منبر الجزيرة

رأي الشارع العربي في الحشود الأميركية في الخليج

يتواصل قرع طبول الحرب في الخليج، وتتواصل المناشدة العربية للرئيس العراقي بأن يواصل التعاون مع فرق التفتيش التابعة للأمم المتحدة لتفويت فرصة تعرض بلاده لهجمة أميركية، كما تلعب أطراف عربية دورا كبيرا لدعم الموقف الرافض لشن هجوم أميركي على العراق.

مقدم الحلقة:

عبد الصمد ناصر

ضيف الحلقة:

د. حسام شلتوت: رئيس منظمة الحقوق والحريات العالمية

تاريخ الحلقة:

16/01/2003


undefinedعبد الصمد ناصر: السلام عليكم، وأهلاً بكم إلى هذه الحلقة من برنامج (منبر الجزيرة).

يتواصل قرع طبول الحرب في الخليج وتواصل الولايات المتحدة إرسال المزيد من قواتها إلى المنطقة في إشارة واضحة منها إلى الرئيس العراقي صدام حسين، بضرورة الإذعان والكشف عما تزعم أنه أسلحة دمار شامل عراقية.

يتواصل قرع طبول الحرب إذن، وتتواصل المناشدة العربية للرئيس العراقي بأن يواصل التعاون مع فرق التفتيش التابعة للأمم المتحدة لتفويت فرصة تعرض بلاده لهجمة أميركية، كما تلعب أطراف عربية -فيما بدا وكأنه وقت ضائع- دوراً كبيراً لدعم الموقف الرافض لشن هجوم أميركي على العراق خارج نطاق الشرعية الدولية.

أما الشارع العربي الذي يتابع -بمرارة- العدَّ العكسي لبدء الضربة الأميركية، فيبدو وكأنه ليس أمامه سوى التذمُّر وإبداء الغضب، فقد خرجت مظاهرات عديدة نظمها معارضون للحرب في عواصم عديدة، في الرباط تظاهر حوالي 5 آلاف شخص ضد التهديد بالحرب في العراق، وأدانوا عقم وتقاعس الأنظمة العربية في مواجهة التهديدات الأميركية.

وشهدت مدينة اسطنبول التركية مظاهرة احتجاج مماثلة نظمها أنصار حزب الشعب الديمقراطي المدافع عن الأقلية الكردية في تركيا، وردد المتظاهرون شعارات التنديد بالحرب ورفض اشتراك تركيا فيها، وبينما تتهيأ بغداد لاستقبال الدفعة الأولى من الدروع البشرية تعم موجة غليان شعبي العديد من الأقطار العربية والإسلامية، فهل تثني المظاهرات الشعبية عزم واشنطن المضي قدماً في خطتها العسكرية ضد العراق؟

هذا هو محور حلقتنا للمشاركة نستقبل اتصالاتكم على الأرقام التالية: الهاتف الرمز الدولي لقطر 9744888873. والفاكس 9744890865 كذلك يمكنكم المشاركة عبر الموقع الإلكتروني (الجزيرة) على الإنترنت وهو: www.aljazeera.net

يشاركنا في هذه الحلقة من القاهرة أيضاً الدكتور حسام شلتوت (رئيس منظمة الحقوق والحريات العالمية المسجلة في أميركا).

إعلان

أسأله بداية دكتور حسام شلتوت يعني: هل تعتقد بأن الشارع العربي يملك مفتاح إيقاف العدِّ العكسي للحرب على العراق؟

د.حسام شلتوت: السلام عليكم.

عبد الصمد ناصر: وعليكم السلام.

د.حسام شلتوت: أولاً نشكر قناة (الجزيرة)، وإجابةً على سؤال سيادتكم: في اعتقادي أن الشارع العربي قادر على وقف هذا العدوان الأميركي المرتقب على الشعب العراقي الشقيق، فقد حاولت الحكومات العربية، ولكن السياسات الرسمية لها قيودها وتحفظاتها، والعد قد ابتدأ، والحكومة الأميركية قد قررت الحرب فهي أرسلت هذه المئات من الألوف للحرب وليس للنزهة، ولكن الشارع العربي والشارع العالمي خصوصاً، والشعب الأميركي والأوروبي يستطيعون وقف هذه الحملة العدوانية من الولايات المتحدة، إن الشعب الأميركي لهو شعب صديق وأنا أحب الشعب الأميركي، ولكن القيادة الأميركية الحالية هي قيادة تتجه للعدوان..

عبد الصمد ناصر: دكتور حسام يعني..

د.حسام شلتوت: تتجه للعدوان..

عبد الصمد ناصر: لا نريد المشاعر في هذه الحلقة، نريد أن نكون عمليين أكثر، أنت رئيس منظمة حقوق والحريات العالمية، هل تعتقد بأن المفترض من المؤسسات الأهلية والشعبية، وكذا كل من يهتم بالشأن العام العربي يُفترض به أن يكون على اتصال بالمجتمع المدني الأميركي، لربما قد يكون تأثيره أكثر فاعلية من الشارع العربي؟

د.حسام شلتوت: أجل إن المجتمع الأميركي.. لأن أميركا في حالة وجود عدد كبير من الأميركيين في العراق، فلن تتجرأ على ضرب العراق في هذه الحالة، فيجب أن يكون تركيزنا على الشعب الأميركي والشعب الأوروبي، برغم أن للشعب العربي بعض التأثير، ولكن تأثير الشعب الأميركي والأوروبي سيمنع الأميركيين من الدخول في هذه الحرب، وهذه هي وسيلتنا الأخيرة لضيق الوقت ونحن ننوي تجميع ما يقرب من مائة ألف أميركي وأوروبي والذهاب بهم إلى العراق، لمساندة شعب العراق ولإظهار أن المسالمين الأميركيين سيستطيعوا الصمود للجيش الأميركي، وأن الحق فوق القوة.

عبد الصمد ناصر: دكتور قد نعود.. سنعود إليك حتماً بعد أن نبدأ بتلقي اتصالات السادة المشاهدين نبدأ مع سكين قصاب من سوريا أخي سكين..

سكين قصاب: السلام عليكم.

