الوضع الأمني في العراق
مقدمة الحلقة: | إيمان بنورة |
الضيوف | لايوجد |
تاريخ الحلقة: | 14/04/2003 |
إيمان بنوره: أهلاً بكم إلى لقاء جديد من برنامج (منبر الجزيرة) نافذتكم اليومية، وللحديث عن تطورات الوضع في العراق.
يبدو أن الأوضاع الأمنية في العراق تسير نحو التحسن بعض الشيء، إذ بدأ العراقيون يستعيدون بعض السيطرة على الموقف، لكن علامة استفهام تُطرح حول تداعيات سقوط النظام في العراق على الجاليات العربية المقيمة هناك، إذ حتى الآن لا يعرف مصير الفدائيين العرب الذين تطوعوا لتشكيل دروع بشرية، أو للقتال إلى جانب القوات العراقية، كما لا يعرف مصير أكثر من ثلاثة آلاف من اللاجئين السوريين الموالين (للرئيس السوري الأسبق) أمين الحافظ، كما يطرح السؤال أيضاً عن مصير أكثر من مليون ونصف المليون عربي جُلهم من المصريين والفلسطينيين واليمنيين كانوا يقيمون في العراق منذ سنوات فأين هم الآن؟ وأين هم اليوم؟ ولماذا انقطعت أخبارهم؟ وما مصيرهم؟
للمشاركة بالطبع نستقبل اتصالاتكم على الأرقام التالية: هاتف رقم: 9744888873
أو عن طريق الفاكس على رقم: 9744890865 كذلك يمكنكم المشاركة عبر الموقع الإلكتروني (للجزيرة) على الإنترنت وهو: www.aljazeera.net
ونبدأ الآن في تلقي أول مكالمة هاتفية، الآن معنا على الهاتف عبد الجبار من السعودية، سيد عبد الجبار تفضل.
عبد الجبار الأدعار: السلام عليكم.
إيمان بنوره: وعليكم السلام.
عبد الجبار الأدعار: أعزيكم باستشهاد البطل طارق أيوب.
إيمان بنوره: نشكرك.
عبد الجبار الأدعار: أخت إيمان احتلت العراق بتآمر دول الجوار، ومن قبلها أفغانستان، ومن قبلها فلسطين، أختي.. أختي إيمان إننا لا نبكي على صدام، ولكن على الذل التي وصلت إليه الأمة، صدق الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- حينما قال قبل 1400 عام "يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تداعت بين قصعتها [كما تداعى الأكلة إلى قصعتها]، فقال قائل من قلة نحن يؤمئذٍ يا رسول الله؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثُر ولكنكم غُثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدوركم.. من صدور عدوكم المهابة منكم وليغرسن في قلوبكم الوهن، قيل وما الوهن يا رسول الله؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت"، وقد قال الله تعالى: (وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا) وصدق عمر الفاروق رضي الله عنه..
إيمان بنوره: يبدو أننا فقدنا الاتصال مع السيد عبد الجبار من السعودية، شكراً له على كل حال، الآن معنا من العاصمة الأردنية عمان خالد أمين حافظ (ابن الرئيس السوري الأسبق من هناك أمين الحافظ) سيد خالد، بداية يعني ذكرنا في إطار مقدمتنا هذه بأن هناك أكثر من ثلاثة آلاف سوري الآن يتواجدون في الأراضي العراقية لا يُعرف مصيرهم، هل تم هناك أي نوع من الاتصال بينكم ويبن والدكم في الداخل؟
خالد أمين الحافظ (ابن الرئيس السوري الأسبق): مساء الخير ست جُمانة، ست إيمان العفو.
إيمان بنوره: مساء النور. أهلاً.
خالد أمين الحافظ: صراحة نحن بدنا نثير قضية من.. من خلال (منبر الجزيرة) ألا وهي بالبداية نحب نناشد الرئيس الدكتور بشار.. بشار الأسد أنه يسمح للجالية السورية وهم اللاجئين السياسيين الموجودين في العراق منذ أكثر من ثلاثين عام، واللي.. واللي عاشوا كل ظروف العراق ومن ضمن.. ضمن ظروف الحصار اللي كان على العراق، وعانوا معاناة الشعب العراقي، النتيجة أنه تمت احتلال بيوتهم كاملة، يعني هم ساكنين في مجمع سكني في شارع.. هايدا شقق سكنية أعطاهم إياها الرئيس العراقي صدام حسين، اللي صار إنه المنطقة اللي خلفهم هجموا عليهم وأخلوها كامل واحتلوا بيوتهم بكامل بأثاثها وبكل ما يملكون، فقسم منهم الآن بمعلومات أكيدة ومن ضمنهم والدي الفريق أمين الحافظ موجود في منطقة حصيبة على.. على.. على نقطة البوكمال على الحدود السورية، وصار لهم تقريباً يومين على المعلومات اللي عندنا، وفيه بقية قسم داخل العراق قسم بالموصل قسم في كركوك، الله أعلم ما صارت فيهم الدنيا، فيعني ها دولا.. ها دول يعني ما إلهم أي ذنب ولا.. يعني منهم شيوخ وأطفال ونساء أكثرهم طبعاً، لأنه اللاجئين السياسيين اللي أصلاً طلعوا في ذلك الوقت اللي طلع شاب صار عمره 50 سنة واللي مات واللي مات، فكل ها دول عوائلهم وأحفادهم يعني، فنناشد سيادة الرئيس بشار الأسد أنه يسمح لهم يدخلوا.. يرجعوا لبلدهم معززين مكرمين، وعفا الله عما سلف، ونتأمل منه هذا الشيء وهذا كل اللي بدي أقوله يا ست إيمان وشكراً (للجزيرة).
