صورة عامة
منبر الجزيرة

إحياء البرنامج النووي المصري

تتناول الحلقة دعوة الرئيس المصري إلى إجراء حوار وطني بشأن استخدام الطاقة النووية. ما جدية الحديث عن برنامج نووي مصري؟ ما المعوقات التي تحول دون قيام برنامج نووي سلمي؟

– الدلالات الإقليمية والاقتصادية والسياسية
– الأبعاد الواقعية للبرنامج النووي ورأي الشارع

– المعوقات والجانب السلمي للبرنامج المصري


undefinedليلى الشايب: مشاهدينا السلام عليكم وأهلا بكم في حلقة جديدة من برنامجكم منبر الجزيرة، دعا الرئيس المصري حسني مبارك في الجلسة الختامية للمؤتمر السنوي للحزب الوطني الحاكم إلى إجراء حوار وطني بشأن استخدام الطاقة النووية وكان مجلس الأعلى للطاقة في مصر قد بحث إنشاء ثلاث محطات نووية لإنتاج الطاقة الكهربائية وذلك لأول مرة منذ تجميد البرنامج النووي في مصر قبل نحو عشرين عاما أي منتصف خمسينات القرن الماضي وهو نفس التوقيت تقريبا الذي بدأت فيه إسرائيل برنامجها النووي بيد أن التحولات والتقلبات التي حدثت في هذه الفترة التاريخية خصوصا العدوان الثلاثي عام 1956 ثم حرب عام 1967 بجانب ظهور الغاز الطبيعي بكميات وفيرة أديا لتأخير هذا المشروع، مصر أيضا كانت قد صدقت على اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية الأمر الذي فرض عليها تطبيق نظام الضمانات والتفتيش على المنشآت النووية المصرية بواسطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية كما سعت فور التصديق على الاتفاقية سعت لإنشاء محطة نووية على ساحل البحر المتوسط كانت ستصبح باكورة البرنامج النووي المصري إلا أن الحادث الذي وقع في مفاعل تشرنوبل في الاتحاد السوفيتي عام 1985 أثار المخاوف وأدى إلى توقف هذا المشروع، فلماذا توقف المشروع النووي المصري كل هذا الوقت؟ وما مدى جدية الحديث عن برنامج نووي مصري الآن؟ وهل التوجه نحو امتلاك الطاقة النووية أولوية عربية؟ وهل ينجح العرب في دخول النادي النووي في العقد القادم؟ هذه التساؤلات وغيرها نطرحها الليلة للنقاش معكم وللمشاركة يرجى الاتصال على الهاتف رقم 09744888873 أو على الموقع الإلكتروني للجزيرة على الإنترنت www.aljazeera.net  إذا للمشاركة أيضا معنا في النقاش ينضم إلينا من استوديوهاتنا في القاهرة الدكتور محمد عبد السلام الخبير في قضايا التسلح النووي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية أرحب بك معنا دكتور عبد السلام وأسألك لماذا قررت مصر الآن إعادة الحياة لبرنامجها النووي؟

الدلالات الإقليمية والاقتصادية والسياسية

"
لدى مصر قاعدة علمية غير منطقية حتى بالمعايير الإقليمية وبرنامجها النووي كان تقريبا أول برنامج نووي في المنطقة، بدأ عام 1955 واكتمل إنشاؤه في منطقة أنشاص عام 1961
"
محمد عبد السلام

محمد عبد السلام- الخبير في قضايا التسلح النووي: لأنها كان يجب أن تقرر ذلك حتى منذ فترة طويلة لدى مصر قاعدة علمية غير منطقية حتى بالمعايير الإقليمية برنامجها النووي كان تقريبا أول برنامج نووي في المنطقة بدأ عام 1955 أول مفاعل نووي أنشئ في المنطقة اكتمل إنشاؤه في المنطقة كان المفاعل النووي المصري الأول أنشاص عام 1961 لديها برنامج بحث اكتمل بعد ذلك في 1997 لكن توقف برنامج الطاقة وكانت هناك تساؤلات طوال الوقت حول هذه المسألة إلى أن وصلت الأمور إلى الوقت الحالي الذي بدأت تثار فيه قضايا أصبحت يعني ضاغطة على الجميع هناك مشكلة خاصة بمستقبل الطاقة في مصر هناك مشكلة خاصة بمستقبل القاعدة العلمية الموجودة في مصر هناك مشكلة خاصة بمناخ إقليمي عام تنتشر فيه أو بدأت تنتشر فيه برامج الطاقة النووية المدنية في وقت لم يكن يبدو في.. أن هناك في مصر مَن يهتم كثيرا بهذه المسألة إلى أن بدأ النقاش يتسع في الشارع ثم داخل الحزب ثم أخذ الطابع الرسمي بالإعلام بإعادة تنشيط البرنامج النووي المصري أتصور إن العكس كان هو اللي سيكون مشكلة أن تقرر مصر أن تتوقف عند ما توقفت عنده سنة 1986 وليس إعادة تنشيط البرنامج إعادة تنشيط البرنامج كانت قضية مثارة دائما وأتصور أنه من المنطقي تماما أن تبدأ الآن.

ليلى الشايب: لكن السؤال يظل مطروح دكتور عبد السلام هو أنه يعني إذا كانت مصر استطاعت طيلة هذه الفترة أن يعني ترتب أمورها في مجال الطاقة بدون الحاجة إلى برنامج نووي هل يمكن الجزم بأن العامل الإقليمي وتحديدا يعني إثارة الحديث باستمرار عن البرنامج النووي الإيراني والمخاوف التي يثيرها البرنامج النووي الإسرائيلي الذي تطرح حوله عدة نقاط استفهام تمتنع إسرائيل على الإجابة عنها هذا العامل كان هو الأقوى في عودة الحديث عن إحياء البرنامج النووي المصري الآن؟

