بلاد المسلمين هي أعراض ولكن الداء هو الذي يجب أن يعالج، فعلاج الداء بدولة الإسلام فقط لا غير، لا حل إلا بالخليفة لأنه هو الذي يوحد، لأن الخليفة هو الدولة والدولة هي الخليفة، فلا نريد أن تكون هذه الأمور تخرج عن هذا الإطار بإعطاء أسبرين أو بإعطاء مضاد حيوي لفترة فما يلبث أن ينتهي..
ليلى الشايب: طيب إلى أن يتحقق هذا المشروع الآن نحن في العالم العربي بشكل عام بصدد الحديث عن الإصلاحات ومشاريع إصلاح كبرى سياسية واجتماعية واقتصادية وغيرها، هل تؤيد فتح ملف إصلاح وضع الأقليات في العالم العربي؟ هل ترى هذا الموضوع من أولويات الإصلاح؟
جواد عبد المحسن: بارك الله فيك يا أخت، هناك فرق كبير بين الطبيب الذي يعالج مرض وبين طبيب لا يحيي أموات، فهل تريدون أن تصلحوا مَن مات؟ لا يمكن أن يصلح مَن مات، فيقول الشاعر في هذا المثال ندس إلى العطار سلعة بيتها وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر، لا يمكن أن تحيي الأموات بالإصلاح وإنما تقوم الدولة هي ليس بعملية ترقيع وإنما بعملية هدم وبناء على أسس.. على الأسس التي وضعها ربنا عز وجل {إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وإنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} رغم هذا ما نسمعه ورغم الطاغية ورغم وجود الفقاعات ورغم كل الذي ترينه فإن الحق آت بإذن الله لأن الله سبحانه وتعالى وعد وقال {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وانشَقَّ القَمَرُ} فعندما تقترب الساعة ووعد ربنا عز وجل المؤمنين الصابرين المحتسبين بالنصر والتمكين في الأرض فلا ننظر إلى الموضوع عبر فقرنا أو عبر ضيقنا وإنما ننظر إلى الموضوع على أنه لا يوجد اصطلاح يسمى بالأقليات، فالدولة العلية العثمانية عام 1492 عندما حصلت حرب الاسترداد في الأندلس استقبلت اليهود واستقبلت المسلمين ليسوا لأنهم أقليات وإنما هم من الرعايا والخلفية ورائك أيتها الأخت الكريمة حول موضوع الشراكسة والشيشان، فقد استقبلتهم الدولة العليا العثمانية ووضعتهم بين بلاد الشام إلى ساحل فلسطين وفي الأردن خصوصاً بعد أن قتلهم وذبحهم الأرمن، هذه أمور تشهد لها الكتب وتشهد لها الأعين، فلا يوجد في اصطلاحات الإسلام والمسلمين ما يسمى بالأقليات مطلقاً.
ليلى الشايب: طيب شكراً جزيلاً لك جواد عبد المحسن من فلسطين، معنا الآن أنفال البراك، تفضل أنفال
أنفال البراك- السعودية: أنفال البراك من السعودية وليس من فلسطين.
ليلى الشايب: من السعودية.
أنفال البراك: يا أهلاً وسهلاً.
ليلى الشايب: أهلاً وسهلاً بيك.
أنفال البراك: بالبداية أحب أمسي عليك يا أخت ليلى.
ليلى الشايب: شكراً جزيلاً.
أنفال البراك: وثانياً حقيقة يجب ألا نعلق كل المسائل على شيء واحد وكأن الدول الغربية هي الشماعة التي نعلق عليها كافة أخطائنا وحقيقة أنا لا أتفق بكثير مما قاله الاخوة بالبداية لأن هناك سببين عاملين أساسيين للشعور بالأقلية ومسألة الأقلية، الأول هو الشعور بالظلم والاضطهاد وعدم المساواة، هذا يعزز من مسألة التكتل والاستقطاب والشعور بالانتماء إلى القبيلة أو الدين أو الطائفة وهكذا والعامل الثاني هو عامل الجهل وغياب الوعي يا أخت ليلى، هذا العامل اللي هو أتصور هو السبب الأساسي اللي هو يجسد مسألة الأقليات بالوطن العربي، لو لم يكن هذا العامل ولذلك الأخوة اللي قد يضربون أمثلة على التاريخ، التاريخ لأن هو كان الجهل سائد، كان غياب الوعي سائد، لذلك الأرمن يضطهدون المسلمين والأقليات تضطهد.. حروب صارت في الولايات المتحدة الأميركية وحروب أهلية كثيرة في دول العالم اللي في الوقت الحاضر لا نراها لأن المجتمع تطور بكثير من الأمور وتجاوز ولجؤوا إلى حالة البناء والتنمية ولذلك الحقيقة أنه لو ننظر للتجارب الحديثة.. تجارب الدول اللي فيها أقليات مثلاً شرق أسيا، ماليزيا، سنغافورة، سنغافورة فيها أقليات صينية وهندية وماليزية وهكذا، أميركا نفسها فيها أقليات كثيرة من الغرب ومن الشرق ومن الجنوب والأميركيان والهنود وهكذا، كيف بنوا دولهم؟ بنوا دولهم هو بالشعور بالمواطنة، بالشعور بالانتماء..
ليلى الشايب [مقاطعةً]: وتعتقد أن هذا الشعور مفقود في العالم العربي بين هذه الأقليات وهو ما يجعل مشكلة الأقليات تطفو إلى السطح بين حين وآخر.
أنفال البراك [متابعاً]: ولذلك انفقدت في بعض الأجزاء وليس في.. لا نكن سوداويين نظرتنا أخت ليلى.. في بعض الدول..
ليلى الشايب: في بعض الدول طبعاًَ لا نعمم.
أنفال البراك: يعني لو ننظر.. كيف حدثت؟ حدثت في العراق، حدثت في دارفور، حدثت في الصحراء الغربية وإنما انظري التجارب اللي موجودة، انظري إلى الكويت، انظري إلى البحرين، انظري إلى السعودية اللي أنا الآن أعيش فيها، أنا.. يعني من أصل عراقي وحامل جواز غربي ولا أحد ينظر لي نظرة دونية أو نظرة أنه أنا.. يعني أقلية أو شيء، بالعكس أجابه بالعطاء والإبداع والعمل والشعور بالمسؤولية، الشعور بالمسؤولية هو الذي يحدد الانتماء لذلك لا نكون نظرتنا سوداوية، بالعكس يجب أن نكون نظرتنا تفاؤلية وأكيد أنه بالمستقبل إنشاء الله يكون أفضل وأحسن من الوضع الحاضر.
ليلى الشايب: طيب أنفال قبل أن تتركنا سؤال أخير لو سمحت.
أنفال البراك: تفضلي.
ليلى الشايب: برأيك هذه الأزمة.. أزمة التوتر الطائفي والعرقي في بعض البلدان العربية حلها بيد مَن؟
أنفال البراك: حلها مشترك، بيد الشعب، بيد الجماهير، بيد النخب المسؤولة، بيد الإعلام، بيد المدرسة، بيد البيت، الكل يوجه من جانبه.
ليلى الشايب: نعم شكراً جزيلاً لك أنفال البراك من السعودية على هذه المداخلة، بها نأتي مشاهدينا إلى ختام حلقة اليوم من منبر الجزيرة، خصصناها لموضوع الأقليات في العالم العربي، في الختام تحية كل من منصور الطلافيح مخرج الحلقة وأماني عواد في الإعداد وهذه تحية مني ليلى الشايب، دمتم جميعاً بخير، تحية لكم أينما كنتم وإلى اللقاء.