إيمان بنوره: سيد خالد الأمين هل هناك أي عدد أو حجم معين لهذه العائلات المعنية؟ هل العدد الذي يعني قدرناه أو ذكرناه في مقدمتنا هو العدد الحقيقي أو صحيح إلى حدٍ ما؟
خالد أمين الحافظ: هم.. هم بها الحدود بين الـ 3 آلاف إلى 4 آلاف، بس أنا ما فيني أقول لك أيش قد العدد المضبوط اللي.. اللي حالياً على الحدود السورية ينتظرون موافقة الحكومة السورية ليدخلون، يعني.. يعني فيه عدد هناك كبير يعني.. يعني هاي متأكدين منها بس، لكن فيه قسم منهم في.. في الموصل، قسم منهم في بغداد ما بنعرف إذا التحقوا بالبقية اللي موجودين الآن في حصيبة يعني.
إيمان بلوره: نعم، قلت إن صار لهم أكثر من يومين ربما على الحدود السورية العراقية..
خالد أمين الحافظ: نعم نعم نعم..
إيمان بنوره: نعم، قلت إنكم تطالبون الحكومة السورية، الموقف المتوقع من قبل الحكومة السورية، هل هناك فعلاً نية أو أمل للتفاوض، أو ربما لفتح أبواب سوريا لهؤلاء؟
خالد أمين الحافظ: إن شاء الله، ما يحتاج تفاوض إن شاء الله يعني إحنا أملنا كبير بالدكتور بشار الأسد وأنه -إن شاء الله- يسمحوا لهم يرجعون، يعني كلهم قلت لك أكثرهم شيوخ، يعني من ضمنهم والدي عمره 82 سنة الرجل يعني، وكان أمله بالحياة.. كان أمله بالدنيا إنه.. إذا.. إذا مات يندفن في أرض سوريا يعني، وإن شاء الله تتحقق له هذه الأمنية يعني ما.. والبقية كلهم نفس الشيء بدون لا ذنب ولا هاي..
إيمان بنوره: إن شاء الله.
خالد أمين الحافظ: وإن شاء الله، يعني وإحنا نشكركم جزيل الشكر إنه خليتونا يعني.. اتحتوا لنا الفرصة هاي إنه نعرض ها.. ها المشكلة، شكراً إلكم، شكراً إلكم.
إيمان بنورة: شكراً لك سيد خالد أمين الحافظ شكراً لك، الآن نتحول إلى محمد من السعودية، محمد السوري من السعودية. أهلاً بك أخ محمد.
محمد السوري: السلام عليكم.
إيمان بنوره: وعليكم السلام.
محمد السوري: أختي أعتقد أنا بأن المليون ونصف اللي تفضلتي في المقدمة عنهم، يُقال أن هناك أمل إن تغير جميع الإعلام تغطى.. الإعلام الأميركي غطى على فندق فلسطين، وما عاد نشوف إلا ساحة التحرير، وقُذفوا في.. في.. سلاح ربما لأول مرة في التاريخ يستخدم، ولو سمحت لي فيه عندي هيك بنفس الموضوع يعني أقول أنا: كيف يدعي عربي مسلم أنه ينتمي للإسلام، ويضحك بقلبه، وهو يرى العلم الأميركي والبريطاني مع جنودهم في العراق؟
جنين قد سرق الشارون بسمتها
فهل لطفل بُعيد الموت يبتسم؟
بغداد ما لمست عيناكي قافيتي
إلا وهامت بك الأقوال والحكم
أبكيتني دمعة ما كنت أذرفها
إلا إليك ولو قد ماتت الأمم
العراق حضارة وأصالة واقتصاد وعلم وقوة وعروبة، فمن جاء وقام باحتلالها رخص لحشرات المدن بالتعاون معهم على دمار وسلب كل ما يملكه العراق، لإضعافه، والاستيلاء على مقدراته النفطية، لخدمتهم، وخدمة إسرائيل، فصفق بعض ضعاف النفوس لهم، وغيرهم، متناسين دماء الشهداء الزكية التي لم تجف بعد، والجرحى الذين لم تندمل جراحهم، كل هذا الاحتلال لإضعاف العرب جميعاً، وحصل وستعرف قريباً جميع العرب ندماً كبيراً، لأنها لم .. لم تتمن لو بطن كل امرأة عربية أن يلد صداماً، والسلام عليكم ورحمة الله، شكراً.
إيمان بنوره: شكراً لك يا أخ محمد السوري من السعودية، الآن نتحول إلى رحاب التميمي من قطر تفضلي.. من الأردن عفواً، أهلاً بك.
رحاب التميمي: السلام عليكم.. السلام عليكم.
إيمان بنوره: وعليكم السلام.
رحاب التميمي: الأسرى والإجرام الأميركي الأيام يعني ممكن تكشفه، لكن أنا بدي أعلق على موضوع قرأته في الصحافة لهذا اليوم، جاء فيه إنه شارون فرح بتحقيق الحلم الإسرائيلي الممتد من النيل إلى الفرات، وأقول أنا لهذا الخنزيز: لا تفرح كثيراً إن كنت قد انتصرت في حربك على العراق، فلن تستطيع أن تغلب أو تنتصر على قَدَرِ الله في زوال دولتك العفنة، إن شبه دولتك هذه التي تطفو على سطح الأرض لن تجد لها لا بفلسطين ولا خارجها أساس متين تستقر عليها، حتى ولو حشدت كل جنود الأرض وعتادهم لترهبنا به، وحتى لو اطمئننت إلى كل حكام العرب والمسلمين، لأن هذا قدر من أسس بنيانه على جُرف هار، وأذكرك أن مثلك مثل فرعون حين أخبره المنجمون أن هناك خطر قادم يتهدد ملكه من بني إسرائيل، فأمر بقتل كل صبي ذكر لكي يحرس ملكه من قَدَرِ الله، فأتاه الله من حيث لا يحتسب، وأقول للمسلمين: أن ما نعيشه من محن وفتن إنما هو من ثمار الاستسلام إلى جريمة السلام مع أعداء الله، الذين ضرب الله عليهم اللعنة إلى يوم الدين، سلام يغضب الله الذي يأبى الذل للمسلم، كان.. لأن.. كان المسلمون (….) لهذا المسلم.. لو إن.. لو كان المسؤولون عن هذا السلام يؤمنون بالله ويقرءون القرآن لما خاضوا هذه التجربة، لأن القرآن جاء بشرح مفصل عن تكوين اليهود، وعن طبيعتهم بما يكفل لنا العزة عليهم، وأخذ الحيطة والحذر منهم، فماذا نقول فيمن يريدون أن نتعامل مع عدو يملك من الحقد كمية لو وزعت على الكرة الأرضية منذ أن بدأت إلى نهايتها لوسعتها، يريدون أن نتعامل معه بحوار ودبلوماسية، ونتعامل مع الصاروخ والدبابة بالعقلانية، فنسأل الله -سبحانه وتعالى- فقط أن يعجل بتطهير الأرض منهم ومن كل المجرمين والمفسدين، والسلام عليكم.