محمد عبد السلام: بالتأكيد العوامل العسكرية والعوامل السياسية الخاصة بالإقليم هي الأقرب للأذهان هي الأسهل حتى في تناولها طوال الوقت بالنسبة لإسرائيل حسمت مصر أمرها في هذه المسألة أصبحت السياسة المصرية تركز على إزالة برنامج إسرائيل النووي وليس التوازن معه لديها طرق أخرى لديها استراتيجيات عسكرية أخرى للتعامل مع التهديد النووي الإسرائيلي لكن ليس من بينها امتلاك سلاح نووي آخر هذه المسألة حسمت ويعلم كل الفاعلين في مصر حسمت عام 1982 أو 1983 بقرار نهائي بوقف التفكير في هذه المسألة بالنسبة لإيران إيران أثارت موجة من الاتهامات الإقليمية بالبرامج النووية تركيا قررت أن تمتلك مفاعلين ليبيا تبحث الآن في امتلاك مفاعلات نووية بالتعاون مع فرنسا حتى دول مثل اليمن والسودان تتحدث عن مفاعلات مجلس التعاون الخليجي بدأ أعتقد هذا العام ونهاية العام الماضي بالحديث عن برنامج نووي عربي واهتمام خليجي غير منطقي أو غير يعني غير مضبوط بالمسائل النووية مصر جزء من هذه المسألة جزء من هذا المناخ لكن حالة مصر خاصة لم تكن رد فعل على الإطلاق للمسألة الإيرانية وهناك برنامج أقدم من البرنامج النووي الإيراني نفسه وكان هناك طوال الوقت أسئلة حول لماذا يتوقف هذا البرنامج؟ لكن مشكلة الطاقة أتصور أنها حاكمة في هذا الاتجاه الناس ربما لا تتصور ذلك يعني ربما أسلوب التفكير القديم الخاص بالصراع العربي الإسرائيلي وامتلاك أسلحة نووية والجوانب السياسية لا تزال تسيطر على أذهان الناس وهي الأسهل وهي الأقرب للمنطق حتى بمنطق الرأي العام لكن مش هناك مشكلة طاقة في مصر تصل حسب بعض التقديرات إلى حد الكارثة الدولة تنتج ستمائة وعشرين ألف برميل يوميا وتستهلك منها 80% أسعار البترول أكبر من أن يحتمله الاقتصاد المصري حجم الدعم للبترول لمنتجاته حوالي 42 مليار حوالي 7 مليار دولار وبالتالي لدينا مشكلة حقيقية قد تظهر في خلال 15 سنة بخصوص مستقبل الطاقة في مصر هذا هو ما دفع الجميع الآن إلى الإحساس بضرورة بدء هذا البرنامج الظرف الإقليمي المسهل الموضوع العسكري الإسرائيلي يعني لا يزال في الأذهان حسب التفكير القديم لكن يعني هناك مشكلة طاقة حقيقية قد تصل إلى مرحلة خطورة على مستقبل الاقتصاد والتنمية في مصر هي التي دفعت الآن إلى بدء هذه المسألة.

ليلى الشايب: لكن دكتور يعني عندما توقف البرنامج في مراحله الأولى كان المبرر الذي قدم آنذاك هو أنه يستهلك الكثير من الموارد المالية ربما تعجز مصر عن توفيرها في مقابل حاجات أخرى ملحة للمواطن المصري الآن هل هذه الإمكانات المادية الموارد المالية متوفرة نسمع كثيرا عن يعني قدرات شخصية أقصد علماء مصريين حتى يقال إنهم محالون على التقاعد المبكر ويعانون البطالة ده عن الكادر البشري، ماليا هل مصر قادرة على استئناف هذا البرنامج الآن؟

محمد عبد السلام: يعني هذه المسألة أتصور أنها محسومة إلى حد كبير البرنامج توقف عدة مرات يعني كان هناك برنامج في الستينات توقف لأسباب إدارية داخلية ولأسباب خارجية ولأنه لم تكن هناك إرادة سياسية أصلا لبدء مثل هذا البرنامج هناك برنامج بدأ 1974 1975 توقف أيضا لأسباب خاصة بناقشات داخلية ثم برنامج 1981 وبرنامج 1983 الذي توقف لأسباب خاصة بالضغوط الخارجية وبالفعل موضوع مفاعل تشرنوبل والنقاش الداخلي المصري بهذا الشأن ثم اكتشاف الغاز بكميات كبيرة، مسألة التمويل أتصور أنها يعني نوع من المماحكات يعني المفاعل يتكلف كم؟ مليار ونصف أربعة مفاعلات تتكلف ستة مليار هناك مشروعات سكنية في مصر الآن ثلاث مشروعات سكنية كل منها بستة مليار يعني يقوم بإنشائها القطاع الخاص هناك صندوق الطاقة البديلة إذا توافرت الإرادة السياسية لبدء هذا البرنامج وإعادة تنشيطه لن تكون هناك مشكلة مالية على الإطلاق هناك دائما مخارج سواء من مؤسسات التمويل الدولية أو من الميزانية القومية أو من صندوق الطاقة البديلة أو من صيغ أخرى يتعامل معها القطاع الخاص لكن كما قلت أنت أن نجد أنفسنا في وضع علماء يشعرون بالإحباط أنا أتحدث عن العلماء أتحدث عن خمسة آلاف شخص موجودين في مؤسسات الطاقة الذرية الثلاثة زائد مركز الأمان النووي والجامعات خمسة آلاف شخص يشعرون أنهم يمكن أن يقوموا بأفضل من أي دولة في المنطقة دول تعتبر نفسا لمجرد القيام بعمليات تخصيب محدودة أصبحت دولة كبرى دولة عظمى لدينا قدرات غير منطقية يشعر بها هؤلاء الأشخاص يشعرون بنوع من أنواع عدم تحقيق الذات هؤلاء لا يتم الحفاظ عليهم بهذه الصورة أتصور أن عنصر قوة مصر الأساسي هو في طاقتها البشرية في علمائها خبرائها مهندسيها فنييها الموجودين على نطاق واسع التمويل ليس مشكلة مَن يتحدث عن التمويل أتصور أنه يعني يدفع بكروت غير لائقة في الساحة في الوقت الحالي والناس في مصر ليست سهلة يعني عندما ستبدأ عملية التنفيذ مش بس سنسمع عن التمويل سنسمع عن التمويل والأمان ونوعية المفاعلات وموقع المفاعل وعلاقته بالأمور السياسية كالتوريث والضغط الخارجي سنسمع أمور كثيرة في مصر ربما تؤدي مرة أخرى إلى عرقلة البرنامج كما حدث من قبل لكن أتصور أن هناك نية جادة هذه المرة لعدم السماح لمثل هذه الأمور بعرقلة البرنامج أو تجميده مرة أخرى.

ليلى الشايب: دكتور عبد السلام تبقى معنا لو سمحت وتستمع إلى تعليقات ومشاركات عدد من مشاهدينا ربما أنت تعلق عليها بعد ذلك لاحقا. معنا بداية من السعودية بكر إبراهيم.

بكر إبراهيم- السعودية: ألو السلام عليكم كل عام وأنتم بخير.

ليلى الشايب: وعليكم السلام يا أهلا وسهلا بك.

بكر إبراهيم: والجزيرة بخير.

ليلى الشايب: كل عام وأنت بخير.