عبد الصمد ناصر: أنت كمواطن عربي في سوريا هل.. كيف تنظر إلى الشارع العربي في هذه الأزمة؟ هل أنت راضٍ عن ردود الشارع العربي؟

سكين قصاب: بسم الله الرحمن الرحيم، وتحية لك سيدي الكريم وإلى ضيفك، إن الشارع العربي يستطيع أن يقدم كل ما يمكن لحكوماته، ولكن الحكومات هي التي تستطيع أن تمنع الحرب، فرأينا منذ يومين الرئيس المصري السيد حسني مبارك يقول: بأن ولا دولة عربية يمكن أن تقف في وجه العدوان الأميركي، إنه يعني.. مثل عم بيقولوا.. للشعب يعني، إنه لا تقاوموا ولا تعملوا شيء، يستطيع الشارع العربي أن يقاوم بكل أصواته، وعلى الحكومات العربية أن تمنع هذه الحرب مهما كان الثمن، لأن الدور بعد العراق سيكون على سوريا ولبنان وجميع الدول العربية الأخرى.

عبد الصمد ناصر: على كل حال أخ علاء هذا رأيك، نتحول من علاء في لندن إلى.. عفواً من سكين قصاب من سوريا إلى علاء في لندن، أخ علاء أنت في لندن.. أو فنلندا عفواً -تشاهد ردود الفعل الغربية في دول غربية، بينما يبدو الشارع العربي تقريباً شبه ساكن أكيد أن هناك حالة من موجة الغليان تنتاب الشارع العربي وهو يشاهد التطورات الأخيرة في المنطقة، ولكن هل نجد أي مبرر لردود الفعل الباهتة في الشارع العربي؟

إعلان

علاء: أولاً: السلام عليكم.

عبد الصمد ناصر: وعليكم السلام.

علاء: في الحقيقة أنا منذ زمن أردت أن أتصل بكم، حتى أقول رأيي بصراحة فيما يحدث، هذه المهزلة من الغرب بالذات من أميركا ومن التيار الصليبي، أنا عايش في هذا البلد منذ عام 71، وأنا شخصياً بصفتي رجل مسؤول مسلم، وبطبيعة الحال فنلندي، نعاني من الجهل الشديد اللي مفروض على هؤلاء الناس، ولكن ما أريد أن أقول في قضية العراق: لو إحنا رجعنا.. للأسف الشديد أنا عارف الوقت مش كافي، ولكن القضية اللي هأتحدث فيها قضية الحقيقة مهمة جداً ومصيرية بالنسبة لنا كأمة عربية أو أمة إسلامية عربية، ما حدث مع الكويت كان مقصود به الكويت أولاً وليس أي شيء آخر، لأن الكويت كلنا نعلم أنها كانت من أكبر الدول التي كانت تدعم العمل الاستراتيجي المدروس والإعلام الاستراتيجي اللي هو بالنسبة لنشر الدعوة الإسلامية، وكلنا نذكر إن الكويت كانت من أكثر الدول العربية الإسلامية التي كانت اقتصادياً لها وضع على مستوى العالم ووصل بها الحال في نهاية الثمانينات إنها كانت بتملك شركات كبيرة، كمرسيدس وما إلى آخره..

عبد الصمد ناصر [مقاطعاً]: طيب لنبق في موضوعنا أما الآن أخي علاء.

علاء: نعم، إذن يا أخي الكريم ما أريد أن أقول: أن الذي يحدث اليوم هي مؤامرة ليست من اليوم، هذه المؤامرة من الغرب ومن.. من النظام الصليبي منذ أيام صلاح الدين ومن قبل ذلك، ولن يتركونا حتى ينزعوا منا لا إله إلا الله.

أنا أعيش في الغرب هنا أعيش في هذه الدولة التي كانت تتبنى نظام عدم الانحياز، دولة فنلندا الدولة الصغيرة الذين لا يزيدون عن 5 مليون بيحاربوني أنا وأنا فنلندي، أنا ثلثين عمري في هذا البلد، لو أقول لك ماذا يحدث من مآسي في هذا البلد.. يريدون يعني أن يغيروا قوانين البلد استراتيجية هذا البلد، لماذا؟ لأننا مسلمون..

عبد الصمد ناصر: طيب أخي علاء..

علاء: لابد أن نفيق لهذا يا أخي.

عبد الصمد ناصر: نعم، الفكرة واضحة أخ علاء، معنا من.. من الولايات المتحدة زهير مرديني، زهير يعني مازلت لم أتلق جواباً لحد الآن من الإخوة الذين شاركوا، وهو رد الفعل العربي، الحركة الشعبية العربية كيف تراها مقارنة مع المتغيرات السياسية التي تقبل عليها المنطقة العربية، وما يمكن أن نسميه بالمؤامرات الغربية على المنطقة العربية؟

زهير مرديني: سيد عبد الصمد.

عبد الصمد ناصر: نعم، أخي زهير تفضل.

زهير مرديني: السلام عليكم.

عبد الصمد ناصر: وعليكم السلام.

زهير مرديني: يا سيدي إحنا العرب مش ممكن نقدر نرتفع لمستوى الدول العظيمة إلا إذا اتحدنا، مع إن إحنا الدول العربية بعدين كل شيء إحنا بنلوم أميركا وبنلوم إسرائيل، صحيح. بس إحنا يا أخي ما إحنا قوة عالمية العرب، إذا بتتذكر ميشيل عفلق قال: إنه.. إحنا الأمة العربية لازم نتحد.. من المحيط إلى الخليج، راح نشكل أكبر دولة في العالم، وعندنا اقتصاديات وبترول وإمكانيات. شبابنا والعلماء العرب بيجوا على أميركا بيصيروا من أبرز الشخصيات والدكاترة (…) بيصيروا عالميين، فليش ما نتحد؟ هاي الدول الأوروبية اتحدت، صارت عملة واحدة، ليش إحنا ما نتحد نعمل عملة واحدة؟ ليش ما نصير شعب واحد وإلنا رئيس واحد فيدرالي؟

عبد الصمد ناصر: يعني أنت الآن أخي.. أخي زهير تحيد عن الموضوع المطروح

زهير مرديني: وبعدين..

عبد الصمد ناصر: سؤالنا..