إيمان بنوره: شكراً لكي رحاب التميمي من الأردن، الآن نتحول إلى محمد سعيد من أميركا، تفضل أخ محمد، سيد محمد تفضل من أميركا. إذن معنا الآن إلياس أحمد من موريتانيا. سيد إلياس. يبدو أن السيد إلياس غير موجود معنا.
الآن هناك مشاركات عبر الـ Email.. رسائل الـ Email، هناك عبد العظيم فهمي المراغي الموظف من مصر يقول: إذا كانت البلطجة الأميركية نجحت في إزاحة حاكم العراق صدام حسين، فلا أعتقد أنها ستنجح في اختيار رئيس يستطيع السيطرة على مجموعة من الأيديولوجيات المختلفة.
هناك أيضاً مشاركة من فنطاس مشاري الشمري من السعودية يقول: إذا كان التخلص من ديكتاتور يعني استدعاء أميركا لاحتلال هذا البلد، فهذا يعني أن أميركا ستحتل كل الدول العربية ولن تجد هذه الدول من يتعاطف معها.
أيضاً يوسف عمر السايس المشاهد من اليمن يقول: في عراق ما بعد الحرب ستواصل القوات حرب التحرير المزعومة، حررت النفط.. كما حررت النفط من حراسه، ستحاول تحريره من أصحابه الشرعيين، مع ضمان نصيب إسرائيل في الغنيمة.
هناك أيضاً رسالة عبر الفاكس من المرسل أبو سليمان من السعودية الذي يقول.. أو ربما هذا الفاكس يتعلق بالحلقة الماضية، هناك فاكس جديد يقول: إن ما حصل للعراق هو بداية ما سيحصل لجميع الدول العربية، فأنا أقول للعلماء الذين ينادون بالجهاد أن ينادون المواطن المسكين الذي ليس له لا حول ولا قوة، فلماذا لا ينادون الجيوش العربية إلى ذلك؟ أليست هذه الجيوش مسلمة والجهاد مكتوب عليهم، أم هم فقط لحماية مجموعة من عملاء أميركا والاستعراض فقط؟
إذن يبدو أن جميع المشاهدين يشتركون في وجهات نظرهم حول الحرب الأميركية على العراق. معنا الآن محمد سعيد من الولايات المتحدة الأميركية، سيد محمد تفضل.
محمد سعيد: طيب، السلام عليكم. يا أخت، فيه عندي عدة نقاط، أول نقطة إنه إذا تحقق أن الرئيس صدام حسين استشهد، فسأصلي عليه صلاة الغائب أنا وأولادي، ياسر ونور فلسطين وهاشم.
وثانياً: مقارنة إلى زعماء العرب 22 منهم اللي همَّ من المحيط إلى الخليج، فهمَّ نفسهم ديكتاتوريين والرئيس صدام حسين كان يتميز عن كثير منهم بأنه عنده الشجاعة ووقف أمام الاستعمار وإسرائيل بالذات، وأؤكد لك يا أخت بأنه لو لم يكن صدام حسين ضد إسرائيل، وعمل علاقات مع إسرائيل لم يحصل هذه الحرب ضده على الإطلاق. أنا أذكر في عام 95 اجتمعت مع حامد حماد (وزير الثقافة والإعلام)، وأخبرني بأنه الولايات المتحدة أرسلت وفد عن طريق الملك حسين الراحل، ليه قالوا له إنه إذا عملتوا علاقات مع إسرائيل فجميع هذه الأمور والحصار الاقتصادي سينفك عنك.
الشيء الآخر إنه أنا منزعج بالتغطية الإعلامية للقنوات.. للقنوات كلها يعني، مش فقط (الجزيرة) لأنه بتحاولوا زي ما تقولوا إنه من شان تكونوا حياديين بما معناه بتحاولوا إنه تغطوا كتير الأشياء الأميركية، الإعلامية وكثير منها غير .. غير دقيقة وغير صحيحة، وأنا بأذكر إنه الشيء الرئيسي في الوقت الحاضر بسبب هذه الحرب ليس هو صدام حسين وليس هي العراق، وإنما هي مؤامرة صهيونية يهودية من داخل أميركا، وهذه بتعرفوها، وأنا أذكر إنه فيه جريدة إمبارح طلعت بيسموها (Seattle post intelligence – Seattle p.I.) بيقول له:
يعني 25 ألف متطوع مسيحي هدولا سيتحركوا إلى العراق من شان محاولة إنه يخلوا.. يمسِّحوا المسلمين إلى المسيحيين، وهدولا يرأسهم (فرانكل) اللي هو (جراهام) وهو هذا الشخص اللي توطأ [تطاول] على الرسول -صلى الله عليه وسلم- وسب عليه، هذا هو الرئيس بتاعهم.