"
مَن أراد أن يحصل على التكنولوجية النووية في هذا الوقت بالذات أراد ذلك لأسباب برغماتية لتمرير مخططات معينة
"
مشارك

بكر إبراهيم: الخوف أن مَن أراد أن يحصل على التكنولوجية النووية في هذا الوقت بالذات المتأخر جدا أراد ذلك لأسباب برغماتية، برغماتية لتمرير مخططات معينة فالحصول على الأسلحة النووية يوازي أهمية الحصار على الفلسطينيين والحرية للأمة كلها على كل ما قاله مهاتير محمد كان صحيحا على الأمة أن تسعى للحصول على التكنولوجية النووية السلمية وأنا أقول غير السلمية أيضا حتى على الأسلحة المحرمة دوليا للردع وليس للاستخدام ولإحداث شيء من التوازن وحتى يمكن للأمة أن تتفاوض من منطلق القوة ولتكن كلمتها مسموعة أما الرومانسية والشاعرية مع الغرب تطاول بعض وزراء الخارجية يجب أن تكون منطقة الشرق الأوسط خالية من الدمار الشامل هذا وهم والأمة لا يمكن أن تأمن على نفسها من دولة تعادي حتى البيئة والمناخ اتفاقية كيوتو والاحتلال الأميركي الموجود في العراق وفي أفغانستان ولا يمكن أن تأمن على نفسها لأن أميركا استخدمت السلاح النووي ويمكن أن تستخدمه مرة أخرى وهي قد استخدمت قبل ذلك اليورانيوم في العراق وإسرائيل تملك أسلحة نووية وتستخدم أسلحة محرمة استخدمتها ضد الفلسطينيين واستخدمتها في الأخير ضد اللبنانيين وشرعا يجب على الحاكم أن يمتلك الأسلحة ويغول الجيش ويحافظ على الثغور وإلا وجبت محاسبته على تفريطه في هذا الأمر شكرا.

ليلى الشايب: شكرا لك بكر إبراهيم من السعودية الآن عبد الكريم من أميركا مساء الخير عبد الكريم.

عبد الكريم الحبابي- أميركا: مساء الخير أخت ليلى.

ليلى الشايب: أهلا وسهلا تفضل أسمعك يا عبد الكريم تفضل.

عبد الكريم الحبابي: نعم أعتقد أنه بالنسبة للدول العربية يجب عليهم أن يسعوا إلى الطاقة بكل وسيلة ولكن ينقصنا في الوطن العربي ينقصنا الاستراتيجية والرؤية فيعني أعتقد أنه لا يعني غير مقنع أنه مثلا الإنسان يتوقع يعني يعقد مؤتمر للحزب هذا أو لفولان أو لتأهيل فولان أو يعني التأهيل السياسي ويبدأ برنامج يعني طموحي للأمة بالنسبة لجمهورية مصر العربية هي تعتبر الرأس في الأمة العربية كاملا ولا ينقصها كثير من الإمكانات يعني مصر هي عندها الكثير من الإمكانات البشرية والعلمية التي تؤهلها للطاقة النووية ولكن الغريب أنه مثلا عقد المؤتمر حق الحزب الوطني الحاكم أو بما يصح أنهم يؤهلوا شخص الزعيم الجديد جمال مبارك لخلافة والده ويبدأ من القمة يعني يبدأ ببرنامج طموح كبير يوهم الشعب.. الشعب المصري بحاجة إلى إصلاح حقيقي إصلاح سياسي إصلاح اقتصادي يعني مثلا تدريجي مثلما قال الرئيس حسني مبارك على أن مصر يعني يرفضوا التدخل الأجنبي فيبدأ الإصلاح يبدأ بتحقيق يعني بتحسين معيشة الشعب المصري يبدأ بتحقيق يعني الإصلاح السياسي تحقيق الإصلاح المالي والإداري والفساد وما إلى ذلك البرنامج من حق الأمة العربية لكن أنا أعتقد أنه في مصر أنا كمواطن عربي ألاقي أن هذا بس يعني مجرد موسمي يعني زي ما الانتخابات تجرى عندنا هنا وهناك يعني كلها صورية يعني بس لإيهام الرأي العام العربي أو لإيهام الشعوب على أن الأمة تتحرك فين البرنامج المصري من سنة من الستينيات إلى الآن؟ مَن الذي أوقفه؟ يعني أنا كمواطن عربي أنا لا أقتنع بالكلام هذا..

ليلى الشايب [مقاطعةً]: يعني هل للتسلح النووي مطلب شعبي يا عبد الكريم حتى تتعامل معها السلطة بهذا المنطق؟

عبد الكريم الحبابي: لا لا أنا ما أتعرض لأحد بس أنا أقول كمواطن عربي..

ليلى الشايب: لم أقل أنك تعرضت لأحد تقول إنه يعني الحكام والسلطة في عدد من البلدان العربية بمثل هذه التصريحات تريد أن تُظهر نفسها وكأنها تتحرك تظهر نفسها أمام الشعوب وأنا سألتك إن كان التسلح النووي مطلب شعبي مطلب جماهيري حتى تستجيب له السلطة بهذه الوعود ربما التي قد تتحقق وقد لا تتحقق..

عبد الكريم الحبابي: نعم يا أخت ليلى..

ليلى الشايب: نعم عبد الكريم أسمعك..

عبد الكريم الحبابي: نعم أتفق معك على إن إحنا بحاجة إلى تطور علمي إحنا مش بحاجة ما نحتاج السلاح النووي لسنا في حاجة إليه بمن نقاتل لا نحتاج السلاح النووي نحتاج إرادة نحتاج الإرادة نحتاج الموقف السياسي من الأمم من الزعماء العرب أن يكون عندنا موقف قوي يدافع عن الحقوق يرفع رأس الشعوب يعني هذا مطلب أساسي بالنسبة..

ليلى الشايب: المواقف وليس السلاح شكراً لك عبد الكريم شكراً لك تحدث إلينا من الولايات المتحدة الآن من بوركينافاسو محمد أيمن محمد مساء الخير.. يبدو أنه هذا الاتصال انقطع من المصدر حسين حميد الآن معي من مصر.

حسين حميد- مصر: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ليلى الشايب: وعليكم السلام.

حسين حميد: وكل عام وأنتم بخير واسمحي لي يا أخت ليلى في البداية أن أقول لحضرتك هذا هو الخلط هم يصورون لنا الموضوع النووي على إنه موضوع السلاح حتى وزير الخارجية منذ أسبوعين جلس يشرح موضوع السلاح النووي وخطورته ومشاكله وتكلفته وكذا نحن نريد النووي للاستخدامات السلمية وموضوع العرب موضوع العلم والبحث النووي وموضوع العلم الحديث يحتاج إلى أغنية فات الميعاد بمعنى آخر أن إسرائيل منذ البداية اتخذت أمرها وأنشأت مفاعلاتها وعملت اللي عملته وكذلك إيران في مشهد رائع خلفك يشرح الصدر وهي الآن تأخذ أمرها بأيديها واستفادت بهذه الطاقة السلمية أما عندنا فحتى الدكتور الضيف مع تحليله الرائع فالأهرام نفسها منذ عدة سنوات وللآن وما زالت تصور على أن الأبحاث النووية هي مكلفة ولا طاقة لنا بها وأن هناك رعب اسمه تشرنوبل مع العلم بأن مصر فرطت منذ البداية في علمائها وفي أبحاثها ولا ننسى في بداية الستينات الدكتورة سميرة موسى الرائد والعالمة والتي كانت في أميركا والتي قتلت في حادث غامض وكذلك علمائنا وعلى رأسهم المرحوم الراحل الدكتور يحيى المشد والذي كان قائداً لفريق عظيم وأراد أن يحيي المشروع في العراق ولكنه قتل أيضاً في فرنسا والأمر يحتاج إلى إرادة سياسية وفات الوقت لأن الدول الكبرى لن تسمح لدولة كمصر أن تنشئ مثل هذه الأبحاث أو أن تنشئ مثل هذه المحطات وإنني رأيت بعيني منذ عشر سنوات أو عشرين سنة محطة الضبع القريبة على الحدود مع ليبيا وكان لها حدود كبيرة ومكتوب عليها لوحات أنه سيتم إنشاء هنا محطة أبحاث نووية لاستخداماتها السلمية ومع ذلك هذه المحطة الآن ينعق عليها البوم ونأتي اليوم ونقول ما دام قلنا وصرحنا وكذا فلن يتم العمل في هذه الأشياء هذه الأشياء كانت تحتاج إلى قاعدة أشياء كانت تحتاج إلى قاعدة علمية عريضة كما قال الدكتور..