زهير مرديني: يعني شغلة العراق هاي، ولا يمكن إلا ما يصير هجوم على العراق، ما عدا إنه صدام حسين إذا بيحب بلده وبيحب الأردن وبيحب البلاد العربية، يا عم بلاها الرئاسة، روح اطلع وخلي الشعب العراقي ينتخب غيرك..

عبد الصمد ناصر [مقاطعاً]: طيب أخي زهير.. أخي زهير، يعني موضوعنا هو.. وسؤالي لك الآن -بشكل مباشر- أريد أن أسمع رأيك فيه، هل تعتقد بأن الشارع العربي لو تحرك بشكل فعال، هل له أن يغير في أي شيء من مخططات أميركا تجاه العراق؟ أخ زهير هل تسمعني؟

إعلان

زهير مرديني: الشعب العربي ما هو مغلوب على أمره، كيف بده بيتحرك؟ فيه عندك بالخليج.. بالخليج عندك واحد بيرفع حاله من سلطان لإمبراطور، واحد بيرفَّع حاله إلى ملك، وبيصير صاحب جلالة وصاحب عظمة، والعظمة لله..

عبد الصمد ناصر [مقاطعاً]: طيب أخي زهير..

زهير مرديني: ثم هادول دايرين ورا زعامات، كل صار في..

عبد الصمد ناصر [مقاطعاً]: طيب أخ زهير فكرتك واضحة بمعنى أن الشارع العربي مقيد بقيود وتكبله قيود رسمية، نتحول للأخ محمد عبد المجيد من فرنسا محمد عبد المجيد تفضل.

محمد عبد المجيد: آلو. السلام عليكم.

عبد الصمد ناصر: وعليكم السلام، استمعت إلى سؤالي إلى الأخ زهير، لم يرد عليَّ لحد الآن ولم يرد علي أي أحد من المشاركين، أريد أن أسمع منك إجابة لو أمكن.

محمد عبد المجيد: نعم، أخي عبد الصمد، أول شيء أنا مدهوش جداً من مواقف الدول العربية تجاه أزمة العراق، يعني الموقف الألماني كان ضد ضرب العراق. نعم، حتى قال المستشار الألماني: بأنه حتى ضد استخدام القواعد الأميركية في ألمانيا، يعني إذا.. إذا قارنَّا بالموقف السعودي نجد أن الموقف الألماني أقرب إلى.. أقرب إلى المنطق من الموقف السعودي، يعني لا نتكلم على لا إسلام ولا شيء، نتكلم على منطق، الموقف الألماني منطقياً أكثر من الموقف السعودي، هذه الناحية الأولى.

الناحية الثانية: بالنسبة للمعارضة العراقية، أنا أستغرب إنه الشارع في الدول الأوروبية، نحن هون في أوروبا، يعني الشارع ملتهب في كثير من الشعوب الأوروبية تنزل على الشارع تعبر عن معارضتها لضرب العراق، فكيف هذه المعارضة العراقية تريد ضرب العراق؟ هذه خيانة، هذه المعارضة في الحقيقة الشعوب العربية ضد هذه المعارضة هذه المعارضة يجب أن تضع في الزبالة، اسمح لي في هذه الكلمة، أنا آسف بأن أستعمل هذه الكلمة.

عبد الصمد ناصر: يا أخي..

محمد عبد المجيد: وأقول بإن العراق سوف يضرب إن تعاون أم لم يتعاون العراق سوف يُضرب، الجامعة العربية طلبت من العراق أن يتعاون مع قرارات مجلس الأمن، لكن الجامعة العربية مغفَّلة، لأن العراق سوف يُضرب إن تعاون أم لم يتعاون، الآن هناك استفزاز للعراق من قِبَل اللجنة التفتيشية للأمم المتحدة والولايات المتحدة الأميركية تبحث عن عذر أو إلى شيء ما عن طريق اللجنة أو عن طريق العلماء العراقيين، لأنها الآن تريد الاستفراد بالعلماء العراقيين، لتغيير أقوالهم، آه.. لتكون هذه الأقوال ضد العراق، وأنا أقول.. أناشد العلماء العراقيين ألا يذهبوا إلى أي منطقة إن كانت في قبرص أو في نيويورك، لأنهم سوف.. في الحقيقة إما يُضربوا من قِبل إسرائيل، وإما تحرَّف أقوالهم فأرجو من العلماء ألا يذهبوا حتى لو صدام..

عبد الصمد ناصر [مقاطعاً]: أخي محمد نعم.

محمد عبد المجيد: قال لهم اذهبوا لا يذهبوا، هذا مصير أمة وليس مصير صدام، وأقول للدول العربية إذا أرادت أن تقول لصدام تنح عن السلطة، يعني كيف يتنحى عن السلطة؟ لماذا لا يتنحى فلان يعني؟…

عبد الصمد ناصر [مقاطعاً]: محمد عبد المجيد يعني فكرة.. الفكرة واضحة، وقبل أن آخذ رأي مشارك آخر، رجاء فقط من الأخ المخرج أن يرفع صوت السماعة هنا داخل الأستوديو لأني أسمع الصوت بشكل يعني غير واضح، معي الأخ محمد فاتح من لندن، محمد الفاتح تفضل.

محمد الفاتح: تحية لقناة (الجزيرة) على هذه البرامج الرائدة، بس قبل ما أجيب على سؤالك، يعني أود أن أسجِّل ملاحظة وهي كلمة لمن.. لمن.. لهؤلاء الذين يدعون إلى الذهاب .. الشعوب العربية وممثلين عنها نيابة عنها إلى العراق كدروع بشرية، أود أن أقول لهم: ما نحن أعز على الأميركان من الشعب العراقي، سيذبحوننا كما يذبحون الشعب العراقي، يعني هذه فكرة غير صائبة، وأنا يعني أدعو الناس بدلاً من أن يذهبوا ليكونوا دروعاً بشرياً ويذبحوا كما يذبح الدجاج.. الدجاج، عليهم أن يحملوا أسلحة ويقاتلوا، حتى إذا قُتلوا قتلوا وهم يقاتلون، هذه هي الكرامة..