الشيء الآخر اللي بدي أقول لك يا أختي، هاي مهم جداً طبعاً أنا لا أستطيع أن أذكر كل شيء في نفسي في هاي المداخلة، لأنه أنا أتمنى إنه أكون ضيف في.. إلى مدة طويلة جداً، لأنه أنا اكتشفت.. أنا ذهبت 3 مرات إلى العراق، أخر مرة كنت في يوم عيد الأضحى، وكان معاي مخطط من شان إفشال الضربة من داخل العراق عن طريق التنسيق الإعلامي لكافة الولايات الأميركية، وإلى آخره، ووصلت هذه المعلومات إلى.. الرؤى إلى طه ياسين رمضان وعزة إبراهيم وطارق عزيز، وكتبوا على الملف بتاعي يرجو التنسيق حالاً مع الدكتور البوريني، ولكن أخرجونا مرتين من بغداد، والمسؤول اللي أخرجني هو مسؤول في العلاقات الدولية في ديوان الرئاسة، مما جعلني أشك بأن هذا الإنسان مخترق، واسمه، ولحد الآن عرفت اسمه، هذا اليوم فقط جاءني فاكس من الأردن، اسمه الحقيقي هو عبد الرحيم الفالوجي، وكان هو يقول لي إنه اسمه عبد.. محمد عبد الرحمن الفلوجي، حتى اسمه كان بالخطأ، هناك فيه أشياء لابد أن تظهر في المستقبل، وأنا أتمنى سأُظهر هذه المعلومات الدقيقة بالأرقام وبالمستندات، هاي موجودة معاي، وبعثت قسم منها إلى الأخ فاروق القاسم من حوالي 3 أسابيع تقريباً أو أسبوعين، و.. ويا أختي أنا اللي بدي أقوله إنه هذا شيء عيب وليس من الشهامة من العرب والمسلم إنه ينهش في الشخص عندما يموت وعندما يذهب..
إيمان بنورة: نعم.. نعم.. نعم.. نعم. سيد..
محمد سعيد: يجب أن يكون الإنسان عنده شوية من الإنصاف.
إيمان بنورة: سيد محمد سعيد من أميركا، قد داهمنا الوقت. نشكرك على هذه المداخلة. وننقل للمشاهدين الكرام هذا الخبر الذي وردنا قبل قليل، حيث أفاد مراسل (الجزيرة) أن إطلاق نار كثيف بالأسلحة الرشاشة يدور حالياً ومنذ ساعة في ساحة الفردوس، الساحة الرئيسية أمام فندق فلسطين، وحتى الآن لم تعرف أسباب هذا الإطلاق الكثيف للنيران هناك.
[بث مباشر]
نعم. ونحن دائماً ننقل لكم هذه الصور من بغداد، حيث أفاد مراسلنا هناك بأن إطلاق نار كثيف بالأسلحة الرشاشة يدور منذ ساعة تقريباً في ساحة الفردوس في.. الساحة الرئيسية أمام فندق فلسطين، حيث يقطن الكثير من الصحفيين الذين يغطلوا.. يغطون تطورات الأوضاع في العراق وفي بغداد بالتحديد، وحتى الآن لم تعرف أسباب هذا الإطلاق الكثيف للنيران هناك.
وكان فندق فلسطين قد شهد صباح اليوم اجتماعاً.. قد شهد اجتماعاً للعديد من الخبراء والتقنيين ورجال الأمن على النظام السابق الذين تباحثوا إمكانية إعادة تعمير أو إعمار بغداد واستتباب الأمن والسلام بها.
من المعروف أن أول دورية للشرطة العراقية قد انطلقت قبل يومين أو قبل يوم من هذا الحادث، وقد بدأت عملها -الشرطة العراقية- بمشاركة القوات الأميركية التي دخلت إلى العاصمة العراقية بغداد قبل أيام.
نلاحظ الآن على الصور وحدات من قوات المارينز الأميركية في شوارع بغداد، وهي تتأهب على ما يبدو للرد ربما على مصادر النيران.
وقد حاولنا الاتصال بمراسلينا المتواجدين في هذه المنطقة، وهذه النقطة بالتحديد، إلا أن الظروف.. أو ظروف القصف منعتهم من الظهور أمام الكاميرات كما علمنا أن كل الصحفيين ابتعدوا عن جوار الفندق، لأنه يعتبر منطقة إطلاق نار خطيرة.
إذن نشاهد في الصور وحدات من قوات المارينز الأميركية في شوارع بغداد. لا نعلم حتى الآن مصدر هذه النيران، لكن من المؤكد أنها تنطلق من قرب فندق فلسطين هناك. ومن المعلوم أن ساحة الفردوس كانت قد شهدت دخول القوات الأميركية لها، وأيضاً تدمير تمثال للرئيس العراقي صدام حسين قبل أيام من.. من الآن، وأعود وأذكر أن مراسلينا في بغداد قد حاولنا الاتصال بهم، لكنهم.. أو لكن ذلك حال دون الوصول إليهم، وذلك لصعوبة ظهورهم أمام الكاميرات، لأن المنطقة تعتبر منطقة خطرة، ومنطقة إطلاق نار خطرة.
إذن ليس هناك أي جديد فيما يتعلق بهذه الاشتباكات الدائرة حالياً في فندق فلسطين في العاصمة العراقية بغداد، حتى الآن نحن ننتظر لحال وصول مراسلينا على المعلومات المؤكدة، حتى يتمكن أحدهم من الظهور أمام الكاميرا، لإفادتنا بأي معلومات أو تفاصيل جديدة.
يذكر أن فندق فلسطين كان تعرض للقصف مرة سابقة في طوابقه العليا، مما أسفر عن إصابة.. جرح ومقتل اثنين من الصحفيين، أحدهم أوكراني والآخر إسباني.
إذن هذه الصور تصلنا من العاصمة العراقية بغداد.
ويأتي هذا التبادل لإطلاق النار في شوارع بغداد بعد أيام من الهدوء الذي خيم على ساحة الفردوس والمناطق التي دخلتها القوات الأميركية منذ حوالي أسبوع، وتزامن إطلاق النار هذا مع توجه القوات الأميركية اليوم إلى تكريت أخر المدن الكبرى العراقية، وهي مسقط رأس الرئيس العراقي صدام حسين، وتعتبر من الأهداف الرمزية والمعنوية التي يهم القوات الأميركية السيطرة عليها.