ليلى الشايب: نسيت حادثة مصنع الرابطة في ليبيا يا حسين يعني ربما ارتدعت مصر مما حدث في ليبيا عندما ضُرب مصنع الرابطة وتموز العراقي مفاعل تموز وغيرها.

حسين حميد: مصر لها وضع آخر لأن هؤلاء يصرحون ولا نية جادة مخلصة وإلا فها هي النموذج أمامنا إيران حتى إيران هذه الليلة فجر هذا اليوم أعلنت عن بحث جديد واستنساخ نعجة جديدة وهكذا واستنساخ خروف جديد وهكذا..

ليلى الشايب: دولّي إيرانية..

حسين حميد: دولّي إيراني شيء يفتح الصدر أما عندنا فانتقدنا أحمد زويل عدة مرات وقال لا يوجد قاعدة علمية موجودة ولا يوجد فريق عمل وطبعاً العرب ما عليهم إلا أن ينفقوا الفلوس ويبعثروها في كل مكان وكان بمصر هيئة التصنيع العربية في السبعينات ولو أيدوها لكنا الآن لنا شأن آخر في هذا المجال ولما أصبح حالنا يصعب على الكافر في هذه الأمور وشاكر أفضالك وكل عام وأنتم بخير.

الأبعاد الواقعية للبرنامج النووي ورأي الشارع

ليلى الشايب: وكل عام وأنت بخير يا حسين شكراً لك أعود مجدداً إلى ضيفنا في القاهرة دكتور محمد عبد السلام دكتور عبد السلام يعني نتذكر وعد عام 2002 من الرئيس حسني مبارك عندما قال إنه سيتم حلول عام 2010 بإنشاء محطة للطاقة النووية بمعنى أنه هذه المحطة ستدخل حيز العمل وحيز الخدمة بحلول هذا التاريخ عام 2010 هل تعتقد أن ذلك ممكن من سنة 2006 إلى 2010 هل هذا ممكن؟

محمد عبد السلام: ممكن من الناحية النظرية إقامة المحطة تستغرق خمس سنوات لو تمت الإجراءات التنفيذية بطريقة معينة يعني حسب طريقة التكليف بالأمر المباشر أو بالناقصات ربما تتقلص المدة إلى أقل من ذلك لكن ما أريد أن أشير إليه أن مصر لديها برنامج نووي مصر لديها مفاعلين في الوقت الحالي مفاعل صغير اثنين ميغا ومفاعل متوسط 22 ميغا لكن هذا البرنامج بحثي وهذا البرنامج البحثي قوي ومتقدم وجيد في نطاق أنه برنامج بحثي ما نتحدث عنه الآن هو برنامج للطاقة لإنتاج الطاقة الكهربائية يرتبط بمفاعلات ضخمة مفاعلات من ستمائة لتسعمائة وربما ألف ميغا هذه المفاعلات يستغرق بنائها وقت لكن هناك دراسات واتصالات مصرية سابقة هناك خبرات سابقة كما أشار الأخ هناك محطة ضبعة التي تم تخصيص أراضيها ومنشأتها لإقامة مثل هذه المفاعلات وبالتالي يمكن لمصر أن تختصر المدة يعني الخمس سنين يمكن أن تكون حد أقصى بشكل ما ولا أتفق معه على الإطلاق في أن المسألة سياسة هذه المرة المسألة جادة هذه المرة ارتبطت بتفاعلات في الشارع ارتبطت بحسابات دقيقة ترتبط أيضاً بعقلانية غير مسبوقة ترتبط يعني تتعلق بموضوع لا نتحدث عن سلاح نتحدث عن التزامات..

 

ليلى الشايب: هل ترتبط أيضاً بمصالح وحسابات الدول المجاورة؟

محمد عبد السلام: كل الدول ردت على الموضوع الإيراني بشكل من الأشكال يعني كما قلنا تركيا ردت ليبيا ردت اليمن السودان مصر دول الخليج لا تستطيع الدول أن تتجاهل تطور نووي موجود بجوارها على أراضيها لكن كانت المشكلة دائماَ هي طبيعة الرد يعني كان هناك سؤال دائماً غربي من المراسلين الغربيين ما الذي ستفعله مصر ثم السعودية إذا قامت إيران بعمل كذا وكذا، الردود كانت واضحة ربما تدخل هذه الدول أو تهتم هذه الدول إن لم يكن بإرادتها فعلى الرغم منها بإحياء أنشطتها النووية لكن هذا لا يرتبط بالسلاح على الإطلاق الرأي العام أصبح يتفاهم الموضوع مشكلة الرأي العام كما بدأنا نسمع إنه لم يعد يثق بشيء يعني يحتفل بنعجة إيرانية وأنها مسألة جيدة وما حصلتش وعندما يتحدث مسؤول عربي عن مشروع نووي سنجد له تخريجات أخرى غير هدفه غير هذا المشروع الرأي العام يواجه مشكلة حقيقية في أن يتعامل مع الأمور العربية بجدية خاصة عندما يتعلق الأمر بمشروعات من هذا النوع مشروعات نووية مشروعات عليمة فضائية أتصور أنها هي بداية ربما بداية نقاش جيد لكن الأمور لن تتوقف في مثل هذه المرة هذا ما أشعر به على الأقل ولدي مؤشرات محددة.