عبد الصمد ناصر: يعني.. يعني في هذا الإطار أخ محمد الفاتح هناك آخر تصريح لريتشارد مايرز (رئيس هيئة الأركان المشتركة) اليوم حول هذا الموضوع الذي تتحدث عنه حذر العراق من مغبة استخدام الدروع البشرية سواء العربية والغربية، يعني باعتقادك أخي وأنت تعيش في لندن، هل تعتقد بأن بريطانيا وأميركا.. الولايات المتحدة يمكن أن تجازف بضرب أهداف لربما قد تكون محاطة بدروع بشرية من أشخاص قدموا من الولايات المتحدة أو بريطانيا؟

إعلان

محمد الفاتح: نعم، أقول لك بكل مصداقية يعني من واقع خبرتي ويعني نقاشي مع أهل هذه البلاد التي أعيش فيها، هم لا يعتبروننا يعني، هم لا يقولوا.. يقولونها بصراحة، ولكن أقول لك بكل صدق: نحن ما أعز عليهم بأي نوع من.. من الكلاب أو.. أو الدواجن، يعني يمكن أن نذبح بدم بارد في سبيل أن يحصلوا هم على مصالحهم وعلى ما يريدون، ما.. ما أود أن أقوله كإجابة على سؤالك أنا أدعو أن يقوم الإعلام العربي بواجبه، وأن يقوم علماء المسلمين سواء كانوا علماء الدين أو.. أو العلماء في مجالات العلوم بتوعية الشعوب، ودفعها للوقوف جنباً إلى جنب مع الشعب العراقي يقاتلون معه، لأن هذا أصبح صراع وجود، كما أنا أدعو الشعب العراقي أن يقاتل وأن يطيل أمد الحرب، وألا يستسلم، لأن هذا في حد ذاته يدفع الآخرين للذهاب إلى العراق والقتال معهم والوقوف معهم.

عبد الصمد ناصر: طيب أخي محمد من لندن، أشكرك لنفسح المجال لمشاركات أخرى هناك العديد من السادة المشاهدين في الانتظار على الهاتف، معي عبد الرحمن الصالح من سوريا، أخي عبد الرحمن يعني في ضوء ما قال الأخ محمد الفاتح هل العيب في الشارع العربي لركوده الآن لما يوصف بالجمود، أم أن العيب في القيادة وفي افتقار هذا.. هذا الشعب.. الشارع لمن يقوده في حركة شعبية مناهضة للتهديدات الأميركية وافتقاده للأسلوب وكذا الافتقاد إلى هدف موحد لجميع الحركات الشعبية في الوطن العربي..

عبد الرحمن الصالح: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عبد الصمد ناصر: وعليكم السلام ورحمة الله.

عبد الرحمن الصالح: إن الشارع العربي الإسلامي يستطيع أن يفجر الأرض تحت.. تحت.. تحت أرجل حكام العرب، إن حكام العرب قد فقدوا الرجولة والشهامة، فآن الأوان لشعوب الأمة الإسلامية أن تحمل لواء الحق، لواء محمد -صلى الله عليه وسلم- وتحمل راية لا إله إلا الله، وأن تعمل مع العاملين المخلصين الذين يسعون لاستئناف الحياة الإسلامية، وإيجاد الإسلام السياسي في معترك الحياة.

إن أميركا هي نمر من ورق، وإنها لا تستطيع أن تقف أمام المد الإسلامي إذا رفعت لواء.. إذا رفعت الأمة الإسلامية لواء الحق، تستطيع الأمة الإسلامية والشعوب الإسلامية في شتى بقاع الأرض أن تزلزل الأرض من تحت حكام العرب أولاً، وأن يكون هدفهم هو إعلاء كلمة الله والدفاع عن لا إله إلا الله محمد رسول الله، نحن لا نبكي على النظام العراقي، إن النظام العراقي هو نظام بعث نظام كافر، نحن نبكي على خيرات الأمة الإسلامية في العراق، نقول للأمة الإسلامية: قوموا وموتوا على ما مات عليه محمد صلى الله عليه وسلم، قوموا وأعلنوها خلافة راشدة على منهاج النبوة، ليرضى ساكن السماء وساكن الأرض، إذا أردتم الخلاص فعليكم أولاً القضاء على الأنظمة العربية، لأنها أنظمة عميلة، أنظمة وضعها الكفار على.. وسلَّطها على رقاب الأمة الإسلامية

عبد الصمد ناصر: أخي عبد الرحمن صالح، الفكرة واضحة وضوح كبير يعني أنت تدعو الشارع العربي إلى التحرك ضد أنظمته قبل التحرك ضد الولايات المتحدة الأميركية، وأعتقد أن الظرف الدولي الحالي لا يسمح للعرب الآن بتشتيت صفوفهم بقدر ما يتطلب وحدة الصف العربي وحدة داخلية، ثم وحدة الدول العربية كلها في مواجهة التحديات المقبلة.

معي من الأردن طلال الرمحي. سيد طلال الرمحي، ما..

طلال الرمحي: مساء الخير أخ عبد الصمد.

عبد الصمد ناصر: مساء الخير، ما تفسيرك لهذا رد الفعل المخيب لحد الآن من الشارع العربي تجاه ما.. ما تقبل عليه المنطقة العربية من مخاطر؟

طلال الرمحي: أخي عبد الصمد، اسمح لي أن أقول:

أمتي هل لكِ بين الأمم منبر للسيف أو للقلم؟

أتلقاكِ وطرفي مطرقاً خجلاً من نخوة المعتصم

إنني أخي عبد الصمد أذوب خجلاً، وأجد نفسي قزماً صغيراً أمام هذه الحشود القادمة من الولايات المتحدة واليونان، وبريطانيا، وفرنسا، وسيتبعها حشود وحشود من كل أنحاء العالم لتشكل دروعاً بشرية إلا من الشعب العربي اسماً ولساناً، يا إخوتي في العراق قيادة وشعب: لقد أعددتم جيشاً قوامه سبعة ملايين ونصف، سميتموه جيش القدس، فباسم القدس أناشدكم أن تحولوا هذا الجيش وفدائيي صدام لا إلى دروع بشرية، بل إلى جيش من الاستشهاديين أسوة في إخوانكم في فلسطين، وأن تحولوا حديد العراق إلى أحزمة ناسفة، فوالله مفعول استشهادي واحد أقوى من مفعول صاروخ من صواريخ التدمير الشامل.