ويأتي أو تأتي هذه التطورات فيما شدد أو أكد الرئيس الأميركي (جورج بوش) على خطط أميركية يبدو أنها جديدة باتجاه المنطقة، فقد وجه مجدداً تحذيراً أو تهماً لسوريا بحيازة أسلحة كيماوية، وكأنه يضعها أمام خيارين لا ثالث لهما، إما التعاون الكامل مع الولايات المتحدة، أو ربما تواجه نفس المصير الذي يواجهه العراق حالياً.
وبالعودة إلى الاشتباكات في.. أو معارك تكريت، وما جرى اليوم في جنوبي المدينة، فقد علَّق وزير الدفاع الأميركي (رامسفيلد) بأن هم -حسب أقوال الأميركيين -بأنهم واجهوا مقاومة ضعيفة، إلا أن مراسلنا وحسب أحاديث لبعض الموجودين هناك أكد على وجود هذه المقاومة.
كما أنه بالنسبة لمدينة تكريت أيضاً إحدى كبريات المدن العراقية، فكان هناك مطلب من قبل المواطنين هناك أو ربما رغبة بالتفاوض لحل الأزمة سلمياً، إلا أن الإدارة الأميركية لم توضح موقفها حول هذا المطلب.
معنا الآن على الهاتف مباشرة قاسم جعفر، سيد قاسم بداية ما تقييمك لما يجري الآن؟ هل تقيم لنا الصورة الآن في بغداد؟
صوت/ قاسم جعفر (محلل استراتيجي): يبدو من الواضح أن هناك اشتباكات مردها بطبيعة الحال عدم تمكن القوات الأميركية من السيطرة تماماً على الوضع الأمني في العاصمة العراقية، وهذا أمر كانت القيادة العسكرية الأميركية قد حذرت منه مراراً، في كل مرة كانت تُسأل فيه عن.. عما إذا كانت قد تمكنت من السيطرة فعلاً على الوضع في العاصمة العراقية، كان الجواب أنها تمكنت من السيطرة على هذا الوضع إلى حد ما، ولكن لا يزال هناك المزيد مما ينبغي عمله، ويبدو أن تقديراتها أو تحذيراتها هذه كانت في محلها.
إيمان بنوره: أليس غريباً أن يكون إطلاق النار في هذا المنطقة بالذات، وحول فندق فلسطين الذي استهدفته الدبابات الأميركية منذ أسبوع، وأعلن الأميركيون أن هذه المنطقة بالذات تتمتع بالأمان؟
قاسم جعفر: لم يعلن الأميركيون أن هذه المنطقة أو أي منطقة أخرى من بغداد -في الحقيقة- تتمتع بالأمان ، ولذلك كانوا يكررون ويؤكدون دائماً -إذا لاحظنا- من خلال جميع تصريحاتهم الرسمية، كانوا يؤكدون أن بغداد لا تزال منطقة عمليات عسكرية، وكانوا يشملون بذلك كل أطراف ومناطق العاصمة العراقية، لا أعتقد أن الأميركيين -حتى الآن- كانوا مقتنعين بأنهم تمكنوا من القضاء بصورة فاعلة ونهائية على العناصر التي قد لا تزال تكون مؤيدة للرئيس العراقي صدام حسين وللقيادة العراقية، أو التي لا تزال ربما تشعر نفسها بأنها محاصرة أو قادرة على تنفيذ عمليات معادية ومضادة للقوات الأميركية الموجودة في بغداد، ولذلك أنا لا أستغرب على الإطلاق أن تكون مثل هذه الأحداث جارية، وربما أيضاً تحدث عمليات مماثلة في مناطق أخرى، ليس فقط في بغداد ولكن حتى في مناطق أخرى من العراق، الحرب -حتى الآن- لم تنته بالمعنى الشامل، الذي انتهى حتى الآن كان بمعنى المواجهات الميدانية النظامية وشبه النظامية التي كان يمكن أن تحدث بين القوات العراقية وبين القوات الأميركية والبريطانية على مختلف الجبهات.
أما من حيث العمليات الأمنية الطابع التي ربما كانت هذه الحادثة الآن في العاصمة العراقية مثالاً عليها، فأعتقد أنها قد تستمر، وقد تستمر لفترة طويلة.
إيمان بنوره: نعم، على ذكر المناطق الأخرى، ما هو تقييمك أيضاً لما جرى اليوم في تكريت؟
قاسم جعفر: بطبيعة الحال كانت هذه مسألة أخرى تشابه وتذكر إلى حد بعيد بما حدث مع.. بما حدث في العاصمة العراقية بغداد، كان يُفترض أن تكون مدينة تكريت، ما كان يُعرف بالموقعة الأخيرة أو الموقعة النهائية في الحرب، من خلال ما كان يُعتقد عن وجود فرقة كاملة من الحرس الجمهوري وهي فرقة عدنان على مشارفها، وإذ تبين أن الدخول إليها -الدخول ولا أقول السيطرة عليها- ولكن الدخول إليها والسيطرة على مشارفها كانت أسهل مما كان يُعتقد، نتيجة لمجموعة من العوامل التي بدأت تتضح مثل القصف الجوي، وأيضاً المفاوضات التي جرت بين الجانب العراقي من جهة.. بين زعماء العشائر وبين القيادة العسكرية الأميركية من جهة أخرى، لكن هذا لا يعني بدوره بأن تكريت مثلها مثل بغداد، ومثلها مثل غيرها من المدن والمناطق العراقية، قد لا تكون لا تزال عرضة لعمليات عسكرية ذات طابع أمني في مواجهة القوات الأميركية وربما القوات البريطانية أيضاً.