ليلى الشايب: شكراً لك دكتور محمد عبد السلام تبقى معنا طبعاً لمرافقتنا إلى غاية نهاية هذه الحلقة من برنامج منبر الجزيرة، نعود لكم مشاهدينا بعد الفاصل إذاً لنواصل النقاش فيما وراء إعادة الحديث عن البرنامج النووي المصري ابقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

ليلى الشيب: أهلاً بكم مشاهدينا مجدداً إلى هذه الحلقة من برنامج منبر الجزيرة نناقش فيها ما وراء الحديث مجدداً أو عودة الحديث عن إعادة الحياة إلى البرنامج النووي المصري أذكر بأنه يرافقنا من القاهرة الدكتور محمد عبد السلام وهو خبير في قضيا التسلح النووي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية دكتور يعني لمَن لا يفهم كثيراً في تفاصيل مثل هذه البرامج قد يطرح سؤال عما إذا كان سينطبق على مصر ما ينطبق مثلاً على إيران أو غيرها من عمليات تفتيش تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو مفتشين يعملون في هذه الوكالة هل ستخضع مصر لمثل هذا الإجراء؟

محمد عبد السلام: مصر تخضع.. مصر دولة منضمة للـ (MBT) وتوقيعاً وتصديقا وبالتالي تلتزم بالإجراءات العادية الخاصة بتفتيش الوكالة الدولة للطاقة الذرية بشكل دوري وبشكل متفق عليه على منشآتها لكن عندما ستبدأ المسائل الخاصة بإنشاء المفاعل بإنشاء المفاعلات الجديدة ربما يعني ستوضع هناك قضية على المحك وهذه المسألة ترتبط ليس بأن ذلك يمثل تحدي أمام مصر لكن كيف ستدير مصر هذه المسالة؟ بالتأكيد ستطرح هذه الأمور يعني التصريحات الأميركية التصريحات الإسرائيلية التصريحات الصادرة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية تشير إلى أنه لا توجد مشكلة تتعلق بنوايا مصر لا توجد مخاوف لا توجد تهديدات لا توجد أبعاد عسكرية لهذا البرنامج لكن قد يحدث أن تُطرح هذه المسألة وهي أن تلتزم مصر بأشكال أو بمستويات أخرى من التفتيش ترتبط بنوعين تحديدا تفتيش دولة المصدر التي ستقدم المفاعل لمصر ثم قد يُثار مسألة البروتوكول الإضافي، هذه المسائل تتطلب أتصور يعني عقلانية شديدة من جانب المسؤولين المصريين عن إدارة البرنامج في هذه المسألة لأنه ليس فقط لأنها تمثل التزامات إضافية لكن لأنه ستكون هناك مزايدات سياسية شديدة الحدة وقد بدأت هذه المسألة من الداخل الحديث عن أنه بمثل هذه المستويات من التفتيش سيصبح البرنامج غير ذو جدوى وما إليه كما نسمع الآن لكن إذا كنا نتحدث عن برنامج سلمي برنامج لا يهدف إلى التحول إلى شيء آخر برنامج شديد الجدية بالنسبة لمستقبل مصر أتصور أنه سيكون هناك أفق مرن لدى مصر في التعامل مع هذه الأمور مع احتفاظها بمواقفها الخاصة بأنها لن تنضم إلى بعض هذه الترتيبات إلا إذا انضمت إسرائيل أو بعض الأطراف الإقليمية الأخرى إلى مثل هذه الترتيبات أتصور هذا تحدي قائم أمام مصر في المرحلة القادمة.

ليلى الشايب: طيب نستمع إلى ربما ما يقوله أو يعتقده بعض مشاهدينا مثلا عبد الحميد عامر من مصر، عبد الحميد.

عبد الحميد عامر – مصر: مساء الخير أخت ليلى.

ليلى الشايب: مساء النور.

عبد الحميد عامر: حقيقي اللي نقوله مهم جدا في موضوع..

ليلى الشايب [مقاطعةً]: يعني دعني أسألك كمواطن مصري أنت عبد الحميد يعني ما وقع هذا الإعلان عليك؟

عبد الحميد عامر: طبعا وقع سعيد جدا لابد من مصر دخولها الطاقة النووية بالنسبة للأغراض السلمية بس فيه حاجة لازم نذكرها مهمة جدا في الموضوع ده أن المحطات النووية للكهرباء والاستخدامات السلمية غالية مكلفة جداً وفي نفس الوقت لابد أن مصر تمتلك مفاعل للتخصيب..

ليلى الشايب: يا عبد الحميد..

عبد الحميد عامر: اسمعيني الحتة دي مهمة حضرتك دي مهمة مفاعل للتخصيب..

ليلى الشايب: أيضا ما قاله الدكتور محمد عبد السلام مهم قال إنه هناك مشاريع سكنية في مصر يعني تكلفتها نفس تكلفة محطات للطاقة النووية والطاقة الكهربائية يعني لا فارق وبالتالي لا بأس من أن نوفر نفس المبلغ أو ربما حتى أقل منه لمشاريع بهذه الأهمية والتي تخدم يعني مصالح البلاد والمواطنين لعقود قادمة ولأجيال؟

عبد الحميد عامر: دي حقيقة حضرتك وأنا ممكن أقول لك مثال صغير إن ما تصدره مصر من الغاز الطبيعي لإسرائيل لمدة خمسة عشر سنة ممكن تكلفه محطة نووية واحدة فبالتالي ممكن نوفر المبالغ دي ونوفر الطاقة والغاز الطبيعي اللي نبعثه لإسرائيل ونخزنه في مصر ونستخدمه للطاقة السلمية والكهرباء ونستخدم الأموال اللي إحنا ممكن ننفقها للمحطات النووية زي ما قال الأستاذ محمد إن في المساكن وفي الصناعة وفي الزراعة وفي تنمية توشكى اللي هي مشروع قومي هائل جدا وغيرها وغيرها لكن نقول لك حاجة مهمة حضرتك إحنا لو عملنا محطات نووية للأغراض السلمية لابد أن يكون التخصيب في مصر لأن لو لم يكن التخصيب في مصر ممكن نبني المحطة النووية وبعد سنة أو سنتين من شغلها حضرتك ممكن أي دولة تمدنا باليورانيوم المخصب توقفنا ففي الحالة دي لازم نعمل زي إيران عشان نمتلك التخصيب في مصر عشان أي دولة تحاول توقفنا أثناء المحطة ما نكلفها خمسة وستة مليار دولار بتقول لنا ما فيش وقود نووي نقدر عندنا مفاعل للتخصيب فلابد من عمل التخصيب أولا وبعد ذلك المحطات النووية ثانيا وتوفير الأموال الطائلة من الغاز الطبيعي اللي رخيص الثمن اللي الذي تأخذه إسرائيل لمدة 15 سنة بأسعار بخس وتوفيرها للطاقة المصرية.

ليلى الشايب: شكرا لك عبد الحميد عامر من مصر رفيق ماهر الآن معي من السعودية.

رفيق ماهر – السعودية: سلام عليكم.

ليلى الشايب: وعليكم السلام.