عبد الصمد ناصر: أخي، نعم أخي طلال، شكراً لك، يعني نحن هنا في البرنامج حينما اخترنا هذا الموضوع لم نختره لتحريض الشارع ولا لتهييجه، بقدر ما نريد أن نلقي نظرة من الداخل على واقع الشارع العربي ونعرف مكامن وبواطن هذا الشارع ومحددات تحركه، خاصة في هذه الأزمة.

معي محمد.. محمد من قطر، قبل أن آخذ وقفة إعلانية.. محمد، تفضل.

محمد: السلام عليكم.

عبد الصمد ناصر: وعليكم السلام.

محمد: سيدي الكريم، أول شيء بنشكرك على البرنامج، بالنسبة لموضوع الشارع العربي فعلاً يعني حال وموقف الشارع العربي مو أكثر وأحسن حال من موقف الحكومات، يعني بالرغم من كل ما بيحصل الآن وكل هاي الحشود ضد العراق نجد أن المواطن العربي بيقف مكتوف الأيدي دون أي محاولة لتنظيم نفسه وإبداء رأيه من أجل أن يضغط أولاً على حكوماته اللي أغلب المواطنين اللي.. والإخوة اللي شاركوا عم بيلوموا الحكومات لم نجد أن المواطن العربي فعلاً أبدى رأيه من أجل أولاً ضغط على حكوماته.. من أجل أن.. أن يضغطوا أيضاً على العالم الغربي الذي ينادي بالديمقراطية، من أجل أن يقولوا لهم إن.. إن شارعنا العربي ومواطنينا رافضين لهذا التدخل ولهذه الحملة التي يقودونها ضد العراق، ففعلاً اللوم يقع أولاً على المواطن العربي الذي لم يبدِ ولم يفعل أي شيء تجاه هذه الحملة.

عبد الصمد ناصر: محمد من قطر، شكراً لك.

[فاصل إعلاني]

عبد الصمد ناصر: قبل أن نواصل في تلقي مكالماتكم الهاتفية أستعرض بعض المشاركات عبر الإنترنت.

مشاركة من حسين من العراق يقول: لا.. لا يمكن تغيير الوضع العربي المهين إلا بالعودة إلى الفهم الحقيقي للإسلام وتطبيقه على حياتنا العملية، الحرص على مصلحة الناس أولاً وأخيراً.

المشاركة أيضاً من أخ بشار من سوريا، يقول بأن المراهنة على الشارع العربي هي مراهنة خاسرة، لأن هذه الشعوب محكومة من قِبَل حكام مستبدين وأقصى ما يمكن فعله هو المظاهرات، ثم يعود كل شيء لأصله.

سلمان محمد عبد الله يقول: جميعنا أو.. أمر الحرب على العراق بيد شرطي العالم الأميركي، ولا يخذل رأي العرب في مثل هذه.. أو لا يؤخذ رأي العرب في مثل هذه القرارات.

الأخ يوسف عمر السايس من اليمن يقول: إن الحشود العسكرية بالخليج تسد عين الشمس، والغريب أن مصادر خليجية مسؤولة تنفي الحرب، ولا أدري هل ما يحدث مجرد استضافة في إطار الكرم الخليجي الحاتمي للعم سام وأعوانه من الأنجلوسكسون.

ثم مشاركة أخرى من محمد برهام عبد، يقول: علينا أن نوقف الحرب وإن أصرت أميركا فيجب أن يكون كل شيء أميركي وبريطاني في الدول العربية والإسلامية، كل شيء يكون مباحاً.

ثم أحمد صبري من الولايات المتحدة الأميركية.. أحمد سامح صبري، يقول: هل نتصور أن بعد تحريك أميركا لأساطيلها للعراق وتجهيز قواعدها بالخليج واستدعاء الاحتياط، وما تكلفه ذلك من أموال أن هناك احتمالاً ضئيلاً لتراجعها مع وجود شارع عربي مستأنس؟!

على كل حال هذه بعض المشاركات.

نعود مرة أخرى إلى ضيفنا الدكتور حسام شلتوت دكتور، يعني استمعت إلى الكثير من الآراء حول الشارع العربي.. حول ردود فعل الشارع العربي، ولكن أغلبها يُحمِّل الحكام مسؤولية جمود الشارع العربي، هل يساورك أي شك في أن الشارع العربي يريد فعلاً أن يتحرك، وأن هناك قيوداً لربما هي التي تحد من أي مشاركة شعبية في تغيير الوضع؟

د.حسام شلتوت: في اعتقادي أن الشارع العربي يريد أن يتحرك، وأن القيود عليه ليست بهذه القدرة لتوقفه عن التحرك، ومنظمتنا تقوم بحشد حوالي 200 ألف من الأميركيين والأوروبيين والعرب للاتجاه إلى العراق، وقد طلبنا السماح لنا بالتوجه عبر الأردن من جلالة الملك عبد الله الثاني، وننتظر الرد، وكذلك اتصلنا بفخامة الرئيس بشار الأسد للسماح لنا بالزحف عبر سوريا، وكذلك بالقيادة الإيرانية، ونحن في انتظار الرد.

إن ذهاب الشعب العربي سيُري أميركا أن الشعب العربي متحد، وأنهم في حالة احتلال العراق فإنهم لن يكونوا هناك في أمان، فالعرب يستطيعون الدخول عبر الحدود، ويحولونها لهم إلى مكان لا يقدروا على المكوث به مثلما حدث في فيتنام.

عبد الصمد ناصر: يعني ما حدود ما يمكن أن تحشدوه أنتم في.. من منظمتكم، يعني كدروع بشرية في العراق؟

د.حسام شلتوت: إن عندنا حوالي ألفين عضو بأميركا وكندا، ونحن نرغب في زيادتهم، وأرجو أن تُعلموا الإخوة العرب الأميركيين، كذلك الأميركيين والكنديين برقم تليفوننا المجاني بكندا وأميركا، وهو: (18888702377)، وكذلك رقمنا بالقاهرة وهو (00202)…

عبد الصمد ناصر [مقاطعاً]: على كل حال.. على كل حال يعني حتى لا تحسب هذه كأنها دعاية مجانية لمنظمتكم، دكتور: إحنا.. نحن قد وضعنا على الشاشة موقع المنظمة على الإنترنت قبل قليل: www.rightsandfreedom.com

وأعتقد أن من هو مهتم بالأمر قد يتصل بكم. سأعود إليك بعد قليل بعد أن أواصل في تلقي مساهمات ومشاركات السادة المشاهدين.