إيمان بنوره: طيب سيد جعفر أيضاً تقييمك لهوية هذه المقاومة التي نشهدها الآن، هل هم من عناصر الجيش النظامي العراقي، أم ميليشيات الحزب، أم ربما من فدائيي صدام أو المتطوعين العرب الذين دخلوا العراق مؤخراً؟
قاسم جعفر: في الواقع أعتقد أنهم مزيج من كل هذه العناصر.. العناصر التي ذكرتيها، يعني أعتقد أن هناك ربما بعض بقايا من الجنود والعناصر النظامية الذين تركوا تشكيلاتهم وقطاعاتهم، هناك بالطبع بعض ما.. ما.. لا يزالوا يعني بقايا من الميليشيات الحزبية، ميليشيا حزب البعث، وأيضاً عناصر فدائي صدام، وعناصر المقاتلين المحليين الذين كانوا مسلحين على مستوى محلي في الأحياء والمناطق الشعبية وغيرها، بالإضافة طبعاً إلى المقاتلين من المتطوعين العرب الذين لا يزالون متواجدين في مناطق مختلفة، وبالذات أيضاً في العاصمة العراقية، فأعتقد أن هناك مزيج من هذه العناصر التي لا تزال مسلحة ولا تزال قادرة على تنفيذ عمليات من هذا النوع ضد القوات الأميركية.
إيمان بنوره: ألا تبعث هذه الاشتباكات أو هذا الإطلاق النار اليوم والذي يجري حالياً في العاصمة العراقية رسالة إلى الأميركيين بأن الحرب لم تنتهِ، وبأن الطريق مازال طويلاً أمامهم في العراق؟
قاسم جعفر: صحيح الحرب لم تنته وكما سبق وذكرنا- أعتقد أن القيادة العسكرية الأميركية كانت أول من قال ذلك، ووزير الدفاع الأميركي والرئيس (بوش) قالوا ذلك في عدة مناسبات قالوا أن الحرب لم تنتهِ، حتى اليوم الجنرال (تومي فرانكس) في تصريحه اليومي الرسمي قال: أن هناك لا يزال الكثير مما ينبغي عمله، وأن الحرب لا تزال كما قال في الإنجليزية Far From Over، أنها لم تنتهِ ولن تنتهي قبل وقت طويل، فهذا أعتقد أمر واضح بالنسبة للقيادة العسكرية الأميركية، ما انتهى بالنسبة للقيادة الأميركية هو النظام العراقي، والآن ما يحدث هو يعني محاولة تطهير وتنظيف ما تبقى من هذا النظام، وأعتقد أن الأميركيين في هذه المسألة يعني يعرفون تماماً أنها ستكون صعبة وستكون ربما مكلِّفة، ولكن الهدف الاستراتيجي للحرب وهو إنهاء النظام أعتقد بالنسبة للأميركيين وفي نظر الأميركيين يعتقدون أنه تحقق.
إيمان بنوره: يعني سيد جعفر، حسب رأيك ما مصير القيادة العراقية؟ لم نسمع عنها شيئاً مؤخراً، هل قُتلت؟ هل أُسرت، هل هربت إلى الخارج كما تطرح بعض السيناريوهات؟
قاسم جعفر: والله هذا السؤال يعني لا أعتقد أن الرئيس جورج بوش نفسه يمكن أن يجيب عليه، هناك الكثير من الافتراضات، الكثير من التكهنات، الكثير من التساؤلات حول مصير القيادة العراقية، هناك من يقول أن بعض أفراد هذه القيادة قد تمكنوا من النجاة، وربما حتى اللجوء إلى الخارج، هناك البعض ممن يعتقد أن جميع أو معظم الصف الأول من هذه القيادة بما في ذلك الرئيس صدام حسين نفسه، وربما يعني نجلاه قصي وعدي قد قضوا في عملية عسكرية أو في هجوم جوي أميركي، أنا أعتقد أن حتى الآن، وإذا كنت أقول ذلك بموجب تقدير شخصي لا أكثر ولا أقل أعتقد أنه ربما كان هناك احتمال بأن هذه القيادة إذا كانت لا تزال على قيد الحياة، فأنا أعتقد أنها لا تزال موجودة في بغداد.
إيمان بنوره: بالنسبة لعملية المقاومة أو هذه المقاومة المتقطعة هنا وهناك، هل يمكن أن يكتب لها النجاح؟ هل يمكن أن تؤثر على العمليات العسكرية الأميركية التي تجري حالياً؟
قاسم جعفر: تقديري الشخصي أن هذه المقاومة ليست أكثر من عمليات إعاقة وعرقلة ربما كانت مكلفة فعلاً، قد تؤدي إلى إلحاق خسائر في القوات الأميركية والبريطانية، ربما تعيق وتؤخر تحقيق هذه القوات لأهدافها النهائية، ولكن لا أعتقد أن هذه المقاومة تتمتع بالمقومات الذاتية والموضوعية، الشعبية، والسياسية، والميدانية، والاستراتيجية البعيدة المدى الكافية لأن تتحول إلى فعلاً يعني عامل يؤدي إلى إفشال الخطة العسكرية الأميركية والبريطانية على الأقل ليس في المدى القريب أو في المدى المتوسط.
إيمان بنوره: إلى جانب العراق قليلاً توالت التهديدات الأميركية ضد سوريا، آخرها على لسان الرئيس بوش، يتهمها فيها بحيازة أسلحة كيماوية، يعني هل تقرأ في ذلك تمهيداً ربما لعمل يماثل ما جرى أو يجري في العراق؟
قاسم جعفر: أنا في الواقع أستبعد إلى حدٍ كبير وقد أكون مخطئاً، ولكن أيضاً تقديري الشخصي أستبعد إلى حدٍ كبير أن تلجأ القيادة الأميركية إلى أسلوب مماثل في التعامل مع سوريا على الأقل في هذا الظرف، في المقابل أعتقد أن القيادة الأميركية تمارس ما يمكن أن نصفه بضغوط متوقعة من جانبها لحمل سوريا على تقديم تنازلات، واتخاذ مواقف سياسية معينة، قبل أن تضطر الولايات المتحدة للتصعيد بشكل يعني ملموس مع سوريا، أنا أعتقد أن التصعيد العسكري مع سوريا في هذه المرحلة على الأقل ليس وارداً، لأن هناك الكثير والكثير من المجال المتبقي في العلاقات السورية الأميركية للدخول في عملية مقايضة وتفاوض سياسي، قبل الوصول إلى أي تفكير بالوسائل العسكرية.