رفيق ماهر:بالنسبة للمفاعل النووي المصري ده كان من المفروض من سنة 1952 من أيام المرحوم جمال عبد الناصر من.. قال إن أنا أعمل السد العالي أو أعمل المفاعل النووي إحنا لو عندنا مفاعل نووي كان حلت قضية فلسطين حلت من زمان مثل الهند وباكستان الهند وباكستان الهند عندها نووي وباكستان عندها نووي المنطقة كلها مستقرة إحنا بالنسبة عندنا أكثر من خمسة مليون مصري خارج البلاد أي مصري تسأليه في الشارع أو تعمله الجزيرة ومع احترامي لقناة الجزيرة القناة العلمية القناة اللي فهمت كل إنسان مننا كأمي وكمتعلم فهمت كل العلم وربنا رزقنا الحمد لله بالجزيرة بالنسبة تسألي أي واحد في الشارع المصري تقولي له قوت أولادك بخمسة قروش تدفع قرشين لمصر يقول لك أدفع الخمسة قروش وأولادي يباتوا جعانين لو أنتم عملتوا استفتاء في الشارع المصري إن إحنا نبقى عندنا مفاعل نووي زي إسرائيل وزي الدول الكبرى بل مصر أساسها المفروض من زمان كانت تبقى زي ما موضوع استراتيجيتها في المنطقة العربية كان المفروض يبقى عندنا مفاعل نووي من زمان لو إحنا خمسة مليون مصري في خارج البلاد أول شيء إحنا فلوسنا في العراق لم تأت لحد اليوم فلوسنا في العراق لم تأت لحد اليوم ما نعرف عنها شيء واسمحي لي يعني أنا مش متعلم بس اسمحي لي أتكلم معك أنا قمت جبت كارت بمائة ريال لو أدفعه لمصر لما تأتين تبصي دلوقتي تلاقي إن لو فلوسنا من العراق أو فلوسنا في يد أمينة وإحنا كخمسة مليون مصري خارج البلاد أطباء وعمال يعمل علينا ضريبة بس تبقى في يد أمينة إحنا عندنا للأسف ما فيش يد أمينة لو يد أمينة مصر وتتكلم في المشروع ده زي ما قال الدكتور زويل إن عايز يعمل في مصر أبحاث وتبقى في يد أمينة منعوا ورجال الأعمال في مصر وشباب مصر وفلاحين مصر وعمال مصر لو تعملوا استفتاء وتقولوا خذ من قوت أولادك إحنا مشردين بدون مفاعل نووي لا مشرد ويبقى عندنا قوة نقدر نبقى ضد مين؟ ضد العدو اللي قصادنا هو ضد الناس اللي دلوقتي بلا قوة بلا أي شيء فاحمني احمني واعطني قوتي وجوعني زي ما بيقول مثل عندنا فإحنا لو عرضوا علينا إن إحنا بخارج البلاد ضريبة نأخذ ألف ريال يبقى علينا 200 ريال من قوت أولادنا سنصنع الكلام ده وقولي لأي شاب في مصر عامل فلاح أي شيء قولي له تعالى سنخصم من راتبك كذا لمصر بس لمصر الأمينة لمصر اللي إحنا بنحبها مش لمصر دلوقتي مصر دلوقتي فلوسنا بتروح إحنا علينا ضرائب إحنا علينا ضرائب داخل مصر علينا ضرائب قبل كده يضيفوا علينا ضرائب ثانية.

ليلى الشايب: لكن كما تسميها أنت يا رفيق..

رفيق ماهر: نعم..

ليلى الشايب: مصر الآن هي التي أعلنت العودة إلى هذا البرنامج يعني لو طُلب منك مواطن مصري..

رفيق ماهر: نعم..

ليلى الشايب: أن تساهم كما قلت بقرشين أو خمس قروش هل ستفعل؟

رفيق ماهر: يأخذوا نصف راتبي أنا بالسعودية بقالي 17 سنة حُرمت من كل شيء في مصر بقالي 17 وعشر سنين في العراق وحرمت من كل شيء في مصر بس أنزل مصر يقاسموني.. يقاسموني في راتبي لا يقاسموني إن أنا يبقى عندي قوة احمي أولادي إحنا شفنا لبنان وشفنا فلسطين وشفنا العراق وشفنا الشيشان شنفا الدول كلها بدون قوة بدون معيشة لا تقدر تعيش لو أعطينا مثل كفلاح عندنا لما الست بتاعتي تنضرب أمامي يبقى أنا ما ليش كرامة أما لما يكون عندي سلاح قوة أقدر أوقف العدو المنطقة تستقر وإسرائيل ومصر كل الدول تعيش لو مصر عندها مفاعل نووي زيها زي إسرائيل وأنا بأقول الكلام ده على قناعة واعملوا استفتاء للشارع المصري إن ما دفعناش من بيوتنا وأجرنا بيوتنا لمصر سيكون كلام رفيق معك غير كده مبني على أساس..

ليلى الشايب: موقف وطني يعني مشرف..

رفيق ماهر: مش وطني كل المصريين..

ليلى الشايب: شكرا لك رفيق من السعودية أذكر بأنه مواطن مصري رفيق، فارس محمد الآن معي من السعودية..

فارس محمد- السعودية: ألو مساء الخير..

ليلى الشايب: مساء النور..

فارس محمد: الحقيقة ربما تكون لي وجهة نظر مختلفة أختي ليلى دائما أنا أنظر إلى أي مشروع وحتى وإن كان جيد في ضوء الظروف المحيطة فيه يعني إذا رأينا الضغوط اللي حاصل على إيران حتى مجالها السلمي فكيف يعني نقبل أن يكون هناك في مصر يعني تسامح في مجال الصناعة السلمية النووية أنا أعتقد أن هناك غزو شامل..

ليلى الشايب: تعتقد أنه مصر قبل أن تعلن يعني العودة إلى برنامجها النووي ألم تضع في الحسبان كل هذه الاعتبارات؟

فارس محمد: ربما وضعت في اعتباراتها وربما أيضاً طلب منها أن تعمل مفاعل نووي لأنه أعتقد إنه غير مجدي جداً وأعتقد إنه..

ليلى الشايب: طُلب منها تقول..

فارس محمد: طلب منها لأنه نحن في مرحلة غزو ومن ضمن..

ليلى الشايب: مَن طلب منها ذلك؟

فارس محمد: مَن طلب منها؟ نصف الدول التي سوف تنشئ لا المفاعل النووي وسوف نشاهد دول أخرى عربية ينشأ فيها مفاعل نووي ليس حباً في الدول العربية ولا في التطور النووي في الدول العربية ولكن لتصبح هذه الدول العربي مقبرة للنفايات النووية ليست نفس الصنع ولكن حتى من الدول الغربية بحجة أنه هذه النفايات هي موجود من المصنع النووي الموجود في بلدكم يني مصر لديها طاقة نفطية ولديها غاز إذا ما اعتمدت على المفاعل النووي في الكهرباء فإن أي حصار لها سوف يكون سهل أن يؤدي إلى نتائج عكسية كبيرة جدا بعكس الغاز أنا جميل جدا أن نكون متطورين وجميل جدا أن نكون قد بدأنا في مرحلة الحرب الباردة هي تلك المرحلة هي مرحلة فعلا الإبداعات النووية وإيران استغلت هذه المرحلة لا نحن نبتدئ عندما الضغوط تشتد على إيران فنقول نحن نريد أن نبدأ أعتقد إنه لا يمكن أن نسمح لأنفسنا أن نصدق هذا إلا إذا كان قد طُلب منا من ناحية أخرى إذا كنا صادقين في أننا ننشئ مفاعل نووي فيجب أن ننشئ مفاعل نووي ليس بالدول التي تعمل الآن عملية استعمار ومحاصرة دول عربية يعني مثلا مصر لتنشئ مفاعل نووي ولكن مثلا صيني أو روسي أو حتى بالتفاعل مع جنوب أفريقيا..