معي ماجد فوزي من الإمارات، ماجد تفضل أخي.

ماجد فوزي: السلام عليكم.. السلام عليكم.

عبد الصمد ناصر: وعليكم السلام.

ماجد فوزي: بسم الله الرحمن الرحيم. يا أخي، الشعوب العربية يعني خلاص ما عاد في إيدها تعمل شيء يعني. لأنه لو.. لو كان بإيدهم شيء كانوا عملوه من زمان يعني، ما شاء الله الحكام العرب يعني مو مقصرين بالشعوب العربية، فنتمنى أكبر عدد ممكن من الأجانب إن هم يقفوا بجانب العراق يعني بها المحنة هذه، وأتمنى وأناشد وأطالب صدام حسين بأنه عليه وعليهم يعني إذا صارت.

عبد الصمد ناصر: طيب وأين مسؤولية الشارع العربي الآن في دعم العراق؟

ماجد فوزي: والله يعني مساعدات اقتصادية، مساعدة مادية، يعني هذا أكثر شيء نعمله يعني، يعني يا ريت يطلع بإيدنا نعمل شيء، لكن هذا اللي نقدر عليه.

عبد الصمد ناصر: طيب أخي ماجد فوزي من الإمارات، شكراً لك.

أمير جابر من هولندا، أمير جابر، يعني ما حدود ما يمكن أن يقوم به الشارع العربي لدرء خطر ضربة أميركية على العراق؟

أمير جابر: والله يا أخي أنا عراقي، وأنا من أهل الدار، وأدرى بالذي فيها، أنا الشيء الوحيد أطلبه من الشارع العربي، لأنه نحن العراقيين كفيلين بأن نحول العراق إلى مقبرة للغزاة، لكن شيء.. بس شيء وحيد أطلبه من الأستاذ حسام ومن كل العرب، بالله سألتهم أن يذهبوا إلى العراق، يزوروا منطقة كردستان العراق، ثم تكريت، ثم ينزلوا إلى الجنوب المحافظات الوسطى والجنوبية، ويروا الإرهاب والقتل الجماعي للشعب العراقي، هنالك 2 مليون طفل عراقي قتلوا من قِبَل النظام لحرمانهم من الدواء والغذاء، أن يتحققوا من الذي ارتكب الجريمة، عندما يزيحوا.. كيف تريد من مقتول وأحد يُزنى بعرضه وتنتهك أن يحارب مع قاتله؟ أزيحوا عنا هذه الطغمة، فوالله لن يتجرأ لا الأميركان ولا غيرهم أن يدخلوا بلدنا، نحن.. نحن..

عبد الصمد ناصر: طيب.. طيب أمير جابر حتى.. حتى لو كان ذلك على حساب مصير الأمة بأسرها؟

أمير جابر: أي أمة يا أخي؟ الأمة التي تُهدر كرامتها ويُزنى بأعراضها كيف تواجه الأميركان؟ الأمة التي تواجه الأميركان.. الأمة الاستشهادية التي تُعطى الكرامة كأبناء حزب الله، كالفلسطينيين، أما أن تريد من الحاكم يقتلني ويزني بعرضي ويشرد 4 ملايين في طول الأرض وعرضها، ثم تأتي لهؤلاء الضحايا وتقول لهم: قفوا دافعوا عمن هجَّركم وعمن زنى بأعراضكم، وعمن قتلكم، كيف يحصل هذا؟ إذا أردتم فعلاً..

عبد الصمد ناصر [مقاطعاً]: طيب أخي أمير يعني أنا.. أمير عفواً على المقاطعة، نحن لا ندافع عن النظام العراقي، ولست ممن يقفون إلى جانب هذا الصف أو إلى ذاك، ولكن دعني أسألك: إذا سُمح لجهة خارجية بالتدخل في شؤون دولة عربية اليوم في العراق، غداً في دولة و.. وبعده في دول أخرى قد نكون.. قد نصبح فيما بعد دولاً محتلة بشكل أو بآخر.

أمير جابر: يا سيدي الفاضل الشعب المهدر الكرامة لا يستطيع أن يدافع عن نفسه، العبد لا يستطيع أن يدافع، نريد أحراراً، نريد شعباً.. في جنوب لبنان هزموا الإسرائيليين لماذا؟ هلا سألتم أنفسكم؟ الفلسطينيين بالحجارة وفي.. يقاومون أعتى قوة، كيف؟ لأنهم.. لأنهم يمتلكون الحرية أحراراً، نحن نريد منكم أن تعطونا الحرية.

عبد الصمد ناصر: نعم.. نعم، أمير جابر من هولندا شكراً لك أخي أمير جابر، نتحول إلى الأردن ومعي أبو زجان.. أبو راكان عفواً، أبو راكان تفضل..

أبو راكان: السلام عليكم، مساء الخير يا أخي.

عبد الصمد ناصر: مساء الخير..

أبو راكان: كيف الحال؟

عبد الصمد ناصر: الحمد لله، تفضل.

أبو راكان: أول شيء بالنسبة للأخ أمير جابر الذي يدَّعي بأنه عراقي إحنا الشعب العربي كله عراقيين، وهذا الرجل هو عبارة عن عميل أميركي يريد أن.. أن يبيع كرامته وشرفه..

عبد الصمد ناصر [مقاطعاً]: أخي أبو راكان لا نريد.. لا نريد أن يكون اتصالك ومشاركتك رداً على..

أبو راكان [مستأنفاً]: على مستوى الشعب العربي، الشعب العربي لا يزال هو أدنى.. أدنى من أن يصل أن يقوم بواجبه تجاه أمته وكرامته وشرفه ودينه، إننا.. إنا نرى الشعوب التي تحترم ذاتها وتحترم نفسياتها تدافع عن.. عن الشرف الإنساني، بينما.. بينما أميركا والغرب يريدون أن يصيغوا لنا ديننا وكرامتنا وحريتنا بالصورة التي تتواءم مع مصلحتهم، إن كرامتنا..