ولكن هذا لا يعني في المقابل أن سوريا لا تتعرض إلى ضغوط، وقد سمعنا هذه الضغوط على لسان الرئيس بوش، وسمعناها على لسان وزير الدفاع (رامسفيلد) وغيره، وهي ضغوط تتعلق -كما تفضلتِ- بالأسلحة.. أسلحة الدمار الشامل، سواء كانت السورية المزعومة منها أو سواء ما زُعم عن تهريب أسلحة عراقية إليها، تتعلق أيضاً بمسألة الإرهاب والعلاقات ببعض التنظيمات التي تصنفها الولايات المتحدة على أنها إرهابية، بينما بتنظر إليها سوريا على أنها تنظيمات وحركات تحرر وطني، وهي معروفة طبعاً سواء كانت لبنانية أو فلسطينية وغيرها، هناك العديد من يعني -إذا صح التعبير- العديد من نقاط الخلاف المبدئية بين الموقفين السوري والأميركي فيما يتعلق بالقضايا المطروحة على صعيد الشرق الأوسط، والتي تحاول واشنطن الآن أن تمارس الضغوط السياسية على سوريا من أجل دفعها أو حملها على اتخاذ مواقف أكثر قرباً من السياسات الأميركية حيالها، لكن لا أعتقد أن هذه الضغوط السياسية سوف تصل في المستقبل المنظور على الأقل إلى مستوى الضغوط العسكرية.
إيمان بنوره: نعم، سيد جعفر، يعني بالعودة إلى ما يحدث الآن على الساحة العراقية في الميدان، هل -برأيك- ستبدو عملية السيطرة الأمنية على بغداد والمناطق العراقية، يعني المدة الزمنية المتوقعة، ونحن نرى نمط إيقاع العمليات العسكرية الجارية؟ هل ستبدو سهلة؟ هل هناك من جدول زمني فعلاً يمكن تحديده من قبلكم – المحللين العسكريين – لذلك؟
قاسم جعفر: لا أعتقد أنه من الممكن تحديد جدول زمني بالمعنى الدقيق للكلمة، ولكن أعتقد أننا لا.. لا.. يعني لا نزال نتحدث عن مسألة أسابيع وليس أشهر وربما أيام، يعني في نهاية المطاف النظام العسكري بالمفهوم الذي كان قائماً فيه كأداة مسيطرة على الوضع السياسي، والإداري، والاقتصادي، والمعيشي، والعسكري، والإطار الاستراتيجي العام للدولة العراقية قد زال، قد انتهى، لم يعد هناك ما يمكن أن نصفه بنظام عراقي قائم، أو بحكومة عراقية قادرة على أخذ الأمور تحت زمام السيطرة، من هذا المنطلق فإن ما نشهده الآن هو عمليات -كما ذكرنا- عمليات أمنية الطابع، ستؤدي إلى إلحاق خسائر في القوات الأميركية والبريطانية، ستؤدي إلى زيادة العرقلة والعوائق أمام هذه القوات، ولكن لا أعتقد أنها ستكون ذات تأثير حقيقي بالمعنى الاستراتيجي البعيد المدى للكلمة.
إيمان بنوره: تتحدث عن العرقلة والعوائق، يعني أهم هذه العوائق التي تحول دون تحقيق هذا الهدف أو الأمن والسلام هنا؟
قاسم جعفر: لأن المقاومة إذا كانت ستكون مقاومة طويلة وشعبية بعيدة المدى، فهي لا.. لا يعني يجب أن يكون لديها مقومات مؤهلة لذلك، يجب أن تكون هناك قيادة سياسية تديرها وتعبئها، يجب أن يكون هناك إرادة شعبية تريد أن تخوضها، يجب أن يكون هناك ظروف إقليمية ودولية محيطة ومناسبة وملائمة لها، لا أعتقد أن هذه العوامل متوافرة في الوضع العراقي يعني حالياً، ولا أراها قد تتوافر في المستقبل المنظور.
إيمان بنوره: نعم، السيد جعفر أو قاسم جعفر، شكراً جزيلاً لك على هذه المعلومات وهذه المشاركة.
قاسم جعفر: أهلاً وسهلاً.
[نهاية البث المباشر]
إيمان بنوره: الآن نعود لكم إلى برنامج (منبر الجزيرة)، وإلى موضوعنا الرئيسي، وفي سياق حلقتنا لهذا اليوم وصلتنا رسائل عدة من بينها رسالة من الزميل وليد العمري مراسلنا في الأراضي الفلسطينية تقول: إنهم تلقوا سيلاً جارفاً من أهالي وذوي فلسطينيين في العراق وتحديداً بغداد، يسألون عما إذا كان بالإمكان أن تتوفر وسيلة تطمئنهم على أبنائهم من طلبة ومواطنين في العراق، العديد من الفلسطينيين يطالبونهم -وكما يقول وليد- بهواتف الزملاء في العراق، هواتف الزملاء المراسلين بالطبع في العراق وتحديداً في بغداد للاطمئنان على ذويهم.
نحن نقول إن (الجزيرة) بمراسليها في بغداد مستعدة على الدوام لتقديم أي مساعدة إنسانية، ولكن بالإضافة إلى الأعباء الكثيرة والثقيلة لمراسلينا من الزملاء فإن غياب وانقطاع الخدمات المدنية وعلى رأسها بالطبع الاتصالات الهاتفية تحول دون ذلك، وتجعل مهمة المراسلين هناك أصعب، وقد اقترح علينا الزملاء في فلسطين إن كان بالإمكان الاعتماد على رقم هاتف لجهة عربية أو أجنبية في بغداد تحاول أن تعالج شؤون المتصلين، لكن للأسف الهواتف معطلة..
الآن نعود بكم إلى رسائلنا عبر البريد الإلكتروني، وهناك عبد الحقاني محمد من السودان، يقول: هل .. العراقيين الذين كانوا يرفضون حكم صدام ما هو موقفهم الآن؟
هناك مشاركة أيضاً من جهيمان العتيبي.. العتيبي، يقول: إن الدليل القاطع على أن الأميركيين تواطئوا مع عمليات النهب والسلب، ودفعوا بعض العصابات، لذلك هو حمايتهم لوزارة النفط في بغداد والموصل.