ليلى الشايب: سيكون ذلك بالتعاون مع كل من الصين وكوريا الجنوبية كما تذكر الأنباء..

فارس محمد: هي كبداية هي في البداية دائما مصر والدول العربية بعض الدول هي معروف أنها حلقة في المنظومة الأميركية وهي لا يمكن أن تقوم بمثل هذا العمل لولا موافقة أميركية أنا لم أقل جميل..

المعوقات والجانب السلمي للبرنامج المصري

ليلى الشايب: طيب فارس يعني نقطة هامة جدا دعني أعود بها إلى ضيفنا في القاهرة الدكتور محمد عبد السلام أشكرك يا فارس على هذه المشاركة دكتور عبد السلام يعني ألن يعرقل أحد هذا البرنامج المصري لا إسرائيل ولا أميركا يعني الدولتان اللتان تذكران كثيرا في مثل هذه السياقات؟

"
المعوقات كانت موجودة طوال الوقت ووصلت في وقت إلى ضرب المفاعل العراقي، وقد ارتبطت المعوقات في الأساس بالبرامج النووية العسكرية
"
محمد عبد السلام

محمد عبد السلام: أريد أن أتحدث عن مسألة العرقلة مسألة العرقلة كانت موجودة طوال الوقت ووصلت كما يعلم الجميع إلى ضرب المفاعل العراقي لكن العرقلة ارتبطت في الأساس بالبرامج النووية العسكرية ارتبط بهذا البرنامج النووي العسكري العراقي عام 1991 البرنامج النووي العسكري الليبي البرنامج النووي الإيراني الذي يحمل شبهات عسكرية المشكلة مع إيران الآن ليست بخصوص الاستخدامات السلمية للطاقة النووية ولا مفاعل بوشهر هي ترتبط فقط ببرنامج تخصيب اليورانيوم الذي يمكن أن يستخدم مدنيا ويمكن أن يستخدم عسكريا بالنسبة لمصر المسألة محسومة منذ وقت طويل والمسألة مسألة قرار خاص بها فكرة النوايا المصرية العسكرية انتهت الجميع يعلمون ذلك هناك تصريحات رسمية وهناك أتصور يعني مناقشات غير رسمية في هذه المسألة البرنامج النووي المصري سيكون سلمي بالكامل سيرتبط على الأرجح بمفاعلات ماء خفيف لا تتيح التحول إلى المجال العسكري الوكالة الدولي للطاقة الذرية يعني موجودة في كل خطوة من خطواته التصريحات الأميركية ذاتها تشير إلى أنها لا تمانع لكن لديها ما هو أهم، ما هو أهم أن الولايات المتحدة تدفع في الفترة الأخيرة لديها مبادرة دولية في اتجاه أن تقوم دول العالم باستخدام المفاعلات النووية لإنتاج الطاقة وهناك نظريات في هذه المسألة توفير الطاقة النفطية تخفيف الضغط على الموارد الموجودة في العالم والإصلاح الاقتصادي الأميركي لكن أقولها مرة أخرى الولايات المتحدة تشجع الآن الدول لامتلاك مفاعلات نووية للاستخدامات السلمية سواء لإنتاج الكهرباء أو لتحلية المياه بشرط الالتزام بالتنظيم الدولي لهذه المسألة لا أتصور أنه ستكون هناك عرقلة حتى إذا حاولت بعض الدول أن تعرقل أتصور أنها لن تنجح في ذلك يعني مش عايز أقول أنهم حتى لم ينجحوا في اكتشاف البرامج العسكرية الثلاثة اللي موجودين في المنطقة وتم اكتشافها بأساليب مختلفة أتصور عصر العرقلة قد انتهى المخاوف تأتي من الداخل ربما تيارات في الداخل جدل غير منضبط هو الذي يمكن أن يؤدى إلى مثل هذه الأمور.

ليلى الشايب: هل مصر مهتمة بالانضمام إلى النادي النووي دكتور؟

محمد عبد السلام: هو فكرة النادي النووي ارتبطت في الأساس بالنادي النووي العسكري الدول الخمسة الكبرى الثلاثة الهند وباكستان وإسرائيل لكن النادي النووي أتسع ليشمل الدول التي تتمتع بقدرات نووية كبيرة يعني لا يمكن الجزم هل اليابان ضمن النادي النووي ألمانيا ضمن النادي النووي بعض الدول مثل استراليا ضمن النادي النووي أما لا كما سمعنا توا فكرة الاهتمام مرتبطة بالجزء الشعبي في الموضوع لدى مصر مشكلة مكانة معينة لدى مصر مشكلة عاطفية هناك مواطن يريد أن يتبرع بنصف مرتبه ليرى مفاعل نووي لديه شروط بالطبع لكن هذه المسألة موجودة لدى الرأي العام إذا تم إجراء استطلاع على الأقل 95% سيوافقون على هذه المسألة وسيبدون رغبة في دعمها وبالتالي هناك مشكلة لا يمكن تحليلها على أساس مشكلة الطاقة مشكلة الأعداء مشكلة الأبعاد الاستراتيجية أتصور أن الرأي العام المصري مهتم بهذه المسألة عقدة مهمة ذات فائدة ذات جدوى اقتصادية وما إليه لكن مصر تستحق هذه المسألة كما يوجد اتجاه عام لدى الشارع والنخبة معا أتصور أنها مهتمة بدخول النادي النووي بشدة ومهتمة أيضا بأن لا تتجاوزها الموجة الحالية ومهتمة ثالثا بأن لا تنتقد لأنها فقدت فرصة مرة أخرى لكن هذه المرة تدخل النادي النووي بشكل شديد الانضباط لن يؤدى أتصور إلى إحباط هذه المحاولة كما حدث في المرات السابقة.

ليلى الشايب: لو ابتعدنا قليلا دكتور عن الحديث العلمي يعني التركيز على الحديث عن الجانب السلمي والمدني في هذا البرنامج المصري هل يحبط الرأي العام المصري كما هو الشأن ربما بالنسبة للرأي العام العربي بشكل عام الذي يعني له أو تعني له كلمة نووي سلاح نووي لا أكثر ولا أقل؟

محمد عبد السلام: بالتأكيد هذه مسألة جديدة تماما على الرأي العام المصري والعربي لا يزال الرأي العام المصري يتصور القضية النووية أو المشكلة النووية في إطار صراع الطاقة النووية تعني امتلاك سلاح نووي للتعاون مع إسرائيل والتعامل مع أعداء الأمة هذه المسألة قد انتهت الآن لكن الأمور يعني ستتطلب وقت حتى يبدأ الرأي العام في إدراك أن مواجهة الأعداء في الخارج يعني ليست أكثر أهمية من مواجهة مشكلات التنمية في الداخل من مشكلات التقدم الطاقة جزء من مستقبل الدول في المنطقة في الوقت الحالي وجزء من مستقبل مصر تحديدا في الفترة القادمة الرأي العام سيحبط نسبيا عندما يقال له طوال الوقت هذه طاقة سلمية لا ترتبط بمواجهة ما يتصور أنه الأعداء.. الأعداء يتم مواجهتهم بأشكال أخرى كما يتم تصورها هناك دائما حل لكل مشكلة عسكرية لكن هذه المرة..