عبد الصمد ناصر [مقاطعاً]: طيب أبو راكان.. أبو راكان عفواً عن المقاطعة، يعني أنت كفرد يعني أكيد تعتمل فيك مشاعر الغضب، وأكيد أنك تنظر إلى الأمور بنوع من الحنق على الوضع العربي، كمواطن أكيد أنك تريد أن تشارك.. أن تُفعِّل تعبيرك السياسي، هل تعتقد بأن التقصير ليس فيك وإنما.. فيك وإنما في القيادة التي يمكن أن تقود أمثالك وأمثال.. كل من يريد أن يشارك في أي تحرك عربي شعبي لتغيير هذا العجز وهذا الواقع.. واقع العجز العربي الرسمي؟

أبو راكان: يا سيدي، لو سمحت لي القيادات العربية هي ملتزمة التزام طويل في اتجاه الغرب الذي أسَّس القاعدة لوجودها، وبالتالي هي لا تسمح للشعوب العربية بالتحرك في سبيل أن تصيغ كرامتها، الشعب العربي مكبل.. مكبل أقل تعديل في لقمة الخبز الذي يبحث عنها، الشعب العربي ضمن هذه الوطأة الأميركية القادمة يُفترض أن ينتفض لذاته، ينتفض لدينه، ينتفض لكرامته، يا سيدي، أنا أعتقد أن الشعب العراقي.. الشعب العربي جميعه هو الشعب العراقي، العراق والشعب العراقي والقيادة العراقية الآن هي أكثر ثبات وأكثر قوة وأكثر اتزان، أميركا تسقط.. أميركا تسقط أخلاقياً، أميركا تسقط سياسياً، وإن شاء الله أميركا ستسقط عسكرياً بثبات الأمة، بارتفاع.. بارتفاع نغمة قتال الأمة بإذن الله، الشعوب العربية لا تزال للآن..

عبد الصمد ناصر: أبو راكان.. نعم..

أبو راكان: لم تقدم الواجب الذي يجب أن يكون.

عبد الصمد ناصر: أبو راكان من الأردن شكراً لك.

معي عادل سعيد من بروكسل، أخي عادل هل تتفق مع من يقول بأن الشارع العربي الآن على موعد مع التاريخ؟

عادل سعيد: أخي الكريم، تحية كبيرة لك ولكل العاملين في (الجزيرة)، هناك وضع مختلف الملاحظة والاختلاف القائم بين مجتمعاتنا العربية والمجتمعات الغربية عندما نقوم بدراستها ففي الوضع الحالي هنا بأوروبا الغربية الكل يتكلم على موضوع العراق والعدوان الأميركي على العراق، فجميع الجمعيات والهيئات السياسية والنقابية والجمعيات الثقافية تقوم بدراسة هذه المسألة، وعندما تتحرك من أجل الاحتجاج ضد أميركا وضد هذا العدوان الخطير الذي يستهدف منطقة الخليج تتحرك وفق إرادتها وفي إطار القانون وفي إطار قانونها الأساسي الداخلي، إذن فهناك تأثير للرأي العام المحلي على القرار السياسي الذي تتخذه الحكومة القائمة الممثِلة أصلاً لهذه الأصوات ولهذا الشعب، ففي مجتمعاتنا العربية عندما تتحرك الجمعيات والأحزاب السياسية إما أن يكون هناك قرار يُصدَر من الحكومة التي ترخِّص لهذه المظاهرة، إذن ستكون مظاهرة مباركة من طرف نظام قائم، وإما أن تكون مظاهرة يرفعوا شعارات قد تصطدم بالقرار السياسي.

إذن هنا الكلمة للأجهزة الأمنية وللجيش الذي يتدخل لقطع هذه الأصوات، إذن المفارقة كبيرة، المدعو والمرجو أن نفهم واقع على الأرض وهو: عندما تقوم.. يقوم شعب.. تقوم جمعيات بمظاهرات وعندما تصطدم بالأجهزة القمعية هذا مبرر، لأن هذه الأجهزة التي تعكس النظام القائم تمثل النظام القائم فقط..

عبد الصمد ناصر: عادل.. عادل سعيد شكراً لك يا أخي.. نعم..

عادل سعيد: إذن هناك تصادم بين الشعب وبين النظام القائم.

عبد الصمد ناصر: الفكرة واضحة أخي.. أخي عادل، نعم، أخي عادل الفكرة واضحة، نريد فقط أن نفسح المجال لبعض.. لقراءة بعض الفاكسات التي وصلت، يقول أحد المشاركين الذي أرسل فاكس من ألمانيا، يقول: بداية تسمية الشعوب العربية بالشارع العربي هي تسمية خاطئة وليست صحيحة من الناحية السياسية يقول: من المؤكد تاريخياً أن الشعوب إذا هبت ستنتصر والشعوب العربية بدورها ليست أقل شأناً من الشعوب الأخرى، وبالتالي بإمكان الشعوب العربية موضوعياً وعملياً ليس للجم العدوان الأميركي على الأمة العربية فحسب، بل ردع كل ما يسوِّق العدوان على العراق كما هو حال الأنظمة العربية، ولكن هذا يتطلب تنظيم حركة الجماهير العربية أولاً وترتيب البيت العربي ثانياً حتى يتسنى للجماهير تحمل مسؤوليتها التاريخية والوقوف في وجه العدوان الأميركي الإسرائيلي على فلسطين كانت هذه المشاركة لشكري الهزيل من ألمانيا.

كاظم الربيعي من الولايات المتحدة يتساءل: أين كان الشارع العربي بمظاهراته ومعارضته للسياسات الدولية عندما قتل وشرد صدام حسين الشعب العراقي أو خيرة الشعب العراقي؟ لماذا لم يتم الترويج عن جرائم صدام؟ بل لمساعدة صدام لوقوفه صلباً وقوياً لقتل وتشريد المزيد من الشعب العراقي.

مشاركة أخرى يقول: بأن الشعوب العربية تتذرع بأنها مكبلة.. الخط غير واضح للأسف، يقول: أنا لا أصدق هذا الكلام، آباؤنا تحركوا عام 56 خلال أزمة الحرب الثلاثية وضد حلف بغداد.. للأسف لا أستطيع قراءة البقية الخط غير واضح.