أيضاً لبنى من السودان تقول: أهلنا في العراق، المغول الجدد سيذهبون -بإذن الله- عاجلاً أم آجلاً، ولكن الأهم أن تحافظوا على وحدتكم، نستحلفكم بالله أن تنسوا الخلافات، لأن قوتكم في وحدتكم.
إذن هناك أيضاً بعض الفاكسات التي وصلتنا، فالسيد أحمد ناصر يقول: إذا كانت أميركا تريد تسويق الديمقراطية والحرية، وهي لديها قوات عسكرية في 11 دولة عربية، لماذا لا تفرض الديمقراطية في مكان وجودها علماً أن هؤلاء الحكام قمة الديكتاتورية، أما سر اختفاء السلطة في العراق، فإن أميركا تعرف كل شيء عنه، وتبقيه سراً لتهديد جيران العراق، وفي التاريخ أمثلة كهتلر الذي اختفى 50 عاماً حتى هُدم جدار برلين، وحتى انهيار الاتحاد السوفيتي.
لا أعلم إن كان لدينا متصلين الآن، يبدو أن لدينا بعض الاتصالات، إذن تفضل.. آلو، تفضل.
معنا الآن من العاصمة العراقية ماهر عبد الله، ماهر مراسلنا في بغداد.. ماهر، ما الذي يجري بالضبط في الساحة العراقية؟
صوت/ ماهر عبد الله (مراسل الجزيرة – بغداد): والله يا ستي لا ندري ما الذي يدري، الآن فيه.. فيه فترة هدوء غريبة سبقتها منذ نصف ساعة عملية تراشق غريبة لإطلاق النار، لم ندرِ الجهة الأخرى، لكن كانت تأتي من الجهة الجنوبية الشرقية من خلف مسجد الشهيد في ساحة الفردوس، فهرع كل رجال المارينز أو جزء كبير من رجال المارينز المتواجدين في الفندق، وبدءوا بإطلاق نار كثيف جداً باتجاه المسجد، وتحديداً اتجاه الجهة التي صدر منها إطلاق النار في.. في المرة الأولى، فصار التراشق على مرحلتين، في المرحلة الأولى استمر يمكن 4 أو 5 دقائق، أو أقل قليلاً، كان يعني رشق كثيف جداً لإطلاق النار، هدأ دقيقة أو دقيقتين، ثم عاد لينفجر مرة أخرى، ولم يتوقف إلا أن قامت إحدى الدبابات بإطلاق قنبلة إنارة أنارت كل المنطقة اللي خلف المسجد، الآن انطلقت رصاصة أخرى من نفس الجهة التي انطلقت فيها المرة في الأولى، الوحيد اللي تجرأ على الخروج خلفهم كان مصورنا (محمد فيخر) لا أدري إذا كانت الصور وصلتكم أم لا، صور جزء من حركة الجنود وهم يهرعون باتجاه بوابة الفندق، وخارجين للمشاركة مع بعض زملائهم في القتال، لكن كما قلت لكِ الآن عاد الجو إلى الهدوء، وهذه طلقة أخرى، يبدو إنه ليس هدوءاً تاماً.. يعني من حيث ها القصف لا أدري من أين يصدر مصدر إطلاق النار، لكن هو في الجهة الجنوبية الشرقية من خلف مسجد الشهيد في ساحة الفردوس في الرصافة في بغداد، هذا ما يجري عندنا الليلة في بغداد.
إيمان بنوره: نعم، ماهر، هل هناك من تقدير لك لحجم القوة العسكرية الأميركية الموجودة الآن في ساحة الفردوس، هل يمكن أو يمكنك أن.. أن ربما يعني توضح لنا حجم القوة العسكرية؟
ماهر عبد الله: الحجم ها الآن الدنيا ليل ومظلمة يعني أنا الآن أمامي رجل من رجال المارينز يحمل مسدساً ويهرع تجاه الباب، لاحقاً بزميل له كان خرج قبله، هم في العادة يستحكمون خلف الأسوار النباتية هذه، بعض شجيرات صغيرة تحيط بالفندق من.. من جهاته الأربع، طبعاً أخذهم على حين غرة بعد المجموعة الأولى من.. من.. من تراشق إطلاق النار خرجت مجموعات كبيرة منهم، أعدادهم في الفندق طبعاً كبيرة جداً، يعني أعتقد أنهم يعدون بالمئات.. بالمئات، قد لا يصلون إلى الألف لكن همَّ قطعاً بالمئات، لأنه في تراشق إطلاق النار في.. في المساء أمس كنا في.. على أعلى.. على سطح الفندق وكنا نشاهدهم وهم يستحكمون على الضفة القريبة من الفندق على.. على نهر دجلة، وكانوا يقصفون باتجاه الآخر، الليلة بحكم الظلام وبحكم الخوف الشديد لأنه كان إطلاق النار قريب جداً علينا، لأنه نتحدث عن.. عن أمتار.. أمتار قليلة لا تتجاوز الـ 15 إلى 20 متر لم نستطع أن نقترب أكثر، المصور حال.. حاول اللحاق بهم، لكن طبعاً منعوه من الخروج على البوابة فصوَّر إلى منطقة البوابة.
إيمان بنوره: نعم، ماهر عبد الله، شكراً جزيلاً لك من العاصمة العراقية، سوف نعود لك في سياق نشراتنا الإخبارية اللاحقة بالتأكيد، ونعتذر أيضاً لمشاهدينا.. لمشاهدي برنامج (منبر الجزيرة) الذين لم نتمكن من اتخاذ اتصالاتهم أو قراءة رسائلهم البريدية أو عبر الفاكس، بالطبع لوصول هذه الصور الحية ولتغطيتنا المتواصلة لمجريات الأمر في بغداد، الآن شكراً لكم على المتابعة، ونلقاكم مجدداً بإذن الله، إلى اللقاء.