ليلى الشايب: الردع ليس شكلا من هذه الأشكال دكتور؟

محمد عبد السلام: الردع جزء أساسي منها لكن الفكرة التقليدية للردع أنه وجود سلاح نووي يتم ردعه بسلاح نووي آخر هذه المسألة تظل صحيحة لكن هناك روادع حد أدنى هناك روادع حتى تقليدية يعني رأينا ما حدث في حرب لبنان مجرد صواريخ يعني هي مش حتى صواريخ دي مدفعية صاروخية لا تستخدم حتى بشكل فعال في الجيوش النظامية أدت إلى نتائج استراتيجية أو شبه استراتيجية في الصراع الدول العربية ربما.. ربما لا تحتاج إلى سلاح نووي لردع سلاح نووي أو يمكن التفكير بهذه الطريقة هناك وسائل أخرى للتعامل مع المشكلة النووية الإسرائيلية لكن على الرأي العام أن يعني يصبر وأن يتصور أن التنمية ليست يعني أقل أهمية من الأمن.

ليلى الشايب: لنرى إن كان كلامك أثر في آراء المشاهدين دكتور عبد السلام معنا الآن ناجي حسن من أميركا ناجي تفضل..

ناجي حسن – أميركا: السلام عليكم..

ليلى الشايب: وعليكم السلام..

ناجي حسن: معلش أنا ليا سؤال صغير وليا تدخل صغير أنا رأيي أن حكاية أن الرد على الأسلحة النووية بأسلحة ثانية إحنا كلنا متعلمين ما ينفعش يترد على أي أسلحة نووية ألا بأسلحة نووية وبعدين رأيي أن السلاح النووي هو مش سلاح عدواني زي ما حاولوا يصوروه لنا السلاح النووي هو سلاح سلام يعني فكري في اللي حصل في لبنان واللي يحصل في فلسطين وإيران محدش يتصور أن يعتدي على إيران لأنهم يتصوروا أن إيران عندها القوة يمكن ما عندهاش القوة النووية إنما مجرد أن عندها القوة أنها ترد فهذا منع الاعتداء عليها وبهدلة أهلها والستات اللي بتبقى في الشارع وتضرب بالنار وتطلع الطائرات فوق الفلسطينيين والأطفال بتلعب ويقتلوهم هذا ما حصلش في إيران وما حدش تجرأ أنه يعمله في إيران عشان عندهم أسلحة ترد بها على اعتداء إذا حصل أما حكاية السلاح النووي في مصر أو حكاية المفاعل في مصر وكل الناس يعني يقول بعض موظفين مستعدين يتنازلوا عن نصف ماهيتهم من أجل بناء هذا المفاعل نعم لأن التفكير الشخصي أو معظم عامة الشعب يتصوروا أن مجرد مصر أنا مصري يعني مجرد أن إحنا سننضم للنادي الدولي لنادي الذرة يبقى إحنا بننتج أسلحة ذرية لا مصر مش ستنتج أسلحة نووية لسبب لأن مصر منضمة لنادي حاضر ونعم لأميركا وبرضه الشيء اللي أنا مش قادر أتصوره الأخ اللي يتكلم أنا معلش أنا آسف جدا ما قدرتش ألقط اسمه ليه هو يعني..

ليلى الشايب: دكتور محمد عبد السلام..

ناجي حسن: أنا حاسس أنه يعني فيه عملية يعني زي واخد على إيران قوي هو إيران بدأت تعمل يعني اللي أنا شايفه أو بمعنى صح اللي أنا شايفه أن إيران أو الرئيس الإيراني بدأ يأخذ شعبية جامدة ما بين الأمة العربية لأن هو بدأ ينتج اللي أميركا رافضة أنه ينتج في الشرق الأوسط فمن هذا المنطلق يمكن أنا ما أجزمش أنا مش متطلع على الأمور إنما يمكن حبوا يقدموا ابن الرئيس مبارك بالصورة اللي تخلي الشعب يحبه ويدخلوا في عملية الأسلحة مش الأسلحة النووية المفاعل النووي..

ليلى الشايب: هذا سؤال مشروع أطرحه عليك قبل إنهاء هذه المحادثة معك يا ناجي يعني إلى أي مدى يمكن الربط بين يعني الحديث مجددا عن البرنامج النووي المصري وعن ربما بين تلميع صورة نجل الرئيس حسني مبارك ربما كرئيس مقبل لمصر؟

ناجي حسن: إحنا ممكن نقرأ الحاجات مش من اللي نسمعه من اللي بنشوفوه حواليها أولا إيه اللي يخلي أميركا أو أوروبا تسكت على أن مصر يعني تقول إن أنا سأنتج أسلحة مش أسلحة ذرية مفاعل نووي طب إذا سوريا النهارده قالت أنا سأنتج مفاعل نووي ستقوم الدنيا ولن تقعد مصر أميركا موافقة لأن عارفة أن مصر بتلمع ابن الرئيس اللي هو سيكون رئيس يعني إحنا عايزين أو غير عايزين ده شيء يعني لا نقاش فيه إنما مصر ستكون تحت حماية أو تحت منظار النادي الذري الدولي وهذا يعني شبه برضه مش هي دي رغبة الشعب مش هو هذا اللي الشعب اللي يقول لك أنا سأتنازل عن نصف مهيتي علشان تبني المفاعل الذري أه جمال عبد الناصر بدأ يبني المفاعل الذري وجاء أنور السادات يكمل في المفاعل الذري لأن المفاعل الذري إحنا مش عايزين نعتدي على حد إنما المفاعل الذري بيمنع حد يعتدي علينا الأسلحة الذرية وفيه تحليل إيطالي كامل أثبت أن الأسلحة الذرية ضربت في العراق وفيه بعض الأسلحة الذرية اللي هي يعني اللي بيقولوا عليها دي..

ليلى الشايب: الأسلحة الذكية أو القنابل الذكية نعم..

ناجي حسن: جربت في لبنان مناظر بيوت اللبنانيين تتصوري قولي لي بس لو إسرائيل أو..

ليلى الشايب: طيب ناجي شكرا لك على هذه المداخلة للأسف انتهى وقت هذا البرنامج أشكر كل المشاهدين الذين شاركوا في النقاش في حلقة اليوم خصصناها للحديث عن دلالات العودة إلى الحديث عن البرنامج النووي المصري أشكر أيضا طبعا الدكتور محمد عبد السلام الخبير في قضايا التسلح النووي بمركز الدراسات الاستراتيجية التابع لمركز الأهرام رافقنا طيلة هذه الحلقة إذاً مشاهدينا في ختام حلقة اليوم لكم تحية من منتجة البرنامج ليلى صلاح ومخرجه منصور الطلافيح ومني ليلى الشايب أطيب تحية دمتم بخير وإلى اللقاء.

المصدر: الجزيرة