على كل حال نأخذ اتصال هاتفي من الأخ حسن أسد من.. من السويد، أخ حسن.. يعني هل يشكل الشارع العربي فعلاً، أو هل مازال يشكل حاجزاً أمام تحقيق الولايات المتحدة الأميركية لمشاريعها الطموحة في الوطن العربي وعلى رأسها ضرب العراق؟

حسن أسد: أولاً أخ عبد الصمد، تحية إلك ولقناة (الجزيرة) وأعتقد بأني سأجيب على كل تساؤلاتك حول الدروع البشرية وغايتها. المعروف عن فكرة الدروع البشرية هي استخدام جهة أسرى وعملاء الجهة الأخرى أي العدوة أمام دباباتهم ودروعهم عند المواجهة القتالية، إيماناً منها بأن العدو سيفكر ألف مرة قبل أن يطلق النار على عدو يتحصن خلف أسراه وعملائه، وشعارات المتطوعين العرب بجعل أنفسهم دروع بشرية للحفاظ على منجزات العراق تظهر كذب الإعلام العربي وبعض المفكرين في أن الحدث القادم على النظام العراقي سيخلِّف آلاف، بل ملايين من الضحايا، وإلا بماذا نفسر قول أحد قادة المرتزقة بأنهم سيصنعون من أجسادهم دروع بشرية لمنع أميركا من ضرب المنشآت العراقية؟ ألا يعني هذا بأنهم يدركون جيداً إن أميركا أكثر إنسانية من الذين يدافعون عنه؟

أخيراً أخي عبد الصمد خوفي كعراقي هو أن يُسلح النظام المتطوعين العرب لضرب الشعب العراقي إذا ما انتفض ضده وهذا ما حدث عام 1991 عندما شارك الفلسطينيون بقمع انتفاضة الشعب العراقي للخلاص من الطغمة الفاشية، وشكراً.

عبد الصمد ناصر: نعم حسن.. نعم، شكراً أخ حسن من السويد، نعود مرة أخرى إلى ضيفنا الدكتور حسام شلتوت، يعني دكتور حسام بداية: هل يمكن أن يؤثر تصريح (ريتشارد مايرز) اليوم بتحذير العراق من مغبة استخدام دروع بشرية على عملكم في هذا الإطار؟

د.حسام شلتوت: أود أن أوضح أننا لن نستخدم دروع بشرية، إننا 200 ألف سيذهبوا كدعاة سلام، فالإنسان أكثر أهمية من استخدامه كدروع بشرية، ونحن لا نذهب لحماية القيادة أو النظام العراقي، ولكننا نذهب لحماية الشعب العراقي المغلوب على أمره، فإن الضحايا في الحرب السابقة كانوا حوالي مائة ألف من الشعب العراقي، وحرب التجويع القائمة هي تجويع الشعب وليس تجويع صدام حسين، فنحن نذهب لحماية الشعب العراقي ولا نعتقد أن تصريح مستر (مايرز) سيكون له أي تأثير، فدعاة السلام الأميركيين إنها حرب بين.. بين دُعاة السلام وهذا.. وهذا بلطجة الجيش الأميركي، إنها ليست حرب بين العرب وأميركا، ولكنها حرب بين الخير والشر.

عبد الصمد ناصر: يعني ما دمتم تعملون في هذا الإطار هل بينكم وبين منظمات أهلية أو فعَّاليات في المجتمع المدني العربي أي تنسيق أو عمل مشترك في هذا الإطار؟ والإسلامي أيضاً؟

د.حسام شلتوت: أجل، بيننا وبين كثير من.. نحن لن.. وجهنا جهودنا كجهود سلام وليست جهود دينية، فنحن لسنا على اتصال بجماعات إسلامية اتصلنا بجمعيات…

عبد الصمد ناصر: الدول الإسلامية أقصد..

د.حسام شلتوت: الدول الإسلامية، لقد اتصلنا بإيران للسماح لنا ولكن لم نأخذ رد منها حتى الآن، وكذلك اتصلنا -كما قلنا- بسوريا والأردن وننتظر الرد، ونحن ننتظر الدعم من الشارع العربي فنحن بحاجة لمتطوعين عرب، فإذا كان المتطوعون أجانب وعرب وكل هذا العدد في العراق، فإن أجهزة الإعلام ستُريهم وستُري الأميركان المقاتلين، لأن هناك أميركانيين يبغون السلام أنهم إذا ذهبوا في العراق فلن تكون نزهة، وإنما ستكون هناك مقاومة للغزو الأميركي هناك، مما ربما يحبطهم.

عبد الصمد ناصر: نعم طيب دكتور، كآخر سؤال لم يعد الوقت يسمح وباختصار من فضلك، يعني لا أريد أن أتحدث عن المظاهرات في الشارع العربي، ولكن المظاهرات في أميركا إلى أي حدٍ تلعبون دوراً في تأجيجها لمنع ضربة للعراق؟ وفي هذا الإطار يقول الأخ رفيق يوسف أسعد في مشاركته عبر الإنترنت: بأن المظاهرات في أميركا مؤثرة ويمكن أن يكون لها أكبر الأثر لثني أميركا عن القيام بضرب العراق، هل تتفق مع هذا الرأي؟

د.حسام شلتوت: أتفق مع هذا الرأي، المظاهرات في أميركا وكندا وأوروبا لها تأثير كبير، وأنا نفسي سأتجه إلى كندا لأن هناك مظاهرات في تورنتو- كندا يوم السبت السابع عشر من يناير الساعة الثانية عشر ظهراً، ستكون مظاهرة كبيرة ضد الحرب في العراق.

عبد الصمد ناصر: دكتور حسام شلتوت (رئيس منظمة الحقوق والحريات العالمية)، كان معنا في هذه الحلقة للحديث عن أهمية دور الشارع في إمكانية وقف أي عدوان على العراق.

نشكر في نهاية الحلقة كل من شاركنا سواء عبر الهاتف أو عبر البريد الإلكتروني أو عبر الإنترنت والفاكس، شكراً لكم مشاهدينا الكرام وإلى اللقاء في حلقتنا القادمة بحول الله.

المصدر: الجزيرة